کتابخانه روایات شیعه
اسْتِنْقَاذِي مِنْهَا عُيُونُ رَحْمَتِكَ إِلَهِي إِنْ عَرَّضَنِي ذَنْبِي لِعِقَابِكَ فَقَدْ أَدْنَانِي رَجَائِي مِنْ ثَوَابِكَ إِلَهِي إِنْ عَفَوْتَ فَبِفَضْلِكَ وَ إِنْ عَذَّبْتَ فَبِعَدْلِكَ فَيَا مَنْ لَا يُرْجَى إِلَّا فَضْلُهُ وَ لَا يُخَافُ إِلَّا عَدْلُهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ امْنُنْ عَلَيْنَا بِفَضْلِكَ وَ لَا تَسْتَقْصِ عَلَيْنَا فِي عَدْلِكَ إِلَهِي خَلَقْتَ لِي جِسْماً وَ جَعَلْتَ لِي فِيهِ آلَاتٍ أُطِيعُكَ بِهَا وَ أَعْصِيكَ وَ أُغْضِبُكَ بِهَا وَ أُرْضِيكَ وَ جَعَلْتَ لِي مِنْ نَفْسِي دَاعِيَةً إِلَى الشَّهَوَاتِ وَ أَسْكَنْتَنِي دَاراً قَدْ مُلِئَتْ مِنَ الْآفَاتِ ثُمَّ قُلْتَ لِي انْزَجِرْ فَبِكَ أَنْزَجِرُ وَ بِكَ أَعْتَصِمُ وَ بِكَ أَسْتَجِيرُ وَ بِكَ أَحْتَرِزُ وَ أَسْتَوْفِقُكَ لِمَا يُرْضِيكَ وَ أَسْأَلُكَ يَا مَوْلَايَ فَإِنَّ سُؤَالِي لَا يُحْفِيكَ إِلَهِي أَدْعُوكَ دُعَاءَ مُلِحٍّ لَا يُمِلُّ دُعَاؤُهُ مَوْلَاهُ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ تَضَرُّعَ مَنْ قَدْ أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالْحُجَّةِ فِي دَعْوَاهُ إِلَهِي لَوْ عَرَفْتُ اعْتِذَاراً مِنَ الذَّنْبِ فِي التَّفَضُّلِ أَبْلَغَ مِنَ الِاعْتِرَافِ بِهِ لَأَتَيْتُهُ فَهَبْ لِي ذَنْبِي بِالاعْتِرَافِ وَ لَا تَرُدَّنِي بِالْخَيْبَةِ عِنْدَ الِانْصِرَافِ إِلَهِي سَعَتْ نَفْسِي إِلَيْكَ لِنَفْسِي تَسْتَوْهِبُهَا وَ فَتَحَتْ أَفْوَاهَهَا نَحْوَ نَظْرَةٍ مِنْكَ لَا تَسْتَوْجِبُهَا فَهَبْ لَهَا مَا سَأَلْتُ وَ جُدْ عَلَيْهَا بِمَا طَلَبْتُ فَإِنَّكَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ بِتَحْقِيقِ أَمَلِ الْآمِلِينَ إِلَهِي قَدْ أَصَبْتُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا قَدْ عَرَفْتَ وَ أَسْرَفْتُ عَلَى نَفْسِي بِمَا قَدْ عَلِمْتَ فَاجْعَلْنِي عَبْداً إِمَّا طَائِعاً فَأَكْرَمْتَهُ بِنَفْسِي وَ إِمَّا عَاصِياً فَرَحِمْتَهُ إِلَهِي كَأَنِّي بِنَفْسِي وَ قَدْ أُضْجِعَتْ فِي حُفْرَتِهَا وَ انْصَرَفَ عَنْهَا الْمُشَيِّعُونَ مِنْ جِيرَتِهَا وَ بَكَى الْغَرِيبُ عَلَيْهَا لِغُرْبَتِهَا وَ جَادَ بِالدُّمُوعِ عَلَيْهَا الْمُشْفِقُونَ مِنْ عَشِيرَتِهَا وَ نَادَاهَا مِنْ شَفِيرِ الْقَبْرِ ذَوُو مَوَدَّتِهَا وَ رَحِمَهَا الْمُعَادِي لَهَا فِي الْحَيَاةِ عِنْدَ صَرْعَتِهَا وَ لَمْ يَخْفَ عَلَى النَّاظِرِينَ إِلَيْهَا عِنْدَ ذَلِكَ ضُرُّ فَاقَتِهَا وَ لَا عَلَى مَنْ رَآهَا قَدْ تَوَسَّدَتِ الثَّرَى عَجْزَ حِيلَتِهَا فَقُلْتَ مَلَائِكَتِي فَرِيدٌ نَأَى عَنْهُ الْأَقْرَبُونَ وَ وَحِيدٌ جَفَاهُ الْأَهْلُونَ
