کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 24

يعني وجود دعم غيبي للمؤمنين ان هذا الدعم يغنيهم عن العمل الجاد كلا .. بل يعني العكس و هو ضرورة العمل الجدي حتى تحقيق الهدف بالاعتماد على الدعم السماوي.

وَ ما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى‏ وَ لِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ‏ اما النصر فهو من عند اللّه يقضيه لمن تتوفر فيه شرائط النصر و عوامله و منها بالطبع ارادة النصر، و العمل من أجله، و تذويب الانانيات من اجله. ذلك لان ربنا الى جانب قوته و قهره فهو حكيم لا يهب النصر لمن لا يستحقه.

وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏ [11] و الملائكة احدى وسائل النصر و هناك وسائل اخرى يوفرها ربنا إذا شاء، مثلا في حرب بدر كانت الاعصاب متوترة، و النفوس ملتهبة هلعا و الأجسام تثقل بالاوساخ، فبّرد الايمان و التوكل أفئدة المسلمين، حتى مالت الى الراحة و النعاس فاستراحت الاعصاب، و استعدت لمعركة حاسمة في اليوم التالي ..

إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ‏ / 24 حين يتوكل العبد على ربه يستريح في ظلال الثقة به و بتقديره فلا يحرق أعصابه بل يعيش في كنف أمان ربه.

و المؤمنون حقا هم الذين يزدادون ايمانا في ساعة العسرة لان تلك الساعات تكشف جوهر البشر و طبيعته الكامنة.

وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ‏ ذلك لان كثيرا من الجراثيم التي يتلوث بها الجو و تنقل عبر الهواء و الماء من‏

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 25

شخص لآخر تموت بعد المطر، فيرتاح منها الجيش الذي تكثر فيه احتمالات الخطر.

وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ‏ و حين يتلطف الجو بماء السماء يسعد الناس ببركات اللّه، فتطمئن قلوبهم و يذهب عنها الخوف و التردد، كما يذهب بالمطر النجاسة المادية التي تؤثر في النفس أيضا و ذلك عن طريق الوضوء و العمل.

وَ لِيَرْبِطَ عَلى‏ قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ‏ فحين يرى المسلمون السماء تمطر عليهم يعرفون ان هذا المطر من نعم اللّه، فآنئذ يزدادون ايمانا برحمة اللّه، و ان بيده بركات السماء و الأرض و بذلك تطمئن نفوسهم، و ينعكس ذلك على ممارساتهم الحياتية بالاستقامة و الثبات.

/ 25

تثبيت اللّه تعالى‏

[12] في ساعات الشدة تكاد ارادة المسلمين تنهار امام ضغوط الحياة لو لا الايمان الذي يمده اللّه عن طريق الملائكة المتواجدين في الافئدة بالثبات و الاستقامة.

إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ‏ و لان اللّه مع الملائكة، و يؤيد الملائكة بقوته التي لا تقهر فإنهم أقوى من قوى الكفر المادية.

فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ‏ و بما ان الرعب يسبب في تضخيم حجم الأشياء، و حسبما جاء في المثل المروي:

للخوف عيون واسعة. فان الكفار أخذوا يرون قوة المؤمنين أكبر من حجمها أضعافا،

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 26

بينما كان الثبات الذي أعطاه اللّه بملائكته للمؤمنين سببا في الاستهانة بقوة الكفار، و الاندفاع نحو تحطيمها. كذلك تفوق المسلمون على أعدائهم في ساحة القلوب، و كان ذلك طريقا لانتصارهم في ساحة الحرب.

فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ‏ فجاءت الضربات مسددة في الأماكن الحساسة في الرؤوس و الايدي فلم تذهب سدى، بينما ذهبت ضربات العدو هباء في الأطراف لان قلوبهم كانت مشتته و غير ثابتة، و هكذا يؤثر الثبات النفسي في الانتصار.

[13] لماذا شتت اللّه قلوب الكفار، فألحق ببهم الهزيمة؟ لأنهم تمردوا على اللّه، و انحرفوا عن خطه المستقيم في الحياة. ذلك الخط الذي سيفرض نفسه بالتالي على البشر طوعا أو كرها، و انما يملك الناس فرصة محددة من الحرية و أجلا محدودا.

/ 26 ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ‏ حتى المؤمنون الذين نصرهم اللّه اليوم لو انحرفوا عن طريق ربهم، فان عقاب اللّه شديد عليهم أيضا.

[14] و لا يكتفي اللّه فقط بعذاب الدنيا بل في الاخرة أيضا.

ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَ أَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 27

[سورة الأنفال (8): الآيات 15 الى 19]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ (15) وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى‏ فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ (16) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‏ وَ لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) ذلِكُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ (18) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَ إِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ إِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَ لَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَ لَوْ كَثُرَتْ وَ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)

/ 27

[اللغة]

15 [زحفا]: الزحف الدنو قليلا قليلا و التزاحف التداني.

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 28

القتال بين الاستقامة و التوكل‏

هدى من الآيات:

انتصار اللّه سبحانه للمؤمنين كما ذكر به الدرس السابق لا يعني أبدا تحللهم عن مسئوليتهم القتالية الخطيرة التي يعددها اللّه في هذا الدرس و هي:

اولا: الثبات في المواجهة و عدم الفرار تحت أي ضغط كان، اللهم الا تراجعا تكتيكيا للعودة الى الحرب في وضع أفضل و مع جماعة أكبر، و في غير هذه الصورة فان غضب اللّه في الدنيا قد يتمثل في الهزيمة، و غضبه في الآخرة سيكون جزاء عادلا.

ثانيا: الاتكال على اللّه و الاعتقاد بان النصر من عنده، و انه حتى الرمي الذي يرميه الشخص انما هو من عند اللّه، و ان المعركة ما هي الا ابتلاء من اللّه للمؤمنين ليرفع درجتهم و ينمي مواهبهم، و اللّه سميع عليم، يعلم من ينجح في الامتحان، و لمن يعطي الدرجات الرفيعة.

ثالثا: ان اللّه يكشف خطط العدو، و يوهن كيدهم، و يبعث في استراتيجية

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 29

العدو الثغرات، و لا تغني كثرة العدو عنهم شيئا، و ان اللّه تعالى مع المؤمنين.

/ 28

بينات من الآيات:

الثبات في المواجهة:

[15] ايدي المؤمنين القوية هي الاداة الطيعة. هي ارادة السماء، فاللّه قد يجعل المؤمنين سيفه الصارم لذلك يأمرهم بالثبات عند مواجهة العدو، و عدم الفرار أبدا.

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ [16] و هناك استثناء واحد لترك المعركة هو ان يكون للعودة إليها بقوة أكبر اما عن طريق اختيار موقع أفضل مثل ترك السهل الى الجبل و ترك الساحة الى الخندق، أو عن طريق اختيار جماعة يتعاون معهم ضد العدو.

وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى‏ فِئَةٍ و يبدو ان القرآن يذكرنا بأهمية اختيار الموقع المناسب و الجماعة المناسبة لمتابعة القتال، و عدم الاعتماد على نصر اللّه فقط.

فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ‏ و غضب اللّه قد يتمثل في مضاعفة الخسائر، أو حتى الهزيمة غير المنتظرة. ذلك أنّ الاقدام يعجّل النصر و يقلل الخسائر.

وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ

/ 29

الاتكال على اللّه تعالى:

[17] الرمي من المؤمن و لكن الذي يسدد الرمية و يعطيها أثرها في القلوب هو

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 30

اللّه، لذلك كان علينا القيام بعملنا و هو الرمي و القتال، و بذل كل جهد ممكن في ساحة الحرب دون ان نكتفي بذلك أو نغتر به أو نعمتد عليه، بل نكتفي باللّه و نتوكل عليه.

فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‏ و يبقى السؤال: إذا كان ربنا هو الذي يرمي فلما ذا يتعب عباده و يأمرهم بالجهاد؟

انما ذلك لكي يفجر مواهب المؤمنين، و يستخرج كنوز شخصياتهم الكامنة، و ينمي كفاءة كل واحد منهم لان المواجهة تدفع الفرد نحو بذل قصارى جهده لتجنب الفشل و الهزيمة، و الطاقة التي يكتشفها المؤمنون في أنفسهم في ساحات المعارك ينتفعون بها أيضا في سائر حقول الحياة.

وَ لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏ يسمع عن قرب ما يجري في الساحة من الحوادث، و يعلم خلفياتها. لذلك حين يختبر المؤمنين بالحرب ثم يحكم عليهم لا يحكم غيابيا أو عبثا- سبحانه- بل بسمع و علم، و بإحاطة واسعة و مباشرة/ 30 للحوادث.

الوهن و الانتصار

[18] كما يسدد ربنا رمية المؤمنين فأنه يوهن كيد الكافرين، و ذلك بإلقاء الرعب في نفوسهم حتى لا ينفذ كل واحد كل المهام الموكلة به، فتفشل الخطة الموضوعة عندهم لمحاربة المسلمين، و تنهار إرادتهم و تنهزم نفوسهم.

صفحه بعد