کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏12، ص: 213

[27] بلى. إنّهم يضلّون الناس عن الحق، و يمنعونهم عن بلوغ/ 207 الحقائق، و يحجبون عنهم النور الإلهي، و بحجم الخسارة التي يلحقونها بالناس يكون حجم العذاب الذي ينتظرهم.

فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً و لعلّ هذا هو عذابهم في الدنيا.

وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ‏ لعلّ جزاءهم أسوء من أعمالهم باعتبار تحدّيهم لربّ العزة، أو تحمّلهم لعذر الآخرين. و لعلّ المعنى أنّهم يجازون بأسوء أعمالهم فيكون بالطبع جزاء سيئا، و اللّه العالم.

[28] لماذا هذا الجزاء الشديد؟ لأنهم أعداء اللّه، و ليس هيّنا عداوة هذا المخلوق الضعيف لخالقه القوي العزيز.

ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ يا له من عذاب عظيم، النار أبدا ساءت مستقرا و مقاما! و نتساءل: كيف أنّهم أضحوا أعداء اللّه؟ بلى. حين عادوا رسالاته، و ألغوا في القرآن، فقد عادوا اللّه عزّ و جل.

جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ‏ إنّ الكفر بالرسالة بعد أن استيقنتها أنفسهم يدل على عداوتهم لربّهم.

[29] و في نهاية المطاف يكفر هؤلاء بقرناء السوء الذين أضلّوهم عن سبيل اللّه،

من هدى القرآن، ج‏12، ص: 214

سواء كانوا من الإنس/ 208 الظاهرين (كأصدقاء السوء) أو الجن (كالشياطين و الذين زيّنوا لهم سوء أعمالهم).

وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ‏ و لكن ماذا ينفعهم لو جعلوهما تحت أقدامهم في ذلك اليوم بينما جعلوهما قدوة لهم في الدنيا؟!

من هدى القرآن، ج‏12، ص: 215

[سورة فصلت (41): الآيات 30 الى 36]

إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ لَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)

وَ ما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)

من هدى القرآن، ج‏12، ص: 216

/ 209

[اللغة]

37 [نزغ‏]: النزغ هو النخس بما يدعو إلى الفساد، فإنّ الشيطان ينخس الإنسان و يهيّجه للباطل خصوصا عند الخصام و في المعركة.

من هدى القرآن، ج‏12، ص: 217

قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا

هدى من الآيات:

في آيات مضت بيّن القرآن نموذجا من الناس تحدّوا سلطان الرب، فقيّض لهم قرناء السوء، و اختار لهم أسوء المصير. و هنا يبيّن النموذج المعاكس له تماما، و هم الرجال الذين تحدّوا القوى الاجتماعية و أعلنوا إيمانهم باللّه (و دعوا الناس الى ذلك) ثم استقاموا، حيث ينزل اللّه عليهم الملائكة تنزيلا، يزيلون عنهم الخوف و الحزن، و يبشّرونهم بالجنة، و يطمأنونهم بأنّهم أولياؤهم، يؤيدونهم في الدنيا،/ 210 و يسعدونهم في الآخرة، هنالك حيث يتوفر ما يشتهونه أو يتمنونه، في تلك الدار التي يستضيفهم الربّ الغفور الرحيم.

بلى. إنّ أحسن القول هو الدعوة الى اللّه المقرونة بالعمل الصالح و التسليم، و المقرونة كذلك بالخلق العظيم الذي يختار صاحبه أحسن السبل فإذا بالعدو يصبح وليّا حميما.

من هدى القرآن، ج‏12، ص: 218

و إنّها لذروة الفضيلة لا يبلغها إلّا الصابرون من ذوي الحظوظ العظيمة! و قد يدفع الشيطان أحدهم الى الوراء قليلا، و لكنّهم يستعيذون باللّه من شرّه فيستجيب اللّه دعاءهم.

بينات من الآيات:

[30] كما يمكن أن يتسافل الإنسان الى الحضيض حيث يقيّض له اللّه سبحانه قرناء يزينون له سوء عمله فلا يهتدي أبدا الى السبيل، كذلك يستطيع أن يسمو و يسمو حتى يصبح فؤاده مأوى لملائكة اللّه، فئة تهبط و فئة تعرج متى؟ حين يكفر بالطاغوت، و يعلن توحيده على الملأ، و يقول: ربي اللّه، لا الأصنام لا الأنداد لا المجتمع الفاسد لا السلطة الطاغية.

إنّه لا يكتفي بالإيمان في قلبه بربّه، بل يعلنه متحدّيا القوى المادية، و بذلك يشقّ للنّاس طريق التوحيد بين أوغال الشرك.

إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ‏ إنّهم قالوا ذلك، و القول بذاته تحدي، و التحدي بدوره دعوة. إنّه دعوة بكسر حاجز الصمت، و الخوف، و مقاومة حالة اليأس و السلبية.

/ 211 إنّنا أمرنا بأن نعلن البراءة من المشركين، و ممّا يشركون به، أ فلا نتلوا سورة الإخلاص: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؟! إنّ المطلوب منّا أن نقول كلمة التوحيد بما تحمل من مخاطر الرفض و التمرّد و الثورة، و هي حقّا أعظم كلمة في عالم الإنسان، لأنّها مفترق الطريق بين العبودية و التحرّر، بين الذلّة و العزّة، بين النار و الجنة.

ثُمَّ اسْتَقامُوا

من هدى القرآن، ج‏12، ص: 219

و ماذا تعني كلمة التوحيد من دون الاستقامة؟ أو ليس التوحيد بمعنى رفض الأنداد، رفض سلطة الطغاة، و المترفين، و حمير الأسفار، فإذا عاد الإنسان و خضع لهؤلاء الأنداد فإنّه ينفي أصل التوحيد.

و يبدو أنّ اللّه سبحانه يهدي العبد الى معرفته، و يدلّه على ذاته بذاته، ثم يبتليه بألوان الفتن، تارة في ماله، و أخرى في جسده، و ثالثة بتسليط الجبابرة عليه، و هكذا ليمتحن إيمانه، فإذا أنهار وكّله الى نفسه، و أمّا إذا استقام نزّل عليه ملائكته ليثبّتوه.

و هكذا تتركّز صعوبات الاستقامة في أيّامها الأولى، حيث لا تتنزّل الملائكة، و حيث يتساوى الناس في درجة الضغط الذي يتعرضون له لامتحان قوة إيمانهم، أمّا في المرحلة التالية فإنّ من استقام تهون عليه الضغوط لنزول الملائكة عليه بالسكينة و التأييد.

تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا من المستقبل و ما يحمله لكم من آلام، و هكذا يزيل الملائكة عن قلب المستقيم أثر أمضى سلاح تستخدمه قوى الشرك و هو سلاح الإرهاب. و حين نسير في الأرض/ 212 نرى الخوف أعظم دعامة لحكم الطغاة و المستكبرين، فإذا تجاوز إنسان أو شعب حاجز الخوف استعاد حقوقه و حريّته و استقلاله.

صفحه بعد