نَزَلَ بِي قَرِيباً وَ أَصْبَحَ فِي اللَّحْدِ غَرِيباً وَ قَدْ كَانَ لِي فِي دَارِ الدُّنْيَا دَاعِياً وَ لِنَظَرِي إِلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ رَاجِياً فَتُحْسِنُ عِنْدَ ذَلِكَ ضِيَافَتِي وَ تَكُونُ أَرْحَمَ بِي مِنْ أَهْلِي وَ قَرَابَتِي إِلَهِي لَوْ طَبَقَتْ ذُنُوبِي مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَ خَرَقَتِ النُّجُومَ وَ بَلَغَتْ أَسْفَلَ الثَّرَى مَا رَدَّنِي الْيَأْسُ عَنْ تَوَقُّعِ غُفْرَانِكَ وَ لَا صَرَفَنِي الْقُنُوطُ عَنْ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِكَ إِلَهِي دَعَوْتُكَ بِالدُّعَاءِ الَّذِي عَلَّمْتَنِيهِ فَلَا تَحْرِمْنِي جَزَاءَكَ الَّذِي وَعَدْتَنِيهِ فَمِنَ النِّعْمَةِ أَنْ هَدَيْتَنِي لِحُسْنِ دُعَائِكَ وَ مِنْ تَمَامِهَا أَنْ تُوجِبَ لِي مَحْمُودَ جَزَائِكَ إِلَهِي وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَقَدْ أَحْبَبْتُكَ مَحَبَّةً اسْتَقَرَّتْ حَلَاوَتُهَا فِي قَلْبِي وَ مَا تَنْعَقِدُ ضَمَائِرُ مُوَحِّدِيكَ عَلَى أَنَّكَ تُبْغِضُ مُحِبِّيكَ إِلَهِي أَنْتَظِرُ عَفْوَكَ كَمَا يَنْتَظِرُهُ الْمُذْنِبُونَ وَ لَسْتُ أَيْأَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ الَّتِي يَتَوَقَّعُهَا الْمُحْسِنُونَ إِلَهِي لَا تَغْضَبْ عَلَيَّ فَلَسْتُ أَقْوَى لِغَضَبِكَ وَ لَا تَسْخَطْ عَلَيَّ فَلَسْتُ أَقُومُ لِسَخَطِكَ إِلَهِي أَ لِلنَّارِ رَبَّتْنِي أُمِّي فَلَيْتَهَا لَمْ تُرَبِّنِي أَمْ لِلشَّقَاءِ وَلَدَتْنِي فَلَيْتَهَا لَمْ تَلِدْنِي إِلَهِي انْهَمَلَتْ عَبَرَاتِي حِينَ ذَكَرْتُ عَثَرَاتِي وَ مَا لَهَا لَا تَنْهَمِلُ وَ لَا أَدْرِي إِلَى مَا يَكُونُ مَصِيرِي وَ عَلَى مَا ذَا يَهْجُمُ عِنْدَ الْبَلَاغِ مَسِيرِي وَ أَرَى نَفْسِي تُخَاتِلُنِي وَ أَيَّامِي تُخَادِعُنِي وَ قَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأْسِي أَجْنِحَةُ الْمَوْتِ وَ رَمَقَتْنِي مِنْ قَرِيبٍ أَعْيُنُ الْفَوْتِ فَمَا عُذْرِي وَ قَدْ حَشَا مَسَامِعِي رَافِعُ الصَّوْتِ إِلَهِي لَقَدْ رَجَوْتُ مِمَّنْ أَلْبَسَنِي بَيْنَ الْأَحْيَاءِ ثَوْبَ عَافَيْتِهِ أَ لَا يُعْرِينِي مِنْهُ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ بِجُودِ رَأْفَتِهِ وَ لَقَدْ رَجَوْتُ مِمَّنْ تَوَلَّانِي فِي حَيَاتِي بِإِحْسَانِهِ أَنْ يُشَفِّعَهُ لِي عِنْدَ وَفَاتِي بِغُفْرَانِهِ يَا أَنِيسَ كُلِّ غَرِيبٍ آنِسْ فِي الْقَبْرِ غُرْبَتِي وَ يَا ثَانِيَ كُلِّ وَحِيدٍ ارْحَمْ فِي الْقَبْرِ وَحْدَتِي وَ يَا عَالِمَ السِّرِّ وَ النَّجْوَى وَ يَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْبَلْوَى كَيْفَ نَظَرُكَ لِي بَيْنَ سُكَّانِ الثَّرَى وَ كَيْفَ صَنِيعُكَ إِلَيَّ فِي دَارِ الْوَحْشَةِ
وَ الْبَلَاءِ فَقَدْ كُنْتَ بِي لَطِيفاً أَيَّامَ حَيَاةِ الدُّنْيَا يَا أَفْضَلَ الْمُنْعِمِينَ فِي آلَائِهِ وَ أَنْعَمَ الْمُفْضِلِينَ فِي نَعْمَائِهِ كَثُرَتْ أَيَادِيكَ عِنْدِي فَعَجَزَتْ عَنْ إِحْصَائِهَا وَ ضِقْتُ ذَرْعاً فِي شُكْرِي لَكَ بِجَزَائِهَا فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَوْلَيْتَ وَ لَكَ الشُّكْرُ عَلَى مَا أَبْلَيْتَ يَا خَيْرَ مَنْ دَعَاهُ دَاعٍ وَ أَفْضَلَ مَنْ رَجَاهُ رَاجٍ بِذِمَّةِ الْإِسْلَامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَ بِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدِ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْرِفُ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِهَا قَضَاءَ حَاجَتِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ثُمَّ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَلَى نَفْسِهِ يُعَاتِبُهَا وَ يَقُولُ أَيُّهَا الْمُنَاجِي رَبَّهُ بِأَنْوَاعِ الْكَلَامِ وَ الطَّالِبُ مِنْهُ مَسْكَناً فِي دَارِ السَّلَامِ وَ الْمُسَوِّفُ بِالتَّوْبَةِ عَاماً بَعْدَ عَامٍ مَا أَرَاكَ مُنْصِفاً لِنَفْسِكَ مِنْ بَيْنِ الْأَنَامِ فَلَوْ دَافَعْتَ يَوْمَكَ يَا غَافِلًا بِالصِّيَامِ وَ اقْتَصَرْتَ عَلَى الْقَلِيلِ مِنْ لَعْقِ الطَّعَامِ وَ أَحْيَيْتَ مُجْتَهِداً لَيْلَكَ بِالْقِيَامِ كُنْتَ أَحْرَى أَنْ تَنَالَ أَشْرَفَ الْمُقَامِ أَيُّهَا النَّفْسُ اخْلِطِي لَيْلَكِ وَ نَهَارَكِ بِالذَّاكِرِينَ لَعَلَّكِ أَنْ تَسْكُنِي رِيَاضَ الْخُلْدِ مَعَ الْمُتَّقِينَ وَ تَشَبَّهِي بِنُفُوسٍ قَدْ أَقْرَحَ السَّهَرُ رِقَّةَ جُفُونِهَا وَ دَامَتْ فِي الْخَلَوَاتِ شِدَّةُ حَنِينِهَا وَ أَبْكَى الْمُسْتَمِعِينَ عَوْلَةُ أَنِينِهَا وَ الْانَ قَسْوَةَ الضَّمَائِرِ ضَجَّةُ رَنِينِهَا فَإِنَّهَا نُفُوسٌ قَدْ بَاعَتْ زِينَةَ الدُّنْيَا وَ آثَرَتِ الْأُخْرَى عَلَى الْأُولَى أُولَئِكَ وَفْدُ الْكَرَامَةِ يَوْمَ يَخْسَرُ فِيهِ الْمُبْطِلُونَ وَ يُحْشَرُ إِلَى رَبِّهِمْ بِالْحُسْنَى وَ السُّرُورِ الْمُتَّقُونَ.
