کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏3، ص: 355

فَأَنْجَيْناهُ وَ الَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا أيّ برحمة مشهودة و واضحة.

وَ قَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ ما كانُوا مُؤْمِنِينَ‏

من هدى القرآن، ج‏3، ص: 356

[سورة الأعراف (7): الآيات 73 الى 79]

وَ إِلى‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (73) وَ اذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَ بَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَ تَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَ قالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77)

فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَ نَصَحْتُ لَكُمْ وَ لكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)

/ 308

[اللغة]

74 [بوّاكم‏]: التّبوئة التمكين.

[تعثوا]: العثي الفساد.

من هدى القرآن، ج‏3، ص: 357

77 [عتوّا]: العتو تجاوز الحد في الفساد.

78 [الرجفة]: الرجف الاضطراب يقال رجاف بهم السقف يرجف رجوفا 2 ذا اضطرب من تحتهم.

[جاثمين‏]: الجثوم البروك على الركبة.

من هدى القرآن، ج‏3، ص: 358

رسالة الربّ تبير سلطة المستكبرين‏

هدى من الآيات:

و باختلاف بسيط في التفاصيل و لكن ضمن خط رسالي واحد/ 309 يأتي (صالح) رسول اللّه الى قومه ثمود ليقول لهم: اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ‏ .

ثم أوضح لهم أن هذه آية بينة واضحة، قد جاءتهم من اللّه ربهم الذي لا زالت نعمه تترى عليهم، فهذه ناقة اللّه اتركوها في أرض اللّه و لا تمسوها بسوء، فان ذلك سوف يسبب لكم العذاب.

ثم بين لهم ان العلاقة التي تربطهم باللّه هي علاقة الربوبية و العطاء، حيث أورثهم الأرض من بعد قوم عاد حتى تمكنوا في الأرض و بنوا القصور و البيوت، و أمرهم بأن تكون علاقتهم بالأشياء و الأشخاص علاقة إيجابية، فلا يسعوا في سبيل الفساد بل في طريق الإصلاح و التربية، بيد أن صالحا كما اخوته في الرسالة لم يجد الاستجابة المطلوبة، حيث وقف المستكبرون عقبة في طريق انتشار الرسالة، و حاولوا تضليل المستضعفين المؤمنين عن الرسالة، و عقروا الناقة التي كانت آية إلهية، تحدّيا

من هدى القرآن، ج‏3، ص: 359

للرسالة و إفسادا في الأرض.

و جاءت العاقبة حيث زلزلت الأرض من تحتهم فأصبحوا جاثمين في دورهم، و أنقذ اللّه صالحا الذي لم يذرف الدمع عليهم، لأنه نصحهم نصيحة بليغة فلم يسمعوا له، و هذه قصة جديدة لكنها تتكرر كل يوم لتعطينا عبرة جديدة، لعلنا نهتدي بها الى الحقيقة.

بينات من الآيات:

رسالات اللّه منطلق التحضّر:

[73] يبدو أن ثمودا كما قوم عاد و قوم نوح، بدأت حياتهم الاجتماعية بفهم سنن اللّه في الحياة و منها ضرورة الإصلاح، و تسخير امكانات الطبيعة من أجل الأهداف النبيلة، إلّا انهم بعد نموّ/ 310 مدنيّتهم، و تواتر نعم اللّه عليهم فسدوا و أفسدوا، فجاءت رسالة اللّه تحذرهم من عاقبة الإفساد، و تذكرهم بأن هذه النعم التي يرونها ليست ذاتية لهم و لا هي أبدية، و إنما هي آلاء اللّه، كانت عند قوم فأهلكوا بسبب فسادهم و افسادهم و أورثها اللّه لهم، فاذا فسدوا و أفسدوا يهلكم اللّه أيضا، و ربما تكون الناقة التي أخرجها اللّه لثمود من بطن الجبل آية كبيرة، ربما تكون رمزا لتلك النعم، فلو اهتموا بها و لم يمسوها بسوء، و لم يتعرضوا لها بقتل لانتفعوا بها، و لكن عذبهم اللّه.

وَ إِلى‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ [74] وَ اذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَ بَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ‏

من هدى القرآن، ج‏3، ص: 360

مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَ تَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ‏ لقد كانت تلك حضارتهم، حيث استقروا في الأرض من دون خوف من الطبيعة أن تقسو عليهم، و ذلك بسبب توفر وسائل الحياة في تلك الأرض، حتى كانت لديهم القدرة على نحت الجبل ليتخذوا منه بيوتا، أو حتى/ 311 رفع الأبنية فوق السهل قصورا، و لكن كانت ثمود تتجه نحو الفساد شأنها شأن الحضارات التي تغتر بمدى قدرتها فتتآكل و تتداعى و تنهار، لذلك وقف رسول اللّه إليهم صالح (عليه السلام) محذرا و قال:

وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ‏ و الفساد ضد الإصلاح، و ليس بين الفساد و الإصلاح عمل آخر و صبغة اخرى، ذلك لان علاقتك بالأشياء قد تكون علاقة التربية و السعي للتغيير نحو الأفضل، و أن تضيف إليها من نفسك شيئا جديدا كأن تبني الأرض، و تنشأ الحقل، و تربّي الطفل، و تصنع من الحديد آلة مفيدة، و هذا كلّه إصلاح، أو تكون علاقتك هي الانتفاع بالأشياء فقط، فتملك البيت دون أن تبنيه أو ترممه، و تأكل من الحقل دون أن تنشأ بديله أو تسقيه، و تترك ابنك لتربية الشوارع و الأزقة، و تستهلك الآلات و المكائن دون أن تصنع بديلها أو تقوم بصيانتها، و تلك كلها علاقة الفساد، و المجتمعات قد تكون متجهة بصفة عامة نحو الإصلاح و البناء و التصنيع و تغيير الأشياء الى الأفضل، فتكون آنئذ متجهة نحو الحضارة و المدنية، أو متجهة نحو الاستهلاك و الانتفاع و التغيير نحو الأسوأ، فتهدم حضارتها و تهوي نحو التخلف، و رسالات اللّه تأمرنا بالإصلاح الذي يبني الحضارة و تسوق الأمة نحو التقدم.

صفات المستكبرين (الملأ):

[75] إن حالة الإسراف و التبذير، و صبغة الفساد و الاستهلاك من دون‏

من هدى القرآن، ج‏3، ص: 361

الإصلاح و الانتاج لا تنتشر مرة واحدة في المجتمع، بل تتجلّى أولا في الملأ منهم الذين يشكلون طبقة المستكبرين، و ابرز صفاتهم هي:

استهلاك المزيد من النعم، و خلق تيار معارض للإصلاح، و لأنهم يريدون أن يأكلوا أكثر مما ينتجون، فإنهم يسرقون انتاج الآخرين بشتى الوسائل و الحيل و يستضعفونهم، و/ 312 يتسارع المستضعفون نحو الرسالة الجديدة التي تبشر المجتمع بالإصلاح و العدالة، فيبدأ الصراع المرير بينهم و بين أولئك المستكبرين، و ينتهي الصراع بهلاك المستكبرين و نجاة المستضعفين بإذن اللّه.

قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ‏ إن المستكبرين يحاولون إفساد الطبيعة و الإنسان معا، فلذلك تراهم يفسدون آراء المستضعفين و يجرونهم نحو التيه و الضلالة لكي يستمروا في استغلالهم، و استهلاك المزيد من انتاجهم، بيد ان طائفة من المستضعفين يسارعون الى الايمان، و يقوم الصراع بينهم و بين المستكبرين.

صفحه بعد