کتابخانه روایات شیعه
الشَّيْخُ أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي عُدَّتِهِ
فهذه ستون قولا غير ما تقدم في كتابنا هذا من الأدعية التي روي أن فيها الاسم الأعظم كدعاء الجوشن و دعاء المشلول و دعاء المجير و دعاء الصحيفة و غير ذلك.
تتمة
ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابِ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ فِيهِ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ اسْمَهُ الْأَعْظَمَ ثَلَاثَةً وَ سَبْعِينَ حَرْفاً فَأَعْطَى آدَمَ ع خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ حَرْفاً وَ أَعْطَى نُوحاً ع خَمْسَةَ عَشَرَ وَ إِبْرَاهِيمَ ع ثَمَانِيَةً وَ مُوسَى ع أَرْبَعَةً وَ عِيسَى ع حَرْفَيْنِ فَكَانَ بِهِمَا يُحْيِي الْمَوْتَى وَ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أَعْطَى مُحَمَّداً ص اثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ حَرْفاً وَ اسْتَأْثَرَ سُبْحَانَهُ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ.
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ أَحَدِهِمْ ع أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ آصَفَ ع حَرْفٌ وَاحِدٌ مِنَ الِاسْمِ الْأَعْظَمِ وَ بِهِ أَتَى عَرْشَ بِلْقِيسَ قَبْلَ ارْتِدَادِ الطَّرْفِ وَ عِنْدَنَا نَحْنُ مِنَ الِاسْمِ الْأَعْظَمِ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً وَ حَرْفٌ اسْتَأْثَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ.
وَ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ عَنِ الصَّادِقِ ع مَا مُلَخَّصُهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ أَسْمَاءَهُ أَرْبَعَةَ أَجْزَاءٍ أَظْهَرَ مِنْهَا ثَلَاثَةً لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إِلَيْهَا وَ حَجَبَ مِنْهَا الِاسْمَ الْأَعْظَمَ الْمَكْنُونَ الْمَخْزُونَ وَ جَعَلَ لِكُلِّ اسْمٍ مِنَ الْأَسْمَاءِ الظَّاهِرَةِ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ وَ لِكُلِّ رُكْنٍ ثَلَاثِينَ اسْماً فَالْأَرْكَانُ اثْنَا عَشَرَ وَ الْأَسْمَاءُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ اسْماً مِثْلَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ الْمُنْشِئُ الْبَدِيعُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وَ هَكَذَا حَتَّى تُتِمَّ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّينَ اسْماً.
وَ عَنِ الرِّضَا ع أَنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ اسْماً يُدْعَى بِهَا وَ أَوَّلُ مَا اخْتَارَ مِنْهَا الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لِأَنَّهُ أَعْلَى الْأَشْيَاءِ وَ أَعْظَمُهَا
الفصل الثاني و الثلاثون في الأسماء الحسنى و شرحها و بعض خواصها
فنقول
أما الأسماء الحسنى
فسنورد بثلاث عبارات.
[على ما ذكرها الشيخ أبو العباس أحمد بن فهد]
الْأُولَى مَا ذَكَرَهَا الشَّيْخُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي عُدَّتِهِ أَنَّ الرِّضَا ع رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْماً مَنْ دَعَا بِهَا اسْتُجِيبَ لَهُ وَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ هِيَ
اللَّهُ الْواحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْأَوَّلُ الْآخِرُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الْقادِرُ] الْقَدِيرُ الْقاهِرُ الْعَلِيُ الْأَعْلَى الْبَاقِي الْبَدِيعُ الْبارِئُ الْأَكْرَمُ الظَّاهِرُ الْباطِنُ الْحَيُ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ الْحَفِيظُ الْحَقِ الْحَسِيبُ الْحَمِيدُ الْخَفِيُّ الرَّبُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الذَّارِئُ الرَّزَّاقُ الرَّقِيبُ الرَّءُوفُ الرَّائِي السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ السَّيِّدُ السُّبُّوحُ الشَّهِيدُ الصَّادِقُ الصَّانِعُ الطَّاهِرُ الْعَدْلُ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ الْغَنِيُ الْغِيَاثُ الْفَاطِرُ الْفَرْدُ الْفَتَّاحُ الْفَالِقُ الْقَدِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ الْقَوِيُ الْقَرِيبُ الْقَيُّومُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْقَاضِي الْمَجِيدُ الْوَلِيُ الْمَنَّانُ الْمُحِيطُ الْمُبِينُ الْمُقِيتُ الْمُصَوِّرُ الْكَرِيمُ الْكَبِيرُ الْكَافِي كَاشِفُ الضُّرِّ الْوِتْرُ النُّورُ الْوَهَّابُ النَّاصِرُ الْوَاسِعُ الْوَدُودُ الْهَادِي الْوَفِيُ الْوَكِيلُ الْوَارِثُ الْبَرُّ الْبَاعِثُ التَّوَّابُ الْجَلِيلُ الْجَوَادُ الْخَبِيرُ الْخالِقُ خَيْرُ النَّاصِرِينَ الدَّيَّانُ الشَّكُورُ الْعَظِيمُ اللَّطِيفُ الشَّافِي.
