کتابخانه روایات شیعه
وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ .
قال: الّذي أنعم عليك بما فضّلك و أعطاك، ثمّ قال: فحدّث بدينه، و ما أعطاه اللّه، و ما أنعم به عليه.
و في مجمع البيان 26354 : وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
قال الصّادق- عليه السّلام-: معناه: فحدّث بما أعطاك اللّه و فضّلك و رزقك و أحسن إليك و هداك.
و في الحديث 26355 : من لم يشكر النّاس، لم يشكر اللّه. و من لم يشكر القليل، لم يشكر الكثير.
و في الكافي 26356 ، بإسناده إلى أبي بصير [عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-] 26357 قال:
قال أمير المؤمنين- عليه السّلام-: إنّ اللّه جميع يحبّ الجمال، و يحبّ أن يرى أثر النّعمة على عبده.
عليّ بن محمّد 26358 ، رفعه، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: إذا أنعم اللّه على عبده بنعمة فظهرت عليه سمّي: حبيب اللّه محدّثا بنعمة اللّه، و إذا أنعم اللّه [على عبده] 26359 بنعمة فلم تظهر عليه سمّي بغيض اللّه مكذّبا بنعمة اللّه.
عليّ بن إبراهيم 26360 ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، رفعه قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: إنّني لأكره للرّجل أن يكون عليه من اللّه نعمة فلا يظهرها.
و بإسناده 26361 إلى بريد بن معاوية قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام- لعبيد بن زياد: إظهار النّعمة أحبّ إلى اللّه من صيانتها. فإيّاك أن تزيّن إلّا في أحسن زيّ قومك.
قال: فما رئي 26362 عبيد إلّا في أحسن زيّ قومه حتّى مات.
و في محاسن البرقيّ 26363 : عنه، عن الوشّاء، عن عاصم بن حميد، عن عمرو 26364 بن أبي نصر، قال: حدّثني رجل من أهل البصرة قال: رأيت الحسين بن عليّ- عليه السّلام-
و عبد اللّه 26365 بن عمر يطوفان 26366 بالبيت، فسألت ابن عمر فقلت: قول اللّه: وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ .
قال: أمره أن يحدّث بما أنعم اللّه عليه.
ثمّ إنّي قلت للحسين بن عليّ- عليه السّلام-: قول اللّه: وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ .
قال: أمره أن يحدّث بما أنعم اللّه عليه من دينه.
و في كتاب علل الشّرائع 26367 ، بإسناده إلى أبي بصير: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: حدّثني أبي، عن جدّه، عن آبائه- عليهم السّلام- قال: إنّ أمير المؤمنين قال: أحسنوا صحبة النّعم قبل فراقها، فإنّها تزول و تشهد على صاحبها بما عمل فيها.
سورة ألم نشرح
مكّيّة.
و آيها ثمان بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
في كتاب ثواب الأعمال 26368 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من أكثر قراءة و الشمس و و الضحى و أ لم نشرح. (الحديث) و قد تقدّم في وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها .
و في مجمع البيان 26369 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأها، اعطي من الأجر كمن لقي محمّدا 26370 مغتمّا ففرّج عنه.
و روى 26371 أصحابنا: أنّ الضحى و أ لم نشرح سورة واحدة، لتعلّق إحداهما بالأخرى.
أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1).
قيل 26372 : ألم نفسّحه حتّى وسع مناجاة الحقّ و دعوة الخلق، فكان غائبا حاضرا. أو ألم نفسّحه بما أودعنا فيه من الحكم، و أزلنا عنه ضيق الجهل. أو بما يسّرنا لك تلقّي الوحي
بعد ما كان يشقّ عليك.
و قيل 26373 : إنّه إشارة إلى ما
روي أنّ جبرئيل أتى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- في صباه، أو يوم الميثاق، فاستخرج قلبه فغسله، ثمّ ملأه إيمانا و علما.
و معنى الاستفهام: إنكار نفي الانشراح مبالغة في إثباته، و لذلك عطف عليه الفعل الّذي بعده.
و في مجمع البيان 26374 : و روى سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: لقد سألت ربّي مسألة وددت أنّي لم أسأله.
قلت: أي ربّ إنّه كان أنبياء قبلي، منهم من سخّرت له الرّيح، و منهم من كان يحيي الموتى.
قال: فقال: ألم أجدك يتيما فآويتك؟
قال: قلت: بلى.
قال: ألم أجدك ضالّا فهديتك؟
قال: قلت: بلى أي ربّ.
