کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 97

80 [ركن‏]: الركن معتمد البناء بعد الأساس.

[شديد]: الشدة تجمّع يصعب معه التفكك.

81 [بقطع‏]: القطع القطعة العظيمة تمضي من الليل، و قيل نصف الليل كأنه قطع نصفين.

82 [سجيل‏]: الحجارة الشديدة.

[منضود]: متتابع في الإرسال أي بعضه يلاحق بعضا، و المنضود من نضدت الشي‏ء بعضه على بعض.

83 [مسومة]: المسومة من السيماء و هي العلامة.

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 98

جعلنا عاليها سافلها

هدى من الآيات:

و بعد ان ذهب عن إبراهيم الروع بسبب خوفه من الملائكة المرسلين. و استلم منهم البشرى. هنالك أخذ يتضرع الى اللّه لنجاة قوم لوط. حقا كان إبراهيم قمة في الحلم. حيث لا يزال يرجو نجاة قومه. و قد اكتسب ذلك بعلاقته بربه العظيم. بيد ان اللّه أخبره ان أجل قوم لوط قد أتى. و ان لا مرد لعذاب اللّه.

في الجانب الآخر من الصورة نجد لوطا (ع) يضيق ذرعا بالمرسلين، لعلمه بفساد قومه الذين أخذوا يهرعون إليه، استمرارا لعاداتهم السيئة. و طلب منهم لوط ان ينكحوا النساء اللاتي هن اطهر لهم من الشذوذ./ 83 و رجاهم بألا يتعرضوا لضيفه.

و انتخاهم و قال أ ليس فيكم رجل رشيد؟! فرفضوا. و عرف لوط الا ملجأ له الا اللّه ذا الركن السديد. هنالك كشف الرسل عن أنفسهم. و طمأنوه و أمروه بأن يترك المدينة ليلا. لأن ميعاد العذاب قريب عند

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 99

الصباح و هكذا جعل اللّه مدن قوم لوط عاليها سافلها و أمطر عليها حجارة من سجيل منضود. سجلت باسمهم. و كانت جزاء الظالمي. و هلكوا و بقيت منهم عبرة للتاريخ.

بينات من الآيات:

[74] حين سكنت نفسية إبراهيم (ع) من المفاجآت، و بشّر بالنصر، عاد إليه حنانه المتدفق نحو إنقاذ الناس من الجاهلية، و أخذ يجادل ربه في قوم لوط و يتضرع اليه ان يؤتوا فرصة اخرى للهداية.

فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَ جاءَتْهُ الْبُشْرى‏ يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ [75] و يشهد جدل إبراهيم (ع) و دفاعه المستميت عن الناس على مدى اهتمام الرسل بالناس، و ان دعوتهم ليست من أجل مصالح ذاتية، بل من أجل حبهم العميق للآخرين.

إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ‏ فبحلمه العظيم صبر على أذى قومه، على أمل ان يهتدوا في يوم من الأيام، و لا يزال ينتظر هدايتهم لا هلاكهم، و لأنه دائم التضرع الى اللّه، و قلبه متصل أبدا باللّه عن طريق المناجاة نراه يدعو اللّه لكي ينقذ قوم لوط، و يعطيهم فرصة اخرى للهداية دون ان يعلم الغيب، و انه لا أمل فيهم أبدا، و لذلك فهو أواه، بيد انه/ 84 يسلم للّه الأمر و ينيب الى ربّه و لا يجعل الدعاء إذا لم يستجب سببا لعدم رضاه من اللّه فهو إذا منيب.

[76] و لأن إبراهيم منيب تجده يعود عن قراره بطلب الخلاص لقوم لوط، و ذلك‏

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 100

حين قال له ربه:

يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ فما دام الأمر لم يصبح جديا و محتما يجوز ان يسعى الفرد لتغييره، بالعمل أو بالدعاء، و أما إذا قضى اللّه أمرا فلا يمكن تغييره.

في ضيافة لوط (ع):

[77] و انتقل رسل اللّه من عند إبراهيم (ع) الى بيت لوط (ع)، و حدثت هناك المفاجأة الثانية حيث ضاقت الأزمة لتنفرج، و اشتدت لتحل.

