کتابخانه روایات شیعه
أوهى لك أو أن تقبح خصالك و خلالك إذا زمن المعصية خلا لك أ ما لك لا تركب نهج الاستقامة أما لك و هوى نفسك المردي عن الحق أما لك فأنت حي لكن وزرك أبلى لك و مريض لكن لا يرى إبلالك فأفعالك القبيحة في حشرك أفعى لك و أعمالك غير الصحيحة في قيامتك أعمى لك فوضع أثقالك بالتوبة أثقى لك و صدق أقوالك في الحق أقوى لك و ترقيع أسمالك بالقناعة أسمى لك و إن أزلت جهلك و ضلالك اتكأت على الأرائك و كان العرش ظلالك و لقد أزاح سبحانه عذرك و إعلالك و أسبغ عليك نعمه و أعلى لك فكم من دليل على الهدى أدلى لك يريد جل جلاله إدلالك و اعلم أنه للأعمال كتاب و للأقوال و الأفعال كتاب و عليها الحساب الذي يقصر عنه الحساب فاتق الله في الشدة و الرخاء و احمده في الزعزع و الرخاء
قدم لأخراك و اعلم أن المقام يسير
و المرء في كل يوم إلى الحمام يسير
و أستغفر الله لي و لكم و لكافة المؤمنين إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
و من كلام الشيخ الواعظ عبد الرحمن بن الجوزي في التجنيس
أيها الناس أين من كانت الألسن تهذي بهم لتهذيبهم أين القوم الكرام الذين لصبيبهم وصبي بهم أين الذين لا يطفي لهيبهم ولهي بهم فهم إلى الأجداث قد أسري بهم و أسري بهم و قد أمسوا على تدريبهم لا تدري بهم و أقام قيامتهم منادي الرحيل لتغريبهم لتُغْرِيَ بهم فأصبحوا وحدانا في القبور لا أنيس لغريبهم أين أهل الوداد الصافي في التصافي أين الملوك ذَوُو الصوافي و اللذات الصوافي أين المستخرجون لجواهر حكم الأصداف تبكي عليهم الأصداء في سائر الأصداف و مكا في منازلهم المكافي و ما لهم من مُكَافِي أين أرباب الأَرَائك
و الدَّرائك و من سَجَا في سَجافٍ أين الذين مدحتْهم الشعراء صار ذكرهم القوى في القوافي لقد نادى الموت أهل العوالي و القصور العوالي الطوافي تأهبوا لقدومي فكم من عزيز طوى في طوافي رحل ذو المال و ما أوصا في تفريق كدر أوصافي و لقي في قبره أمرا مرا لا تبلغه أوصافي ذاقوا طعم الآمال فانتزع في أفواههم يوم المآل و عاد الخوى في الخوافي تزلزل ود حياتهم و كان التوى [و كان الثوى في الثوافي] في التوافي انقطعت آمالهم و صار كل المنى في رفع المنافي عوى في ديارهم العوافي ذئب السقام لتكدير العوافي قد هتك الموت حجاب حريمهم و لم يبق بون بين الفقير و الغني ذو الإجداء في منازل الأجداف آلت قبورهم إلى الخراب أولا فلا تدري أ هذا قبر المولى أو لا و لا من منع أو أولى فهم سوى في السوافي كم أعرضوا عن نصيح و رفضوا ما تلا في التلافي و كم ندموا على ضياع زمانهم الذي خلا في خلاف رأيت عاصيهم و قد أعرض عني و التجأ في التجافي أ ما أخبرتهم بوصف النار و أنها نزاعة للشوى في الشوافي إذا شاهدها الكافر قال يا ليتني مت قبل هذا إذ لم أسع في إسعافي و اعتبر بحالهم فإنه يكف كف الهوى و كفى به الكافي الكافي.
