کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏14، ص: 5

الجزء الرابع عشر

سورة الذاريات‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

/ 7

فضل السورة:

في كتاب ثواب الأعمال بإسناده عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال‏ : «من قرأ سورة «الذاريات» في يومه أو في ليلته أصلح الله له معيشته، و أتاه برزق واسع، و نور له في قبره بسراج يزهر إلى يوم القيامة

»

من هدى القرآن، ج‏14، ص: 7

الإطار العام‏

مثلما تذرو الأعاصير الحطام ذروا، مثلما تحمل السحب وقر الغيث إلى الأرض العطشى، مثلما تجري السفن الثقيلة في البحر سيرا، و كما يقسّم ملائكة اللّه أرزاق العباد أمرا أمرا، كذلك وعد اللّه صدق حقّا حقّا. متى؟ في يوم الجزاء الذي لا ريب فيه.

هكذا تنتظم آيات سورة الذاريات حول محور المسؤولية التي يهدينا إليها التدبير/ 8 القائم في الخليقة، و أنّ كلّ شي‏ء خلق بقدر، و إلى أجل، و لحكمة بالغة. أ فيترك هذا الإنسان الذي سخّرت له الأشياء سدى أو يمكن أن يكون خلقه عبثا بلا حكمة و لا هدف؟

كلّا .. قسما بالسماء المنتظمة كحلقات الدرع المتينة إنّ الرسالة حق، و إنّما اختلفوا فيها أو انحرفوا عنها لأنّهم خرّاصون إن يتبعون إلّا ظنّا، و لم يأخذوا الأمور بجد، بل تغمرهم أمواج الأماني، ساهين عمّا ينتظرهم، و يسألون باستهزاء: متى يأتي الجزاء؟ هل يدرون أيّان يوم الجزاء عند ما يعرضون على النار عرضا، و قبل أن‏

من هدى القرآن، ج‏14، ص: 8

يلقوا فيها يقال لهم: «ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ» .

أو ليس هذا الجزاء الحق كان لإيقاظ الإنسان من سباته، و إنقاذه من غمرات السهو؟ بلى. و في الجانب الآخر أنظر إلى المتقين الذين آمنوا بالجزاء فتجنّبوا النار و ما يجرّهم إليها في الدنيا. أين تراهم اليوم؟ إنّهم في جنّات و عيون، و كما أحسنوا في الدنيا بالعطاء تراهم اليوم يأخذون عطاءهم من ربّهم. أيّ عمل عظيم قاموا به فبلغوا هذه الدرجات العلى؟ كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ‏ تبتّلا إلى اللّه، و بالأسحار هم يستغفرون تطهّرا من الذنوب و تطلّعا إلى المغفرة و الرضوان، و قد وضعوا على أنفسهم في أموالهم حقّا مفروضا للسائل و المحروم غير الواجبات التي فرضت عليهم إحسانا و فضلا.

/ 9 أ فلا يكفي ذلك باعثا للصالحات، داعيا إلى المكرمات. أ فلا يكفينا ذلك باعثا للصالحات، داعيا إلى المكرمات. أ فلا يكفينا سهوا و غفلة و هزلا؟

و إذا نظرت إلى الأرض كيف مهّدت للحياة، و إلى النفس كيف انطوت على عالم كبير اختصرت آيات الخليقة في كل خلية منها، و إلى السماء كيف يتنزّل منها رزق اللّه و ما وعده الداعين من فضله .. لعرفت أنّه الحق كما أنّك لا ترتاب في نطقك.

و يضرب القرآن مثلا من ضيف إبراهيم المكرمين: كيف بشّروه بغلام عليم لأنّه أطاع اللّه، و حملوا العذاب إلى قوم لوط لأنّهم كذّبوه. أو ليس ذلك دليلا على أنّ وعد اللّه صادق، و أنّ الدين لواقع، و أنّ الرسالة حق لا يحتمل السهو و اللهو و السخرية.

كما أنّ استجابة الدعاء لامرأة إبراهيم العجوز العقيم لشاهد صدق على تدبير

من هدى القرآن، ج‏14، ص: 9

اللّه للخلق، و أنّ وعده لصادق عند ما أمرنا بالدعاء و ضمن الإجابة.

و يقصّ السياق عاقبة فرعون الذي كذّب برسالة موسى الذي جاءه بسلطان مبين فأخذه اللّه و جنوده فألقاه في اليمّ غير مأسوف عليه .. كذلك يشير إلى قصة عاد الذين أرسل عليهم ريحا مدمّرة، و قصة ثمود الذين أخذتهم الصيحة، و قصة قوم نوح الذين لفهم الطوفان، كلّ أولئك الذين فسقوا عن أمر اللّه فدمّر عليهم، فهل هذا سهو أم هزل؟

كلّا .. ما خلق اللّه السماوات و الأرض إلّا بالحق و الحكمة. فما هي حكمة خلق الجنّ و الإنسان (بما أوتيا من حرية القرار)؟

/ 10 تعال ننظر إلى السماء التي بناها اللّه بقوّة و إنّه لموسعها، و إلى الأرض فرشها برحمته، و خلق من كلّ شي‏ء زوجين، لعلّنا نذكر وحدته و حسن تأليفه و تدبيره.

على أيّ بصيرة تشهد كلّ هذه الحقائق؟ أو ليس على أنّه سبحانه المدبّر و السلطان المهيمن؟ ألّا نفرّ إليه لنأمن في كهفه عواصف الفتن، و قواصف العذاب، سالمين من فتنة الشركاء و الأنداد الذين ينهبون في الدنيا حقوقنا و يقودوننا في الآخرة إلى سواء الجحيم؟

من أجل هذا جاء الرسول و جاءت سائر الرسالات، و لكنّ الناس تمرّدوا و قالوا عن كلّ واحد منهم شاعرا أو مجنونا، فهل تواصوا بذلك أم هم قوم طاغون؟

ذرهم في غيّهم غير ملوم عليهم، و توجّه للقاء المؤمنين فذكّرهم. إنّ الذكرى تنفعهم.

و كذلك جاء الرسل لتحرير الإنسان من نير العبودية الشركية إلى رحاب عبودية

من هدى القرآن، ج‏14، ص: 10

الربّ الواحد، و إنّها لحكمة خلق الجنّ و الإنس، فما خلقهم اللّه ليربح عليهم أو يعطوه شيئا، تعالى اللّه ذو القوة المتين أن يصل إليه نفع من عباده أنّى كان صغيرا.

إذا فما هي عاقبة هؤلاء الظالمين و الكافرين؟ دعهم يستعجلون العذاب فإنّ نصيبهم منه مضمون، و إنّهم لمعذّبون مثل سلفهم الغابر، و إنّ لهم الويل في يوم المعاد عند ما يحيق بهم ما استهزءوا به.

صفحه بعد