کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏11، ص: 69

منهم يمنّي الآخر، و ما هذه الأمنيات سوى الغرور بذاته، لأنّه لا أحد ينفع أحدا يوم القيامة، و يتبرأ الذين اتّبعوا من الذين اتّبعوا.

[41] يحيط بأولئك الشركاء و المشركون بهم الغرور، إذ لم يخلقوا شيئا من الأرض، و لم يكن لهم شرك في تدبير السموات، بينما اللّه الواحد استوى على عرش/ 69 العلم و الملك، و هو يمسك السموات و الأرض لكي لا تزولا، و لا شي‏ء قادر على المحافظة عليها لو تركها الرب.

إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا و السؤال: ما هو معنى الزوال؟

1- لا ريب أنّ النظام الذي يحافظ على الوجود بحاجة الى منظّم، و التدبير بحاجة الى مدبّر، و اللّه هو المدبّر الذي لو تركها فسد النظام، و زالت السموات و الأرض بفساده.

2- و إذا تعمّقنا قليلا و عرفنا شيئا من الفيزياء الحديثة، و كيف أنّ نظام دوران الإلكترون حول محور البروتون- في مملكة الذرة العظيمة و المتناهية في صغر الحجم- قائم على الحركة، حتى قالوا: إنّ الحركة لو توقّفت لتلاشى الوجود، عرفنا أنّ (قيام) كلّ شي‏ء إنّما هو باللّه عبر أنوار قدسه التي يفيض بها كلّ خير على الخلائق.

وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ‏ و لكن لماذا لا يسمح اللّه للسموات و الأرض بالزوال مع كثرة المعاصي التي يرتكبها العباد؟

من هدى القرآن، ج‏11، ص: 70

إِنَّهُ كانَ حَلِيماً لا يبادر بإنزال العقوبة على العصاة، بل يؤخّرهم لأجل مسمّى، و في آخر آية من هذه السورة تبيان لذلك.

غَفُوراً / 70 يعفو عن كثير من السيئات فلا يعاقب عليها أبدا.

من هدى القرآن، ج‏11، ص: 71

[سورة فاطر (35): الآيات 42 الى 45]

وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى‏ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (42) اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَ مَكْرَ السَّيِّئِ وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43) أَ وَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْ‏ءٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً (44) وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى‏ ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَ لكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (45)

من هدى القرآن، ج‏11، ص: 72

وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ‏

هدى من الآيات:

بالرغم من أنّ كفّار قريش و مثلهم سائر الكفّار كانوا بفطرتهم/ 71 يعرفون مدى حاجتهم الى الوحي، و يمنّون أنفسهم بأن يكونوا أهدى من إحدى الأمم لو بعث فيهم نبي مرسل، إلّا أنّهم حين منّ اللّه عليهم بنعمة الرسول كفروا به. لماذا؟

لأنّهم استكبروا في الأرض، و مكروا مكرا سيّئا.

و بعد أن ينذرهم الربّ بأنّ المكر السي‏ء لا يحيط بالتالي إلّا بصاحبه، يذكّرهم بمصير الغابرين الذين جرت سنة اللّه فيهم بالدمار، و لا تبديل في سنن اللّه و لا تحويل، و يدعوهم للسير في الأرض لينظروا كيف فعل اللّه بالظالمين، و أين انتهى بهم استكبارهم و مكرهم السي‏ء مع أنّهم كانوا أشدّ منهم قوّة، و ينبّههم القرآن بأنّهم لا يستطيعون الفرار من حكومة اللّه، و أنّه لا يعجزه شي‏ء بل هو العليم القدير.

من هدى القرآن، ج‏11، ص: 73

و يختم سورة فاطر بأنّ اللّه يمهل الظالمين الى أجل مسمّى ثم يأخذهم، و لولا ذلك لما ترك على ظهر الأرض من دابة بما فعل الظالمون!

بينات من الآيات:

[42] ضمير البشر أكبر شاهد على الحقّ و صدق رسالات اللّه التي نزلت بالحق، و كلّ إنسان يتمنّى أن يكون صالحا لولا أنّ دواعي الفساد تضلّه.

وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى‏ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ‏ لعل تأكيد القسم ب « جَهْدَ أَيْمانِهِمْ‏ » كان تعبيرا عن مدى رسوخ فطرة الإيمان في النفوس، أو أنّه يعبّر عن مدى النفاق الذي كانوا يعيشونه،/ 72 و إنما أقسموا لتغطية ما أضمروه من المكر و الاستكبار، كما قال ربنا سبحانه عن المنافقين: « وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ‏ ». «1» و هذه السنة جارية عند الناس اليوم أيضا، فتراهم يقولون: إنّنا لا نمتلك قيادة و إمام حقّ نتبعه، و عند ما يرسل اللّه إليهم الإمام الحق إذا هم يتملّصون من المسؤولية، و لا يتبعونه، كما الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى، إذ قالوا لنبيّ لهم: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل اللّه فلما بعث اللّه إليهم طالوت ملكا، قالوا:

أنّى يكون له الملك علينا و نحن أحقّ بالملك منه، و لم يؤت سعة من المال.

و التعبير القرآني: « أَهْدى‏ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ‏ » ربما يعني: سنكون أهدى من تلك الأمّة التي تعتبر أهدى أمّة، و لم يقولوا: سنكون أهدى من سائر الأمم، مبالغة

(1) النور/ (53).

من هدى القرآن، ج‏11، ص: 74

وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ‏ / 74 الخطط الفاسدة سوف تكون لها انعكاسات على الواقع الاجتماعي، بيد أنّ أثرها الأبلغ سيكون على صانعها.

و الكلمة هذه ذروة ما نفهمه من البلاغة، إذ ذكّرنا الربّ بأنّ المكر السي‏ء «يحيط» بصاحبه من جميع جوانبه، و هذا أبلغ من القول أنّه يلحق به أو يصيبه، لأنّ صاحب المكر يزعم أنّه قادر على الفرار من عاقبة عمله، و لكنّه يحيق به فلا يقدر هروبا، ثم أنّ القرآن عبّر «بأهله» و لعل السبب يكمن في أنّ كلّ العاملين مكرا ليسوا بأهله، بل بعضهم ممّن تعمّده و اتخذه سبيلا، ثم إنّ الحصر يفيد أنّ الذي يمكر بهم ينجون عادة من المكر على حساب أهله، و قد قالوا: «من حفر بئرا لأخيه وقع فيه».

و كيف يمكن أن نكتشف هذه الحقيقة؟

يقول ربّنا: انظروا إلى التاريخ، فالتاريخ يحكي سنن اللّه التي لا تتبدّل و لا تتحوّل، و يتساءل: هل هم ينتظرون عاقبة مثل عاقبتهم؟! فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ‏ كيف أنّهم أهلكوا بما كسبوا، و كيف حاق مكرهم بهم.

فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا على مرّ العصور، السنّة هي السنّة في الغابر و الحاضر، لن تتبدل، و لن تتحول، بأن يستطيع أحد أن يدفعها عن نفسه إلى غيره.

من هدى القرآن، ج‏11، ص: 75

في تزكية أنفسهم.

و ربما يكون قولهم هذا ردا على اليهود الذين كانوا يعيّرون المشركين، و يهدّدونهم بنبيّ لهم يكسر أصنامهم، فعرّضوا بهم و قالوا: لو جاءنا رسول سنكون أهدى منكم.

فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً أي كانوا نافرين من قبل، فازدادوا نفورا على نفورهم./ 73 لماذا؟ لأنّ الإنسان قبل أن تأتيه الحجة يكون عنده عذر لكفره، لأنّ اللّه قال: « وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا » «2» و عند ما تأتيه الحجة تراه يكفر بالحجة.

[43] و مشكلة هؤلاء أنّهم استكبروا، تكريسا لانانيّتهم، و قالوا: أبعث اللّه بشرا رسولا؟! ما له يأكل الطعام، و يمشي في الأسواق؟! إنّه ليس رجلا من القريتين عظيما في ماله، و إنّه لو نؤمن به نتخطّف من أرضنا، فاستكبروا في الأرض، بحثا عن سلطة طاغية، و ثروة عريضة، و شهرة واسعة.

و لقد قلنا مرارا: ان التكبّر و مظهره الاستكبار أخطر حاجب بين البشر و بين الإيمان بالحقائق.

اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَ مَكْرَ السَّيِّئِ‏ قال الرازي عن المكر السي‏ء: إنّه إضافة الجنس الى نوعه، كما يقال علم الفقه و حرفة الحدادة، و تحقيقه أن يقال: معناه و مكروا مكرا سيّئا ثم عرّف لظهور مكرهم ثم ترك التعريف باللام و أضيف الى السي‏ء لكون السوء فيه أبين الأمور. «3» .

(2) الإسراء/ (15).

صفحه بعد