" وَ فِي مُهَجِ الدَّعَوَاتِ قَالَ جَامِعُهُ السَّيِّدُ الْعَلَّامَةُ عَلِيُّ بْنِ مُوسَى بْنِ طَاوُسٍ قَدَّسَ اللَّهُ سِرَّهُ وَ مِمَّا وَرَدَ عَلَى خَاطِرِي اللَّهُمَّ إِذَا آنَ اسْتِدْعَاؤُكَ لِرُوحِي أَنْ تَقْدَمَ عَلَيْكَ فَإِنِّي مِنَ الْآنَ قَدْ جَعَلْتُهَا مُسْتَجِيرَةً بِكَ وَ ضَيْفاً لَكَ وَ هَارِبَةً مِنْكَ إِلَيْكَ وَ قَدْ أَمَرْتَ بِأَمَانِ الْمُسْتَجِيرِ وَ إِكْرَامِ الضَّيْفِ الْفَقِيرِ وَ التَّعَطُّفِ عَلَى الْهَارِبِ الْأَسِيرِ فَاجْعَلْ رُوحِي فِي جُمْلَةِ الْآمِنِينَ الْمُسْتَجِيرِينَ وَ الضُّيُوفِ الْمُكْرَمِينَ وَ الْأُسَرَاءِ
الْمَرْحُومِينَ وَ مِمَّا وَرَدَ عَلَى خَاطِرِي أَيْضاً- اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتُ الْمُوسِرَ أَنْ لَا يَبْخَلَ عَلَى الْمُعْسِرِ بِالْقُوتِ الَّذِي لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ وَ أَنْتَ قُوتِي الَّذِي لَا غِنًى لِي عَنْهُ وَ أَنْتَ أَقْدَرُ الْمُوسِرِينَ وَ أَكْرَمُ الْمَأْمُورِينَ فَلَا تَمْنَعْنِي مَا لَا غِنَى لِي عَنْهُ مِنَ الْقُوتِ وَ تَدَارَكْنِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ وَ أَفُوتَ.
و أما النظم
فمن ذلك
مَا ذَكَرَهُ الْكَفْعَمِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنِ عَلِيٍّ الْجُبَعِيُّ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ
إِلَهِي لَكَ الْحَمْدُ الَّذِي لَا نِهَايَةَ
لَهُ وَ يُرَى كُلُّ الْأَحَايِينِ بَاقِياً
وَ شُكْراً يَفُوتُ الْعَدَّ وَ الرَّمْلَ وَ الْحَصَى
وَ نَجْمَ السَّمَاءِ وَ الْقَطْرَ ثُمَّ الْأَوَادِيَا
عَلَى أَنْ رَزَقْتَ الْعَبْدَ مِنْكَ هِدَايَةً
أَبَاحَتْهُ تَخْلِيصاً مِنَ الْكُفْرِ وَاقِياً
فَأَنْتَ الَّذِي أَطْعَمْتَنِي وَ سَقَيْتَنِي
وَ لَوْلَاكَ كُنْتُ الدَّهْرَ غَرْثَانَ ظَامِياً
وَ أَنْتَ الَّذِي آمَنْتَ خَوْفِي بِحِكْمَةٍ
أَيَارِجُهَا تَلْقَاهُ لِلضُّرِّ شَافِياً
وَ أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَنِي بَعْدَ ذِلَّةٍ
وَ صَيَّرْتَنِي بَعْدَ الْإِذَالَةِ عَالِياً
وَ أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَنِي بَعْدَ فَاقَتِي
فَأَصْبَحْتُ مِنْ جَدْوَى جِدَائِكَ ثَارِياً
وَ أَنْتَ الَّذِي فِي يَوْمِ كَرْبِي أَغْثَتَنِي
