کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 355

انما يؤمن بالكتاب حقا من يؤمن بالله، فهناك تلازم بين الايمان بالكتاب و الايمان بالتوحيد.

إِلَيْهِ أَدْعُوا وَ إِلَيْهِ مَآبِ‏ / 291 اليه دعوتي ان ضاقت بي المسالك، و اليه مآبي و رجوعي في جميع أموري و معادي.

الحقائق القرآنية في مواجهة الأهواء:

[37] وَ كَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا الحكم هو القضاء، و العربي: بمعنى الاعراب، و الاعراب هو الإفصاح، و ليس معنى قولنا: ان القرآن عربي انه يوافق العرب في اعتقاداتهم.

وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ‏ اللغة عربية و لكن المحتوى إلهي، و العربية لغة و ليست مشرّعة، أما التشريع الالهي فهو علم، و العلم هو معرفة الحقائق و كشفها، و الأهواء شهوة عاجلة.

ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا واقٍ‏ اللّه ولي الذين آمنوا كما قال و أن الكافرين لا مولى لهم، فلئن اتبع الرسول أهواء قومه سيفقد ولاية اللّه و من ثم لا ينصره، و عند ما يتخلى الرسول عن العلم إلى الهوى. آنئذ يعذّبه اللّه و لا يجد له من دونه واقيا، فاذا خالفك الناس سينصرك اللّه، و إذا خالفت اللّه متبعا أهواء الناس سيخذلك اللّه و لا تجد من دونه نصيرا.

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 356

حياة الرسل و قدراتهم:

[38] وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً / 292 ان الأنبياء بشر، تطرأ عليهم نفس العوامل التي تطرأ على البشر، فهم يتزوّجون و ينجبون، فليس الأنبياء ممن يتعالون على جنسهم.

وَ ما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ‏ إن الرسول لا يملك بذاته أمر الآيات، بل إن اللّه يظهرها متى شاء على يد نبيّه من دون ان يؤثّر فيها.

لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ‏ كل شي‏ء محدود بأجل.

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 357

[سورة الرعد (13): الآيات 39 الى 43]

يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (39) وَ إِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَ عَلَيْنَا الْحِسابُ (40) أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَ اللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ هُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ (41) وَ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَ سَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (43)

[اللغة]

41 [معقّب‏] التعقيب رد الشي‏ء بعد فصله،/ 293 و منه عقب العقاب على صيده إذا ردّ الكرور عليه بعد فصله عنه.

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 358

الحتم و الممكن يمحو اللّه ما يشاء

هدى من الآيات:

في هذا الدرس الأخير من سورة الرعد يذكرنا السياق القرآني بأن الأمور بيد اللّه و ان إرادته مطلقة تتجاوز التقدير و السنن و انه يمحو ما يشاء و يثبت، و ثانيا: انه ليس على الرسول الّا البلاغ و ان على اللّه الحساب، فان شاء نزّل العذاب على أولئك الكافرين و ان شاء اخّره.

اللّه مهيمن على الكون فهو الذي ينقص الأرض من أطرافها، و حكمه حكم حتم لا ينقضه أحد، و هو سريع الحساب، و إن اللّه لم يعص عن غلبه، و الذين مكروا السيئات يمكر اللّه بهم و هو خير الماكرين، و غدا حين يحشر الكفار سيعلمون لمن عقبى الدار، أما الذين يقولون بأن الرسول ليس مرسلا فان اللّه يرد عليهم عن لسان نبيه‏ قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً ... وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ .

بينات من الآيات:

[39] جوهر رسالات اللّه يتلخص في ربوبية اللّه، و هذه السورة تعمق هذه‏

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 359

الفكرة، و هذه الفكرة تشكل الفرق بين رسل اللّه و فلاسفة البشر، فرسل اللّه بشّروا بهذه الفكرة، أما ما توصل اليه/ 294 عقل هذا الإنسان العاجز، ان لهذا الكون خالقا خلقه ثم تركه يسير بالسنن، كمن يخلق ساعة الكترونية و يتركها تسير ضمن قوانين محددة، و قد صاغ أحد فلاسفة البشر الملحدين هذه الفكرة!! و عموما فان فلاسفة البشر ينبئنا عن إله ميت لا ولاية له و لا دعوة، بينما رسالات اللّه تنبؤنا عن إله حيّ قديم لم يزل و لا يزال، و توجد هناك صلتان نستطيع ان نتصل مع اللّه بهما.

