کتابخانه روایات شیعه
و علاها و أبرم حبل رضي الله و قواه و أجهد وسعه في إرادة الله بنهاية قواه و يا شقاوة من ذهب كدحه في دنياه في النصب و الصبابة و ضاهى عمره الضهل و الصباية و استكثر من سيئ المقالة فما هي عشرة مقالة و لا ينفعك من على المعصية حشك أو دعاك إذ الملكان طالباك بما أودعاك و ناظراك بما حنى ناظراك فطول صومك و طواك للذي نشرك و طواك شعر
قل للذي قد طغى و أضحى بعروة البغي قد تمسك
إن كنت بالظلم مستلذا أ تأمن النار أن تمسك
فأقسم بالذي فلق الحب و النوى و خلق الحب و النوى أنه ما للفساق من حميم غير غساق و حميم أما سيئاتهم فهن لهم فواضح و أما وجه عذرهم عند الكاتبين فواضح و إن المتقين ترقرقت في الملأ الأعلى أنوارهم و تفتقت في بستان المثوبة أنوارهم طعم المتقين أحلى من الآلاء و المن و طعم الفاسقين أمر من الآلاء و المن
يا مغرما بوصال عيش ناعم
ستصد عنه طائعا أو كارها
إن الحوادث تزعج الأحرار عن أوطانهم و الطير عن أوكارها فالفائز من خاض بحار الطاعة و أهوالها و إذا ذكرت له مثوبة بادر إليها و أهوى لها و إن نعتت له ذروة أجر سبق غيره فحلها و إن انعقدت على مؤمن عقدة شر أسرع إليها فحلها و أخلص نيتك في الفقر و الجدة و لا تَشُبْ بالمن في الهبة و الجِدَة فكن في وفاء هارون حين دعاه موسى و لا تغدرن كما غدر هارون؟ بموسى و ألزم نفسك أداء الفرائض و اجعل لها من رُوَّاضِ الزجر عن المعصية ألف رائض
و عاص هوى النفس الذي ما أطاعه
أخو ضلة إلا هوى من عقابه
و حافظ على تقوى الإله و خوفه
لتنجو مما يتقى من عقابه
فاكس قلبك من خوف الله ولها و لا تكن ممن خان عهود الله ولها و دع نفسك تأخذ فيما عناها لتخلص [لتخلص] من لَأْوَاءِ الآخرة و عناها و جِدَّ في الصلاة و جِدَّ بالصلاة و اجعل قلبك من خوف الله يجب و اقض من طاعته الذي يجب و أكثر من ذكر الله و عدد و نُحْ على ما أسلفت من ذنوبك و عدد و اسكب في سواد الليل من عزبك ما يضاهي نابع العين و أحد في رضي الله جد غربك تنال في الآخرة قرة العين شعر
و لا تله عن تذكار ذنبك و ابكه
بدمع يضاهي الوبل [الحال] عند مصابه
و مثل لعينيك الحمام و وقعه
و روعة ملقاة و عظم مصابه [مطعم صابه ]
.
فإن ذلك من النار نعم العصمة و الجنة و الوسيلة إلى دخول الجنة و ترقى من مراقي [مراتب] الرضوان أولاها و تدوم لك من النعمة أخراها و أولاها فكم قد رأيت من أعرج في درج الجنان أعرج و كم رأيت ذا مقام و ثبات و عساكر و ثبات لم ينل من الجنة أمانيه لكثرة شره و عظم أمانيه شعر
يا من يضيع عمره في اللعب و اللهوات أمسك
و اعلم بأنك لا محالة ذاهب كذهاب أمسك
فإياك أن ينتهي وعظي و ما أرى غاية لهوك ينتهي أو تسمع نهيي إياك و لكن ما تنتهي أو تكثر في الطاعة ملالك و في المعصية إملالك و الله قد أملى لك أو تقول للطمع أنا لك و كم من مأثم أنالك أ و لا ترى أن خاطرك و بالك إذا تعاطيا المعصية وبالك أو لا تلتفت إلى ما ضرك أو هالك مع يقين علمك بأنه
أوهى لك أو أن تقبح خصالك و خلالك إذا زمن المعصية خلا لك أ ما لك لا تركب نهج الاستقامة أما لك و هوى نفسك المردي عن الحق أما لك فأنت حي لكن وزرك أبلى لك و مريض لكن لا يرى إبلالك فأفعالك القبيحة في حشرك أفعى لك و أعمالك غير الصحيحة في قيامتك أعمى لك فوضع أثقالك بالتوبة أثقى لك و صدق أقوالك في الحق أقوى لك و ترقيع أسمالك بالقناعة أسمى لك و إن أزلت جهلك و ضلالك اتكأت على الأرائك و كان العرش ظلالك و لقد أزاح سبحانه عذرك و إعلالك و أسبغ عليك نعمه و أعلى لك فكم من دليل على الهدى أدلى لك يريد جل جلاله إدلالك و اعلم أنه للأعمال كتاب و للأقوال و الأفعال كتاب و عليها الحساب الذي يقصر عنه الحساب فاتق الله في الشدة و الرخاء و احمده في الزعزع و الرخاء
قدم لأخراك و اعلم أن المقام يسير
و المرء في كل يوم إلى الحمام يسير
و أستغفر الله لي و لكم و لكافة المؤمنين إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
و من كلام الشيخ الواعظ عبد الرحمن بن الجوزي في التجنيس
