کتابخانه روایات شیعه
ظَوَاهِرُهُ مُجْتَلِيَةً سَرَائِرُهُ فِيهِ بَيَانُ حُجَجِ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةِ وَ عَزَائِمِهِ الْمُفَسَّرَةِ وَ مَوَاعِظِهِ الْمُكَرَّرَةِ وَ جَعَلَ اللَّهُ الْإِيمَانَ بِهَا دِعَامَهَا وَ الْغُسْلَ وَ إِسْبَاغَ الْوُضُوءِ تَمَامَهَا وَ الصَّدَقَةَ وَ الصِّيَامَ نِظَامَهَا وَ الصَّلَاةَ وَ الزَّكَاةَ وَ الْحَجَّ سَنَامَهَا وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ دَوَامَهَا وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ وَ الْعَهْدِ ذِمَامَهَا ثُمَّ أَمَرَكُمْ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَ صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَ الصَّبْرِ عِنْدَ فَجَائِعِ الْأَيَّامِ وَ الْوَصِيَّةِ بِالْجِيرَانِ وَ الْأَقَارِبِ وَ أَبْنَاءِ السَّبِيلِ وَ الْأَجَانِبِ وَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ كُلَّ نَجِسٍ مِنَ الْمَطَاعِنِ وَ الْمَشَارِبِ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ فِي الْمَسَاغِبِ وَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ مُعَاقَدَةَ الرِّبَا وَ مُقَارَفَةَ الزِّنَاءِ وَ الْغِيبَةَ وَ النَّمِيمَةَ وَ الْكِبْرَ وَ حَضَّ عَلَى إِطْعَامِ الْمَسَاكِينِ وَ مُعَاشَرَةِ الْأَرِقَّاءِ وَ النِّسَاءِ بِاللِّينِ وَ الْوَفَاءِ بِالْمَكَايِيلِ وَ الْمَوَازِينِ وَ كَثْرَةِ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ اللَّهُ أَكْبَرُ عِبَادَ اللَّهِ وَ هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ وَ عِيدٌ كَرِيمٌ فَرَضَهُ رَبٌّ رَحِيمٌ اخْتَتَمَ بِهِ شَهْرَ الصِّيَامِ وَ افْتَتَحَ بِهِ شُهُورَ حَجِّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ وَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ فِيهِ الصِّيَامَ وَ أَحَلَّ لَكُمْ فِيهِ الطَّعَامَ وَ بَسَطَ اللَّهُ لَكُمْ فِيهِ رَحْمَتَهُ وَ أَنْزَلَ بَرَكَتَهُ فَسَبِّحُوا لِلَّهِ فِيهِ وَ قَدِّسُوهُ وَ كَبِّرُوهُ وَ هَلِّلُوهُ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ ذَاكِرٌ مَنْ ذَكَرَهُ وَ مُعَذِّبٌ مَنْ كَفَرَهُ وَ مُزِيدٌ مَنْ شَكَرَهُ وَ حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الْجُمُعَةِ وَ الْجَمَاعَاتِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ عِيدُ الْفِطْرِ فَقُلْ وَ أَخْرِجُوا مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ حَقَّ الزَّكَاةِ الْمَقْرُونَةِ بِالصَّلَاةِ فَإِنَّهُ تَعَالَى فَرَضَ عَلَيْكُمْ فِي زَكَاةِ الْفِطْرَةِ أَمْراً وَ جَعَلَهَا لَكُمْ سُنَّةً وَ طُهْراً فَلْيُخْرِجْهَا كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ مِنْ مَالِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَ عِيَالِهِ مِنْ حُرٍّ وَ مَمْلُوكٍ وَ غَنِيٍّ وَ صُعْلُوكٍ صَاعاً مِنْ شَعِيرٍ أَوْ بُرٍّ أَوْ زَبِيبٍ أَوْ تَمْرٍ فَبَادِرُوا إِلَى
