کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 80

/ 90

الحمد مجمل معارف القرآن‏

تفسير البسملة:

[1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ بماذا نفكر و نصمم و نعمل؟ أ ليس بقوى و طاقات؟ من يملك تلك القوى و من يمدنا بتلك الطاقات أو ليس هو الله؟ إذا فكل قوة نفكر أو نصمم أو نعمل بها، هي آية من آيات الله و اسم من أسمائه الحسنى، يجب علينا ان نقول: باسم الله قبل كل موجة تفكير و ومضة ارادة و حركة عمل. انه الله الذي خلقنا و هدانا، فباسمه نبتدئ كل شي‏ء لان كل شي‏ء هو في الواقع اسم من أسمائه و آية من آياته الكبيرة.

و أسماء الله كلها مظاهر رحمته، و رحمته واسعة و مستمرة. و نعبّر عن الرحمة الشاملة التي وسعت كل شي‏ء بالرحمن كما نعبر عن الرحمة الدائمة، التي لم تزل و لا تزال و لن تزول في المستقبل ب (الرحيم).

و سوف تتجسد رحمة الله الدائمة في اليوم الآخر بجنات واسعة يختص بها

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 81

المؤمنون./ 91 اما في الدنيا فهو يرحم الجميع، المؤمنين و الكافرين. و لا بد ان نخلص له العبادة و نتوجه اليه وحده في كل صغيرة و كبيرة و نستعين به.

موارد الحمد

[2] حين نحمد الله و نذكره بالصفات الحسنى التي فيه و التي تتجسد عمليا في نعمه الكبيرة و الكثيرة علينا و أبرزها نعمة العناية الجسدية و الروحية، التي جعل الله بها الإنسان أكرم و أفضل من كثير ممن خلق، و لكن هذه التربية لا تخص الإنسان وحده، إذ أن كل الأحياء ينعمون بتربية الله و رعايته لهم، منذ نشوئهم و حتى الممات .. فالنبات يتلقى نعمة العناية من قبل الله. متجسدة في اشعة الشمس التي لا تنقطع عنه، و ماء السماء الذي يصب عليه صبا، و املاح الأرض، و الرياح اللواقح .. و ..

و البر و البحر و الجبال و الكواكب و النجوم و المجرات و. و. كلها تنعم بعناية الله و رعايته الدائمة.

إذا لنقف خاشعين امام الله، الذي شملنا بعنايته نحن و العالم الذي من حولنا، و نقول:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ [3] و الصفة الثانية التي نحمد الله عليها و نذكره بها هي الرحمة الواسعة و الدائمة فهو.

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ [4] بيد أن نعم الله ليست عبثا و بلا حكمة. انها تهدف/ 92 تربية الإنسان‏

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 82

و اختباره. و من ثم جزاءه على الحسنى أو السوء. فهو بالاضافة الى رحمته الواسعة و الدائمة، حكيم سريع الحساب شديد العقاب لا بد ان نخشاه و نتقي عذابه و نعمل بجد من أجل الحصول على مرضاته، لأنه.

مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ يوم الجزاء الأكبر. و حين يملك الله يوم الدين، يملك الجنة و النار و الميزان و الحكم بالجنة أو النار. و هذا التعبير يبدو أفضل من التعبير ب (ملك يوم الدين)، ذلك لان الملك قد لا يملك في دولته الا شيئا واحدا فقط هو الحكم و السلطة. بينما الله يملك السلطة و يملك كل الأشياء حتى الأشخاص الذين يحكم عليهم.

[5] و إذا كان الله رب العالمين، و الرحمن الرحيم، و مالك يوم الدين. فلا بد ان نخلص له العبادة و نتوجه اليه في كل صغيرة و كبيرة و تستعين به ..

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ اي نعبدك وحدك و نستعين بك وحدك. و هذه الفكرة ذات اتجاهين (إيجابا و سلبا).

الاول: اننا نتوسل بالله و نوثق معه علاقاتنا و من أبرزها الاهتداء الى تنفيذ أوامره و تنفيذها، مما يساعدنا على تجاوز كل محنة و تحقيق التطلعات.

الثاني: اننا لا نتوسل بغير الله، حتى لا نصبح اتكاليين و ذيولا لآخرين تفرض علينا وصايتهم، و بالتالي يستعبدوننا.

و عند ما نتعمق قليلا في معنى هذه الآية نجدها تلخص فلسفة/ 93 الحرية الانسانية بصورة متينة.

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 83

ما دام للّه الأسماء الحسنى و التي منها ضمان حرية الإنسان دعنا نترك إذا الأصنام التي تعبد من دون اللّه لأنها لا تتصف بشي‏ء من تلك الصفات، فلا هي رب و لا رحمن و لا تملك جزاء.

