کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 118

و هو الحق الّذي لا يزال ملكه، بينما يبطل ما يدعون من دونه و هو العلي الكبير.

و اللّه يهدي الناس عبر آياته، و لكن الذين يعيشون الصبر و الشكر يهتدون بها، و يعرض ربنا سبحانه الناس لبعض الساعات الحرجة ليتضرعوا اليه، و لكنهم بعدها ينقسمون فريقين فمنهم مقتصد و منهم جاحد، و الجاحد هو كل ختار كفور، و هو الّذي لا يفي بوعده و لا يشكر نعماء ربه.

و يحذر ربنا الناس من يوم القيامة حين لا تنفع العلاقات النسبية الحميمة، و يؤكد لهم ان وعده حق، فلا تغرنهم الدنيا و أهلها (و بذلك يلخص الرب التحذير من عوامل الانحراف).

و في الخاتمة يذكرنا بعلمه المحيط و قدرته الواسعة.

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 119

/ 97

[سورة لقمان (31): الآيات 1 الى 11]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

الم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (2) هُدىً وَ رَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)

أُولئِكَ عَلى‏ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6) وَ إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)

خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَ أَلْقى‏ فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11)

/ 98

[اللغة]

6 [لهو الحديث‏]: الباطل الملهي عن الخير.

7 [وقرا]: الوقر الحمل الثقيل، أي كان في مسامعه حمل ثقيل يمنعه عن الاستماع، حتى يهتدي.

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 120

10 [أن تميد بكم‏]: لئلا تضطرب بكم.

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 121

الإحسان تكامل و هداية

هدى من الآيات:

تدور الآيات في هذا الدرس حول موضوع الإحسان، الّذي يجب ان يكون صيغة العلاقة بين الإنسان و الآخرين، و لا ريب ان سعي البشر لبناء المستقبل الفاضل لنفسه طموح شريف، اما إذا كان هذا السعي مبنيّا على أساس الاستئثار و الأخذ من الآخرين فقط فهو أمر مرفوض، إذ ينتهي بالمجتمع الى الصراع و الشقاء، من هنا يحث القرآن الحكيم على علاقة متوازنة، تعتمد ركيزتي الأخذ و العطاء، التي لو انتهجهما المجتمع لتدرج نحو الكمال الحضاري لان العلاقة حينها ستكون البناء و التكامل بين افراد المجتمع، و على عكس ذلك العلاقة المعتمدة على عبادة الذات و محورية المصلحة، حيث تصل بالمجتمع الى حضيض التخلّف و الانهيار، و يصبح الشغل الشاغل لكل فرد آنئذ هو افتراس الآخرين بأية وسيلة كانت، و لا غرابة ان تؤكد هذه السورة المباركة على ضروة العطاء، و تبتدئ بعبارة « وَ رَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ‏ » لان السبيل الى رحمة اللّه هو العمل برسالته، و لا يتأتى ذلك الا بالإحسان و/ 99 العطاء.

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 122

و لكي تحل علينا رحمة الرب لا بد ان نحسن للآخرين فنأخذ منهم لنعطيهم، و إلا فلن تكون الرحمة من نصيبنا و لا الهدى. لماذا؟ و ما هي علاقة الإحسان بالهداية في حياة الإنسان؟

و الجواب: ان الّذي يعيش حالة مناقضة للإحسان كابتزاز حقوق الآخرين، انما يقوم بذلك لما يعيشه من حب مفرط للذات، فلا يرى من هذا الكون الرحيب سوى نفسه، فيعبد هواه، و بالتالي يبتعد عن الحق، و هكذا يكون مقياسه المصلحة لا القيم، و هدفه الذات لا الحق و هذا يسبب كل انحراف. ان العقل و الرسالات الإلهية توجه الإنسان الى حقائق الخليقة، بينما توجهه شهواته و اهواؤه الى داخل ذاته و من هنا فان استمرار اتباع الهوى يطفئ شعلة العقل، و هذا هو الضلال البعيد، و من هنا يؤكد ربنا بأن المحسن هو الّذي يصيب طريق الهدى في عالم المعنويات، و الرحمة في عالم المادة، و التي هي الأخرى نتيجة للهدى.

و لو تدبرنا آيات القرآن لوجدنا ان من أهم ميزات الأنبياء الإحسان الى الناس، بل و قد تكون العامل الهام في اصطفائهم للنبوة.

قال تعالى عن نبيه يوسف (ع): وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ‏ «1» و قال عن النبي موسى (ع): وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوى‏ آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ‏ «2» و أكد ربنا هذا المعنى بصورة عامة إذ قال:/ 100

(1) يوسف/ (22).

(2) القصص/ (28).

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 123

وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ‏ «3» و لعلنا نستوحي من آيات الذكر ان الذين يتخذون الدين وسيلة لابتزاز الآخرين و استغلالهم، أو مطيّة للمصالح و الأهواء، لا يفهمون الدين فهما حقيقيا و عميقا- لأنه لا يفهمه الا من كان محسنا، بعيدا عن شهواته و اهوائه-، وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً «4» و بالرغم من أن الجميع يطمحون الى الإحسان، الا أنهم يجدون أيديهم و أنفسهم مقبوضة عن العطاء حينما ينزلون إلى ساحة العمل، فكيف نخلق صفة الإحسان في أنفسنا؟! بالصلاة لأنها تخلق في الإنسان دوافع الإحسان، و بالزكاة لأنها تطهر القلب من حب الذات كما تطهر المال، و كذلك باليقين، فكلما تأكدت الحقائق عند الإنسان كاليقين بالموت و بما بعده من الجزاء كلّما كان أكثر إحسانا للآخرين، إذ يتأكد بان ما يعطيه لا يذهب سدى، بل يعود إليه في صورة جنات أعدها اللّه للمتقين، فهو آنئذ لا يعتبر المغنم ما يصرفه على نفسه، بل المغنم كل المغنم هو ما ينفقه في سبيل اللّه.

و في السيرة ان رسول اللّه (ص) ذبح شاة و تصدّق بها و لم يبق الا الكتف، فقالت له عائشة: لم تبق الا الكتف يا رسول اللّه! فقال (ص): لم يذهب الا الكتف، لأنه يعلم بان ما يأكلونه يتنعمون به و ينتهي، بينما يبقى ما يعطونه صدقة في سبيل اللّه، و ينفعهم في يوم لا ينفع فيه الا العمل الصالح.

(3) الأعراف/ (56).

(4) الإسراء/ (82).

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 124

و في نهاية الدرس يحدثنا القرآن الحكيم عن الطرف المقابل/ 101 من الذين يقتصدون لهو الحديث، لان الأشياء تعرف بأضدادها، و بينما يهتدي أولئك لآيات اللّه، يصد هؤلاء عنها، كأن في آذانهم وقرا، و ليس جزاء هؤلاء سوى النار.

بينات من الآيات:

(1) الم‏ كما احتملنا سابقا: ان الا حرف التي ترد في أوائل السور رموز لا يعلمها الا اللّه و الراسخون في العلم، و يحتمل ان تدل على ألفاظها.

(2) و من تركيب هذه الأحرف البسيطة في ظاهرها، انزل اللّه سبحانه القرآن و آياته، في كتاب ثابت ينبعث بالحكمة.

تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ‏ (3) كما تعطي هذه الآيات الهدى و البصائر للمحسنين.

صفحه بعد