أيها الناس أين من كانت الألسن تهذي بهم لتهذيبهم أين القوم الكرام الذين لصبيبهم وصبي بهم أين الذين لا يطفي لهيبهم ولهي بهم فهم إلى الأجداث قد أسري بهم و أسري بهم و قد أمسوا على تدريبهم لا تدري بهم و أقام قيامتهم منادي الرحيل لتغريبهم لتُغْرِيَ بهم فأصبحوا وحدانا في القبور لا أنيس لغريبهم أين أهل الوداد الصافي في التصافي أين الملوك ذَوُو الصوافي و اللذات الصوافي أين المستخرجون لجواهر حكم الأصداف تبكي عليهم الأصداء في سائر الأصداف و مكا في منازلهم المكافي و ما لهم من مُكَافِي أين أرباب الأَرَائك
و الدَّرائك و من سَجَا في سَجافٍ أين الذين مدحتْهم الشعراء صار ذكرهم القوى في القوافي لقد نادى الموت أهل العوالي و القصور العوالي الطوافي تأهبوا لقدومي فكم من عزيز طوى في طوافي رحل ذو المال و ما أوصا في تفريق كدر أوصافي و لقي في قبره أمرا مرا لا تبلغه أوصافي ذاقوا طعم الآمال فانتزع في أفواههم يوم المآل و عاد الخوى في الخوافي تزلزل ود حياتهم و كان التوى [و كان الثوى في الثوافي] في التوافي انقطعت آمالهم و صار كل المنى في رفع المنافي عوى في ديارهم العوافي ذئب السقام لتكدير العوافي قد هتك الموت حجاب حريمهم و لم يبق بون بين الفقير و الغني ذو الإجداء في منازل الأجداف آلت قبورهم إلى الخراب أولا فلا تدري أ هذا قبر المولى أو لا و لا من منع أو أولى فهم سوى في السوافي كم أعرضوا عن نصيح و رفضوا ما تلا في التلافي و كم ندموا على ضياع زمانهم الذي خلا في خلاف رأيت عاصيهم و قد أعرض عني و التجأ في التجافي أ ما أخبرتهم بوصف النار و أنها نزاعة للشوى في الشوافي إذا شاهدها الكافر قال يا ليتني مت قبل هذا إذ لم أسع في إسعافي و اعتبر بحالهم فإنه يكف كف الهوى و كفى به الكافي الكافي.
" خطبة للكفعمي إبراهيم بن علي الجبعي
وفقه الله لمراضيه و جعل يومه خيرا من ماضيه قد تخلصت من الشونيز و ضاهت الذهب الإبريز بردها غير معلم و لفظها غير معجم فعل و انهل من سواعها و لذذ سمعك بسماعها و هي الحمد لله مالك الممالك و ممهد المسالك وسع كل أحد عطاه و دمر كل مارد لأواه أحمده حمدا عدد أرواح الأملاك و هطل الركام و الركاك أرسل محمدا صلى الله عليه و آله أكرم الرسل و أسعدهم و أسمحهم
و أحمدهم لأمة سددها و علوم أطلها و أصول مهدها و أحكام أكدها و آصار طردها أرسل له السلام و الصلاة و رحم آله الهداة عدد أمطار السماء و مداد كلام العلماء اعملوا حرسكم الله عمل الطاعة و أصلحوا أحوالكم لحلول [لأمور] الساعة ألا هل مدكر للرمس و سؤاله و الرمد و محاله ما للمدامع راكده و للمطامع وارده ما لهمم الحكماء سامده و لآره العلماء هامده ما للأرواح مارده و للكرام حارده ما للأمة حاسده و للحطام راصده و للهو حامده و للعدو مساعده و لعساكر الصلاح طارده و للمم عامده لا همة لكم إلا إعداد الدرهم و إرصاد الأحمر و الأدهم هلك و الله الحامل و المحمول و عدم الآكل و المأكول و اصطلم الحسالة و الملوك و الحد الممول و الصعلوك أمر الله أرحلهم و مرود الحمام أكحلهم هو و الله الهادم لآطامهم الصارم لأرحامهم الكاسر لأعلامهم السادر لأوهامهم المهلك للملوك الأكاسر حكام الأمصار و الدساكر و أهل الموارد و المصادر و أولو [أولي] العدد و العساكر وردوا كئوس الحمام و أمسوا مأكلا للدود و الهوام علام عدم ارعوائكم علام و إلام إصراركم إلام لا كالم لكم إلا الكدح الطالح و لا راحم إلا العمل الصالح طال الأمل [الأمد] و ما ألأمك و أرمس أهلك و ما أسأمك و صار لحمهم مأكلا للسامة و الهامة و مصارعهم مردعة للحامة و العامة و الصراط لا سالك لوعره إلا عالم عامل أو صالح كامل و وارد الساهرة إما ورع و لا أراك و إما عاص و عساك للعرامة ما أسعاك و للسلامة ما أرماك أرداك و ما أدراك سوء الإدراك و أهواك و ما أهواك و أوهاك درك السعر
هواك معالم عمرك مطموسة و مكاره إصرك محروسة أهلكك إصر لمحارمك أحل و دمرك أمر لصارمك أكل أعدم راحمك هول الاطلاع و أمر مطاعمك لَأْوَاءِ الإِهْطَاعِ و حرر أصارك المحصورة المسلك و أسمدك العمل الصالح لا أم لك و ركد هواك و حلك رواؤك و أهلك سطاؤك و طول طوائك و مالك أسعر الصلاء لمهمل الصلاة و دمر المدرع حلة المعاصاة لما للحطمة آل له مآل رحم الله امرأ كدح لصلاحه و عصا للهوه و طماحه و مدحه سؤاله لسماحه ألا و أحلى الكلم و أسماه و أصلحه و أعلاه كلام الله ثم اقرأ التوحيد
" خطبة أخرى له عفا الله تعالى عنه
تحتوي على ست عشرة خطبة و سيأتي شرح ذلك في آخرها إن شاء الله تعالى