کتابخانه روایات شیعه
و تنظيف البطن من الحرام بالصوم و الجوع و تجديد التوبة
[القسم] الثاني ما يقارن حال الدعاء
و هو التلبث بالدعاء و ترك الاستعجال فيه و تسمية الحاجة و الإسرار بالدعاء و التعميم و الاجتماع فيه و المؤمن شريك و إظهار البصبصة و الخشوع و البكاء فالتباكي و الإقبال بالقلب و الاعتراف بالذنب و تقديم الإخوان و المدحة و الثناء على الله تعالى و الصلاة على محمد و آله و رفع اليدين بالدعاء و هو على ستة أوجه الرغبة و هو أن يجعل باطن كفيه إلى السماء و الرهبة بالعكس و التضرع و هو أن يحرك أصابعه في الدعاء يمينا و شمالا و باطنها إلى السماء و التبتل و هو أن يضع السبابة مرة و يرفعها أخرى و ينبغي أن يكون عند العبرة و الابتهال مد يديه تلقاء وجهه مع رفع ذراعيه و مد يديه به إلى السماء
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي بَصِيرٍ هُوَ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ تُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَكَ
و الاستكانة أن يضع يديه على منكبيه و اعلم أنه لا بد مع الآداب المتقدمة من المدحة و الثناء من غير تعيين لفظ منحصر في ذلك لإطلاق كثير من الروايات بتقديم مدح الباري تعالى و الثناء عليه من غير تعيين فيرجع إلى المكلف و أقله أن يذكر في مدحه تعالى و ثنائه ما يليق بجلاله و أجود ما كان ذلك بذكر شيء من أسمائه الحسنى لقوله تعالى وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها .
وَ لِقَوْلِ الصَّادِقِ ع فَأَكْثِرْ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ.
وَ فِي الْكَافِي عَنِ الصَّادِقِ قَالَ إِنَّ فِي كِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّ الْمِدْحَةَ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ فَإِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ فَمَجِّدْهُ قُلْتُ كَيْفَ نُمَجِّدُهُ قَالَ تَقُولُ يَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يَا فَعَّالًا لِما يُرِيدُ يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى يَا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
فصل
فَإِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَتَطَهَّرْ وَ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ اقْرَأْ مِنَ الْقُرْآنِ مَا تَيَسَّرَ وَ أَحْسَنُهُ مَا تَضَمَّنَ التَّمْجِيدَ لِلَّهِ تَعَالَى وَ أَيْسَرُهُ سُورَةُ الْإِخْلَاصِ ثُمَّ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فَقَهَرَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَلَكَ فَقَدَرَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَطَنَ فَخَبَرَ
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُحْيِ الْمَوْتى وَ يُمِيتُ الْأَحْيَاءَ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى وَ يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَ يَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا فَرْدُ يَا صَمَدُ يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ يَا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً يَا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ وَ يَقْضِي مَا أَحَبَّ يَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِلَى آخِرِهِ وَ قَدْ مَرَّ آنِفاً وَ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ ثُمَّ قُلْ إِلَهِي أَنْتَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِكَذَا وَ هَدَيْتَنِي لِمَعْرِفَةِ كَذَا وَ دَفَعْتَ عَنِّي مِنَ الْبَلَاءِ كَذَا وَ سَتَرْتَ عَلَيَّ كَذَا أَنْتَ الَّذِي وَ هَكَذَا حَتَّى تَأْخُذَ غَايَتَكَ
ثم اذكر ذنوبَك على التفصيل و عَدِّها ذنبا ذنبا و إن عجزت عن ذكرها أو ضاق الوقت فاذكر ما تقدر منها.
