کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 128

ثم ينعطف السياق إلى الحديث عن القرآن نفسه، داعيا الرسول إلى عدم التعجّل به من قبل أن يقضى إليه وحيه، مؤكّدا تكفّله تعالى بجمعه و قرآنه ثم بيانه للناس .. و هذا ممّا جعل المفسرين يتحيّرون في فهم العلاقة بين سياق السورة و بين هذا المقطع، إلّا أنّ هناك علاقة متينة سنتعرّض لإيضاحها في البيّنات (الآيات 16- 19).

و تهدينا الآيات إلى واحد من عوامل الانحراف و عدم تحمّل المسؤولية عند الإنسان، و الذي لو استطاع التغلب عليه لاهتدى إلى الحق، و سقط الحجاب بينه و بين الآخرة، ألا و هو حبّ/ 138 العاجلة (الدنيا) على حساب الآخرة، و البحث عن النتائج الآنية و إنكار الجزاء الآجل و لو كان الأفضل، بل و لو كان مصيريّا بالنسبة إليه، فهو يعيش لحظته الراهنة دون التفكير في المستقبل، و هي نظرة ضيّقة خطيرة.

و حين يفشل الإنسان في الموازنة بين الحاضر و المستقبل، و بين الدنيا و الآخرة فإنّه يخسرهما معا (الآيات 20- 21).

و الحلّ الناجع لهذه المعضلة عند البشر يتمّ بإعادة التوازن بينهما إلى نفسه، و لأنّ العاجلة شهود يعايشه بوعيه و حواسه فإنّ حاجته الملحّة إلى رفع الغيب إلى مستوى الشهود عنده، و لذلك يضعنا القرآن أمام مشاهد حيّة من غيب الآخرة حيث الناس فريقان: فريق السعداء الذين تجلّل وجوههم النضارة، و يصلون إلى غاية السعادة بالنظر إلى ربّهم عزّ و جلّ، و فريق البؤساء الخاسرين أصحاب الوجوه الباسرة، الذين ينتظرون بأنفسهم العذاب و الذلّة (الآيات 22- 25).

و يمضي بنا السياق شوطا آخر يحدّثنا فيه عن لحظات الموت الرهيبة حيث تبلغ النفس التراقي فيعالج الإنسان سكرات الموت حيث يلفّ ساقا بساق، و يقبض كفّا و يبسط أخرى، بلى. إنّه أوّل مشهد من الآخرة، و النافذة على عالمها الواسع.

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 129

و كما أنّ تكذيب أحد بهذه الحقيقة لا يدفعها عنه و لا يغيّر من شأنها فإنّ التكذيب بالآخرة هو الآخرة لا يغيّر قدر ذرّة من أمرها، لأنّها حقيقة واقعة و قائمة (الآيات 26- 29).

و لأنّ مشكلة الإنسان ليس إنكار الموت، و لا زعم القدرة على دفعه، بل الشك فيما بعده أو الكفر به،/ 139 انعطف القرآن نحو إنقاذه من حيرة الشك في المستقبل و الجهل به، و كأنّه يحلّ لغزا رجع صداه في أكثر النفوس البشرية، ببيان أنّ مسيرته في الحياة لا تنتهي بالموت، و إنّما الموت جسر إلى عالم أبديّ أوسع، هو عالم لقاء اللّه و الحساب و الجزاء بين يديه، و ذلك ممّا يعمّق الشعور بالمسؤولية في النفس (الآية 30).

و غياب هذه الحقيقة من وعي الإنسان هو المسؤول عن عدم تصديقه به و صلاته له، و هو يدفعه إلى التكذيب، و ركوب مطيّة الغرور. و انّ من يكون على هذه الصفات أولى له الموت من الحياة، و العذاب من الرحمة (الآيات 31- 35).

و يرجعنا القرآن إلى الجذر الأصيل لكفر الإنسان بالبعث و الجزاء: إنّه جهله بقدرة ربه سبحانه، فليتفكّر في أصل خلقته حين كان « نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى‏* ثُمَّ كانَ عَلَقَةً » فخلقه اللّه و سوّاه، متكاملا في ذاته، و متكاملا مع الجنس الآخر بأن خلق « مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى‏ » فهذه آية واضحة للعقل على قدرة اللّه « عَلى‏ أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى‏ »، لأنّ أصل الخلق أعجب و أدلّ على قدرته تعالى من الإعادة (الآيات 36- 40).

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 131

/ 140 سورة القيمة

[سورة القيامة (75): الآيات 1 الى 40]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (1) وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (3) بَلى‏ قادِرِينَ عَلى‏ أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (4)

بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (5) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (6) فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَ خَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ (9)

يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلاَّ لا وَزَرَ (11) إِلى‏ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسانُ عَلى‏ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)

وَ لَوْ أَلْقى‏ مَعاذِيرَهُ (15) لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (19)

كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20) وَ تَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى‏ رَبِّها ناظِرَةٌ (23) وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24)

تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25) كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَ قِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَ ظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28) وَ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)

إِلى‏ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30) فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى (31) وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى‏ أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى‏ (34)

ثُمَّ أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى‏ (35) أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36) أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى‏ (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى‏ (39)

أَ لَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى‏ أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى‏ (40)

/ 141

[اللغة]

4 [بنانه‏]: البنان الأصابع، واحدها بنانة.

11 [لا وزر]: لا ملجأ يلجأون إليه، و الوزر ما يتحصّن به من جبل أو غيره.

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 132

24 [باسرة]: كالحة متغيّرة، و قال الراغب في معنى البسور: أنّه إظهار العبوس قبل أوانه و في غير وقته، و يدلّ على ذلك قوله عزّ و جلّ: « تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ ».

25 [فاقرة]: هي الكاسرة لفقار الظهر، و قيل: الفاقرة الداهية و الآبدة.

26 [التراقي‏]: العظام المكتنفة بالحلق.

27 [راق‏]: طبيب.

33 [يتمطّى‏]: جاء في مفردات الراغب: أي يمدّ مطاه أي ظهره، و المطيّة ما يركب مطاه من البعير، و قد امتطيته ركبت مطاه، و المطو الصاحب المعتمد عليه، و تسميته بذلك كتسميته بالظهر.

من هدى القرآن، ج‏17، ص: 134

/ 142

بَلِ الْإِنْسانُ عَلى‏ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ

بينات من الآيات:

[1- 2] حتى يتعمّق الإيمان عند الإنسان و يتحمل مسئولياته في الحياة لا بد أن يستثار فيه حافزان: وعي الآخرة مما تعنيه من بعث و جزاء، ثم نفسه اللوّامة التي تثير في داخله النقد الذاتي بما يعني ردعه عن اقتحام الخطيئة، فالمسئولية إذا هي الجذر الأصيل الذي تلتقي فيه فكرة القيامة و حقيقة النفس اللوّامة، من هنا يذكّرنا القرآن بهما جنبا إلى جنب في سياق علاجه لموضوعها.

صفحه بعد