وَ لَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِي‏ءَ بِهِمْ وَ ضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَ قالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ‏ ان لوطا (ع) حسب ان هؤلاء الرسل الذين جاؤوا إليه في صورة فتية حسان الوجوه، حسبهم انهم ضيوفه و كان قومه يفعلون الفاحشة بالضيوف، لذلك استاء منهم و ضاق ذرعا بحضورهم، و رأى ان ذلك اليوم شديد عليه، و انه لا حيلة له في عمل شي‏ء أبدا، لأنه وحيد بين قوم طغاة لا يؤمنون بدين، و لا يدينون بشرف.

[78] و لما رأى قومه الفتية أسرعوا الى بيت لوط (ع) ليفعلوا ما اعتادوا عليه من الفاحشة، و دعاهم لوط (ع) الى ترك الشذوذ الجنسي و العودة الى سنة اللّه في الحياة بالزواج من البنات.

/ 85 وَ جاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ‏ أي يسرعون الى بيته.

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 101

وَ مِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ‏ قالوا: بأن لوطا (ع) طالبهم بزواج البنات من أمته و هن بناته بالأبوة الروحية و الرسالية، كما قالوا: بأنه عرض عليهم بناته ليتزوجوا منهن، و كان ذلك العرض السخي من أجل نهيهم عن المنكر، باي وسيلة ممكنة.

فَاتَّقُوا اللَّهَ‏ و هكذا أمرهم بتقوى اللّه، و ترك العادة السيئة، بعد ان أوضح لهم الطريق السوي لإشباع الشهوة الجنسية، و طالبهم لوط برعاية الشرف.

وَ لا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي‏ فان لم يكن لكم دين فلا أقل من التمسك بالعرف الذي ينكر طبيعيا اغتصاب الضيوف.

أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ [79] و كان جواب قومه بالغا في الميوعة و الرعونة.

قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ‏ أي فيما يتصل بقضية البنات، لا بد أن نتزوجهن و الزواج حق نعمل به و نمشي على هداه، أما الآن فنحن نريد تلك اللذة التي لا توجب علينا تكاليف و مسئوليات.

وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 102

ربما كان قوم لوط قد استصعبوا قوانين الزواج على أنفسهم، مما دفعهم إلى إشباع الغريزة بالشذوذ، و ربما كان لوط يدعوهم الى التخفيف من قيود الزواج/ 86 مما قد يدل عليه قوله عليه السلام: (هؤلاء بناتي) و قولهم: ( ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ‏ ).

[80] و قطع لوط أمله منهم، و استبد به اليأس من كل شي‏ء، و قال بكلمات تتفجر أسى.

قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى‏ رُكْنٍ شَدِيدٍ تمنى لو كانت لديه قوة قادرة على مواجهتهم، أو كانت لديه عشيرة تمنعه منهم.

أ ليس الصبح بقريب:

[81] هكذا اشتدت الازمة و ضاقت عليه المشكلة، و عندها ترجى رحمة اللّه، و هكذا أظهر الضيوف الذين حاول الجاهليون الاعتداء الخلقي عليهم، أظهروا واقعهم و بيّنوا أنهم ملائكة اللّه.

قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ‏ و جاءت الأوامر متلاحقة صارمة:

ألف: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ‏ بعد أن يسدل الليل ستاره و يذهب ردح منه و تهجع العيون، و تأوي النفوس الى مضاجعها.

باء: وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ‏ لا ينظر الى ما وراءه ليعرف كيف سيكون حال قومه، بل يبقى منفصلا عنهم‏

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 103

نفسيا لكي لا يشاركهم العذاب، و لذلك أصاب امرأة لوط ما أصابهم من العذاب بسبب انتمائها النفسي و القلبي إليهم.

/ 87 ثم جاء الأمر الالهي الصارم على لسان الملائكة.

إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ‏ [82] ماذا صنع اللّه بقوم لوط؟

لم يفعل بهم إلّا ما فعلوه بأنفسهم. انهم غيروا سنن اللّه، و حولوها عن وضعها العادي فاذا بهم يأتون الرجال شهوة من دون النساء، فقلب اللّه مدينتهم على رؤوسهم تنكيلا.

فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها و انهم لم يقبلوا وصايا اللّه، و مواعظ الأنبياء التي تستمطر الرحمة، فاذا بهم يتعرضون لعذاب اللّه الشديد يمطر عليهم من السماء بدل البركات.

وَ أَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ربما يكون معناه الحمم المتلاحقة و كأنها منضودة بما يشبه حجارة البراكين المتفجرة، و اللّه أعلم.

[83] و قد قدر اللّه تلك الحجارة لمثل هذه الطائفة المنحرفة، و كأنها قد وضعت عليها علائم خاصة تقول هذه لهؤلاء.

صفحه بعد