وَ أَحْسَنُ مَا نُورِدُهُ فِي هَذَا الْمَقَامِ مَا رُوِيَ فِي دُعَاءِ عَرَفَةَ عَنِ الْحُسَيْنِ ع إِلَهِي وَ مَوْلَايَ أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ أَنْتَ الَّذِي أَنْعَمْتَ أَنْتَ الَّذِي أَحْسَنْتَ أَنْتَ الَّذِي أَجْمَلْتَ أَنْتَ الَّذِي أَكْمَلْتَ أَنْتَ الَّذِي رَزَقْتَ أَنْتَ الَّذِي وَفَّقْتَ أَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَ أَنْتَ الَّذِي أَقْنَيْتَ أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَ أَنْتَ الَّذِي كَفَيْتَ أَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ أَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ أَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ أَنْتَ الَّذِي غَفَرْتَ أَنْتَ الَّذِي أَقَلْتَ أَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ أَنْتَ الَّذِي أَعَنْتَ أَنْتَ الَّذِي عَضَدْتَ أَنْتَ الَّذِي أَيَّدْتَ أَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ أَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ أَنْتَ الَّذِي عَافَيْتَ أَنْتَ الَّذِي أَكْرَمْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ دَائِماً وَ لَكَ الشُّكْرُ وَاصِباً أَبَداً ثُمَّ أَنَا يَا إِلَهِي الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبِي أَنَا الَّذِي غَفَلْتُ أَنَا الَّذِي أَسَأْتُ فَاغْفِرْهَا لِي أَنَا الَّذِي أَخْطَأْتُ أَنَا الَّذِي هَمَمْتُ أَنَا الَّذِي جَهِلْتُ أَنَا الَّذِي سَهَوْتُ أَنَا الَّذِي
اعْتَمَدْتُ أَنَا الَّذِي تَعَمَّدْتُ أَنَا الَّذِي وَعَدْتُ أَنَا الَّذِي أَخْلَفْتُ أَنَا الَّذِي نَكَثْتُ أَنَا الَّذِي أَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُكَ وَ نَهَيْتَنِي فَارْتَكبْتُ نَهْيَكَ فَأَصْبَحْتُ لَا ذَا بَرَاءَةٍ لِي فَأَعْتَذِرَ وَ لَا ذَا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرَ فَبِأَيِّ شَيْءٍ أَسْتَقْبِلُكَ يَا مَوْلَايَ أَ بِسَمْعِي أَمْ بِبَصَرِي أَمْ بِلِسَانِي أَمْ بِيَدِي أَمْ بِرِجْلِي أَ لَيْسَ كُلُّهَا نِعَمَكَ عِنْدِي وَ بِكُلِّهَا عَصَيْتُكَ يَا مَوْلَايَ
ثُمَّ قُلْ إِلَهِي أَنَا أَكْثَرُ ذُنُوباً وَ أَعْظَمُ عُيُوباً وَ أَقْبَحُ أَفْعَالًا وَ أَشْنَعُ آثَاراً مِنْ أَنْ أَقْدِرَ عَلَى إِحْصَاءِ عُيُوبِي وَ تَعْدَادِ ذُنُوبِي وَ إِنَّمَا أُوَبِّخُ بِهَذَا نَفْسِي وَ مَغْفِرَتُكَ وَ رَحْمَتُكَ يَا رَبِّ أَعْظَمُ وَ أَوْسَعُ مِنْهَا لِأَنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ يَا إِلَهِي وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ مَا خَالَفَ إِرَادَتَكَ وَ أَزَالَ عَنْ مَحَبَّتِكَ تَوْبَةَ مَنْ لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ وَ لَا يُضْمِرُ أَنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَةٍ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تُبْ عَلَيَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ- وَ تُسَمِّي أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنْ إِخْوَانِكَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ تَدْعُو لَهُمْ بِمَا تُحِبُّ مِنْ أَمْرِ الدَّارَيْنِ وَ إِنْ تَعَسَّرَ عَلَيْكَ مَعْرِفَةُ آبَائِهِمْ اقْتَصَرْتَ عَلَى أَسْمَائِهِمْ وَ عَمِّمْ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ إِنْ عَمَّمْتَ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ كَانَ أَحْسَنَ ثُمَّ قُلْ يَا اللَّهُ عَشْراً يَا رَبَّاهْ عَشْراً- يَا رَبِّ عَشْراً يَا سَيِّدَاهْ عَشْراً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ سَبْعاً- صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ اسْجُدْ وَ قُلْ يَا اللَّهُ يَا رَبَّاهْ يَا سَيِّدَاهْ ثَلَاثاً ثُمَّ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ وَ اجْعَلْ آخِرَ دُعَائِكَ قَوْلَكَ يَا اللَّهُ الْمَانِعُ قُدْرَتُهُ خَلْقَهُ إِلَى آخِرِهِ
و قد مر في آخر الفصل الثامن
[القسم] الثالث ما يتأخر عن الدعاء
من الآداب و هو الإلحاح في الدعاء و معاودته مرة بعد أخرى مع الإجابة و عدمها و أن يختم دعاءه بالصلاة على محمد و آله و قول ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ و أن يكون بعد الدعاء خيرا منه قبله و أن يمسح بيديه وجهه و رأسه و روي وجهه و صدره
تتمة
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ وَ مَقَالِيدُ الْفَلَاحِ وَ خَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ عَنْ صَدْرٍ نَقِيٍّ وَ قَلْبٍ تَقِيٍّ وَ فِي الْمُنَاجَاةِ سَبَبُ النَّجَاةِ وَ بِالْإِخْلَاصِ يَكُونُ الْخَلَاصُ فَإِذَا اشْتَدَّ الْفَزَعُ فَإِلَى اللَّهِ الْمَفْزَعُ.
