کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 142

و إذا كان عمار قد تعرض لإرهاب قريش و معه أكثر أصحاب النبي (ص) فتحدوا بإيمانهم ذلك الإرهاب العظيم، فإن بعض أصحاب النبي قد غرتهم الدنيا بعد أن فتح اللّه عليهم، فأخذوا يخوضون في أموال المسلمين‏

«خوض الإبل بنبتة الربيع» - كما يقول الإمام علي (عليه السلام).

من هنا أكدت الآيات (112 و 113) على ضرورة مواجهة ضغط الإغراء بعد أن أكدت الآيات (106 الى 111) في هذا الدرس على مسئولية مواجهة الإرهاب الجاهلي.

باء: ان ربنا الرحيم يرسل أنبياء في مراحل هبوط الحضارات لكي يوقفوا تدهور المجتمع، و لكن أغلب المجتمعات تسترسل مع عوامل الانهيار حتى النهاية الأليمة، و هكذا بعث اللّه رسول هذه القرية فلما كذبوه/ 141 أخذهم عذاب عظيم.

جيم: لقد أشرنا في بدايات هذه السورة الكريمة إلى ان سياقها يوحي بمناهج البحث و سبل الحصول على المعرفة، و في هذا الدرس ذكرنا اللّه بمعنى الإيمان الذي هو أرفع درجات العلم، كما أشارت آية كريمة منه- هي الأولى- إلى المسؤولية التي تتبع الإيمان، بل هي جوهره، و إلى استثناءات المسؤولية.

و يشير حديث نبوي شريف إلى هذه الآية في هذا الحقل فيقول: «دفع عن أمتي أربعة خصال: ما أخطئوا، و ما نسوا، و ما أكرهوا عليه، و ما لم يطيقوا، و ذلك في كتاب اللّه: ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‏ )». «1»

(1) المصدر- ص 359.

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 143

[سورة النحل (16): الآيات 114 الى 119]

فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَ اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114) إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115) وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (116) مَتاعٌ قَلِيلٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (117) وَ عَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118)

ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ أَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119)

/ 142

[اللغة]

115 [باغ‏]: غير طالب للمحرم للذة أو استئثار.

[و لا عاد]: و لا متجاوز ما يسد الرمق.

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 144

السبيل الى شكر النعم‏

هدى من الآيات:

لكي يشكر الفرد نعم اللّه لا بد ان يعرف حدود التصرف في هذه النعم، و بمناسبة الحديث عن العلم و الايمان و الكفر و الارتداد الذي مر في آيات سبقت، ترى هذا الدرس الكريم يأمرنا بان نأكل من رزق اللّه شريطة ان يكون حلالا من ناحية المكسب و طيبا من ناحية ذات المأكول، و لكن علينا ان نؤدي حقوق النعم فلا نخضع لغير اللّه ابتغاء الحصول على بعض النعم.

و علينا ان نتفقه في الدين، فلا نحلل و نحرم حسب اهوائنا، كلا .. انما حرم اللّه علينا الميتة و الدم و لحم الخنزير و الذبيحة التي ذكر عليها اسم غير اللّه،/ 143 اما من اضطر من دون ان يكون معتديا و مسرفا فان اللّه يغفر له، و لا يجوز ان تتحرك ألسنتنا بالحليّة و الحرمة من قبل أنفسنا، فهذا كذب و افتراء على اللّه، و من يفتري على اللّه الكذب فانه لا يفلح، لأنه لا يحصل الا على متاع قليل بينما له عذاب اليم.

و قد يحرم اللّه أشياء اضافية بسبب ظلم الناس، كما بين لنا في آيات اخرى انه‏

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 145

حرم أشياء على بني إسرائيل لظلمهم.

و قد يعمل الإنسان شيئا بجهالة، ثم يتوب الى اللّه، و يصلح ما أفسده بعمله، فان اللّه من بعد ذلك غفور رحيم.

بينات من الآيات:

حدود الانتفاع بالنعم:

[114] العدالة في المعاش تتحقق بالانتفاع المناسب من رزق اللّه، اما الذين لا يستفيدون من نعم اللّه و يزعمون ان ذلك زهد فانه بعيد عن تعاليم السماء، فربنا يقول:

فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ‏ بيد ان حدودا ثلاث تحيط بهذا الانتفاع و هي:

ألف: ان يكون الرزق من نصيبك، لا من حق الآخرين حتى يكون حلالا لك.

باء: أن يكون طيبا، فأكل الخبيث كالنجس و/ 144 الحشرات- و الخبائث الأشياء المضرة و العفنة- لا يجوز.

جيم: ان تؤدي حق النعمة، بان تعرف انها من اللّه، ثم لا تنسى المحرومين، فاذا قويت بها نشطت في عمل الخير، بعد ان تذكر ربك بحمده ..

حَلالًا طَيِّباً وَ اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ‏ [115] و لا يجوز أن يحرم الفرد على نفسه الطيبات باسم الدين، بل المحرمات‏

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 146

أشياء معروفة ..

إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ‏ اي ذبح باسم الأوثان، كالتي كان الجاهليون يذبحونها على اقدام أصنامهم! فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ بعد ان استثنى القرآن الإكراه من المسؤوليات، يبين رفع التكليف عما اضطر اليه الإنسان من خلال حاجته الضرورية التي من دونها يتعرض للهلاك.

كيف نشكر اللّه؟

[116] و لكي نشكر ربنا لا بد ان نلتزم بحدوده و شرائعه، و لا بد ان نضمن صحة المصادر التشريعية، فلذلك حذر ربنا من إصدار الأحكام من دون تثبت ..

وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ‏ / 145 فالذي يسعد الإنسان هو الدين الحق، و ليست الأهواء التي تفتري و تسمى دينا!!

جزاء الكذب و البدع:

[117] إن نهاية المبدعين و الكذابين أليمة، إذ ان متاعهم في الدنيا قليل ...

مَتاعٌ قَلِيلٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ يبدو من هذه الآية ان المبتدع لا يغير في الدين إلا لهوى في نفسه أو نفس‏

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 147

السلطان، و لتحقيق مصلحة ذاتية، يحذر ربنا منها، و يهدده بعذاب اليم في مقابل تلك اللذة التي يصيبها بسبب التحريف.

[118] و نتساءل: إذا كانت المحرمات محصورة بالتي سبقت، فلما ذا نرى بني إسرائيل محرم عليهم أشياء كثيرة من الطعام و غيره؟! و يقول ربنا جوابا عن هذا السؤال:

وَ عَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‏ لقد ضيقوا على أنفسهم و ظلموها، فحرم اللّه عليهم أشياء كانت حلالا عليهم، و جاء في آية اخرى: «فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ» (160/ النساء).

/ 146

التوبة و الإصلاح:

[119] ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ أَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ‏ قد يكون وعي الفرد ناقصا و علمه محدودا و لم يؤت فرصة للتوجيه الكافي، فيرتكب بجهالته (و ليس بجهله) ذنبا سرعان ما يتوب عنه فور ما يعود الى رشده و يملك الوعي و التوجيه، فيغفر اللّه له ما سبق.

و الجهالة غير الجهل، فان الجهل عذر شرعي في الموضوعات و في بعض الأحكام، فلا يتناسب و التوبة التي وعدها اللّه لصاحب الجهالة، بينما الجهالة ليست بعذر شرعي، إذ يكفي ان صاحبها يعلم بصورة مجملة حدود الواجب الشرعي الذي عليه،

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 148

و يمكنه ان يفتش عنه حتى يجده.

صفحه بعد