کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 407

اي هم في راحة و هدوء لا يجدون ما يجده الإنسان في الحياة من تعب و نصب، و لا يحملون هموم العمل و الاسترزاق.

نِعْمَ الثَّوابُ وَ حَسُنَتْ مُرْتَفَقاً

جاء في حديث عن الأمام علي (ع) يذكرّ فيه بدعائم الأيمان يقول: «من تذكّر الجنة سلا عن الشهوات.

» فإذا رأيت قصرا لظالم بناه بهدم بيوت الآخرين، فلا تسمح للشيطان ان يدفعك الى أنت تظلم الناس و تبني قصرا مثله، و لكن قل إنشاء اللّه جعل لي قصرا في الجنة أفضل منه.

و إذا حدثتك النفس الأمارة باللجوء الى الكسل، و الراحة، و ترك الأعمال و الواجبات المطلوبة منك، فتحامل على نفسك و قل: إنشاء اللّه ارتاح على آرائك وثيرة في الجنة.

و إذا لمست رغبة عندك في أن تتمحور حول أصحاب الجاه و الثروة، فأسبق الزمن بمخيلتك، و انظر الى نفسك و أنت في الجنة بجوار الأنبياء و الأئمة و المؤمنين الصالحين، الذين هم أمراء الآخرة و ملوكها و وجهاؤها، و بين الإنسان و الجنة خطوة واحدة لا أكثر و هي الموت، و بين غمضة عين و انتباهتها تجد نفسك انتقلت من الدنيا الى الآخرة. اذن ليفكر الإنسان بالحياة الأخروية القادمة، و يتسلى عن الشهوات، و بمجرد ان يفكر الإنسان بالموت و القبر و الحساب، فأن نفسه/ 408 تنصرف تلقائيا عن الشهوات،

قال رسول اللّه (ص): «اذكروا هادم اللذات‏

» أي الموت، فلنكن معا من الذاكرين.

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 408

[سورة الكهف (18): الآيات 32 الى 44]

وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَ حَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَ لَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَ فَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً (33) وَ كانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَ أَعَزُّ نَفَراً (34) وَ دَخَلَ جَنَّتَهُ وَ هُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً (35) وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِنْ رُدِدْتُ إِلى‏ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً (36)

قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38) وَ لَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَ وَلَداً (39) فَعَسى‏ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَ يُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (40) أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (41)

وَ أُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى‏ ما أَنْفَقَ فِيها وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى‏ عُرُوشِها وَ يَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42) وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ ما كانَ مُنْتَصِراً (43) هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَ خَيْرٌ عُقْباً (44)

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 409

/ 409

[اللغة]

40 [حسبانا]: عذابا كالصواعق و الآفات.

[زلقا]: الأرض الملساء و المستوية التي لا نبات فيها.

41 [غورا]: غائرا ذاهبا في باطن الأرض.

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 410

الإنسان بين تأليه المادة و عبادة اللّه‏

هدى من الآيات:

سبق و ان تحدثنا عن الإطار العام لسورة الكهف، و الذي يبين لنا نوعين من العلاقة بين الإنسان و الطبيعة هما:

أولا: علاقة السيطرة و التسخير للطبيعة.

ثانيا: علاقة الانبهار بما فيها من زينة.

و في هذه المجموعة من الآيات يضرب القرآن مثلا من تلك العلاقة التي تربط الكفار بالدنيا، فيعتمدون عليها و يحسبون انها خالدة لهم، و لكنها لا تلبث أن تنتهي، و إذ ذاك يكتشفون ان العلاقة الصحيحة ينبغي ان تكون بينهم و بين ربهم،/ 410 و ان الولاية الحق هي للّه لا للمال و الثروة، و لا للجاه و السلطة.

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 411

بيّنات من الآيات:

بين الشكر و الكفر:

[32] رجل أعطاه اللّه جنتين، و توفرت له كل أسباب الزينة فبطر بها، و بدل أن يشكر ربه اغتر بما أعطاه من ثروة و نعمة، و بدل أن يعتزّ بمن أعطاه هذه النعمة، اعتز بالنعمة ذاتها، في حين ان من اعطى النعمة خالد دائم و النعمة منقطعة زائلة، و هو أولى بالشكر و العبادة منها.

و حينما جادله صاحبه في هذا الأمر جدالا حسنا، و حاول ان يذكره و ان ينذره و يحذره من عاقبة بطره و غروره، أخذته العزة بالإثم، فكان مصيره ان خسر جنتيه و لم تبق له الا أرضا جرداء خاوية على عروشها، قد غار ماؤها و احترق زرعها و أصبحت صعيدا جرزا.

