کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏13، ص: 317

لماتوا حين ينظرون إليه، و لو أنّ ثوبا من ثياب أهل جهنّم أخرج إلى الأرض لمات أهل الأرض من نتن ريحه، فأكبّ النبي (ص) و أطرق يبكي و كذلك جبرئيل، فلم يزالا يبكيان حتى ناداهما ملك من السماء: يا جبرئيل و يا محمّد إنّ اللّه قد آمنكما من أن تعصياه فيعذّبكما» «1»

[14] و لكي لا يستبد بنا اليأس عند الحديث عن النار و عذابها، يؤكّد لنا اللّه رحمته الواسعة و غفرانه للذنوب.

وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً و قد حكي أنّ الرسول (ص) لمّا سمع كلمة أفلاطون: (إذا كانت السماء قوسا، و البلاء سهما، و الرامي هو اللّه فأين المفر؟) نزلت عليه الآية الكريمة:

«ففرّوا الى اللّه» «2» بلى. إنّ الفرار ممكن، و لكن كيف نفر؟ نفرّ من غضب اللّه إلى رضاه، و من سخطه الى عفوه، و ربنا برحمته/ 318 الواسعة يقبل فرار العبد اليه، و لكن بشرط أن يستغفره و يتوب اليه صادقا.

و هنا في هذه الآية جعل اللّه نهايتها «غَفُوراً رَحِيماً » مع أنّه قال: «يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ » و ذلك تأكيدا لرحمته و رأفته بخلقه، و طردا لليأس من نفوسنا.

(1) بح/ ج 8 ص 305

(2) الذاريات/ 50

من هدى القرآن، ج‏13، ص: 318

[سورة الفتح (48): الآيات 15 الى 21]

سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى‏ مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى‏ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (16) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى‏ حَرَجٌ وَ لا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (17) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18) وَ مَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (19)

وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَ كَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَ لِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَ يَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (20) وَ أُخْرى‏ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَ كانَ اللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيراً (21)

/ 319

[اللغة]

(15) ذَرُونا : دعونا.

من هدى القرآن، ج‏13، ص: 320

وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً

هدى من الآيات:

لقد وفّر الفتح المبين (صلح الحديبية) للمسلمين حالة من السلام، التي تساعدهم على الانتشار و إعداد أنفسهم للمواجهة الحاسمة مع أعدائهم على الصعيد الخارجي، كما أنّه على صعيد الجبهة الداخلية كشف عن حقيقة المنتمين إليهم مما ساهم في تصفية العناصر الضعيفة و تمتين الجبهة الداخلية.

بلى. إذا كان هؤلاء يريدون العودة الى صفّ المؤمنين و القيادة الرسالية لا بد أن يتوبوا توبة صادقة، و هنالك تسعهم رحمة اللّه، و تستوعبهم صفوف المؤمنين، و تقبلهم القيادة، و لكن بشرط أن يبرهنوا عمليّا على صدقهم عبر الوقوف مع المؤمنين في الشدائد الحاسمة.

و نستفيد من هذا الحكم الالهي حكمة بالغة في معاملة هذه النوعية من الأفراد، و هي أن لا تقبلهم القيادة الرسالية بعد ما تخلّفوا عن تجمّعها و أوامرها في الشدة،/ 320 إلّا

من هدى القرآن، ج‏13، ص: 321

إذا أظهروا توبتهم، و وطنّوا أنفسهم على خوض الجهاد تحت رايتها، لأنّ قبول هذه النوعية من دون امتحان عسير يثبت صدقها قد يكلّف الحركة الرسالية الكثير، لو أنّهم عادوا لطبيعتهم الانهزامية و انشقّوا و شقّوا عصا الطاعة في موقف خطير أو مهمّة حاسمة يكلّف التمرّد فيهما أضعاف ما يكلّفه التمرّد في الظروف العادية.

بينات من الآيات:

[15] سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى‏ مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها و قد تمرّدوا من قبل على أمر القيادة، و تخلّفوا عن المسير معكم، لا لأنّهم اكتشفوا خطأ في خط الرسالة، بل لأنّهم التحقوا به التحاقا مصلحيّا، و حيث ظنّوا- مجرّد ظن- بأنّ المسير الى مكّة يعني الابادة، فهو خال من المصالح، نكصوا على أعقابهم، أمّا الآن و المسلمون يسيرون الى فتح مؤكّد في نظرهم- و هو غزوة حنين حسب بعض التفاسير- فإنّهم يحاولون بكلّ طريق العودة الى صفوف الجيش الاسلامي، و لكن ليس من باب التوبة و إنما المصلحة.

ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ‏ و قد حذّرهم اللّه من عواقب التخلّف عن نصرة رسوله (ص)، و أنّه سوف يعذّبهم، و يمحوا أسماءهم من قائمة المقاتلين المؤمنين، لأنّ المقاتل المؤمن هو الذي يتبع أوامر قيادته في كلّ مكان و أي زمان، و حيث نكصوا/ 321 جزاهم اللّه بذلك، و هم الآن يسعون لتبديل ما حكم اللّه به.

يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ‏ و لكن هذا الحكم الشرعي تابت لا يتغيّر، و هو أنّ من يتمرّد على القيادة الرسالية في الظروف الصعبة ينبغي أن يطرد من صفوف المقاتلين.

من هدى القرآن، ج‏13، ص: 322

قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا فنحن مأمورون من قبل اللّه أن لا نقبلكم من دون شرط و قيد.

كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ‏ و هذا جزاؤكم الطبيعي.

و لأنّ هؤلاء مجبولون على التبرير فإنّهم لن يعترفوا بواقعهم، و إنّما سيحاولون التستّر بأعذار لا تنفع، شبيهة بتلك التي برّروا بها تخلّفهم عن المسير و القتال من قبل.

فَسَيَقُولُونَ‏ و هم يتهمون المؤمنين و القيادة الرسالية التي تجسّدت يومئذ في الرسول (ص).

بَلْ تَحْسُدُونَنا و بالتالي فإنّكم تريدون من رفض انتمائنا إليكم التفرّد بالمكاسب، و في مقابل هذه التهمة يأتي الردّ الالهي الحاسم بأنّهم غارقون في الجهل.

بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا و يدلّ على ذلك أمران:

الأمر الأوّل: و قد عالجته الآية في مطلعها، و هو جهل هؤلاء بأنّ الانتهازيّ الذي يترك جماعته في ساعة الحرج/ 322 لا يمكن أن يحتسب منهم في الرخاء كأمر واقعي، و بالذات في المجتمع العربي الذي يعدّ ذلك من صميم عاداته و تقاليده‏

من هدى القرآن، ج‏13، ص: 323

آنذاك.

فمن كان يتخلّى عن عشيرته عند الشدة كانوا ينبذونه نبذا تامّا، و يحرّمون عليه حتى الزواج منهم! إذن فمن السذاجة القول بأنّ (الصلاة خلف عليّ أتم، و الأكل مع معاوية أدسم، و الوقوف على التلّ أسلم)، و لا يمكن أن يسمّى من هذا شعاره موحّدا أو منتميا الى الإسلام انتماء صحيحا، إنّما هو لقيط، و ينبغي للمؤمنين رفض انتمائه إليهم.

و قد يشير الى هذا الأمر خاتمة الآية التي نحن بصدد تفسيرها، حيث تؤكّد بأنّ المخلّفين ساذجون لا يستطيعون سبيلا الى فهم الحقائق.

الأمر الثاني: الذي يدلّ على جهلهم أنّهم ينسبون الحسد الى شخص الرسول (ص) مع اعتقادهم بأنّه مرسل من اللّه عزّ و جل، و هل الرسول يذنب أو يتمحور حول نفسه حتى يسعى وراء المغانم؟! و إذا افترضنا أنّهم لا يؤمنون به رسولا من اللّه، و لا قائدا حقيقيّا، فلما ذا يتبعونه، و يريدون القتال تحت لوائه؟! و لعلّ تفسير خاتمة الآية أنّ هؤلاء لا حظّ لهم من الوعي إلّا القليل، لأنّهم أضلّوا الطريق العام فلا تنفعهم معرفتهم ببعض الطرق الفرعية، ذلك لأنّ محور حقائق العلم هو معرفة اللّه، و سننه الحق، و بصائر رسالاته، فإذا أخطئوا المحور فلا جرم أنّهم يتيهون في الضلالات.

صفحه بعد