وَ قَدْ كُنْتُ مَكْثُوراً وَ لِلنَّصْرِ سَالِياً
وَ أَنْتَ الَّذِي لَمَّا دَعَوْتُكَ مُخْلِصاً
بِلَا مِرْيَةٍ حَقّاً أَجَبْتَ دُعَائِياً
وَ أَنْتَ الَّذِي أَوْلَيْتَنِي مِنْكَ عِصْمَةً
رَأَيْتُ بِهَا طَرْفَ الْمَكَارِهِ خَاسِياً
وَ فِي أَحْسَنِ التَّقْوِيمِ رَبِّي خَلَقْتَنِي
وَ سَيَّرْتَ لِي فِي الْخَافِقَيْنِ مَسَاعِيا
وَ كَمْ لَكَ يَا رَبَّ الْأَنَامِ مَوَاهِبَ
وَ كَمْ مِنَنٍ تَحْكِي الرِّيَاحُ السَّوَافِيَا
وَ مِنْ بَعْدِ هَذَا عَنْ صِرَاطِكَ سَيِّدِي
تَنَكَّبْتُ إِذْ أُلْفِى لِأَمْرِكَ عَاصِياً
فَكَمْ زَلَّةٍ أَثْبَتَّهَا فِي صَحَائِفِي
وَ كُنْتُ بِهَا أَوْجَ الْمَعَاصِي رَاقِياً
وَ كَمْ مَأْثَمٍ حَقّاً تَقَمَّصْتُ قِمْصَهُ
وَ كَمْ مِنْ يَدٍ حُسْنَى جَعَلْتُ مُسَاوِياً
وَ كَمْ صَهْوَةٍ فِي مُنْكَرٍ امْتَطَيْتُهَا
وَ كُنْتُ بِمَيْدَانِ الْهَوَى مُتَمَادِياً
وَ كَمْ مِنْ عُهُودٍ خُنْتُهَا مُتَعَمِّداً
وَ صِرْتُ بِهَا عَنْ قُرْبِ عَفْوِكَ قَاصِياً
وَ كَمْ لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُ لَمْ أَخَفْ
عَوَاقِبَهَا بَلْ كُنْتُ فِيهَا مُوَالِياً
وَ كَمْ مِنْ هَوًى تَابَعْتُهُ فَأَضَلَّنِي
فَأَصْبَحْتُ مِنْ أَثْوَابِ سَخَطِكَ كَاسِياً
وَ كَمْ وَاجِبٍ ضَيَّعْتُهُ يَوْمَ شِقْوَتِي
وَ عَزْمِي أَضْحَى فِي الْمَعَازِفِ مَاضِياً
فَيَا نَفْسُ هَلَّا اعْتَبَرْتَ بِمَنْ مَضَى
وَ دُورُهُمْ لِلْمَوْتِ أَمْسَتْ خَوَالِيَا
فَهُمْ بِبُطُونِ الْأَرْضِ أَضْحَوْا رَهَائِنَا
مَحَاسِنُهُمْ فِيهَا يُرَيْنَ بَوَالِيَا
كَمْ اخْتَرَمَتْ أَيْدِي الْمَنُونِ مِنَ الْوَرَى
قُرُوناً فَأَمْسَوْا فِي الْقُبُورِ جَوَاثِيَا
وَ كَمْ مِنْ مَلِيكٍ قَدْ تَمَكَّنَ مِلْكُهُ
سَقَاهُ الرَّدَى كَأْساً مِنْ الْمَوْتِ ظَامِياً
فَمَا مَنَعَتْ عَنْهُ الصَّيَاصِي الَّتِي بَنَى
وَ لَا كَانَ بِالْأَمْوَالِ لِلنَّفْسِ فَادِياً
وَ لَمْ يُغْنِ عَنْهُ جَمْعُهُ وَ جُنُودُهُ
وَ أَصْبَحَ مِنْهُ نَاظِرُ الْعَيْنِ خَاسِياً
فَكَمْ فَرِحٍ مُسْتَبْشِرٌ بِوَفَاتِهِ
وَ كَمْ تَرِحٍ أَضْحَى لِذَلِكَ بَاكِياً
فَيَا نَفْسُ جَدِّي فِي الْبُكَاءِ وَ انْدُبِي
زَمَاناً بِهِ قَدْ كَانَ شَرُّكِ سَامِياً
وَ يَا نَفْسُ مَا ذَا تَصْنَعِينَ بِحَقِّ مَنْ
لَهُ الْحَقُّ فِي يَوْمٍ يُرِيدُ التَّقَاضِيَا
