کتابخانه روایات شیعه
عن محمّد بن حمران 20505 قال: قلت لأبي جعفر- عليه السّلام-: فقوله: فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ .
قال: ذاك من كانت له منزلة 20506 عند الإمام.
قلت: وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ .
قال: ذاك من وصف بهذا الأمر.
قلت: وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ .
قال: الجاحدين للإمام- عليه السّلام-.
فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)، وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94): و ذلك ما يجد في القبر من سموم النّار و دخانها 20507 .
و
في الكافي 20508 : عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن آدم بن إسحاق، عن عبد الرّزاق بن مهران، عن الحسين بن ميمون، عن محمّد بن سالم، عن أبي جعفر- عليه السّلام- حديث طويل، يقول فيه: و انزل في الواقعة: وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (الآية) [فهؤلاء مشركون].
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 20509 : وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (الآية)] 20510 في أعداء آل محمّد- صلوات اللّه عليهم-.
و فيه 20511 متّصلا بآخر ما نقلنا عنه أوّلا، أعني: قوله: في الآخرة. وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ، فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ في قبره وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ في الآخرة.
و
في أمالي الصّدوق- رحمه اللّه- 20512 متّصلا بآخر ما نقلناه عنه سابقا، أعني: قوله- عليه السّلام-: يعني في الآخرة. ثمّ قال: إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفا من الزّبانية إلى قبره، و إنّه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلّا الثّقلان، و يقول: لو أنّ لي كرّة فأكون من المؤمنين، و يقول: رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ .
فتجيبه الزّبانيّة: كلّا إنّها كلمة أنت قائلها». و يناديهم ملك: لو ردّ لعاد لما نهى عنه.
فإذا ادخل قبره و فارقه النّاس أتاه منكره و نكير في أهول صورة فيقيمانه، ثمّ يقولان له: من ربّك، و ما دينك، و من نبيّك؟ فيتلجلج لسانه و لا يقدر على الجواب، فيضربانه ضربة من عذاب اللّه يذعر لها كلّ شيء.
ثمّ يقولان له: من ربّك، و ما دينك، و من نبيك؟
فيقول: لا أدري.
فيقولان له: لا دريت و لا هديت و لا أفلحت.
ثمّ يفتحان له بابا إلى النّار و ينزلان إليه الحميم من جهنّم، و ذلك قول اللّه:
وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ، فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ، يعني: في القبر 20513 وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ، يعني: في الآخرة.
[و فيه 20514 أيضا متّصلا بآخر ما نقلنا عنه بعد ذلك أعني قوله يعني في الآخرة بإسناده إلى الصّادق- عليه السّلام- قال: و أمّا إن كان من المكذّبين الضالين فنزل من حميم يعني في قبره و تصلية جحيم يعني في الآخرة.] 20515
و
في الكافي 20516 ، متّصلا بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعني: قوله 20517 : ارتحل من الدّنيا إلى الجنّة. و إذا كان لربّه عدوّا، فإنّه يأتيه أقبح من خلق اللّه [زيّا] 20518 و رؤيا و أنتنهم 20519 ريحا، فيقول له: أبشر بنزل من حميم و تصلية جحيم. (الحديث)
و
في نهج البلاغة 20520 : قال- عليه السّلام-: حتّى إذا انصرف المشيّع، و رجع المتضجّع، اقعد في حفرته نجيا لبهتة السّؤال 20521 ، و عثرة الامتحان 20522 . و أعظم ما هنالك بليّة نزول 20523 الحميم، و تصلية الجحيم، و فورات السّعير، [و سورات الزفير] 20524 . لا فترة 20525 مريحة
[و لا دعة مزيحة] 20526 ، و لا قوّة حاجزة، و لا موتة 20527 ناجزة 20528 ، و لا سنة 20529 مسلّية، بين أطوار الموتات 20530 ، و عذاب السّاعات!
إِنَّ هذا ، أي: الّذي ذكر في السّورة أو في شأن القرآن 20531 .
لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)، أي: حقّ الخبر اليقين.
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96): فنزّهه بذكر اسمه عمّا لا يليق بعظمة شأنه.
سورة الحديد
مدنيّة.
مكّيّة.
و آياتها تسع و عشرون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 20532 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة الحديد و المجادلة في صلاة فريضة أدمنها، لم يعذّبه اللّه حتّى يموت أبدا، و لا يرى في نفسه و لا أهله سوءا أبدا، و لا خصاصة في بدنه.
و
في مجمع البيان 20533 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأ سورة الحديد، كتب من الّذين آمنوا باللّه و رسله 20534 .
العرباض 20535 بن سارية قال: إنّ النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد، و يقول: إنّ فيهنّ آية أفضل من ألف آية.
و
روى عمرو بن شمر 20536 : عن جابر الجعفيّ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: من قرأ المسبّحات كلّها قبل أن ينام، لم يمت حتّى يدرك القائم [- عليه السّلام-] 20537 ، و إن مات كان في جوار رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ذكر ها هنا و في الحشر و الصّف بلفظ الماضي، و في الجمعة و التّغابن بلفظ المضارع، إشعارا بأنّ من شأن ما أسند إليه أن يسبّحه في جميع أوقاته لأنّه دلالة جبليّة 20538 لا تختلف باختلاف الحالات. و مجيء المصدر مطلقا في سورة بني إسرائيل 20539 أبلغ، من حيث أنّه يشعر بإطلاقه على استحقاقه التّسبيح من كلّ شيء و في كلّ حال.
