کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏7، ص: 101

97 [لدّا]: اللّه جمع ألد و هو المخاصم الشديد الخصومة.

98 [ركزا]: صوتا خفيّا.

من هدى القرآن، ج‏7، ص: 102

وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً

هدى من الآيات:

في الدرس الأخير من سورة مريم يذكّرنا القرآن بسلسلة من الحقائق، تلك التي ذكّرت بها الدروس السابقة، و هي تصلح علاقتنا بالناس و الأشياء: و أبرزها:

تذكرة الإنسان بيوم القيامة، حيث يحشر المتقون مكرمين الى ربهم وفدا، بينما يساق المجرمون الى جهنم ليردوها وردا، و هذه التذكرة ليست تذكرة عقائدية فحسب، و إنما تخلق أيضا معادلة في فؤاد الإنسان/ 88 ذلك لأنه، إذا عرف الإنسان بداية شي‏ء و نهايته، فانه يعرفه بصورة أفضل، و بدون ذلك فان معرفته تكون ناقصة.

و إذا عرف الى أين تنتهي حياته الدنيا، و ما هو مصيرها فانه يكون قد حصل على معرفة عميقة بها، فيتعامل معها معاملة سليمة، علما بأن آيات سورة مريم، كما الكثير من آيات القرآن- تهدف فيما تهدف- جعل علاقة الإنسان بالحياة الدنيا علاقة سليمة.

من هدى القرآن، ج‏7، ص: 103

و تشير آيات هذا الدرس الى فكرة نفي الشرك، و بالذات فيما يرتبط برفض فكرة الولد، و لعلّ الحكمة في ذلك أن فكرة الولد هي التي تكمن وراء النزعة العنصرية و هي من العلاقات الشاذة بين الإنسان و بين الآخرين.

إن الإنسان الذي يحسب نفسه ابنا للّه، أو يحسب آباءه هكذا، تكون علاقته بآبائه و جماعته و عشيرته شاذّة، تتمحور حول (الشي‏ء)، بينما القرآن الحكيم يهدف تحرير الإنسان من العلاقة (الشيئية) في الحياة، سواء كانت العنصرية أو العصبية اللتان هما من أبرز العلاقات الشاذة بين الإنسان و بين الآخرين. أو غيرهما من العلاقات الشيئية التي تخالفها علاقة القيم المعنوية التي تؤكد أنه ليس هنالك علاقة بين اللّه و الإنسان سوى علاقتين، علاقة الخلقة، أي أن اللّه خلقنا و نحن عبيده، و علاقة الايمان و العمل الصالح، و بالتالي علاقة القيم، أما أيّة علاقة أخرى كعلاقة الانتماء العصبي الجاهلي، فانها مرفوضة في الإسلام.

يذكرنا القرآن بهذه الفكرة، ثم ينطلق بنا الى آفاقها البعيدة فتبين أن الإنسان عبد داخر للّه، و إن كل من في السماء و الأرض آت للرحمن عبدا، و يوم القيامة تسقط كل الانتماءات و العلاقات. و يحشرون الى ربهم أفرادا لا جماعات عنصرية أو عصبيّة. لنتصوّر ذلك اليوم .. و لنبرمج حياتنا وفقه.

فلان ابن من؟ أخو من؟ ينتمي الى من؟ لنحذف كل هذه الكلمات من حياتنا، لكي نرى الحقيقة، التي تتلخص في أن الإنسان ابن عمله و ابن إيمانه فقط، أما الانتماءات الأخرى، فانها جميعا باطلة و ليست بحقيقة.

و أخيرا تذكر الآيات بأن القرآن جاء لكي/ 89 ينذر الإنسان، و لكن من الذي يستفيد من نذر القرآن؟ إنهم المتقون، أما المعاندون الذين قرّروا سلفا: عدم الايمان بآيات القرآن، و لم يخشوا المستقبل، و لم يهدفوا خلاص أنفسهم و نجاتها من‏

من هدى القرآن، ج‏7، ص: 104

العذاب، فان هؤلاء لن يستفيدوا من نذر القرآن و مواعظه، و سيكون مصيرهم مصير تلك القرون، التي هلكت و لم يعد يسمع لهم صوتا عاليا أو خفيا.