وَ يَا نَفْسُ وَلَّى الْعُمْرُ وَ الشَّيْبُ قَدْ أَتَى
نَذِيراً بِقُرْبِ الْمَوْتِ لَا شَكَّ نَاعِياً
وَ يَا نَفْسُ قُومِي فِي الظَّلَامِ بِذُلِّهِ
وَ رِقَّةِ قَلْبِ يَجْعَلُ الصَّخْرَ جَارِياً
وَ يَا نَفْسُ تُوبِي عَنْ هَوَاكَ وَ أَقْصِري
وَ سَحِّي دُمُوعاً بَلْ دِمَاءً جَوَارِياً
وَ قُولِي إِلَهِي أَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ عَفَا
وَ أَجْدَرُ مَنْ يُولِي الْجَدَى وَ الْأَيَادِيَا
إِلَهِي إِلَهِي دَقَّ عَظْمِي وَ امْتَحَى
مِنَ الْعَالِمِ الْأَرْضِيِّ ذِكْرِي وَ شَأْنِيَا
إِلَهِي إِلَهِي أَفْحَمَتْنِي مَآثِمُ
تَعَمَّدْتُهَا تَحْكِي الْبُحُورُ الطَوامِيَا
إِلَهِي أَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ خَلَقْتَنِي
فَأُبْدِيَ أَشْجَاناً تُطِيلُ بُكَائِيَا
إِلَهِي أَ هَلْ فِي الْفَائِزِينَ جَعَلْتَنِي
فَأَفْرَحَ فِي دَارِ الْمُقَامِ رَجَائِيَا
إِلَهِي بِبَابِ الْعَفْوِ أَصْبَحْتُ سَائِلًا
ذَلِيلًا أُرَجِّي أَنْ تُجِيبَ دُعَائِيَا
إِلَهِي لَئِنْ أُقْعِدْتُ عَنْ سَبْقِ طَائِعٍ
فَتَوْحِيدُ رَبِّي قَدْ أَقَامَ قَوَامِيَا
إِلَهِي لِسَانٌ فِي ثَنَائِكَ مُدْأَبٌ
فَكَيْفَ يُرَى فِي الْحَشْرِ لِلنَّارِ صَالِيَا
إِلَهِي لَئِنْ أَخْطَأْتُ كُلَّ طَرِيقَةٍ
فَإِنِّي أَصَبْتُ الْخَوْفَ مِنْكَ إِلَهِيَا
إِلَهِي إِذَا لَمْ تَعْفُ إِلَّا عَنِ امْرِئٍ
أَطَاعَ فَمَنْ ذَا لِلَّذِي جَاءَ خَاطِيَا
إِلَهِي لَئِنْ عَذَّبْتَنِي فَبِمَأْثَمِي
وَ إِنْ جُدْتَ لِي فَالْفَضْلُ أَلْقَاهُ فَاشِيَا
إِلَهِي إِذَا ذَنْبِي أَبَاحَ عُقُوبَتِي
أَرَانِي ارْتِجَائِي حُسْنَ صَفْحِكَ دَانِياً
إِلَهِي فَاجْعَلَنِّي مُطِيعاً أَجَرْتَهُ
وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ فَارْحَمْ لِمَنْ جَاءَ عَاصِياً
وَ حَاشَاكَ يَا رَبَّ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا
تَرُدُّ عُبَيْداً مُسْتَجِيراً مُوَالِياً
نَزَلْتُ بِبَابِ الْعَفْوِ أَرْجُو إِجَارَةً
فَعُرْبُ الْفَلَا تُولِي النَّزِيلَ الْأَمَانِيَا
وَ أَنْتَ أَمَرْتَ الضَّيْفَ يَقْرِي ضَيْفَهُ
فَكُنْ لِي بِعَفْوٍ مِنْكَ يَا رَبِّ قَارِيَا
فَحَاشَاكَ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنْ أَرَى
وَ حَظِّي مِنْ نَيْلِ الْمَرَاحِمِ خَالِياً
