کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 262

[سورة النبإ (78): الآيات 21 الى 40]

إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (21) لِلطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَ غَسَّاقاً (25)

جَزاءً وِفاقاً (26) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27) وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (30)

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (31) حَدائِقَ وَ أَعْناباً (32) وَ كَواعِبَ أَتْراباً (33) وَ كَأْساً دِهاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا كِذَّاباً (35)

جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (36) رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً (38) ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ مَآباً (39) إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (40)

[اللغة]

20 [سرابا]: السراب هو خيال الماء في الصحراء وقت الظهيرة.

21 [مرصادا]: هو مكان على صراط جهنّم ترصد فيه الملائكة الناس، فعن الإمام الصادق- عليه السلام-:

(المرصاد قنطرة على الصراط/ 271 لا يجوزها عبد بمظلمة عبد).

23 [أحقابا]: جمع حقب و المراد الزمان الطويل و الدهور المتتالية.

25 [غسّاقا]: هو صديد أهل النار و قيحهم.

26 [وفاقا]: الوفاق الجاري على مقدار الأعمال في الاستحقاق.

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 263

33 [و كواعب‏]: جمع الكاعب، و هي الجارية التي نهد ثدياها و استدارا لكونها في أول زمان رشدها.

[أترابا]: جمع ترب، و هنّ المستويات في السن، و قيل:

على مقدار أزواجهنّ في الحسن و الصورة و السن.

34 [دهاقا]: الدهاق الكأس الممتلئة التي لا مجال فيها للماء أو الشراب و أصل الدهق شدّة الضغط، و أدهقت الكأس ملأتها.

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 264

إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً

هدى من الآيات:

هل وراء ذلك اليوم الرهيب أمر آخر؟ بلى. ما هو أخطر منه النار أو الجنة.

أ و ليست جهنم مرصاد الطاغين، و الجنة مفازة كريمة للمؤمنين؟ و لكن لما ذا يلبث الطغاة في جهنم أحقابا متمادية قد تصل إلى درجة الخلود؟ لأنّها سنّة إلهية/ 272 كما هي سنّة أنّ النار تحرق و الماء يتبخّر، و حيث أنّهم لم يعوا هذه السنّة، بل و كذّبوا بها و بآيات اللّه التي حذّرتهم منها، فإنّهم انتهوا إليها، بينما المتقون (الذين وعوا هذه السنة فاتقوا النار و تجنّبوا ما يؤدّي بهم إليها) فإنّهم فازوا بالجنة التي استقبلتهم بحدائقها و فواكهها و كواعبها و أمنها و سلامها. إنّها أيضا الجزاء المناسب الذي أعدّه اللّه لهم.

و يمضي السياق في تحذير الإنسان من يوم النشور، و يصوّر بعض مواقفه بعد أن يذكّرنا باللّه سبحانه ربّ السموات و الأرض و ما بينهما، ففي ذلك اليوم تخشع أصوات العباد و أصوات الروح و الملائكة الذين يقفون صفّا لا يتكلّمون إلّا من أذن له‏

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 265

الرحمن.

في ذلك اليوم يتساقط زيف الباطل، و يتجلّى الحق بكلّ أبعاده، و لا تزال فرصة الإختيار للإنسان في هذه الدنيا قائمة، فمن شاء عاد إلى ربه تائبا خشية ذلك اليوم. أمّا من يكفر فإنّ اللّه ينذره بعذاب قريب (بالرغم من أنّ الشيطان يبعده عن ذهن البشر) يقع في ذلك اليوم الرهيب الذي يرى الإنسان ما قدّمت يداه من خير و شر (متجسدين في جزاء حسن أو عذاب شديد)، و حين يرى الكافر حقائق أعماله يتمنّى لو بقي ترابا و لم يحشر لمثل ذلك الجزاء.

بينات من الآيات:

[21] يتعامل الإنسان مع سنن اللّه العاجلة في الطبيعة من حوله، فتراه يتجنّب النار أن يحترق بها، و الحيّات أن تلدغه، و الجراثيم/ 273 أن تغزوا جسده فتهلكه، فلما ذا يا ترى لا يتجنّب تلك السنن الآجلة، و ما الفرق بين نار تحرقه اليوم و أخرى تحرقه غدا، أو حية تلدغه من جحر في الصحراء و أخرى يصنعها بعمله لتلدغه غدا في الآخرة، و من ميكروب يتكاثر في جسمه اليوم و آخر يزرعه في حياته الدنيا ليحصده في تلك الدار الحق؟! إنّ سنن اللّه في الدنيا تذكر بما يماثلها في الآخرة و لكنّ الإنسان يؤمن بواحدة و يترك أخرى. لما ذا؟

