کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏9، ص: 229

[سورة النمل (27): الآيات 74 الى 81]

وَ إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَ ما يُعْلِنُونَ (74) وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (75) إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَ إِنَّهُ لَهُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78)

فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى‏ وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَ ما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)

من هدى القرآن، ج‏9، ص: 230

وَ إِنَّهُ لَهُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ‏

هدى من الآيات:

في إطار بيان خصائص الوحي الإلهي، و بعد التذكرة باللّه/ 215 الذي أوحى بالكتاب، و إنّه لا يعلم الغيب في الخليقة سواه .. يذكّرنا ربّنا بأنّه سبحانه يعلم ما تكنّ صدورهم من هواجس و نيّات، و ما يعلنون من قول، و أنّه ما يغيب عن علمهم من حوادث و ظواهر مكتوبة في كتاب مبين (اللوح المحفوظ، و القرآن، و علم الأنبياء و الأئمة منه).

و إنّ القرآن يبيّن لبني إسرائيل الحق فيما هم فيه يختلفون، مما يشهد بأنّه قد نزل من لدن حكيم عليم.

و القرآن يحمل الهدى و الرحمة إلى من يؤمن به و هذا شاهد صدقه، و يقضي بحكمه العادل و هو العزيز العليم.

و يأمر الرسول و المؤمنين بالتوكّل عليه، و عدم التردّد لأنهم على صراط حقّ‏

من هدى القرآن، ج‏9، ص: 231

و واضح، و ألّا يأبهوا بأولئك الجاحدين الذين لم يجعل اللّه لهم نورا. أو يمكن أن تسمع الموتى أو تسمع الصمّ الدعاء إذا ولّوا مدبرين؟! كذلك أعمى القلب لا يهتدي عن ضلالته، إنّما يهتدي من يسلم وجهه للّه.

و إذا ذكرنا الربّ تعالى بيوم الجزاء، فلا بد أن يذكّرنا بالرسالة التي هي إعداد للإنسان ليوم الحساب. و هكذا لا نجد جانبا من العقائد الاسلامية في القرآن مبتورا عن سائر الجوانب، لأنّها كلّها تدور حول محور واحد هو الايمان باللّه، فبعمق الإيمان و بسعته، و بالتالي بمعرفة اللّه عبر أسمائه الحسنى، نتعرّف على سائر أبعاد العقائد الاسلامية.

لماذا جاءت الرسالة الالهية؟

و الجواب: جاءت الرسالة لتحقيق الأهداف التالية:

/ 216 1- رفع الاختلاف. إذ وفّر اللّه سبحانه فرصة الوحدة بين الناس عبر الرسالة، أمّا إذا لم يروا الاستفادة منها لرفع الخلاف بينهم فهذا شأنهم.

2- الهداية. و لها مرحلتان:

أ) حلّ الالغاز. و أدنى قدر من الهداية أن يعرف الإنسان الإجابة على الأسئلة الحائرة في ذهنه: من الذي خلق هذا الكون، و لماذا؟ و من خلقني، و لماذا؟ و من أين أتيت، و إلى أين أصير؟، حتى لا يتيه البشر، و يقول كما قال إيليا أبو ماضي في قصيدته المعروفة الطلاسم:

جئت لا أعلم من أين و لكنّي أتيت‏

و لقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت‏

و سأبقى سائرا إن شئت هذا أو أبيت‏

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟

لست أدري‏

من هدى القرآن، ج‏9، ص: 232

و من دون بعث الرسالة تبقى كثيرا من الألغاز حائرة، يدور الإنسان حول الكون و لكنه لا يصل الى مفتاح حلّ الالغاز، و في النهاية يمسك القلم ليكتب «الإنسان ذلك المجهول» فاللّغز يبقى كما هو من دون الإيمان باللّه، و تظلّ المعادلة ناقصة.

و الذين يتحوّلون من الكفر إلى الإيمان يشبهون التائه في الصحراء، و الذي يأتيه شخص ما ليرشده على الطريق فيجد السكون و الاطمئنان، و تذهب عنه الحيرة، إن هذا هو الهدى.

