کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 276

و المنافق هو الذي يعيش شخصيتين: شخصية الإنسان المؤمن الصادق- و هذه يظهرها ليستر بها شخصيته الحقيقة الثانية بما فيها من الأنانية و الدجل- فاذا استوجبت الظروف تعرّض مصالحه للخطر، و وجد الالتزام و لو ظاهريّا بالشخصية الإيجابية يعرضها للزوال ظهر على حقيقته.

وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏ و هم المؤمنون الذين يحملون الحقد و الحسد و الاستكبار و .. و .. في قلوبهم، فإن شأنهم شأن المنافقين، لأن هذا المرض سوف يسبب لهم الانهيار و الفرار في ساعة المواجهة، فهم يلتقون مع المنافقين في خور عزيمتهم، و طبيعة موقفهم من الشدائد، و الذي يتجسد في فرارهم و سلبيتهم في المجتمع بخلاف المؤمنين الصادقين- تماما- فبينما يقول أولئك: صدق اللّه و رسوله، و يزدادون ايمانا و استقامة على الطريق، يقول هؤلاء:

ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً و يستدلون على ذلك بان النصر لم ينزل عليهم.

(13) و ثمة مجموعة من المشككين لا يكتفون بهزيمتهم إنما يشيعون جوّا من الهزيمة بهدف زلزلة عقائد الآخرين، و هذه من طبيعة المنافقين.

وَ إِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا حينما تتعرض الامة للخطر فهي أحوج ما تكون الى الثقة بنفسها و/ 226 بقيادتها و بربها، و بالتالي فان الألسن و الأقلام التي توهن المجتمع، و تبث فيه روح الهزيمة لهي منافقة، و على المجتمع أن لا يستجيب لها، إنما يلتف حول قيادته الرسالية،

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 277

كما ان من واجب القيادة فضح هذه الشريحة و اقصائها عن موقع المسؤولية و التوجيه.

وَ يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَ‏ و يغطون هذه الهزيمة بمجموعة من الأعذار و التبريرات الواهية.

يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ قالوا: ان بيوتنا مكشوفة للعدو، و لا نأمن على أهلنا منه، فلا بد أن نبقى معهم نحميهم، لكن اللّه فضحهم إذ قال:

أولا: ان بيوتهم ليست كما يدّعون، و لكنهم يريدون الفرار من الحرب.

وَ ما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً (14) ثانيا: لو أنهم دعوا الى حرب فيها مصالحهم، غير هذه الحرب المقدسة التي فيها مصلحة الإسلام، لخاضها أكثرهم، و لما تخلف عنها أحد منهم، أو ليسوا في الجاهلية يحاربون بعضهم لمآت السنين و لأتفه الأسباب؟! وَ لَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ‏ الحرب.

مِنْ أَقْطارِها جهاتها و أهدافها التي يريدون، لأنها تتفق مع أهوائهم مثلا.

ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَ ما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 278

(15) و ما كانوا يلتزمون و لا حتى يلتفتون لعهدهم مع رسول اللّه (ص).

وَ لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ‏ / 227 على الدفاع عن الإسلام و عن رسوله.

لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ دون تراجع أو هزيمة، و كان هذا العهد عبر الرسول امتدادا لميثاقهم مع اللّه في عالم الذر، و تأكيدا للمسؤولية.

وَ كانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 279

[سورة الأحزاب (33): الآيات 16 الى 20]

قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَ إِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَ لا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَ الْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَ لا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى‏ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَ إِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَ لَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً (20)

/ 228

[اللغة]

17 [يعصمكم من اللّه‏]: يدفع و يمنع عنكم قضاء اللّه.

18 [هلمّ إلينا]: تعالوا و أقبلوا إلينا.

[و لا يأتون البأس‏]: لا يحضرون القتال.

19 [أشحة عليكم‏]: الشحة هي البخل، فهم بخلاء عليكم لا يبذلون مالا و لا نفسا.

[سلقوكم بألسنة حداد]: آذوكم بالكلام، و خاصموكم بألسنة سليطة ذربة.

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 280

20 [بادون في الاعراب‏]: يكونون في البادية مع الاعراب.

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 281

و لا يأتون البأس الا قليلا

هدى من الآيات:

مرض النفاق الذي تظهره الأزمات الشديدة التي تعصف بالأمة قضية ذات أبعاد متعددة، و معرفة أبعاد النفاق الاجتماعي ضرورة للسيطرة على هذا التيار الخطر، حتى لا يجرف خيرات الامة، أو يستلب بركاتها و ايجابياتها.

و المجتمع الذي يترك المنافقين أحرارا، يستغلون طاقات الأمة و انتصاراتها، فينزون على السلطة على غفلة من أبنائها، و لعدم وعيهم، فانه لن يدوم طويلا في مسيرته الصاعدة، و أبناؤه يعلمون أن أعمالهم تنتهي الى جيوب المستغلين و المنافقين.

/ 229 و القرآن الكريم يفضح- في أكثر من سورة- المنافقين الذين يبحثون عن المكاسب و المغانم، دون ان يقدموا من أنفسهم شيئا للحصول عليها، فهم في الأزمات و الحروب يتهربون من المسؤولية، و لكنهم يبرزون و يظهرون أنفسهم أبطالا حين المغانم و الانتصارات.

من هدى القرآن، ج‏10، ص: 282

بينات من الآيات:

(16) كانت حرب الأحزاب من الأزمات الصعبة التي مرت بها الأمة الاسلامية، و كان من ايجابياتها- كما سائر الأزمات- انها كشفت واقع فريق المنافقين، و القرآن لا يذكر تفاصيل هذه الحادثة في هذه السورة، انما يذكّر ببعض النقاط الحساسة منها.

فيؤكد لنا بأن الإنسان لا يستطيع ان يدّعي القدرة على الخلاص من الموت أو القتل بالفرار، أو أن ذلك ينفعه. كلا .. فهو قد يبعده عن ذلك لحظات و أياما، و لكنه لن يكون سببا للبقاء و الاستمرار، فما يدفعه المجتمع و حتى الإنسان الفرد عن الهزيمة يفوق ما يدفعه حين الاستقامة و الاستمرار أضعافا مضاعفة، فهو بالفرار من المعركة يعطي العدو زخما من القوة و الثقة بالنفس.

قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَ إِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا بينما تهب الشجاعة للإنسان عمرا طويلا، لأن الشجاع يقاوم الأعداء و من ثم يضمن استمراره.

(17) و بالاضافة إلى أن الفرار من الموت لا يجدي نفعا، إذ انه يدركهم انى كانوا، بالاضافة الى ذلك فانه يغضب الرب، و هم لا يملكون من دونه وليّا و لا نصيرا، فاذا أراد بهم سوء فلا عاصم لهم منه يمنعهم من عذابه، و إذا أراد بهم رحمة فلا أحد قادر على منع رحمته عنهم.

صفحه بعد