وَ حَاشَاكَ فِي يَوْمِ التَّغَابُنِ أَنْ يُرَى
بِيَ الْغَبْنُ أَوْ أَضْحَى مِنَ الْعَفْوِ عَارِياً
وَ إِنَّ يَقِينِي فِيكَ أَنَّكَ مُنْقِذِي
مِنَ النَّارِ فِي يَوْمٍ يُشِيبُ النَّوَاصِيَا
وَ كَيْفَ أَذُوقُ النَّارَ يَا خَالِقَ الْوَرَى
وَ ذُلِّي قَدْ أَمْسَى بِعِزِّكَ لَاجِيَا
وَ كَيْفَ أَذُوقُ النَّارَ يَا رَافِعَ السَّمَا
وَ طَرْفِيِ قَدْ أَضْحَى بِبَابِكَ بَاكِياً
سَلِيلُ الْجُبَاعِيِّ جَاءَ نَحْوَكَ تَائِباً
ذَلِيلًا يُرَى فِي حِنْدِسِ اللَّيْلِ دَاعِياً
سَلِيلُ الْجُبَاعِيِّ يَشْتَكِي مِنْ جَرَائِمَ
صَغَائِرُهَا تَحْكِي الْجِبَالَ الرَّوَاسِيَا
جَرَائِمُ لَوْ يَبْلَى اللَّكَامُ بِحَمْلِهَا
لَذَلَّ وَ أَضْحَى بِالثُّبُورِ مُنَادِياً
بَعَثْتُ الْأَمَانِيَّ نَحْوَ جُودِكَ سَيِّدِي
فَرُدَّ الْأَمَانِيَّ الْعَاطِلَاتِ حَوَالَيَا
وَ أَرْسَلْتُ آمَالِي خِمَاصاً عَوَارِيَا
بِحَقِّكَ فَأَرْجِعْهَا بِطَاناً كَوَاسِيَا
أَقِلْنِي أَجِرْنِي أَجِزْنِي يَا مُؤَمَّلِي
مَكَارِمَكَ الْعُظْمَى فَقَدْ جِئْتُ رَاجِياً
وَ صَلِّ عَلَى الْمَوْلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ
وَ عِتْرَتِهِ مَا أَصْبَحَ الدَّهْرُ بَاقِياً
.
" وَ مِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِي عُدَّتِهِ
يَا مَنْ يَرَى مَا فِي الضَّمِيرِ وَ يَسْمَعُ
أَنْتَ الْمُعَدُّ لِكُلِّ مَا يَتَوَقَّعُ
يَا مَنْ يُرَجَّى لِلشَّدَائِدِ كُلِّهَا
يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمُشْتَكَى وَ الْمَفْزَعُ
يَا مَنْ خَزَائِنُ مُلْكِهِ فِي قَوْلِ كُنْ *
امْنُنْ فَإِنَّ الْخَيْرَ عِنْدَكَ أَجْمَعُ
مَا لِي سِوَى فَقْرِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ
بِالافْتِقَارِ إِلَيْكَ فَقْرِي أَدْفَعُ
مَا لِي سِوَى قَرْعِي لِبَابِكَ حِيلَةٌ
فَلَئِنْ رَدَدْتَ فَأَيَّ بَابٍ أَقْرَعُ
وَ مَنِ الَّذِي أَدْعُو وَ أَهْتِفُ بِاسْمِهِ
إِنْ كَانَ فَضْلُكَ عَنْ فَقِيرِكَ يَمْنَعُ
حَاشَا لِمَجْدِكَ أَنْ تُقَنِّطَ عَاصِياً
الْفَضْلُ أَجْزَلُ وَ الْمَوَاهِبُ أَوْسَعُ
.
" وَ مِنْ ذَلِكَ لِأَبِي نُوَاسٍ
يَا رَبِّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً
فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ
إِنْ كَانَ لَا يَرْجُوكَ إِلَّا مُحْسِنٌ