[6] و حين نترك الأصنام الصامتة (كالحجارة) أو الناطقة (كالذين يعبدون من دون الله) آنئذ نكون على الصراط المستقيم.

و لكن ليس بهذه السهولة نستطيع ان نحقق الاستقامة، لان التخلص من الأصنام مهمة صعبة للغاية. و على الإنسان ان يضع امامه هدفا صعبا ليحققه في الحياة هو (الاستقامة) و يسعى من أجل تحقيقه بجد و مثابرة، و ذلك عبر ثلاثة مراحل:

المرحلة الاولى: التصميم على الاستقامة. و لن يكون التصميم على الاستقامة جادا الا إذا عرف الإنسان ان في الحياة طرقا شتى لا تؤدي به الى اهدافه المنشودة.

و ان هناك طريقا واحدا فقط هو الذي يوصله إليها. و عرف ان التعرف على هذا الطريق و السير فيه هو من واجباته التي عليه أن يسعى لتأديتها، و ليست من نعم الله الطبيعية عليه، ليست مثلا كنعمة البصر، حيث يولد الطفل بصيرا. و لهذا فاننا ندعوا الله ان يمنحنا الاستقامة و نقول:

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ و هذا الدعاء دليل على ان الله لا يمنح الاستقامة الا لمن يطلبها منه.

[7] و قد لا تكون الاستقامة ابدية، إذ أن عواصف الشهوات و أمواج الضغوط الاجتماعية و الحواجز النفسية، و وساوس الشيطان، تلعب/ 94 بقلب الإنسان كما تلعب الأعاصير بريشة طائرة. من هنا على الإنسان ان ينتظر نعمة اللّه حتى تظل الاستقامة

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 84

دائمة و من هنا قال اللّه:

صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ اي بنعمة الهداية التي تؤدي طبيعيا الى الانتفاع بسائر نعم اللّه.

و ما دامت الاستقامة نعمة توهب و قد لا توهب للإنسان، فعليه ان يظل يقظا، كلما أبعدته عوامل الانحراف عن الخط، عاد اليه بفضل وعيه و ثقته بالله، و بتصميمه على الاستقامة في الحياة حتى يأتيه اليقين.

و علينا ان نعرف أن اللّه يجسد الصراط المستقيم في أشخاص، إذا ان الايمان لا بد ان يكون له رصيد واقعي لئلا يتحول الى أفكار مجردة، ربما لا تكون قابلة للتطبيق.

«صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.

اما المرحلة الثانية فهي تحديد دواعي الانحراف التي تضغط على الإنسان باتجاه الانحراف أو تضغط عليه لكي يختار بوعي و عمد طريق الانحراف.

مثل حب الشهوات من النساء و البنين و الكماليات و التفاخر و حب السلطة.

ان أكثر الناس ينحرفون عن الاستقامة بشهواتهم لأنهم يستسلمون لضغوط الشهوات. هؤلاء يغضب الله عليهم، و يسلب منهم نور الفطرة و وهج العقل،/ 95 فاذا بهم في ظلمات لا يبصرون، لذلك يدعو المؤمنون ان تدوم لهم نعمة الهداية فيكونوا مستقيمين.

«غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ»

من هدى القرآن، ج‏1، ص: 85

ممن تعمدوا الانحراف فسلب اللّه منهم نعمة الهداية فظلوا منحرفين الى الأبد.

المرحلة الثالثة: التخلص من عوامل الانحراف الجبرية التي تدفع الإنسان الى الانحراف من دون وعي و لا تصميم، و ذلك مثل الجهل و الغفلة و النسيان، حيث انها من عوامل الضلالة التي يجب التخلص منها هي الاخرى حتى تتم الاستقامة.

و كثير من الناس ينحرفون لجهلهم بالدين و بما فيه من سعادة و خير. مثل أكثر الشبيبة الذين ابتعدوا عن قيم الله، يمينا أو يسارا، و ضحّوا من أجل مبادئ فاسدة تضحية صادقة، هؤلاء هم الجهلاء لأنهم لو عرفوا الدين الصحيح لما توانوا عن التضحية من أجل المبادئ. كذلك المؤمنون الذين يقعون في الذنوب في ظروف معينة ثم يتوبون من قريب. هؤلاء تقودهم الغفلة و النسيان. لذلك يدعو المؤمنون الصادقون ان يهديهم الله الى الصراط المستقيم و لا يجعلهم من (الضالين).

«وَ لَا الضَّالِّينَ» ان التخلص من الضلالة اللاواعية لا يكون الا بعد التخلص من الانحراف الواعي، إذ أن نور الله لا يدخل قلبا متكبرا معاندا مصمما على الانحراف، لذلك نجد القرآن يأمر بالتخلص من غضب الله أولا، ثم يأمر بالتخلص من الضلالة.

صفحه بعد