کتابخانه روایات شیعه
اليمن، أرسل اللّه عليهم سيلا فغرّقهم [أجمعين، قال] 27243 ، و ما رئي 27244 في ذلك الوادي ماء [قطّ] 27245 قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة. قال: فلذلك سمّي حضر موت حين ماتوا فيه.
و في علل الشّرائع 27246 ، بإسناده إلى أبي مريم: عن أبي جعفر- عليه السّلام- [ في قوله] 27247 : وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (الآية).
فقال: هؤلاء أهل مدينة كانت 27248 على ساحل البحر إلى المشرق، فيما بين اليمامة و البحرين، يخيفون السّبل 27249 و يأتون المنكر. فأرسل اللّه 27250 عليهم طيرا جاءتهم من قبل البحر، رؤوسها، كأمثال رؤوس السّباع، و أبصارها، كأبصار السّباع من الطّير. مع كلّ طير ثلاثة أحجار، حجران في مخاليبه 27251 و حجر في منقاره. فجعلت ترميهم بها حتّى جدرت أجسادهم، فقتلهم اللّه بها، و ما كانوا قبل ذلك رأوا شيئا من ذلك الطّير و لا شيئا من الجدريّ 27252 . و من انفلت 27253 منهم انطلقوا حتّى بلغوا حضرموت، واد باليمن، أرسل اللّه عليهم سيلا فغرّقهم، و لا رأوا في ذلك الوادي ماء قبل ذلك، فلذلك سمّي حضر موت حين ماتوا فيه.
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)، كورق زرع وقع فيه الاكال 27254 ، و هو أن يأكله الدّود، أو أكل حبّه فبقي صفرا منه. أو كتبن أكلته الدّوابّ وراثته.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 27255 : أَ لَمْ تَرَ ألم تعلم يا محمّد كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ قال: نزلت في الحبشة: حين جاؤوا بالفيل ليهدموا به الكعبة. فلمّا أدنوه من باب المسجد، قال له عبد المطّلب: أ تدري أين يؤمر 27256 بك.
قال برأسه: لا.
قال: أتوا بك لتهدم كعبة اللّه، أ تفعل ذلك؟
فقال برأسه: لا.
قال 27257 : فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع، فحملوا عليه بالسّيوف و قطّعوه. ف أَرْسَلَ الله عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ قال: بعضها على أثر بعض. تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ قال: كان مع كلّ طير ثلاثة أحجار، حجر في منقاره و حجران في مخاليبه.
و كانت ترفرف على رؤوسهم و ترمى في دماغهم، فيدخل الحجر في دماغهم و يخرج من أدبارهم و تنتقض أبدانهم. فكانوا كما قال اللّه: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ قال:
«العصف» التّبن. و «المأكول» هو الّذي يبقى من فضله.
و قال الصّادق- عليه السّلام- 27258 : و أهل الجدريّ من ذلك أصابهم، الّذي أصابهم في زمانهم جدريّ.
سورة قريش
مكّيّة.
و آيها أربع أو خمس 27259 .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في ثواب الأعمال 27260 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من أكثر قراءة لإيلاف قريش، بعثه اللّه يوم القيامة على مركب من مراكب الجنّة، حتّى يقعد على موائد النّور يوم القيامة.
و في مجمع البيان 27261 : و في حديث ابيّ: من قرأها أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة و اعتكف بها.
[و روى العياشي، بإسناده عن المفضّل بن صالح، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: سمعته يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة إلّا الضّحى و ألم نشرح، و ألم تر كيف، و لإيلاف قريش.
و عن أبي العباس، عن أحدهما- عليهما السّلام- قال: ألم تر كيف فعل ربّك، و لإيلاف سورة واحدة] 27262 .
لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (1): متعلّق بقوله: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ .
و «الفاء» لما في الكلام من معنى الشرط. إذ المعنى: أنّ نعم اللّه عليهم لا تحصى فإن لم
يعبدوه لسائر نعمه فليعبده لأجل إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَ الصَّيْفِ (2)، أي: الرحلة في الشّتاء إلى اليمن، و في الصّيف إلى الشّام فيمتارون و يتّجرون. أو بمحذوف، مثل أعجبوا. أو بما قبله، كالتّضمين 27263 في الشّعر: أي فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش. و يؤيّده أنّهما في مصحف ابيّ سورة واحدة.
و قرئ 27264 : «ليألف قريش إلفهم رحلة الشّتاء».
و «قريش» ولد النّضر بن كنانه، منقول من تصغير «قريش» و هو دابّة عظيمة في البحر تبعث بالسّفن فلا تطاق إلّا بالنّار، فشبّهوا 27265 بها. لأنّها تأكل و لا تؤكل، و تعلو و لا تعلى. و صغّر الاسم، للتّعظيم. و إطلاق الإيلاف ثمّ إبدال المقيّد عنه، للتّفخيم.
و قرأ 27266 ابن عامر: «لئلاف» بغير ياء بعد الهمزة.
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ ، أي:
بالرّحلتين. و التّنكير، للتّعظيم.
و قيل 27267 : المراد به: شدّة أكلوا فيها الجيف و العظام.
وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4): خوف أصحاب الفيل. أو التّخطّف في بلدهم و مسايرهم. أو الجذام، فلا يصيبهم ببلدهم.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 27268 : [ لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ ] 27269 قال: نزلت في قريش. لأنّه كان معاشهم من الرّحلتين، رحلة في الشّتاء إلى اليمن و رحلة في الصّيف إلى الشّام. و كانوا يحملون من مكّة الأدم و اللّبّ 27270 و ما يقع من ناحية البحر من الفلفل و غيره، فيشترون بالشّام الثّياب و الدّرمك 27271 و الحبوب. و كانوا يتألّفون في طريقهم، و يثبّتون في الخروج في كلّ خرجة رئيسا من رؤساء قريش، و كان معاشهم من ذلك.
فلمّا بعث اللّه نبيّه، استغنوا عن ذلك. لأنّ النّاس وفدوا على رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و حجّوا إلى البيت، [فقال اللّه] 27272 : فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ [الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ ] 27273 فلا يحتاجون أن يذهبوا إلى الشّام. وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ، يعني: خوف الطّريق.
و في مجمع البيان 27274 : و قال سعيد بن جبير: مرّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و معه أبو بكر بملإ و هم ينشدون:
يا ذا الّذي طلب السّماحة و النّدى
هلّا مررت بآل عبد الدّار
لو أن مررت بهم تريد قراهم 27275
[ منعوك من جهد و من إقتار
فقال لأبي بكر: هكذا قال الشّاعر؟
قال: لا، و الّذي بعثك بالحقّ نبيّا 27276 ، بل قال:
يا ذا الّذي طلب السّماحة و النّدى
هلّا مررت بآل عبد مناف
لو أن مررت بهم تريد قراهم ] 27277
منعوك من جهد و من إيجاف
الرّائشين و ليس يوجد رائش
و القائلين هلّم للأضياف
و الخالطين غنيّهم بفقيرهم
حتّى يصير فقيرهم كالكافي 27278
و القائلين بكلّ وعد صادق
و رجال مكّة مسنتون 27279 عجاف
( سفيرين سنّهما له و لقومه