بينات من الآيات:

الحشر و الشفاعة:

[85/ 86] يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً* وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى‏ جَهَنَّمَ وِرْداً هذا منظر من ذلك اليوم حيث يرى المتقون وفودا مكرمة، يحشرون الى لقاء ربهم، بينما يساق المجرمون كما تساق البهائم الى جهنم. إن هذا المنظر وحده يكفينا عبرة لكي نختار طريق المتقين و وفدهم، على طريق المجرمين و وردهم‏

جاء في حديث شريف مأثور عن تفسير علي بن إبراهيم عن أبي عبد اللّه (ع) قال‏ : سأل علي (صلوات اللّه عليه) رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) عن تفسير قوله عز و جل:

يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً قال:

«يا علي الوفد لا يكون إلا ركبانا، أولئك رجال اتقوا اللّه عز و جل فأحبهم، و أخصهم و رضي أعمالهم، فسماهم اللّه متقين، ثم قال: يا علي أما و الذي فلق الحبة و برى‏ء النسمة أنهم ليخرجون من قبورهم بياض وجوههم كبياض الثلج، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن، عليهم نعال الذهب شراكها من لؤلؤ يتلألأ

» و

في حديث آخر قال‏ :

/ 90 «إن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق الجنة، عليها رحائل الذهب مكلّلة بالدر و الياقوت، و جلالها «1» الإستبرق و السندس و خطامها جذل الأرجوان‏ «2»

(1) جلال- ككتاب- جمع الجل و هو للدّابة- كالثوب للإنسان تصان به.

(2) الجذل- أصل الشجر الخشبي و الأرجوان: شجرة صغيرة الحجم من فصيلة القرنيّات زهر وردي يظهر في مطلع الربيع قبل الأوراق.

من هدى القرآن، ج‏7، ص: 105

و أزمتهم من زبر جد، فتطير بهم الى المحشر، مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه و عن يمينه و عن شماله، يزفونهم‏ «1» حتى ينتهوا بهم الى باب الجنة الأعظم، و على باب الجنة شجرة، الورقة منها يستظل تحتها مأة ألف من الناس. و عن يمين الشجرة عين مطهرة مكوكبة «2» قال: فيسقون منها شربة فيطهر اللّه عز و جل قلوبهم من الحسد و يسقط عن أبشارهم الشعر. و ذلك قوله عز و جل: وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً من تلك العين المطهرة، ثم يرجعون الى عين أخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون منها: و هي عين الحيوة، فلا يموتون أبدا» ثم قال:

«يوقف بهم قدام العرش و قد سلموا من الآفات و الأسقام و الحر و البرد، قال فيقول الجبار جل ذكره للملائكة الذين معهم: أحشروا أوليائي الى الجنة و لا تقفوهم مع الخلائق، قد سبق رضائي عنهم و وجبت لهم رحمتي، فكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات و السيئات، فتسوقهم الملائكة الى الجنة، فاذا انتهوا الى باب الجنة الأعظم ضربوا الملائكة الحلقة ضربة فتصرّ صريرا «3» فيبلغ صوت صريرها كل حوارء خلقها اللّه عز و جل و أعدها لأوليائه، فيتباشروا إذ سمعوا صوت صرير الحلقة و يقول بعضهم لبعض: قد جاءنا أولياء اللّه فيفتح لهم الباب، فيدخلون الجنة و يشرف عليم أزواجهم من الحور العين و الآدميين، فيقلن: مرحبا بكم فما كان أشد شوقنا إليكم، و يقول لهم أولياء اللّه مثل ذلك» فقال علي (صلوات اللّه عليه): من هؤلاء يا رسول اللّه؟ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله):

يا علي هؤلاء شيعتك المخلصون في ولايتك، و أنت إمامهم و هو قول اللّه‏

(1) رف العروس إلى زوجها: أهداها- قال المجلسي «ره» في مرآة العقول، أي يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس إلى زوجها.