" خطبة للكفعمي إبراهيم بن علي الجبعي
وفقه الله لمراضيه و جعل يومه خيرا من ماضيه قد تخلصت من الشونيز و ضاهت الذهب الإبريز بردها غير معلم و لفظها غير معجم فعل و انهل من سواعها و لذذ سمعك بسماعها و هي الحمد لله مالك الممالك و ممهد المسالك وسع كل أحد عطاه و دمر كل مارد لأواه أحمده حمدا عدد أرواح الأملاك و هطل الركام و الركاك أرسل محمدا صلى الله عليه و آله أكرم الرسل و أسعدهم و أسمحهم
و أحمدهم لأمة سددها و علوم أطلها و أصول مهدها و أحكام أكدها و آصار طردها أرسل له السلام و الصلاة و رحم آله الهداة عدد أمطار السماء و مداد كلام العلماء اعملوا حرسكم الله عمل الطاعة و أصلحوا أحوالكم لحلول [لأمور] الساعة ألا هل مدكر للرمس و سؤاله و الرمد و محاله ما للمدامع راكده و للمطامع وارده ما لهمم الحكماء سامده و لآره العلماء هامده ما للأرواح مارده و للكرام حارده ما للأمة حاسده و للحطام راصده و للهو حامده و للعدو مساعده و لعساكر الصلاح طارده و للمم عامده لا همة لكم إلا إعداد الدرهم و إرصاد الأحمر و الأدهم هلك و الله الحامل و المحمول و عدم الآكل و المأكول و اصطلم الحسالة و الملوك و الحد الممول و الصعلوك أمر الله أرحلهم و مرود الحمام أكحلهم هو و الله الهادم لآطامهم الصارم لأرحامهم الكاسر لأعلامهم السادر لأوهامهم المهلك للملوك الأكاسر حكام الأمصار و الدساكر و أهل الموارد و المصادر و أولو [أولي] العدد و العساكر وردوا كئوس الحمام و أمسوا مأكلا للدود و الهوام علام عدم ارعوائكم علام و إلام إصراركم إلام لا كالم لكم إلا الكدح الطالح و لا راحم إلا العمل الصالح طال الأمل [الأمد] و ما ألأمك و أرمس أهلك و ما أسأمك و صار لحمهم مأكلا للسامة و الهامة و مصارعهم مردعة للحامة و العامة و الصراط لا سالك لوعره إلا عالم عامل أو صالح كامل و وارد الساهرة إما ورع و لا أراك و إما عاص و عساك للعرامة ما أسعاك و للسلامة ما أرماك أرداك و ما أدراك سوء الإدراك و أهواك و ما أهواك و أوهاك درك السعر
هواك معالم عمرك مطموسة و مكاره إصرك محروسة أهلكك إصر لمحارمك أحل و دمرك أمر لصارمك أكل أعدم راحمك هول الاطلاع و أمر مطاعمك لَأْوَاءِ الإِهْطَاعِ و حرر أصارك المحصورة المسلك و أسمدك العمل الصالح لا أم لك و ركد هواك و حلك رواؤك و أهلك سطاؤك و طول طوائك و مالك أسعر الصلاء لمهمل الصلاة و دمر المدرع حلة المعاصاة لما للحطمة آل له مآل رحم الله امرأ كدح لصلاحه و عصا للهوه و طماحه و مدحه سؤاله لسماحه ألا و أحلى الكلم و أسماه و أصلحه و أعلاه كلام الله ثم اقرأ التوحيد
" خطبة أخرى له عفا الله تعالى عنه
تحتوي على ست عشرة خطبة و سيأتي شرح ذلك في آخرها إن شاء الله تعالى