أولا: الدعاء:

باستطاعتك ان تتصل بالله عبر الدعاء، و ان باستطاعتك ان تغير ما كتب عليك بسببه، فبالدعاء أنت قادر على تغيير الطبيعة، و تغيير القضاء المحتوم عليك.

ثانيا: صلة العمل الصالح:

فلسفة البشر تقول ان اللّه قد كتب على الكون مقدراته، و انه لا ينفع شي‏ء امام هذا التقدير، و هذه فلسفة القدرية الذين آمنوا بالحتميات، فصار عندهم كل شي‏ء محتوم .. إذا عملك الصالح لن ينفع أمام التقدير المحتّم، أما نحن فلا نؤمن بالحتميات (السياسية و الاقتصادية و الثقافية و التربوية) نرى ان من الممكن تغيير كل حتمية، فصحيح أنّ هناك قوانين و سننا، و لكن الإنسان يعلو بإيمانه و عمله الصالح على هذه الانظمة و السنن ان اللّه أكبر من القوانين و السنن انه هو صاحب المشيئة المطلقة، و لا شي‏ء محتم عليه، فهو يمحو ما يشاء و يثبت، و الإنسان الذي يتصل بالله يتصل بهذه المشيئة المطلقة التي لا حتمية عندها، أما إذا قلنا بأن القلم قد جفّ، و أن الأجل قد انتهى و أن القدر قد كتب في الكتاب إذا فلا معنى للدعاء و العمل الصالح. قال تعالى:

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 360

يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ‏ / 295 إذا كنت في قائمة الأشقياء فباستطاعتك أن تكون من السعداء إذا اتصل قلبك بالله ذي الطول، قال اللّه: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ‏ (186/ البقرة) و قال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏ (60/ غافر) فهو الذي أمرنا بالدعاء و ضمن لنا الاجابة.

وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ الكتاب لفظ يؤدي الى معنيين: المعنى الاول: هو اللوح المحفوظ، و المعنى الثاني: هو أم الكتاب، فأم الكتاب انعكاس لعلم اللّه بما كان و بما يكون، فالله عالم محيط علما بكل شي‏ء، قبل و بعد أن يكون، و علم اللّه ليس علم الكشف، بل انه يتعدى الى المسببات و المؤثرات، لأنه صانعها، فعلم اللّه بالمسبب لا ينفي علمه بالسبب فأنا أعلم ان الصخرة تسقط من علّ، فعلمي بالسقوط يسمى كشفا، و لكن لا يعني ذلك أني أنا المؤثر في السقوط، فالمؤثر في السقوط هي الجاذبية.

تكشف هذه الآية فكرة البداء، و تعتبر هذه الفكرة قطب الرحى في الحكمة الاسلامية و هي أكثر الأفكار تقدمية و حضارية، و أكثر الأفكار تربية للبشر، فالذي يعلم ان الأقدار بيد اللّه يكون أكثر تحركا، جاء في الأحاديث:

1-

عن ابن مردوية و ابن عساكر- من أكبر علماء السنة- عن علي بن أبي طالب‏ أنه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عن هذه الآية، فقال:

«لأقرّن عينيك و لأقرّن عين أمتي بعدي بتفسيرها: الصدقة على وجهها يحول‏

من هدى القرآن، ج‏5، ص: 361

الشقاء الى سعادة، و بر الوالدين يزيد في العمر، و اصطناع المعروف يقي مصارع السوء.

» 2-

عن أبي عبداللّه (ع) قال: «يمحو اللّه ما يشاء و يثبت» و قال: «و هل يمحي اللّه الا ما كان ثابتا، و هل يثبت الّا ما لم يكن.

» من هذا الحديث نرى أنه لا حتمية في الحياة، و/ 296 أن الحياة في حالة تطور، و هي ليست حياة استاتيكية قائمة على نظم لا تتغير .. كلا.

3-

عن أبي جعفر الباقر عن فضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: «من الأمور أمور محتومة كائنة لا محالة، و من الأمور أمور موقوفة عند اللّه، يقدّم فيها ما يشاء، و يثبت منها ما يشاء، لم يطلع على ذلك أحدا- يعني الموقوفة- فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة، لا يكذب نفسه و لا نبيّه و لا ملائكته‏

» 4-

عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: «لو لا آية في كتاب اللّه لحدثتكم بما كان و بما يكون الى يوم القيامة، فقلت له: أيّة آية؟ فقال: قال اللّه: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ .

صفحه بعد