و إنّما عدّي بالّلام و هو معدّي بنفسه، مثل: نصحت له، في «نصحته» إشعارا بأنّ إيقاع الفعل لأجل اللّه خالصا لوجهه.
وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1): حال يشعر بما هو المبدأ للتّسبيح.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 20540 : سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قال: هو قوله: أعطيت جوامع الكلم.
لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ : فإنّه الموجد و المتصرّف فيها.
يُحْيِي وَ يُمِيتُ : استئناف. أو خبر لمحذوف. أو حال من المجرور في «له».
وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ : من الإحياء و الإماتة و غيرهما.
قَدِيرٌ (2): تامّ القدرة.
هُوَ الْأَوَّلُ : السّابق على سائر الموجودات، من حيث أنّه موجدها و محدثها.
وَ الْآخِرُ : الباقي بعد فنائها و لو بالنّظر إلى ذاتها مع قطع النّظر عن غيرها 20541 . أو هو الأوّل الّذي تبتدئ منه الأسباب، و الآخر الّذي تنتهي إليه المسبّبات. أو الأوّل خارجا، و الآخر ذهنا 20542 .
و
في الكافي 20543 : أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن فضيل بن عثمان، عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عن قول اللّه: هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ ، و قلت: أمّا الأوّل فقد عرفناه، و أمّا الآخر فبيّن لنا تفسيره.
فقال: إنّه ليس شيء إلّا يبيد أو يتغيّر أو يدخله التّغيّر و الزّوال، و ينتقل من لون إلى لون و من هيئة إلى هيئة و من صفة إلى صفة و من زيادة إلى نقصان و من نقصان إلى زيادة، إلّا ربّ العالمين، فإنّه لم يزل و لا يزال بحالة واحدة، هو الأوّل قبل كلّ شيء، و هو الآخر على ما لم يزل، و لا تختلف عليه الصّفات و الأسماء، كما تختلف على غيره، مثل، الإنسان الّذي يكون ترابا مرّة و مرّة لحما و دما و مرّة رفاتا و رميما، و كالبسر 20544 الّذي يكون مرّة بلحا و مرّة بسرا و مرّة رطبا و مرّة تمرا، فتتبدّل عليه الأسماء و الصّفات، و اللّه بخلاف ذلك.
عليّ بن إبراهيم 20545 ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن محمّد بن حكيم، عن ميمون البان قال: سمعت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- [و قد سئل] 20546 عن الأوّل و الآخر، فقال: الأوّل لا عن أوّل قبله و لا عن بدء سبقه، و الآخر لا عن نهاية، كما يعقل عن صفة المخلوقين، و لكن قديم أوّل قديم 20547 آخر، لم يزل و لا يزال 20548 بغير بدء 20549 و لا نهاية، لا يقع عليه الحدوث و لا يحول من حال إلى حال، خالق كلّ شيء.
عليّ بن محمّد 20550 ، مرسلا: عن الرّضا- عليه السّلام- قال: قال: اعلم، علّمك 20551 اللّه الخير، أنّ اللّه قديم و القدم صفته الّتي دلّت العاقل 20552 على أنّه لا شيء قبله و لا شيء معه في ديموميّته، فقد بان لنا بإقرار العامّة معجزة الصّفة أنّه لا شيء قبل اللّه و لا شيء مع اللّه في بقائه، و بطل قول من زعم أنّه كان قبله أو كان معه شيء، و ذلك أنّه لو كان معه شيء في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له لأنّه لم يزل معه، فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه؟ و لو
كان قبله شيء كان الأوّل ذلك الشّيء لا هذا، و كان الأوّل أولى 20553 بأن يكون خالقا للأوّل.
عدّة من أصحابنا 20554 ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، رفعه قال: اجتمعت اليهود إلى رأس الجالوت، فقالوا له: إنّ هذا الرّجل عالم، يعنون: أمير المؤمنين- عليه السّلام- فانطلق بناء إليه نسأله.
فأتوه، فقيل لهم: هو في القصر. فانتظروه حتى خرج.
فقال له رأس الجالوت: جئناك نسألك.
قال: يا يهودي، سل عمّا بدا لك.
فقال: أسألك عن ربّك متّى كان؟
فقال: كان بلا كينونة 20555 ، كان بلا كيف، كان لم يزل بلا كم و بلا كيف، كان ليس له قبل، هو قبل القبل بلا قبل و لا غاية و لا منتهى، انقطعت عنه الغاية و هو غاية كلّ غاية.
فقال رأس الجالوت: امضوا بناء فهو أعلم ممّا يقال: فيه.
و
بهذا الإسناد 20556 : عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الموصليّ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين- عليه السّلام- فقال: يا أمير المؤمنين، متى كان ربّك؟
فقال له: ثكلتك أمّك، و متى لم يكن حتّى يقال: متّى كان؟ كان ربّي قبل القبل بلا قبل، و بعد البعد و بلا بعد [و لا غاية و لا منتهى] 20557 ، لغايته انقطعت الغايات عنده، فهو منتهى كلّ غاية.
فقال: يا أمير المؤمنين،- عليه السّلام- أ نبيّ أنت؟
فقال: ويلك، إنّما أنا عبد من عبيد محمّد.
و
روي 20558 أنّه سئل [- عليه السّلام-]: أين كان ربّنا قبل أن يخلق سماء و أرضا؟