کتابخانه روایات شیعه
و إنما بنينا هذا الكتاب على هذه الأبواب ليهجم بالطالب على الطلب عفوا من غير ما تعب ليقض منه كل قوم مآربهم و يعلم كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ و بالله أسأل من قراه أو نظر فيه أن يسأل من ربه و باريه أن يعطيه في الدنيا أمانيه و في الآخرة مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته و بنيه و أن يفسح له دار المقام و يتحفه بالروح و السلام و يحشره في زمرة نبيه و أئمته ع يا ناظرا في الكتاب بعدي و جانيا من ثمار جهدي بي افتقار إلى دعاء تهديه لي في ظلام لحدي وَ كَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَ كَفى بِاللَّهِ نَصِيراً
الفصل الأول في وصية الميت و ما يتعلق به
ينبغي أن لا يترك الإنسان الوصية مطلقا في الصحة و المرض و تتأكد في حال المرض و أن يخلص نفسه من حقوق الله تعالى و مظالم عباده و تبعاتهم.
فَعَنِ النَّبِيِّ ص مَنْ لَمْ يُحْسِنِ الْوَصِيَّةَ عِنْدَ مَوْتِهِ كَانَ ذَلِكَ نَقْصاً فِي عَقْلِهِ وَ مُرُوَّتِهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَيْفَ الْوَصِيَّةُ فَقَالَ إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ قَالَ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً ص عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّكَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَ أَنَّ الْحِسَابَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ مَا وُعِدَ [وَعَدْتَ] فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ مِنَ الْمَأْكَلِ وَ الْمَشْرَبِ وَ النِّكَاحِ حَقٌّ وَ أَنَّ النَّارَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْإِيمَانَ حَقٌّ وَ أَنَّ الدِّينَ كَمَا وَصَفْتَ وَ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا شَرَعْتَ وَ أَنَّ الْقَوْلَ كَمَا قُلْتَ وَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَمَا أَنْزَلْتَ وَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْحَقُّ الْمُبِينُ وَ إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي دَارِ الدُّنْيَا أَنِّي رَضِيتُ بِكَ رَبّاً وَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً وَ بِمُحَمَّدٍ ص نَبِيّاً وَ بِعَلِيٍّ وَلِيّاً وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً
وَ أَنَّ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَئِمَّتِي اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي عِنْدَ شِدَّتِي وَ رَجَائِي عِنْدَ كُرْبَتِي وَ عُدَّتِي عِنْدَ الْأُمُورِ الَّتِي تَنْزِلُ بِي وَ أَنْتَ وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَ إِلَهِي وَ إِلَهَ آبَائِي صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تَكِلْنِي طَرْفَةَ عَيْنٍ إِلَى نَفْسِي أَبَداً وَ آنِسْ فِي قَبْرِي وَحْشَتِي وَ اجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْداً يَوْمَ أَلْقَاكَ مَنْشُوراً فَهَذَا عَهْدُ الْمَيِّتِ يَوْمَ (ثُمَّ) يُوصِي بِحَاجَتِهِ وَ الْوَصِيَّةُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.
قَالَ الصَّادِقُ ع وَ تَصْدِيقُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً وَ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص لِعَلِيٍّ ع تَعَلَّمْهَا أَنْتَ وَ عَلِّمْهَا أَهْلَ بَيْتِكَ وَ شِيعَتَكَ فَقَدْ عَلَّمَنِيهَا جَبْرَئِيلُ ع
و ينبغي إذا حضره الموت أن يقرأ عنده القرآن خصوصا سورةَ يس و الصافات و يلقن الشهادتين و الإقرار بالنبي و الأئمة ع واحدا واحدا و كلمات الفرج.
وَ هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.