(2) كذا في النسخ، لكن في المصدر و كتاب الروضة و المنقول عنهما في البحار «مزكية» و هو الظاهر.

(3) صر صريرا: صوّت و صاح شديدا.

من هدى القرآن، ج‏7، ص: 106

عز و جل: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ/ 91 وَفْداً على الرحائل، وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى‏ جَهَنَّمَ وِرْداً

«1»

من يملك الشفاعة؟

[87] لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً الشفاعة في الدنيا نوعان: شفاعة باطلة و شفاعة صحيحة، فاذا قلت: أنا ابن فلان، و أنتمي الى الدين الكذائي دون أن أعمل بتفاصيله و أعماله، فهذه شفاعة باطلة، و كذلك لو قلت: إنني أنتمي الى هذا الحزب أو تلك المنظمة مما تعبد من دون اللّه، فأنت لا تشفع لهم و لا هم يشفعون لك و إنما أنت شفيع عملك، أي إنك قرين عملك، و هو الذي يبقى معك، و من عمل الإنسان انتماؤه الصحيح الى الرسالة، فاذا انتميت انتماء صحيحا إلى قائد أو إمام عادل، و أطعته طاعة مخلصة لوجه اللّه سبحانه، ثم أذنبت ذنبا صغيرا فان اللّه يعهد الى ذلك الامام بالشفاعة لك، و هذه هي الشفاعة الصحية. و من ثم فأنت في وفد المتقين، و هذه فكرة الطاعة الواعية، التي تستتبع الشفاعة حتى و لو لم يكن هناك رابطة عنصرية و لا عصبية و لا قومية بينك و بين ذلك الإمام، و لكنك تطيعه لوجه اللّه، فأنت تكون وليّا له، و في وفده يوم القيامة و من هنا

جاء في حديث شريف تفسير العهد باتباع الإمام العادل عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال‏ : قلت: قوله: « لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً » قال:

«إلّا من دان اللّه بولاية أمير المؤمنين و الأئمة من بعده، فهو العهد عند اللّه‏

» «2»

(1) نور الثقلين ج 3 ص 359/ 360.

(2) المصدر ص 362.

من هدى القرآن، ج‏7، ص: 107

الشفاعة الباطلة:

[88] ثم يعود القرآن- بعد ذلك- لينسف فكرة الشفاعة الباطلة فيقول:

وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً / 92 إنما قالوا ذلك ليكرسوا فكرة الشفاعة إذ أنهم يقولون: لأننا أولاد اللّه، أو أبناء المتقين، فسوف ندخل الجنة و لا يعذبنا اللّه شيئا! و القرآن ينفي هذه الفكرة أساسا فيقول:

[89] لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا أي ان فكرتكم هذه كذب عظيم فاللّه هو الذي خلق السماوات و الأرض، و خلق المنظومات الشمسية و المجرات و الفضاء اللامتناهي، و لو كان له ولد سبحانه لوجب أن يكون ولده بمستواه سبحانه.

[90] تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا السماوات و الأرض و الجبال لا تتحمل تلك الكذبة المبتدعة، و القرآن الحكيم يعطينا هذه الصورة ليوضح لنا: بأن هذه الكلمة ليست صغيرة في مقياس الحق، فالذي خلق السماوات التي لا يمكن أن تحصى نجومها، و الذي خلق الأرض الواسعة، هل يمكن أن يتخذ ولدا؟! إن هذه فكرة غير متناسبة و عظمته سبحانه، و لا مع أيّة قيمة من قيم الفكر، و ايّ مقياس من مقاييس العقل!! يتفطّرن: أي يتفتتن و يتشققن.

صفحه بعد