الشكر لرب غمرت رحمته و جرت على سائر البرية إرادته الحمد لمالك عمت نعمته و مضت على جميع الخليقة مشيته براء مخترعا لصور بريته و أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بقدرته خلق مبتدعا لأشكال خليقته و بعث اللواقح متبددة بحكمته و أجرى الأنهار و قطر الأمطار و تكرم على المراقبين بدار القرار و مد الجداول روبل الغمام و أنعم على المطيعين بجنة السلام و أفرشهم رفارف الفردوس في الحشر و أرقاهم على درجات الرفعة و الأجر و أوطأهم بسط الجنة في الحساب و أعلاهم على منازل العلو و الثواب اعترف بربوبية الكريم المتكبر و اغترف من بحر الرزاق المدبر أشهد بإلهية الجواد المتعالي و أستقي من يم الوهاب الوالي و أقر برسالة الرسول المختار إقرارا يحرسنا من سعير النار و أجزم بنبوة النبي المنتجب جزما يحفظنا من وقدات اللهب و يرقم أسفار المقر به و دفاتره و يطهر من الجرائم نهار الآخرة و يدون كتب الشاهد به و صحائفه و يقدس من الذنوب يوم الآزفة كرم الرقيب لروحه و تربته و أردفه بربيونه و سراة عترته عظم الحفيظ لنفسه و لحده و أتبعه بجماعته و سادات ولده تكريما راتبا على كرور الأعصار و مستمرا في جميع القرى و الأمصار تعظيما داببا على تعاقب الأزمان و دائما في جميع الأصقاع و البلدان و اعرفوا أن الرمد لا يترك ديارا و لا يعمر ديرا و لا يرم ديارا و اعلموا أن الموت لا يبقي أحدا و لا يبني صومعة و لا يصلح بلدا ما قارعه قاهر جبار إلا و قرع و لا صارعه عسكر جرار إلا و صرع ما ساهمه عزيز متسلط إلا و سهم و لا خاصمه جيش لجب إلا و خصم
فمن تحرى رشدا فلا شر و لا ضرر و من تردى في الرد فليترشح لسقر فمن تعمد صوابا فلا سوء و لا عقاب و من هوى في العصيان فليتهيأ للعذاب يستصرخ فلا ينصر و في النار يُجَرْجَرُ وَ يُصَغَّرُ وَ لَا يُحْبَرُ وَ بِجَرَائِمِهِ يُدَمَّرُ يستغيث فلا يغاث و في جهنم يُسحَبُ و يذل و لا يجذل و بذنوبه يشجب سييسر في الحشر للعسرى لا لليسرى وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى سيهيأ في القيامة لجهنمها لا لمأواها و لا تحمل حاملة حمل سواها فو رب المدبرات السفرة الكرام و المراكب الجاريات في البحر كالآرام فو مالك الملائكة الكتبة العظام و السفن السالكة في اليم كالأعلام و مصور الأنورين السراج و القمر و بارئ الأغزرين البحر و المطر و منشئ الأضوءين الشمس و الهلال و خالق الأجودين اليم و الهطال لتردن قريبا عرصة الساهرة و السرائر متبرطمة مكفهرة باسرة لتبلغن وشيكا موقف الحساب و الوجوه مغضبة عابسة ذات أقطاب فالأبرار في فرحة و روح و أجر و الفجار في تثريب و بوار و خسر فالمتقون في بهجة و حياة و ثواب و الفاسقون في توبيخ و هلاك و تَباب فبشرى للشارب من نهر القرآن و تَبارا للمتسربل سرابيل قطران فطوبى للناهل من حوض الكتاب و هلاكا للمتقمص قمص نحاس مذاب و من مرسل أمطار صبير الركام و ناشر رفات متناثر الرمام و من باعث غيوث مبيض الغمام و محيي فتات بالي العظام نرجو أن يحرسنا من الدحر و الجور و يجير أرواحنا من الجور بعد الكور نؤمل أن يحفظنا من الإبعاد و الفساد و يعيذ نفوسنا من النقصان بعد الازدياد إنه رقيب خبير و بالرجاء جدير و هو المقتدر الوارث البر النصير و إنه حفيظ عليم و بالأمل قمين و هو المقيت الباقي العطوف المعين