کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 63

و تماما مثل هذه العلاقة موجودة في قوله تعالى:

/ 75 « وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ» (25/ 21) فعلاقة عبادة اللّه بتوحيده، أمر واقعي من جهة أن على العبد مسئولية العبادة للّه الواحد.

و كذلك علاقة آيتين ببعضهما في مثل قوله سبحانه:

« وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا* وَ يُشْهِدُ اللَّهَ عَلى‏ ما فِي قَلْبِهِ* وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ* وَ إِذا تَوَلَّى سَعى‏ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ» (205/ 2) فعلاقة الآية الأولى بالثانية ناشئة من وجود ارتباط بين صفات المنافقين. فهم من جهة ينمقون كلامهم و هم من جهة ثانية يفسدون في الأرض.

ان القرآن يتحدث إلينا عن نموذج من الناس. لذلك يذكر كل صفاتهم و لا تنمو صفة فيهم دون وجود اخرى.

ان هذه العلاقة نجدها في أواخر الآيات التي تنتهي في كثير من الأحيان بذكر صفة أو صفتين للّه سبحانه. ترتبط بنوع المضمون المذكور في الآية، فمثلا نجد في هذه الآيات الكريمة مدى ارتباط آخر الآية بمضمونها: (ارتباطا واقعيا) يقول اللّه سبحانه:

« وَ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَ يَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَ هُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ» (28/ الشورى)/ 76 فالولي الذي يحب عباده ينزل عليهم الغيث، و الحميد ينشر عليهم رحمته، فهناك‏

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 64

علاقة وثيقة بين الولاية و نزول الغيث و الحمد و نشر الرحمة.

و كانت العرب ترى وجود هذه العلاقة و تستنبط منها أشياء و أشياء.

فمرة سمع اعرابي رجلا يتلو آية هكذا:

« وَ السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ‏ و الله غفور رحيم» فقال له: أخطأت! قال: و كيف؟ قال: ان المغفرة و الرحمة لا تناسبان قطع يد السارق! فتذكر الرجل الآية و قال:

« وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» فقال الأعرابي: نعم، بعزته أخذها و بحكمته قطعها.

انه عرف كيف يجب أن تكون نهاية الآية متناسبة مع بدايتها، من ناحية العلاقة الواقعية.

2- العلاقة التربوية:

بما أن القرآن كتاب تربية، و بما أن صفات النفس ترتبط ببعضها فان القرآن المجيد يلاحق النفس البشرية بما يصلحها من التوجيهات إن طغت- افراطا- صفة عليها عالجها بحكمة. فان طغت- تفريطا- عالجها بحكمة اخرى و لا يزال يعد لها حتى تتحول الى نفس سوية.

/ 77 و نستفيد من دراسة علاقة الآيات التربوية ببعضها نستفيد علما بخبيئة النفوس و معرفة بالقوانين التربوية التي تتحكم فيها.

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 65

و كمثل لهذه العلاقة نذكر قوله سبحانه:

« وَ أَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (195/ البقرة) ان جمل هذه الآية ثلاثة: الأولى في الإنفاق. و الثانية في النهي عن إلقاء النفس في التهلكة. و الثالثة في الإحسان. فما هي علاقتها ببعضها؟

أول ما أمر اللّه بالإنفاق توجهت النفوس اليه و كانت مخافة التقصير في الإنفاق.

فجاءت الجملة الثانية تنهى عن التهلكة التي تتم إذا ترك الإنفاق و حيث أن النفوس مفطورة على البخل كان من الضروري ترجيح كفة الإنفاق، لمقابلة الشح الطبيعي عند البشر فجاءت الجملة الثالثة، و أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‏ .

و ربما نستنبط من سياق الآية المباركة: ان هناك درجتين في الإنفاق، الإنفاق الذي لولاه يهلك الإنسان و يكون بمثابة الإنفاق على الدواء، و قد أمر به الجزء الاول من الآية، و الإنفاق الإضافي الذي يقوم به المحسنون، و قد امر به الجزء الثاني من الآية.

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 66

/ 78

التدبّر و الواقع الخارجي‏

ان من يهدف تفهم القرآن، يجب ان يجعله حيّا نابضا بالحركة. و ذلك عن طريق تطبيق آياته الكريمة على الواقع الخارجي.