وَ يَنْبَغِي أَنْ يُكْتَبَ عَلَى الْحِبَرَةِ وَ الْأَكْفَانِ كُلِّهَا وَ الْجَرِيدَتَيْنِ فُلَانٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ الْإِقْرَارُ بِالْأَئِمَّةِ ع وَاحِداً وَاحِداً وَ لَا يُكْتَبُ بِالسَّوَادِ بَلْ بِالتُّرْبَةِ الْحُسَيْنِيَّةِ أَوْ بِالْإِصْبَعِ ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَ هِيَ خَمْسُ تَكْبِيرَاتٍ بَيْنَهُنَّ أَرْبَعَةُ أَدْعِيَةٍ فَيُكَبِّرُ الْمُصَلِّي فَيَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ ثَانِياً قَائِلًا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ
وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ثُمَّ يُكَبِّرُ ثَالِثاً قَائِلًا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ تَابِعْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ بِالْخَيْرَاتِ إِنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثُمَّ يُكَبِّرُ رَابِعاً دَاعِياً لِلْمَيِّتِ الْمُؤْمِنِ بِقَوْلِهِ اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ نَزَلَ بِكَ وَ أَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَعْلَمُ مِنْهُ إِلَّا خَيْراً وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مُحْسِناً فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ وَ إِنْ كَانَ مُسِيئاً فَتَجَاوَزْ عَنْهُ وَ احْشُرْهُ مَعَ مَنْ كَانَ يَتَوَلَّاهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ الْمَعْصُومِينَ وَ إِنْ كَانَ مُخَالِفاً مُعَانِداً دَعَا عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ إِنْ كَانَ مُسْتَضْعَفاً قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ وَ إِنْ كَانَ مَنْ لَا يُعْرَفُ مَذْهَبُهُ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ نَفْسٌ أَنْتَ أَحْيَيْتَهَا وَ أَنْتَ أَمَتَّهَا وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهَا وَ عَلَانِيَتِهَا [وَ] فَاحْشُرْهَا مَعَ مَنْ تَوَلَّتْ وَ إِنْ كَانَ طِفْلًا قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا وَ لِأَبَوَيْهِ فَرَطاً ثُمَّ يُكَبِّرُ الْخَامِسَةَ وَ يَنْصَرِفُ وَ إِنْ كَانَ إِمَاماً لَا يَبْرَحُ حَتَّى تُرْفَعَ الْجِنَازَةُ وَ يَقُولُ وَلِيُّ الْمَيِّتِ أَوْ مَنْ يَأْمُرُهُ إِذَا أُنْزِلَ الْمَيِّتُ فِي قَبْرِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ لَا تَجْعَلْهَا حُفْرَةً مِنْ حُفَرِ النَّارِ وَ يَقُولُ مَنْ يَتَنَاوَلُهُ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ص اللَّهُمَّ إِيمَاناً بِكِتَابِكَ هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ بِكَ وَ تَصْدِيقاً وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيماناً وَ تَسْلِيماً
و يستحب أن يلقن الميت الشهادتين و أسماء الأئمة ع عند وضعه في القبر قبل تشريج اللبن عليه و كذا بعد انصراف الناس و أن يدعو للميت عند تشريج اللبن عليه و بعد دفنه.
بما
رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتَهُ وَ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ وَ سَكِّنْ رَوْعَتَهُ وَ صِلْ وَحْدَتَهُ
وَ أَسْكِنْ إِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ وَ احْشُرْهُ مَعَ مَنْ كَانَ يَتَوَلَّاهُ
ثُمَّ يَقْرَأُ الْقَدْرَ سَبْعاً وَ يَهَبُ أَجْرَهُ لِلْمَيِّتِ وَ التَّوْحِيدَ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً وَ يَهَبُ أَجْرَهُ لِلْأَمْوَاتِ
الفصل الثاني فيما يتعلق بالخلاء و الوضوء و الغسل و دخول المسجد