مَا فَرَضَهُ اللَّهُ فَإِنَّهُ آتَاكُمُ الْمَالَ فَرْضاً وَ سَأَلَكُمْ مِنْهُ قَلِيلًا قَرْضاً فَقَالَ فِي كِتَابِهِ الذِّكْرِ الْحَكِيمِ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ إِنَّ أَحْسَنَ قِصَصِ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَبْلَغَ مَوَاعِظِ الْمُتَّقِينَ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَ أَطِيعُوهُ وَ انْتَهُوا عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَلَا تَعْصُوهُ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ وَ لِلْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ إِنْ كَانَ عِيدُ الْأَضْحَى فَقُلْ وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى حُجَّاجِ بَيْتِهِ [الْكَرِيمِ] الْحَرَامِ فَيَقُولُ مَلَائِكَتِي أَ مَا تَرَوْنَ عِبَادِي قَدْ أَقْفَرُوا الْأَوْطَانَ وَ هَجَرُوا الْأَوْلَادَ وَ النِّسْوَانَ يَحِنُّونَ إِلَيَّ حَنِينَ الطَّيْرِ فِي أَوْكَارِهَا وَ يَفِدُونَ [يَغْدُونَ] عَلَيَّ مِنْ فِجَاجِ الْأَرْضِ وَ أَقْطَارِهَا أَنْضَاءً عَلَى أَنْضَاءٍ خُوَّاضُ لُجَجِ الرَّمْضَاءِ قَدْ مَلَئُوا الْبِلَادَ تَكْبِيراً وَ تَهْلِيلًا وَ اتَّخِذُوا الْوَحْدَانِيَّةَ بِالْإِخْلَاصِ إِلَيَّ سَبِيلًا يَضِجُّونَ بِالتَّلْبِيَةِ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ قَدْ أَتَيْنَاكَ مِنَ الذُّنُوبِ هَارِبِينَ إِلَيْكَ وَ أُشْهِدُكُمْ وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ أَنِّي قَدْ وَهَبْتُ الْعَاصِينَ لِلطَّائِعِينَ وَ الْمُسِيئِينَ لِلْمُحْسِنِينَ وَ وَهَبْتُهُمْ أَجْمَعِينَ لِمُحَمَّدٍ ص سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ اللَّهُ أَكْبَرُ عِبَادَ اللَّهِ وَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ ابْتَلَى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ بِذَبْحِ وَلَدِهِ إِسْمَاعِيلَ فَرَأَى الْخَلِيلُ ع فِي الْمَنَامِ وَ هُوَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ أَنَّهُ لِوَلَدِهِ ذَابِحٌ وَ لِدَمِهِ سَافِحٌ فَانْتَبَهَ ع مِنْ رَقْدَتِهِ مَرْهُوباً وَ مِنْ مَنَامِهِ مَرْعُوباً وَ قَالَ لِابْنِهِ يَا خَيْرَ النَّبِيِّينَ وَ يَا سُلَالَةَ النَّبِيِّينَ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ عِيَاناً أَنِّي أَذْبَحُكَ قُرْبَاناً فَانْظُرْ ما ذا تَرى يَا سَيِّدَ الْوَرَى فَ قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
فَإِذَا بَرَيْتَ مِنِّي الْأَوْدَاجَ وَ فَارَ لَكَ الدَّمُ الثَّجَاجُ فَاحْتَسِبْنِي عِنْدَ اللَّهِ قَرْضاً إِذْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ ذَلِكَ فَرْضاً وَ ضُمَّ ثَوْبَكَ عَنْ دَمِي لِئَلَّا تَرَاهُ الشَّفِيقَةُ أُمِّي وَ اقْرَأْ عَلَيْهَا سَلَامِي مَنْعِيّاً وَ ارْدُدْ عَلَيْهَا قَمِيصِي مُسَلِّياً وَ قُلْ لَهَا إِنَّ ابْنَكَ نَقَلَهُ مَوْلَاهُ الْكَرِيمُ إِلَى دَارِ الْخُلْدِ وَ النَّعِيمِ فَلَمَّا انْتَهَتْ مَقَالَتُهُ وَ انْتَهَتْ وَصِيَّتُهُ شَدَّهُ الْخَلِيلُ ع شَدّاً وَثِيقاً وَ أَضْجَعَهُ إِضْجَاعاً رَفِيقاً فَأَقْبَلَتِ الطَّيْرُ عَلَيْهِ عَاكِفَةً وَ أَضْحَتْ [ضَجَّتِ] الْأَرْضُ وَ الْجِبَالُ رَاجِفَةً وَ الْمَلَائِكَةُ مُتَضَرِّعَةً وَ الْوُحُوشُ مُتَسَرِّعَةً وَ السَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ تَضِجُّ وَ الْأَرْضُ مِنْ تَحْتِهِمْ تَعِجُّ رَحْمَةً لِلطِّفْلِ الصَّغِيرِ وَ تَعَجُّباً مِنْ صَبْرِ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ صِدْقَ نَبِيِّهِ وَ إِخْلَاصَ طَوِيَّتِهِ وَ قُوَّةَ صَبْرِهِ عِنْدَ بَلِيَّتِهِ نَادَاهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وَ فَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ فَنَهَضَ عِنْدَ ذَلِكَ الْخَلِيلُ بِالْمُدْيَةِ إِلَى مَا أَتَاهُ بِهِ جَبْرَئِيلُ مِنَ الْفِدْيَةِ فَذَبَحَهَا قُرْبَاناً وَ جَهَرَ عَلَيْهَا بِبِسْمِ اللَّهِ عِيَاناً فَأَجْرَاهَا اللَّهُ فِي عَقِبِهِ سُنَّةً أَكْمَلَ عَلَيْكُمْ بِهَا الْمِنَّةَ اللَّهُ أَكْبَرُ عِبَادَ اللَّهِ وَ هَذَا يَوْمٌ مَحْضَرُهُ زَكَاةٌ وَ لِصَالِحِ عَمَلِكُمْ مَنْمَاةٌ وَ لِسَالِفِ زَلَلِكُمْ مَنْجَاةٌ فَابْتَغُوا فِيهِ الْجَنَّةَ وَ اتَّبِعُوا فِيهِ السُّنَّةَ بِإِرَاقَةِ دَمٍ سَائِلٍ وَ إِطْعَامِ الْمُقْنِعِ [المعتفي] لِخَامِلٍ وَ الْمُعْتَرِّ السَّائِلِ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ جَاءَتِ السُّنَّةُ بِاسْتِحْسَانِهَا وَ اسْتِسْمَانِهَا وَ الْمُغَالاةِ فِي أَثْمَانِهَا وَ التَّجَنُّبِ لِنُقْصَانِهَا مِنْ خَوَرٍ فِي أَرْكَانِهَا أَوْ قَطْعٍ فِي آذَانِهَا أَوْ هَدْمٍ فِي أَسْنَانِهَا أَوْ نَقْصٍ فِي أَبْدَانِهَا فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَ أَطْعِمُوا الْقانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَ لا دِماؤُها وَ لكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَ بَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَلَاهُ التَّالُونَ وَ عَمِلَ بِهِ الْعَامِلُونَ كَلَامُ مَنْ قَالَ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ قَالَ اللَّهُ وَ بِقَوْلِهِ يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ إِلَى قَوْلِهِ وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ فَيَا فَوْزَ الْمُسْتَغْفِرِينَ
خُطْبَةُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْأُولَى لِعَلِيٍّ ع
الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْقُدْرَةِ وَ السُّلْطَانِ وَ الرَّأْفَةِ وَ الِامْتِنَانِ أَحْمَدُهُ عَلَى تَتَابُعِ النِّعَمِ وَ أَعُوذُ بِهِ مِنَ الْعَذَابِ وَ النِّقَمِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ مُخَالَفَةً لِلْجَاحِدِينَ وَ مُعَانَدَةً لِلْمُبْطِلِينَ وَ إِقْرَاراً بِأَنَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ص عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ الصَّادِقُ الْأَمِينُ خَتَمَ بِهِ النَّبِيِّينَ وَ أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ فَقَدْ أَوْجَبَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ وَ أَكْرَمَ مَثْوَاهُ لَدَيْهِ وَ أَجْمَلَ إِحْسَانَهُ إِلَيْهِ أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي هُوَ وَلِيُّ ثَوَابِكُمْ وَ إِلَيْهِ مَرَدُّكُمْ وَ مَآبُكُمْ فَبَادِرُوا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ قَبْلَ أَنْ يَهْجُمَ عَلَيْكُمْ الْمَوْتُ الَّذِي لَا يُنْجِيكُمْ مِنْهُ حِصْنٌ مَنِيعٌ وَ لَا هَرَبٌ سَرِيعٌ فَإِنَّهُ وَارِدٌ نَازِلٌ وَ وَاقِعٌ عَاجِلٌ وَ إِنْ تَطَاوَلَ الْأَمَلُ وَ امْتَدَّ الْمَهَلُ فَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ فَمَنْ مَهَّدَ لِنَفْسِهِ فَهُوَ الْمُصِيبُ فَتَزَوَّدُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ لِيَوْمِ الْمَمَاتِ وَ احْذَرُوا أَلِيمَ هَوْلِ الْبَيَاتِ فَإِنَّ عِقَابَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَ عَذَابَهُ أَلِيمٌ نَارٌ تَلْهَبُ وَ نَفْسٌ تُعَذَّبُ وَ شَرَارٌ وَ صَدِيدٌ وَ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ أَعَاذَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِنَ النَّارِ وَ رَزَقَنَا وَ إِيَّاكُمْ مُرَافَقَةَ الْأَبْرَارِ وَ غَفَرَ لَنَا وَ لَكُمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ثُمَّ تَعَوَّذَ ع وَ قَرَأَ سُورَةَ الْعَصْرِ وَ قَالَ جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ تَسَعُهُمْ رَحْمَتُهُ وَ يَشْمَلُهُمْ عَفْوُهُ وَ رَأْفَتُهُ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية لبعض العلماء
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً كَثِيراً كَمَا أَمَرَ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِرْغَاماً لِمَنْ جَحَدَ وَ كَفَرَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ سَيِّدُ الْبَشَرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا اتَّصَلَتْ عَيْنٌ بِنَظَرٍ وَ أُذُنٌ بِخَبَرٍ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ قَوَارِعَ الْأَيَّامِ خَاطِبَةٌ فَهَلْ أُذُنٌ لِعِظَاتِهَا وَاعِيَةٌ وَ إِنَّ فَجَائِعَ الدُّنْيَا صَائِبَةٌ فَهَلْ نَفْسٌ إِلَى التَّنَزُّهِ عَنْهَا دَاعِيَةٌ وَ إِنَّ طَوَامِعَ الْآمَالِ كَاذِبَةٌ فَهَلْ قَدَمٌ إِلَى التَّجَنُّبِ عَنْهَا سَاعِيَةٌ أَلَا فَسَرِّحُوا ثَوَاقِبَ الْأَسْمَاعِ وَ الْأَبْصَارِ فِي جَمِيعِ الْجِهَاتِ وَ الْأَقْطَارِ فَهَلْ تَرَوْنَ فِي رُبُوعِكُمْ إِلَّا الشَّتَاتَ وَ تَسْمَعُونَ فِي جُمُوعِكُمْ إِلَّا فُلَاناً مَاتَ أَيْنَ الْآبَاءُ الْأَكَابِرُ أَيْنَ الْأَبْنَاءُ الْأَصَاغِرُ أَيْنَ الْخَلِيطُ وَ الْمُعَاشِرُ أَيْنَ الْمُذِلُّ وَ الْمُفَاخِرُ أَيْنَ الْمُعِزُّ وَ الْمُكَاثِرُ عَثَرَتْ بِهِمْ وَ اللَّهِ الْجُدُودُ الْعَوَاثِرُ وَ بَتَرَتْ أَعْمَارَهُمْ الْحَادِثَاتُ الْبَوَاتِرُ وَ خَلَتْ مِنْ أَشْبَاحِهِمْ الْمَشَاهِدُ وَ الْمَحَاضِرُ وَ عُدِمَتْ مِنْ أَجْسَادِهِمْ تِلْكَ الْجَوَاهِرُ وَ اخْتَطَفَتْهُمْ مِنَ الْمَنُونِ عُقْبَانٌ كَوَاسِرُ وَ ابْتَلَعَتْهُمُ الْحُفَرُ وَ الْمَقَابِرُ إِلَى يَوْمِ تُبْلَى السَّرائِرُ وَ تُكْشَفُ الضَّمَائِرُ وَ تُظْهَرُ الذَّخَائِرُ وَ تُهْتَكُ السَّوَاتِرُ فَلَوْ كَشَفْتُمْ عَنْهُمْ أَغْطِيَةَ الْأَجْدَاثِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ لَرَأَيْتُمُ الْأَحْدَاقَ عَلَى الْخُدُودِ سَائِلَةً وَ الْأَلْوَانَ مِنْ ضِيقِ اللُّحُودِ حَائِلَةً يُنْكِرُهَا مَنْ كَانَ لَهَا عَارِفاً وَ يَنْفُرُ عَنْهَا مَنْ لَمْ يَزَلْ بِهَا آلِفاً قَدْ رَقَدُوا فِي مَضَاجِعَ هُمْ فِيهَا دَاخِرُونَ وَ خَمَدُوا فِي مَصَارِعَ يُفْضِي