و هكذا فقد استولت على الرجل كآبة فجرت قلبه، و ندم ندما شديدا على اغتراره بالنعمة، و اعتزازه بالولد و العشيرة الذين لم ينفعوه شيئا في محنته.

اما ذلك الرجل الفقير بماله و عشيرته، و الغني بإيمانه بربه و توكله عليه، فقد أخذ يردد هناك: هنا لك الولاية للّه الحق.

و في حديثه عن الجنتين، و عن علاقة ذلك المشرك بهما، يبين لنا القرآن بعض ضروب و عوامل الغنى التي وفرها لنفسه و لكنها لم تغنه عن اللّه شيئا،/ 411 فأصبح يقلب كفيه و ليس فيهما الا الحسرة.

وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ‏ اولا: يجسد أحد الرجلين الأيمان المتسامي عن زينة الحياة الدنيا، بينما يستبد

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 412

بالآخر حب الدنيا، و يشغله متاعها الزائل.

ثانيا: امتلاك الرجل لأكثر من جنة، يشير الى بعض الأساليب الاقتصادية التي يلجأ إليها الرأسماليون لضمان تدفق الأرباح عليهم، فإذا خسرت جنة هنا فإن الجنة الأخرى و التي تكون في مكان آخر ستعوّض النقص و تعدل الميزانية.

مِنْ أَعْنابٍ وَ حَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً و هذه طريقة يلجأ إليها المزارعون، فيحيطون بساتينهم بأشجار مقاومة للرياح و الأعاصير كالنخيل، و يزرعون الأعناب في الوسط، و الأرض المتبقية بين هذه و تلك يزرعونها بالخضراوات المختلفة.

[33] كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها شاء اللّه سبحانه ان يملي لذاك الرجل فأفاض عليه الخير فيضا، و أذن للجنتين ان تدرأ المحاصيل الوفيرة، و هكذا إذا أراد اللّه بعبد سوء لسوء نيته فأنه يوسع عليه النعم في بعض الأحيان، ليستدرجه و يبتلي ما في داخل نفسه من سوء و فساد.

وَ لَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَ فَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً / 412 لقد اعطى اللّه لذلك الإنسان تلك الجنان، فأعطت صاحبها كل ما يتأمله منها من ثمار طيبة، و لم تظلمه و لكنه ظلم نفسه، فواجه إحسان الخالق اليه بالإساءة الى نفسه، عبر غروره و استكباره، و اعراضه عن شكر ربه المنعم المتفضل.

دركات الهبوط:

[34] وَ كانَ لَهُ ثَمَرٌ الملاك و الفلاحون و من لهم ارتباط بالأرض و الزراعة، يعلمون ان لحظة الحصاد

من هدى القرآن، ج‏6، ص: 413

لحظة سعيدة في حياتهم، تبعث في أنفسهم الغرور، لأنهم بعد صبر و انتظار طويل يرون الثمار و هي وفيرة و زاهية، فيختالون و كأنها ثمرة جهدهم، و ينسون ان اللّه هو الذي زرعها و أينعها في هذه اللحظة.

فَقالَ لِصاحِبِهِ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَ أَعَزُّ نَفَراً أخذ يتعالى على الآخرين، اعتمادا على أشياء وقتية زائلة، و ليس في الآيات دلالة على أن هذا الرجل كان له أنصار، و لعل غروره دفعه الى الاعتقاد بأنه ما دام يملك شيئا من المال فكأنه يملك الناس أيضا، لذلك قال:- «وَ أَعَزُّ نَفَراً» .

[35] وَ دَخَلَ جَنَّتَهُ وَ هُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ‏ / 413 ان ظلمه لنفسه هو في اغتراره بزينة الدنيا الذي جره للتعالي على الآخرين، و اعتقاده انه ما دام يملك المال فهو يملك الرجال.

قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً هذه هي العلاقة الخاطئة بين الإنسان و الطبيعة، و هي علاقة الاعتماد عليها و الركون إليها و كأن الطبيعة خالدة له.

[36] وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً في البداية اغترّ بنفسه و قال: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَ أَعَزُّ نَفَراً ، ثم ظلم نفسه باعتقاده أن الجنة خالدة له، ثم أنكر المعاد، و وصل الى نهاية دركات الهبوط حينما اعتقد بأن اللّه، و الدين، و الرسالة، و كل القيم انما هي في جيبه.

صفحه بعد