وَ عَنِ النَّبِيِ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى سِلَاحٍ يُنْجِيكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ يُدِرُّ أَرْزَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ص تَدْعُونَ رَبَّكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ سِلَاحَ الْمُؤْمِنِ الدُّعَاءُ.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَسْتَثْنِ فِيهِ النَّبِيُّ ص قِيلَ بَلَى قَالَ ع الدُّعَاءُ فَإِنَّهُ يَرُدُّ الْقَضَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً وَ ضَمَّ أَصَابِعَهُ.
وَ عَنْهُ ع كَثْرَةُ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ مِنْ كَثْرَةِ الْقُرْآنِ ثُمَّ قَرَأَ قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ
و من الآيات الحاثة على الدعاء قوله تعالى عز و جل وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي الآية أي عن دعائي فجعل الدعاء عبادة و المستكبر عنه بمنزلة الكافر و قوله وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً و قوله وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ الآية إن قلت نرى كثيرا من الناس يدعون فلا يجابون فما معنى قوله تعالى أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ قلت سبب منع الإجابة الإخلال بشرطها من طرف السائل بأن يكون قد سأله غير مقيد بآداب الدعاء و لا جامعا لشرائطه و إما بأن يكون قد سأل ما لا صلاح فيه فربما توهم السائل صلاح أمر و فيه فساده فلو عجل الله إجابته لهلك به قال سبحانه وَ لَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ و
فِي دُعَائِهِمْ ع يَا مَنْ لَا تُغَيِّرُ حِكْمَتَهُ الْوَسَائِلُ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع وَ قَدْ قِيلَ لَهُ إِنَّا نَدْعُو اللَّهَ وَ لَا نَرَى الْإِجَابَةَ وَ نُنْفِقُ وَ لَا نَرَى خَلَفاً قَالَ أَ فَتَرَى اللَّهَ أَخْلَفَ وَعْدَهُ قَالَ الرَّاوِي فَقُلْتُ لَا قَالَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَهُ ثُمَّ دَعَاهُ مِنْ جِهَةِ الدُّعَاءِ أَجَابَهُ قُلْتُ وَ مَا جِهَةُ الدُّعَاءِ تَبْدَأُ وَ تَحْمَدُ اللَّهَ وَ تَذْكُرُ نِعَمَهُ عِنْدَكَ ثُمَّ تَشْكُرُهُ ثُمَّ تُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ ثُمَّ تَذْكُرُ ذُنُوبَكَ
فَتُقِرُّ بِهَا ثُمَّ تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى مِنْهَا فَهَذَا جِهَةُ الدُّعَاءِ وَ أَمَّا قَوْلُكِ إِنَّكَ لَا تَرَى خَلَفاً فِي الْإِنْفَاقِ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمُ اكْتَسَبَ الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ وَ أَنْفَقَهُ فِي حَقِّهِ لَمْ يُنْفِقْ رَجُلٌ دِرْهَماً إِلَّا أَخْلَفَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ فَيَكُونُ مِنْ شَأْنِ اللَّهِ تَعَالَى قَضَاؤُهَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ أَوْ بَطِيءٍ فَيُذْنِبُ الْعَبْدُ عِنْدَ ذَلِكَ الْوَقْتِ ذَنْباً فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِحَاجَتِهِ لَا تُنْجِزْهَا فَقَدْ تَعَرَّضَ لِسَخَطِي وَ اسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّي
و اعلم أن للدعاء أركانا و أسبابا و أوقاتا و أجنحة فأركانه ستة حضور القلب و الرقة و الاستكانة و الخشوع و تعلق القلب بالله و قطعه عن الأسباب و أسبابه الصلاة على محمد و آله و أوقاته الأسحار و أجنحته الصدق فإذا وافق أركانه قوي و إن وافق أسبابه أنجح و إن وافق أوقاته فاز و إن وافق أجنحته طار تم الكتاب بعون الملك الوهاب هذا صورة خطه رحمه الله بقلم جامعه العبد المحتاج إلى المنزه عن الأولاد و الأزواج و بارئ الخليقة مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ أكثر الناس زللا و أقلهم عملا الكفعمي مولدا اللوزي محتدا الجبعي أبا التقي لقبا الإمامي مذهبا- إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح أصلح الله شأنه و صانه عما شانه و ذلك في عدة مواطن آخرها أصيل يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من شهر ذي القعدة الحرام ختم بالخير و الإنعام و ما بعده من الأشهر و الأعوام سنة خمس و تسعين بعد ثماني مئين من هجرة سيد المرسلين صلى الله عليه و آله أجمعين و لنشر إلى ذكر الكتب التي أشرنا إليها في خطبة و وعدنا بالذكر لها في ديباجته المجموع منها هذا الكتاب و ما فيه من أصله و حواشيه جمعتها من أماكن متعددة و مواطن متبددة و هي