إِلَيْهَا الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ اعْلَمُوا أَنَّمَا بَنَيْتُمْ فَلِلْخَرَابِ وَ مَا وَلَدْتُمْ فَلِلتُّرَابِ وَ مَا جَمَعْتُمْ فَلِلذَّهَابِ وَ مَا عَمِلْتُمْ فَفِي الْكِتَابِ مُدَّخَرٌ لِيَوْمِ الْحِسَابِ فَسَمْعاً يَا بَنِي الْأَمْوَاتِ لِدَاعِي آبَائِكُمْ سَمْعاً وَ قَطْعاً لِبَقَاءِ رَجَائِكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا قَطْعاً أُسْوَةَ مَنْ كَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ
الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَ أَكْثَرُ جَمْعاً وَ اعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ وَ ثَنَّى بِمَلَائِكَةِ قُدْسِهِ وَ أَبَّهَ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ جِنِّهِ وَ إِنْسِهِ فَقَالَ تَنْبِيهاً لَكُمْ وَ تَعْلِيماً وَ تَشْرِيفاً لِنَبِيِّهِ وَ تَعْظِيماً إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا تَقَعْقَعَتْ فِي الْخَضْرَاءِ قَابَّةٌ وَ مَا سَعَتْ عَلَى الْغَبْرَاءِ دَابَّةٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا حَرَّكَتِ الشِّمَالُ لِنَخْلِ الدَّقِيقِ وَ مَا حَرَّكَتِ الشِّمَالُ النَّخْلَ الدَّقِيقَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْهَاشِمِيِّ الْعَرَبِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَدَنِيِّ السِّرَاجِ الْمُضِيءِ وَ الرَّسُولِ الرَّضِيِّ صَاحِبِ الْوَقَارِ وَ السَّكِينَةِ الْمَدْفُونِ بِالْمَدِينَةِ النَّذِيرِ الْمُؤَيَّدِ وَ الْبَشِيرِ الْمُسَدَّدِ وَ السَّيِّدِ الْمُمَجَّدِ أَبِي الْقَاسِمِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَخِيهِ وَ أَبِي بَنِيهِ السَّيِّدِ الْمُطَهَّرِ وَ الْإِمَامِ الْمُظَفَّرِ وَ الشُّجَاعِ الْغَضَنْفَرِ أَبِي شَبِيرٍ وَ شَبَّرَ وَ قَالِعِ بَابِ خَيْبَرَ الْأَنْزَعِ الْبَطِينِ وَ الْحَبْلِ الْمَتِينِ الْإِمَامِ الْوَصِيِّ وَ الْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ الْمَدْفُونِ بِالْغَرِيِّ لَيْثِ بَنِي غَالِبٍ وَ النَّجْمِ الثَّاقِبِ خَلِيفَةِ نَبِيِّكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى السَّيِّدَةِ الْجَلِيلَةِ وَ الْكَرِيمَةِ الْجَمِيلَةِ وَ الْفَضِيلَةِ النَّبِيلَةِ ذَاتِ الْمُدَّةِ الْقَلِيلَةِ وَ الْأَحْزَانِ الطَّوِيلَةِ الْمَدْفُونَةِ سِرّاً الْمَجْهُولَةِ قَدْراً الْمَغْصُوبَةِ جَهْراً الْإِنْسِيَّةِ الْحَوْرَاءِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى السَّيِّدِ الْمُجْتَبَى وَ الْإِمَامِ الْمُرْتَجَى سِبْطِ الْمُصْطَفَى وَ ابْنِ الْمُرْتَضَى الشَّفِيعِ ابْنِ الشَّفِيعِ الْمَقْتُولِ بِالسَّمِّ النَّقِيعِ الْمَدْفُونِ فِي أَرْضِ الْبَقِيعِ صَاحِبِ الْجُودِ وَ الْمِنَنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى السَّيِّدِ الزَّاهِدِ وَ الْإِمَامِ الْعَابِدِ الرَّاكِعِ السَّاجِدِ قَتِيلِ الْكَافِرِ الْجَاحِدِ صَاحِبِ الْمِحْنَةِ وَ الْبَلَاءِ الْمَدْفُونِ [بِأَرْضِ كَرْبَلَاءَ] بِكَرْبَلَاءَ مَوْلَى الثَّقَلَيْنِ وَ زَكِيِّ الْعُنْصُرَيْنِ الْإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى أَبِي