ب) مرحلة التكامل. و هي مرحلة العروج بروح الإنسان في مدارج كمالات المعرفة، حتى يبلغ به الأمر أن يقول:

«لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا

»/ 217 أو إلى أن يقول له اللّه: «إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً» «1» من مظاهر رحمة اللّه بالإنسان ان ربنا و فر فرصة الكمال في الهداية للبشر.

3- الرحمة. و هي هدف بعث الرسل، و نعني بها انّه ينبغي للناس أن يعيشوا في هذه الدنيا مطمئنين، و مرحومين لا محرومين، و قد وفّر اللّه فرصة الرحمة للإنسان إن شاء استفاد منها.

بينات من الآيات:

[74] وَ إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ‏

(1) سورة طه/ (12).

من هدى القرآن، ج‏9، ص: 233

من نوايا و توجيهات و أفكار.

وَ ما يُعْلِنُونَ‏ و هو أولى بالنسبة لمن يحيط بالسرّ، و لعل الآية تشير إلى مخالفة قولهم لنياتهم.

[75] وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏ ما من شي‏ء يغيب عن أنظارنا أو علمنا و خيالنا إلّا و يحيط به كتاب ربّنا، و هو القرآن الذي أودعه اللّه مفاتيح الغيب و اسمه الأعظم، و معارف الحياة، و لكنّه/ 218 خصّ بعلم تأويله الراسخين في العلم فقال: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا» و كان الرسول و أئمة الهدى من أهل بيته هم الذين اصطفاهم و ارتضاهم الرّب سبحانه، و بذلك جاءت نصوص عديدة «2» [76] إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ‏ [77] كما أنّ القرآن يحمل في طياته الهدى و البصيرة.

وَ إِنَّهُ لَهُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ‏ و الهدى هنا بمعنيين: الأوّل: هو المرحلة التي تعني مجرد فكّ اللغز، و الثاني:

هو أن تصل الى ما تريد الوصول اليه من المعارف المعنوية، و من بناء الذات و العروج بالروح الى سماء الإيمان.

فالقرآن سعادة و فلاح- و لكن بشرط أن يفهمه المؤمنون- برنامج عمل،

(2) راجع تفسير نور الثقلين/ ج (4) ص (96).

من هدى القرآن، ج‏9، ص: 234

و منهاج حياة، يحصلوا من خلال تطبيقهم له على السعادة و الرحمة.

[78] و يقضي الربّ سبحانه و تعالى بين الحق و الباطل في مواقف شتى:

الف: عند الميزان في يوم الحساب، حيث آخر الموازين القسط لذلك اليوم و هم لا يظلمون.

باء: عند ما يختلف الناس، و يريدون فضّ خلافاتهم على أساس عادل يجدون القرآن الكريم الذي هو القضاء الفصل، كما/ 219 يجدون الإمام العادل الذي يفقه الكتاب و يحكم به و قد استحفظ كتاب ربه.

جيم: عند ما يقضي بهلاك الباطل و نصرة الحق. و لا راد لقضائه سبحانه.

إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ‏ [79] و ما دام الأمر كذلك، فلا تخشى أحدا:

فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ‏ ما دام الحق ينصر، و أنت على الحق، فتوكل على اللّه، وثق بالنصر و الغلبة.

[80] و لا تأبه بجحود المعاندين، و ما عليك الا البلاغ.

إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى‏ وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ‏ يستحيل أن يسمع الإنسان ميتا النداء، ليس لإشكال فيه بل لأنّ الميت فاقد لجهاز الاستقبال، و قد قال الشاعر:

لقد أسمعت لو ناديت حيّا

و لكن لا حياة لمن تنادي‏

من هدى القرآن، ج‏9، ص: 235

أمّا الأصم الذي لا يسمع فانه قد يفهمك من خلال حاسة البصر، عبر الإشارات و بعض حركات الفم، أما إذا أدبر فكيف يفهم ما تقول له؟!/ 220 [81] و هؤلاء الذين لا يستقبلون كلامك- أيّها الرسالي- ينبغي أن لا يؤثّروا عليك، فتصاب بردّة فعل أو تشكك في خطّك و رسالتك، لأنّ الإشكال الحقيقي فيهم، حيث أنّهم لا يملكون جهاز استقبال.

صفحه بعد