قال: أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [و وضعت عنك وزرك] 26375 ؟
قال: قلت: بلى، أي ربّي.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26376 : أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ، قال: بعليّ- عليه السّلام- فجعلناه وصيّك.
قال: و حين فتح مكّة و دخلت قريش في الإسلام، شرح اللّه صدره و سرّه 26377 .
و عن ابن عبّاس 26378 قال: سئل النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- فقيل: يا رسول اللّه، أ ينشرح الصّدر؟
قال: نعم.
قالوا: يا رسول اللّه، و هل لذلك علامة يعرف بها؟
قال: نعم، التّجافي عن دار الغرور، و الإنابة إلى دار الخلود، و الإعداد للموت قبل نزول الموت 26379 . حلول الفوت.
و في بصائر الدّرجات 26380 : أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن 26381 الحسن بن راشد، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام - في قول اللّه- تبارك و تعالى-: أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قال: بولاية أمير المؤمنين.
وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2).
قيل 26382 : عبأك الثّقيل.
الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3): الّذي حمله على النّقيض، و هو صوت الرّحل عند الانتقاض. من ثقل الحمل.
قيل 26383 : و هو ما ثقل عليه من جهله بالحكم و الأحكام، أو حيرته، أو تلقّي الوحي 26384 ، أو ما كان يرى من ضلال قومه مع العجز عن إرشادهم، أو من إصرارهم و تعدّيهم في إيذائه حين دعاهم إلى الإيمان.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26385 : وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ قال: بعليّ الحرب.
الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ، [أي: أثقل ظهرك] 26386 .
وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4): بالنّبوّة و غيرها. و أيّ رفع، مثل أن قرن اسمه باسمه في كلمتي الشّهادة، و جعل طاعته طاعته، و صلّى عليه في ملائكته، و أمر المؤمنين بالصّلاة عليه، و خاطبه بالألقاب. و إنّما زاد «لك» 26387 ليكون إبهاما قبل إيضاح، فيفيد المبالغة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 26388 : وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ قال: تذكر إذا ذكرت، و هو قول النّاس: هد أن لا إله إلّا اللّه، و أشهد أنّ محمّد رسول اللّه.
و في كتاب الاحتجاج 26389 للطّبرسي- رحمه اللّه-: روي عن موسى بن جعفر- عليهما
السّلام-، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ قال: إنّ يهوديّا من يهود الشّام و أحبارهم قال لعليّ- عليه السّلام-: هذا إدريس رفعه 26390 اللّه مكانا عليّا.
قال له عليّ- عليه السّلام-: لقد كان كذلك، و محمّد- صلّى اللّه عليه و آله- اعطي ما هو أفضل من هذا، إنّ اللّه- جلّ ثناؤه- قال فيه: و رفعنا له ذكرك فكفى بهذا من اللّه رفعة.
قال له اليهوديّ: فقد ألقى اللّه على موسى محبّة منه.
قال له عليّ- عليه السّلام-: لقد كان كذلك، و قد أعطى اللّه محمّدا ما هو أفضل من هذا، لقد ألقى اللّه إليه محبّة منه، فمن هذا الّذي يشركه في هذا الاسم إذ تمّ من اللّه به الشّهادة، فلا تتمّ الشّهادة إلّا أن يقال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمّد رسول اللّه، ينادى به على المنابر، فلا يرفع صوت بذكر اللّه إلّا رفع ذكر محمّد- صلّى اللّه عليه و آله- معه.
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ ، كضيق الصّدر، و الوزر المنقض للظّهر، و ضلال القوم و إيذائهم.
يُسْراً (5)، كالشّرح و الوضع و التّوفيق للاهتداء و الطّاعة، فلا تيأس من روح اللّه إذا عراك ما يغمّك. و تنكيره للتّعظيم، و المعنى: بما في «إنّ مع» من المصاحبة، المبالغة في معاقبة اليسر للعسر و اتّصاله به اتّصال المتقاربين.
إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6): تكرير للتأكيد. أو استئناف وعده بأنّ العسر مشفوع بيسر [آخر، كثواب] 26391 الآخرة، كقولك: إنّ للصّائم فرحتين: فرحة عند الإفطار، و فرحة عند لقاء الربّ. [فعليه قوله 26392 - عليه السّلام-: « (لن يغلب) 26393 عسر يسرين». فإنّ العسر معرّف فلا يتعدّد سواء كان للعهد أو الجنس، و اليسر منكر فيحتمل أن يراد بالثاني فرد يغاير] 26394 ما أريد بالأوّل.