کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 81

صالح ينذر قومه‏

هدى من الآيات:

أهلكت عاد، و بنت ثمود مدينتها فبعث اللّه إليهم واحدا منهم (صالحا) و دعاهم الى توحيد اللّه و نبذ الشركاء من دونه، و/ 69 بين لهم ان مدينتهم ليست من عمل الشركاء بل من نعم اللّه، فهو الذي انشأهم و استعمرهم في الأرض، و ان عليهم ان يستغفروه، و يصلحوا أخطاءهم الماضية، و ان يتوبوا اليه فيعملوا في المستقبل بهداه فانه قريب يسمع استغفارهم، و مجيب يحقق طلباتهم، و لكنهم رفضوا رسالة صالح لا لأنهم شكوا فيه و في أمانته و أخلاقه، و لا لأنهم لم يفقهوا ابعاد الرسالة، بل لأنهم تعصبوا لآبائهم، و قال صالح: انه على بينة واضحة، و ان اللّه سبحانه قد منح له فضلا منه و رحمة فهو لا يترك ربه ليسمع كلام قومه الذين لا يزيدونه غير خسارة و ضرر. و حين طالب قومه بآية قال لهم: هذه ناقة اللّه. أنها آية لكم فاتركوها تأكل في ارض اللّه و لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب.

هكذا كانت رسالة صالح الى ثمود على نهج رسالات اللّه الى قوم نوح و عاد،

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 82

داعية الى توحيد اللّه، و كان جواب الجاهلين واحدا و هو التعصب للآباء و لأفكارهم الباطلة، أما العاقبة فهي واحدة، كما سيأتي في الدرس القادم (إنشاء اللّه).

بينات من الآيات:

ركيزة الحضارة:

[61] من ميزان رسالات اللّه، انها تأتي بلغة الذين تهبط لهم، و على يد واحد منهم ليكون أبلغ في التأثير، و ابعد عن العصبية.

وَ إِلى‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً يقال بان ثمود قوم عرب عاشوا في القرى بين الشام و المدينة.

قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ‏ / 70 و نزلت هذه الكلمة على رؤسهم كالصاعقة لأنها استهدفت تغيير مسار تفكيرهم، و منهج حياتهم و قيم سلوكهم، و نظام مجتمعهم السياسي و الاقتصادي.

عبادة اللّه يعني القبول بمناهجه و قيمه. عبادة اللّه تعني نبذ المسلّمات الثقافية التي يؤلهها الناس، و يعتبرونها مقدّسة لا يحوم حولها ريب، و لا يقترب إليها التفكير، و لا يتناولها النقاش، تلك المقدسات الموجودة في كتب الكهنة، و التي يحكم من يخالفها بالخروج عن المجتمع، و يجازى بأشد العقاب.

و عبادة اللّه تعني بالتالي رفض سلطة رؤساء العشائر و وجهاء البلد، و أصحاب الثروة و القوة، لذلك كانت ردود الفعل الاولية لهذه الدعوة، هي الرفض المطلق خصوصا و ان المستكبرين و المفسدين يوهمون الناس أبدا بأن التقدم و الرفانه و الأمن و الازدهار و حتى الرزق الطبيعي الذي يوفر لهم كل ذلك جاء نتيجة الكيان‏

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 83

الاجتماعي و الثقافي، و النظام السياسي و الاقتصادى الذي يشرفون على تسييره، فلو تزلزل الكيان و انهدم النظام فان كل الخيرات مهددة بالزوال هي الأخرى. لذلك ذكرهم رسولهم صالح (ع) بأن الخيرات إنما هي من اللّه الذي انشأهم، و جعلهم قادرين على عمارة الأرض.

هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فاللّه هو الذي أودع في البشر الطموح و أعطاه القدرة، و طوع له ما في الأرض، و تلك هي شروط عمارة الأرض و بناء المدينة، و ليس النظام الفاسد سوى سارق لخيرات الناس، و هاد لهم الى الهلكة. و لولا رفض الناس للنظام الفاسد، و عودتهم الى الطريق المستقيم فان المدينة مهددة بالفناء.

فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ‏ / 71 فمن أسماء اللّه الحسنى، و كذلك من نعمه الكبرى هي انه سبحانه و تعالى فتح امام الناس باب الاستغفار و التوبة، و اعطى الناس القدرة على تصحيح مسيرتهم الضالة، و تطهير آثار الماضي الفاسد، كما أعطاهم الفرصة لفتح صفحة جديدة مع اللّه، و مع سنن اللّه، و لنا في هذه الآية وقفتان للتدبر:

الاولى: ان ما في عالم اليوم من مدنية مزدهرة، ليست بسبب الأنظمة الجاهلية الحاكمة هنا و هناك، فليست الرأسمالية المادية، و لا الاشتراكية الجاهلية هما سبب تقدم امريكا و أوروبا و اليابان من جهة، و روسيا و أوربا الشرقية من جهة ثانية، و لقد رأينا كيف ان بلدانا كثيرة في العالم الثالث ازدادت تخلفا لما قلدت الغرب في ماديتها الرأسمالية، أو الشرق في جاهليتها الشيوعية أو الاشتراكيّة، فمصر عبد الناصر لم يزدها تقليدها للشرق إلّا سوء، و كذلك مصر فاروق و أنور السادات، ما ازدادت بالرأسمالة إلّا سوء، و السبب: أن التقدم لم يكن بسبب النظام‏

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 84

المادي و لا حتى بسب فصل الدين عن السياسة، أو الانفصال عن الجذور التاريخية مثل ما فعلته تركيا اتاتورك، و انما السبب وراء المدنية و التقدم هو السعي من أجل عمارة الأرض عبر الالتزام بسنن اللّه الصالحة، كالعمل و الاجتهاد و التعاون و التطلع، و ما دامت هذه الشعوب ملتزمة بهذه السنن فهي تحافظ على مكاسبها، و حين تنحرف و تعوض عن السعي بالفخر، و عن الاجتهاد بالغرور، و عن التعاون و التطلع بالمفاخرة و الاستغلال، فانها مهددة بفقدان مكاسبها، و هذه الحقيقة تدعونا الى الإعتقاد بأن الأنظمة المادية، و العادات الجاهلية السائدة على الشعوب المتقدمة سوف تضيع مكاسبها و تفسد مدنيتها، و ان بداية الضياع هو تجيير جهود الناس و مساعيهم لمصلحة فئة الأغنياء المتسلطين في الغرب، أو حزب المستكبرين الحاكم في الشرق.

الثانية: ان الحضارات البشرية تبدأ بتطبيق سنن اللّه في تسخير الحياة كالسعي و التعاون و لكنها تنسى دور هذه السنن في تقدمها، و تتوجه الى الأصنام و تزعم انها هي واهبة التقدم و الرفاه،/ 72 و هذا الانحراف عادة بشرية تكاد تكون سنن ثابتة لولا حرية البشر التي تتحداها، و لولا رسالة اللّه التي تذكر البشر بهذه الحرية، و من هنا لا يعترف الإسلام بحتمية الانهيار في الحضارات، بل يضع لها فرصة الاستمرار عن طريق إصلاح نفسها، و التوبة الى سنن اللّه، و هذا ما تشير اليه هذه الآية التي تعطي المزيد من الأمل في الاستمرار في نهايتها و تقول: إن اللّه قريب مجيب، أيّ ان إصلاح الفاسد، و تجديد الحضارات (بالاستغفار و التوبة) أيسر مما يزعم البشر.

ضلالة الآباء أم هدى الرسالة:

[62] و كان قوم صالح غارقين في الماضي يعتزون بامجادهم الغابرة، و يقلدون آباءهم، و لذلك عادوا صالحا بالرغم من ثقتهم بشخصه.

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 85

قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَ تَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا و لقدسية الماضي في أعينهم ارتابوا في الرسالة سلفا و من دون تفكر، و قالوا:

وَ إِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ‏ ربما تشير الآية الى ان قوم صالح لم يكتفوا بالشك فيه، بل اتهموه بالباطل ردا على تجهيل آبائهم، و رميهم بالضلالة.

[63] و دافع صالح عن نفسه، و بين سبب استقامته على هدى الرسالة رغم ضغوطهم، و ضرب لهم مثلا بعمله هذا، لكي يقاوموا ضغط الماضي،/ 73 و يتحرروا من قيوده، فبين انه على سبيل واضح بينه له ربه، و قد انتهى به السير في السبيل الى تحقيق مكاسب عملية من الهدى و الطمأنينة و .. و .. و انه يخشى ربه ان عصاه، و أنهم لا يقدرون على تقديم العون له.

قالَ يا قَوْمِ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَ آتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فلما ذا لا تشكون في طريقتكم، و تفكرون بأن هذا الطريق قد يكون صحيحا؟! لا سيما و هناك خوف الضرر.

فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ‏ ان البشر يفكر في تغيير طريقته لو أحس بالخطر و خاف منه، و لذلك ينبه القرآن الى احتمال الخطر في حالة عدم التفكير في صدق الرسالة.

فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 86

فبالإضافة الى احتمال الخطر، هناك احتمال الضرر و الخسارة، و انعدام الربح و الكسب.

[64] و كآخر محاولة لهدايتهم، و لقطع حجتهم، و بعد أن طالبوه بالآية الواضحة، أخرج اللّه لهم ناقة، و قال لهم صالح (ع):

وَ يا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ‏

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 87

[سورة هود (11): الآيات 65 الى 68]

صفحه بعد