کتابخانه تفاسیر
من هدى القرآن
الجزء الأول
سورة البقرة
سورة آل عمران
الجزء الثاني
سورة النساء
سورة المائدة
الجزء الثالث
سورة الانعام
سورة الأعراف
الجزء الرابع
سورة الأنفال
سورة التوبة
سورة يونس
الجزء الخامس
سوره هود
سورة يوسف
سورة الرعد
سورة إبراهيم
الجزء السادس
سورة النحل
سورة الإسراء
سورة الكهف
المجلد السابع
سوره مريم
سورة طه
سورة الأنبياء
الجزء الثامن
سورة الحج
سورة المؤمنون
سورة النور
الجزء التاسع
سورة شعراء
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
من هدى القرآن، ج1، ص: 400
اي للعلماء الذين يتفهمون الحقائق، و يعرفون مدى اهمية العلاقة الزوجية، و مدى ما تحتاج هذه العلاقة الى الضبط و التحديد، لان اندفاع شهوة الجنس من جهة، و نزغ النزاعات و السلبيات من جهة اخرى تجعلان العلاقة الجنسية مهتزة.
و بالتالي تهددان البناء الاسري بالزوال، و لذلك بيّن الله حدودا حاسمة لهذه العلاقة حتى يحافظ من جهة على استقامة شهوة الجنس، و عدم انحرافها في متاهات بعيدة، و من جهة ثانية يقلل من السلبيات و يحسم النزاعات.
ان المجتمع الصناعي اليوم يعاني من اهتزاز العلاقة الجنسية. و يعاني لذلك من الكثير من السلبيات الناتجة عن انعدام الاسرة و منها انعدام التكامل الخلقي و تراكم العقد و اشاعة الأمراض الخطيرة.
[231] بعد العدة تصبح المرأة حرة، و على الزوج ان يفكر مليا فيما إذا يريد زوجته أم لا. فاذا أرادها فعليه ان يراجعها قبل انتهاء الفترة الممنوحة له. و الا فليس له حق في منعها من التصرف في شؤونها لأنها أصبحت حرة.
/ 378 وَ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَ لا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا لتضروا بهن، و تمنعوهن من الزواج بغيركم، لان ذلك عدوان و ظلم.
وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ذلك ان حدود الله التي تحافظ على حقوق الناس هي في مصلحة الجميع. فاذا تجاوزها شخص و اعتدى على حقوق الآخرين، فقد يأتي شخص آخر و يعتدى على حقوقه هو. و هكذا تعم الفوضى. من هنا و قبل ان يفكر الواحد في ظلم الناس، لا بد ان يجعل هذا الظلم في الإطار الاجتماعي العام و يحلل الموقف. هل يريد ان يعود
من هدى القرآن، ج1، ص: 401
للمجتمع الظلم و الفوضى و. و. أم لا. إذا أحب ذلك فليقدم، و لينتظر النتائج السيئة. من هنا يذكر القرآن هؤلاء الظالمين بنعمة الرسالة و يقول:
وَ لا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ ما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَ الْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ فهل تحبون العودة الى حياة الجاهلية، حيث لا كتاب فيه دستور حياتكم، و لا حكمة تشرح تفاصيل سلوككم ..؟
وَ اتَّقُوا اللَّهَ/ 379 وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ هذه الفكرة هي- في الواقع- ضمانة تنفيذ حدود الله المبينة في الآيات السابقة، و هي جوهر آيات هذا السياق، الذي يتحدث لنا عن التقوى في مظاهرها المختلفة.
[232] هل تستطيع الزوجة ان تعود الى زوجها الاول بعد انقضاء فترة العدة؟
بالطبع يجوز لها إذا اختارت ذلك، و دون ان يتمكن زوجها من جبرها على ذلك. الا ان هناك بعض الأقارب (أبوها أو إخوتها أو أو.) قد يمنعونها من ذلك. و هم ظالمون.
وَ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَ و لا تؤذوهن.
أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ و ذلك بعقد جديد، يحتاج الى تراض منهما معا، و ليس من الزوج وحده، و يكون بذلك معروفا.
من هدى القرآن، ج1، ص: 402
ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَ أَطْهَرُ حيث انكم لو منعتم المطلقة من زوجها فقد لا يخطبها أحد، أو قد تسقط في مهاوي الرذيلة. أو قد تربطها علاقة غير طبيعية مع زوجها الاول.
وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ لا تعلمون إضرار الكبت الجنسي حيث يؤدي الى انفجار خطير.
من هدى القرآن، ج1، ص: 403
[سورة البقرة (2): الآيات 233 الى 242]
/ 381
[اللغة]
233 [حولين] الحول السنة مأخوذة من الانقلاب في قولك حال الشيء عما كان عليه يحول و منه الاستحالة في الكلام لانقلابه عن الصواب و قيل أخذ من الانتقال في قولك تحوّل.
[تكلف] التكليف الإلزام الشاق و أصله عن الكلف و هو ظهور الأثر لأنه يلزمه ما يظهر فيه أثره.
[وسعها] الوسع الطاقة مأخوذ من سعة المسلك الى الطلب.
من هدى القرآن، ج1، ص: 404
235 [عرضتم] التعريض ضد التصريح و هو أن تضمن الكلام دلالة على ما تريد و أصله من العرض من الشيء الذي/ 382 هو جانبه و ناحية منه.
[خطبه] الخطبة الذكر الذي يستدعي به الى عقدة النكاح أخذ من الخطاب و هو توجيه الكلام للافصام و الخطبة الوعظ المتسق على ضرب من التأليف.
[أكننتم] الأكنان الستر للشيء و الكنّ الستر أيضا و الفرق بين الأكنان و الكنّ أن الأكنان الإضمار في النفس و لا يقال كننته في نفسي و الكنّ في معنى الصون و في التنزيل « بَيْضٌ مَكْنُونٌ ».
من هدى القرآن، ج1، ص: 405
238 [حافظوا] الحفظ ضبط الشيء في النفس ثم يشبه به ضبطه و المنع من الذهاب و الحفظ خلاف النسيان و الحفيظة الحمية و الحفاظ المحافظة.
[قانتين] أصل القنوت الدوام على أمر واحد و قيل أصله الطاعة و قيل أصله الدعاء في حال القيام.
239 [رجالا] جمع راجل و هو الكائن على رجله واقفا كان أو ماشيا.