أَمَّا الْخَلَاءُ فَيُقَدِّمُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى عِنْدَ دُخُولِهِ قَائِلًا بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الرِّجْسِ النِّجْسِ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَ يَقُولُ عِنْدَ الِاسْتِنْجَاءِ اللَّهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَ أَعِفَّهُ وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَ حَرِّمْنِي [مَهْمَا] عَلَى النَّارِ وَ وَفِّقْنِي لِمَا يُقَرِّبُنِي مِنْكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فَإِذَا قَامَ مِنْ مَوْضِعِهِ أَمَرَ يَدَهُ عَلَى بَطْنِهِ قَائِلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَاطَ عَنِّي الْأَذَى وَ هَنَّأَنِي طَعَامِي وَ شَرَابِي وَ عَافَانِي مِنَ الْبَلْوَى فَإِذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ أَخْرَجَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى قَائِلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَرَّفَنِي لَذَّتَهُ وَ أَبْقَى فِي جَسَدِي قُوَّتَهُ وَ أَخْرَجَ عَنِّي أَذَاهُ يَا لَهَا نِعْمَةً يَا لَهَا نِعْمَةً يَا لَهَا نِعْمَةً لَا يَقْدِرُ الْقَادِرُونَ قَدْرَهَا وَ أَمَّا الْوُضُوءُ فَلْيَقُلْ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْمَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْمَاءَ طَهُوراً وَ لَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً وَ لْيَقُلْ عِنْدَ الْمَضْمَضَةِ اللَّهُمَّ لَقِّنِّي حُجَّتِي يَوْمَ أَلْقَاكَ وَ أَطْلِقْ لِسَانِي بِذِكْرِكَ وَ شُكْرَكَ مَعاً وَ عِنْدَ الِاسْتِنْشَاقِ اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنِي طَيِّبَاتِ الْجِنَانِ وَ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يَشَمُّ رِيحَهَا وَ رَوْحَهَا وَ رَيْحَانَهَا وَ عِنْدَ غَسْلِ الْوَجْهِ اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ تَسْوَدُّ فِيهِ الْوُجُوهُ وَ لَا تُسَوِّدْ وَجْهِي يَوْمَ تَبْيَضُّ فِيهِ الْوُجُوهُ وَ عِنْدَ غَسْلِ يَدِهِ الْيُمْنَى اللَّهُمَّ أَعْطِنِي كِتَابِي بِيَمِينِي وَ الْخُلْدَ فِي الْجِنَانِ بِشِمَالِي وَ حَاسِبْنِي حِساباً يَسِيراً وَ عِنْدَ غَسْلِ الْيُسْرَى اللَّهُمَّ لَا تُعْطِنِي كِتَابِي بِشِمَالِي وَ لَا مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي وَ لَا تَجْعَلْهَا مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِي وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُقَطَّعَاتِ النَّارِ النِّيرَانِ وَ عِنْدَ مَسْحِ رَأْسِهِ اللَّهُمَّ غَشِّنِي بِرَحْمَتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ عِنْدَ مَسْحِ رِجْلَيْهِ
اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَدَمَيَّ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ وَ اجْعَلْ سَعْيِي فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ عِنْدَ فَرَاغِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَ اجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ ثُمَّ يَقْرَأُ الْقَدْرَ وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ الْوُضُوءِ وَ تَمَامَ الصَّلَاةِ وَ تَمَامَ رِضْوَانِكَ وَ تَمَامَ مَغْفِرَتِكَ
و أمَّا ما يُوجب الوضوء فعشرةُ أشياءَ المني و البول و الغائط و الريح و النوم الغالب على الحاسَّتين و كل ما يزيل العقل و الحيض و الاستحاضة و النفاس و مس الأموات من الناس بعد بردهم بالموت و قبل تطهيرهم بالغسل و أَمَّا الغسل فموجبه خمسة أشياء و هي الجنابة و الحيض و النفاس و الاستحاضة على بعض الوجوه و مس الأموات من الناس على ما ذكرناه و أمَّا الأغسال المسنونة فقال المحقق نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد رحمه الله في شرائعه الأغسال المسنونة المشهور منها ثمانية و عشرون غسلا ستة عشر للوقت و هي غسل يوم الجمعة و وقته ما بين طلوع الفجر إلى زوال الشمس و كلما قرب من الزوال كان أفضل و يجوز تعجيله يوم الخميس لمن خاف عوز الماء و قضاؤه يوم السبت و ستة في شهر رمضان أول ليلة منه و ليلة النصف و سبع عشرة و تسع عشرة و إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين و ليلة الفطر و يومي العيدين و يوم عرفة و ليلة النصف من رجب و يوم السابع و العشرين منه و ليلة النصف من شعبان و يوم الغدير و يوم المباهلة و سبعة للفعل و هي غسل الإحرام و غسل زيارة النبي و الأئمة ع و غسل المفرط في صلاة الكسوف مع احتراق القرص إذا أراد قضاءها على الأظهر و غسل التوبة سواء كانت [كان] عن فسق
أو كفر و صلاة الحاجة و صلاة الاستخارة و خمسة للمكان و هي غسل دخول الحرم و المسجد الحرام و الكعبة و المدينة و مسجد النبي ص.
وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُولَ فِي أَثْنَاءِ كُلِّ غُسْلِ مِنْهَا مَا ذَكَرَهُ الشَّهِيدُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي نَفْلِيَّتِهِ اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي وَ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ أَجْرِ عَلَى لِسَانِي مِدْحَتَكَ وَ الثَّنَاءَ عَلَيْكَ اللَّهُمَّ [اجْعَلْ] اجْعَلْهُ لِي طَهُوراً وَ شِفَاءً وَ نُوراً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ يَقُولُ بَعْدَ الْفَرَاغِ اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي وَ زَكِّ عَمَلِي وَ اجْعَلْ مَا عِنْدَكَ خَيْراً لِي اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَ اجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ
وَ أَمَّا دُخُولُ الْمَسْجِدِ فَلْيُقَدِّمْ رِجْلَهُ الْيُمْنَى عِنْدَ دُخُولِهِ قَائِلًا بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ مِنَ اللَّهِ وَ إِلَى اللَّهِ وَ خَيْرُ الْأَسْمَاءِ كُلِّهَا لِلَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَ تَوْبَتِكَ وَ أَغْلِقْ عَنِّي أَبْوَابَ مَعْصِيَتِكَ وَ اجْعَلْنِي مِنْ زُوَّارِكَ وَ عُمَّارِ مَسَاجِدِكَ وَ مِمَّنْ يُنَاجِيكَ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَ ادْحَرْ عَنِّي الشَّيْطَانَ الرَّجِيمَ وَ جُنُودَ إِبْلِيسَ أَجْمَعِينَ
قَالَ ابْنُ فَهْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي عُدَّتِهِ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ [فَقَالَ] فَقَرَأَ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ هَدَاهُ اللَّهُ إِلَى الصَّوَابِ وَ الْإِيمَانِ وَ إِذَا قَالَ وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ وَ سَقَاهُ مِنْ شَرَابِهَا وَ إِذَا قَالَ وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ وَ إِذَا قَالَ وَ الَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ أَمَاتَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَوْتَةَ الشُّهَدَاءِ وَ أَحْيَاهُ حَيَاةَ السُّعَدَاءِ وَ إِذَا قَالَ وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ [خَطَأَهُ] خَطَايَاهُ كُلُّهُ وَ إِنْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ وَ إِذَا قَالَ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ وَهَبَ اللَّهُ لَهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ أَلْحَقَهُ
بِصَالِحِ مَنْ مَضَى وَ صَالِحِ مَنْ بَقِيَ وَ إِذَا قَالَ وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ وَرَقَةً بَيْضَاءَ أَنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ مِنَ الصَّادِقِينَ وَ إِذَا قَالَ وَ اجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَنَازِلَ فِي الْجَنَّةِ وَ إِذَا قَالَ وَ اغْفِرْ لِأَبِي غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لِأَبَوَيْهِ.
تتمة
ذَكَرَ الْعَلَّامَةُ ره فِي قَوَاعِدِهِ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ مَنِ اخْتَلَفَ إِلَى الْمَسْجِدِ أَصَابَ إِحْدَى الثَّمَانِ أَخاً مُسْتَفَاداً فِي اللَّهِ أَوْ عِلْماً مُسْتَطْرَفاً أَوْ آيَةً مُحْكَمَةً أَوْ رَحْمَةً مُنْتَظَرَةً أَوْ كَلِمَةً تَرُدُّهُ عَنْ رَدًى أَوْ يَسْمَعُ كَلِمَةً تَدُلُّهُ عَلَى هُدًى أَوْ يَتْرُكُ ذَنْباً خَشْيَةً أَوْ حَيَاةً [حَيَاءً].
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع مَنْ بَنَى مَسْجِداً كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ.
وَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قَدَّمَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْتَحْ لَنَا بَابَ فَضْلِكَ.
وَ فِي كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ أَنَّ الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ وَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ ص بِعَشَرَةِ آلَافِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِمَا مِنَ الْمَسَاجِدِ وَ الصَّلَاةُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ بِأَلْفٍ وَ كَذَا بَيْتُ الْمَقْدِسِ وَ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ بِمِائَةٍ وَ فِي مَسْجِدِ الْقَبِيلَةِ بِخَمْسٍ وَ عِشْرِينَ وَ فِي مَسْجِدِ السُّوقِ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَ صَلَاةُ الْإِنْسَانِ فِي بَيْتِهِ بِوَاحِدَةٍ
الفصل الثالث في الأذان و الإقامة و التوجه إلى الصلاة