يبدو من آيات القرآن عموما، و هذا السياق بالذات، أنّ الجزاء يوم النشور نوعان: الأول: هو ذات العمل الذي يرتكبه اليوم و يتجسد له جزاء وفاقا في الآخرة، كمثل نار يوقدها الإنسان في بيته فتحرقه، أو ثمرة يغرسها في أرضه فيتمتع بثمراتها. النوع الثاني: الجزاء الذي يقدّره الربّ للصالحين في الجنة من فضله‏

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 266

و يحسب الحسنة بعشرة. و الآية التالية تشير إلى النوع الأول:

إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً فهذه كانت مركز رصد و مرتع الجزاء في الآخرة. إنّها سنّة إلهية و نظام مقدّر لن يفلت منها من يكذّب بها،

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- عليه و آله السلام-: «و لئن أمهل (اللّه) الظالم فلن يفوت أخذه، و هو له بالمرصاد على مجاز طريقه، و بموضع الشجا من مساغ ريقه‏

» «1» / 274 [22] و الطغاة الذين يتجاوزون حدّهم، و لا يتجنّبون ما يقرّبهم إلى النار، سوف يعودون إلى النار التي صنعوها بأفعالهم.

لِلطَّاغِينَ مَآباً و لعلّ كلمة مآب توحي بأنّهم سبب إيقاد النار التي عادوا إليها، لأنّها منزلهم الذي بنوه و وطنهم الذي اختاروه لأنفسهم.

[23] كم يبقون في هذه النار؟

لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً

جاء في روايات أهل البيت‏ أنّ الآية تخصّ المذنبين الذين يقضون في النار فترة من الوقت بقدر ذنوبهم،

و على هذا فمعنى الأحقاب الدهور المتتالية أو السنين المتلاحقة.

(1) نهج البلاغة/ خ 97.

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 267

و قال بعض المفسرين: معنى الآية أنّهم يلبثون في النار أحقابا متتالية لا تنقطع، فكلّما مضى حقب أدركهم حقب آخر. قالوا: و إنّما استعاضت الآية بالأحقاب عن السنين لأنّها أهول في القلوب و أدلّ على الخلود، و إنّما كان الحقب أبعد شي‏ء عندهم، و قالوا: الحقب ثمانون سنة. و إذا كانت السنة ثلاثمائة و خمسة و ستين يوما و كان اليوم في الآخرة كألف سنة مما نعدّه من سنيّ الدنيا فلك أن تتصوّر أيّام الطغاة في جهنم!

و جاء في الحديث عن رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أنّه قال: «لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا، و الحقب بضع و ستون سنة، و السنة ثلاثمائة و ستون يوما، كلّ يوم ألف سنة ممّا تعدّون، فلا يتّكلنّ أحد/ 275 على أن يخرج من النار

» «1» [24] خلال هذه الأحقاب المتتالية و الدهور المتطاولة لا يجد الطغاة هنالك سوى العذاب الذي لا يفتر عنهم أبدا.

لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً فلا يجدون طعم البرد و برد الشراب، و لا لحظة واحدة و لا بقدر بسيط.

قالوا: البرد هنا بمعنى النوم، و استشهدوا بما تقوله العرب: منع البرد البرد، أي منع النوم البرد، و قال بعضهم: بل هو عام يشمل برد ريح أو ظل أو نوم، و أنشدوا:

فلا الظل من برد الضحى تستطيعه و لا الفي‏ء أوقات العشي تذوق‏ «2» [25] إنّما يتواصل لهم شراب يغلي و ماء نتن.

(1) مجمع البيان/ ج 10 ص 424.

(2) راجع القرطبي/ ج 19 ص 180.

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 268

إِلَّا حَمِيماً وَ غَسَّاقاً الحميم: الماء الحار. أمّا الغسّاق فهو ماء نتن، و قيل: صديد أهل النار و قيحهم.

[26] أ ترى هل ظلمهم ربّهم حين أوقعهم في النار؟ كلّا .. لقد ظلموا أنفسهم. أ و ليس قد واتر عليهم رسله؟ إنّ هذا جزاء أعمالهم، و نهاية مسيرتهم.

جَزاءً وِفاقاً أي جزاء موافقا لأعمالهم بلا زيادة أو تغيير.

[27] لما ذا انتهى بهم المطاف إلى هذه العاقبة السوئى؟ لأنّهم/ 276 لم يتوقّعوا الحساب فأفرطوا في السيئات، كما المجرم حين لا يفكّر في العدالة يتوغّل في اقتراف الموبقات.

إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً [28] و إذا أنذرهم الرسل و الدعاة بالحساب و إذا جاءتهم آيات النشور تترى، كذّبوا به و بآياته.

وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً [29] بلى. كان الحساب قائما، و كانت أعمالهم و أنفاسهم و لحظات حياتهم و هواجس نيّاتهم كلّ أولئك كانت محسوبة عليهم.

صفحه بعد