إن لآيات القرآن، أهلا تطبق عليهم في كل عصر، فآية المتقين لها تطبيق حيّ كما لآية الفاسقين، فلا بد ان يبحث الفرد عن هؤلاء كلما تدبر في القرآن. و هنا يتحوّل الكتاب المبين الى منهاج عمل ليس هذا فحسب بل و يهدي الإنسان الى حقائق كثيرة، لأنه يساعد الفرد على فهم الاحداث المعروفة، و يكون مثله آنئذ مثل المرشد في متحف للآثار. كيف لا تفيد رؤية المتحف بدونه كما لا يغني إرشاده دون رؤية الآثار.

و هذا هو السبب في أن المعاصرين لنزول الوحي كانوا يفقهونه حتى كادوا يكونون أنبياء من سعة العلم و نضوج الفقه، ذلك لأنهم كانوا يتلقون الوحي في حمى الاحداث اليومية، لان القرآن نزل مع الأحداث الرسالية يوما بيوم، و قد علل القرآن ذاته نزوله التدريجي بتثبيت آياته فقال:

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 67

/ 79 « وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا» (32/ 25) فإذا شئنا تفهم الكتاب فلا بد ان نعرض عليه الاحداث اليومية، ليكشف لنا حقائقها الكامنة.

جاء في الحديث عن الامام علي عليه السلام قال: سمعت رسول اللّه (ص) يقول: أتاني جبرئيل فقال: «يا محمد ستكون في أمتك فتنة، قلت:

فما المخرج منها، فقال: كتاب اللّه فيه بيان ما قبلكم من خبر، و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم و هو الفصل و ليس بالهزل‏

» «1» في هذا الحديث: أمر اللّه بعرض الفتنة على القرآن لمعرفة حكم اللّه فيها، و هو نوع من تطبيق القرآن على الحياة الواقعية.

و في حديث آخر قال رسول اللّه (ص): «فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع و ما حل مصدق‏

» «2»

(1) المصدر 9

(2) ما حل: اي مهلك لمن تولى عنه‏

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 68

/ 80

التدبر و التطبيق القرآني‏

أكبر فائدة يغتنمها المتدبر في كتاب اللّه هي تزكية نفسه و بناء شخصيته. حقا أننا لا نكون ذوي شخصية مثالية من الولادة، و حقا أن تربيتنا كانت منطوية على الكثير من السلبيات، فمن يا ترى مسئول عنا بعد أن كبرنا؟ و من ذا يخسر إن بقينا هكذا؟ من المؤكد أننا بحاجة الى تربية، و لكن من الذي يربينا؟ القرآن أفضل وسيلة لتربية نفوسنا؟ لذلك وجب أن يعرض كل شخص نفسه على القرآن، ليعرف انحرافاته.

و العقبة التي تعترض طريق التربية الذاتية، قد تكون عدم اقتناع الفرد بأنه المعني بالتوجيه، بل يزعم كل شخص أن غيره فقط هو المقصود، أما هو فيجعل نفسه مقدسا عن شمول التعاليم له، هنا لا بد أن يتجاوز الفرد هذه العقبة بالايحاء الذاتي بأنه معني مباشرة بهذه التعاليم، و ان كل قصة يجد مثالها في نفسه إذا عمل ما عمله بطل القصة، و ان/ 81 كل مثل يجد تطبيقه في ذاته إذا جسد مغزاه. و ان كل ثواب سوف يناله هو، إن عمل الخير. و ان كل عقوبة ستحيط به إن اقترف خطيئته و هكذا يجعل‏

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 69

نفسه تدور عليه آيات الكتاب ليتمكن من تربية ذاته و تزكيتها.

من هنا

جاء في الحديث، عن الامام الصادق عليه السلام‏ كان أصحاب محمد صلى الله عليه و آله و سلم. «يقرأ أحدهم القرآن في شهر واحد أو أقل إن القرآن لا يقرأ هذرمة و لكن يرتل ترتيلا و إذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها و اسأل الله تعالى الجنة، و إذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها و تعوذ باللّه من النار

» «1» هذا عن الثواب و العقاب، أما عن القصص التاريخية فكيف يمكن تزكية النفس في ضوئها.

يقول الامام الصادق (ع): «عليكم بالقرآن فما وجدتم اية نجا بها من كان قبلكم فخذوه و ما وجدتموه مما هلك بها من كان قبلكم فاجتنبوه‏

» «2» بهذه الكيفية نستطيع كشف الانحرافات التي تنطوي عليها نفوسنا، لكي نستعد لتقويمها بالقرآن. كما نقدر على فهم الآيات بصورة أشمل و أعمق إذ أن ازدواج القانون (الموجود في القرآن) بتطبيقه على النفس (باعتبارها الموضوع الخارجي للقانون) انه أفضل وسيلة لفهمهما معا.

(1) المصدر ص 44

صفحه بعد