[على ما ذكرها الشهيد الأول]
الثَّانِيَةُ مَا ذَكَرَهَا الشَّهِيدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْعَامِلِيُّ قَدَّسَ اللَّهِ سِرَّهُ فِي قَوَاعِدِهِ وَ هِيَ اللَّهُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ الْغَفَّارُ الْوَهَّابُ الرَّازِقُ الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ الْحَفِيظُ الْجَلِيلُ الرَّقِيبُ الْمُجِيبُ الْحَكِيمُ الْمَجِيدُ الْبَاعِثُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْمَاجِدُ التَّوَّابُ الْمُنْتَقِمُ شَدِيدُ الْعِقابِ الْعَفُوُّ الرَّءُوفُ الْوَالِي الْغَنِيُ الْمُغَنِّي الْفَتَّاحُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْحَكِيمُ الْعَدْلُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الْغَفُورُ الشَّكُورُ الْمُقِيتُ الْحَسِيبُ الْوَاسِعُ الْوَدُودُ الشَّهِيدُ الْحَقُ الْوَكِيلُ الْقَوِيُ الْمَتِينُ الْوَلِيُ الْمُحْصِي الْوَاجِدُ الْواحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْقادِرُ الْمُقْتَدِرُ الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ الْأَوَّلُ الْآخِرُ الظَّاهِرُ الْباطِنُ الْبَرُّ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ الْمُقْسِطُ الْجَامِعُ الْمَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الْبَدِيعُ الْوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُورُ الْهَادِي الْبَاقِي قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ
فِي قَوَاعِدِهِ وَ وَرَدَ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ فِي الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى الرَّبُّ وَ الْمَوْلى وَ النَّصِيرُ وَ الْمُحِيطُ وَ الْفَاطِرُ وَ الْعَلَّامُ وَ الْكَافِي وَ ذُو الطَّوْلِ وَ ذُو الْمَعَارِجِ.
[على ما ذكرها فخر الدين محمد بن محاسن البادراي]
الثَّالِثَةُ مَا ذَكَرَهَا الشَّيْخُ فَخْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحَاسِنِ الْبَادَرَاي فِي جَوَاهِرِهِ وَ هِيَ اللَّهُ* الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ الْغَفَّارُ الْقَهَّارُ الْوَهَّابُ الرَّزَّاقُ [الرَّازِقُ] الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْحَكِيمُ الْعَدْلُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ الْغَفُورُ الشَّكُورُ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ الْحَفِيظُ الْمُقِيتُ الْحَسِيبُ الْجَلِيلُ الْكَرِيمُ الرَّقِيبُ الْمُجِيبُ الْوَاسِعُ الْحَكِيمُ الْوَدُودُ الْمَجِيدُ الْمَاجِدُ الْبَاعِثُ الشَّهِيدُ الْحَقُ الْوَكِيلُ الْقَوِيُ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ الْمُحْصِي الْمُبْدِئُ اْلْمُعِيدُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْواحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْقادِرُ الْمُقْتَدِرُ الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ الْأَوَّلُ الْآخِرُ الظَّاهِرُ الْباطِنُ الْوَالِي الْمُتَعَالِي الْبَرُّ التَّوَّابُ الْمُنْتَقِمُ الْعَفُوُّ الرَّءُوفُ مالِكُ الْمُلْكِ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ الْمُقْسِطُ الْجَامِعُ الْغَنِيُ الْمُغْنِي الْمَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الْهَادِي الْبَدِيعُ الْبَاقِي الْوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُورُ قَالَ الْبَادَرَايُ فِي جَوَاهِرِهِ فَهَذِهِ تِسْعَةٌ وَ تِسْعُونَ اسْماً رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي الْمَأْثُورِ
[شرح الأسماء الحسنى]
قال الكفعمي إبراهيم بن علي الجبعي أنعم الله عليه بمراضيه و جعل يومه خيرا من ماضيه و لما كانت كل واحدة من هذه العبارات الثلاث تزيد عن [صاحبتها] صاحبتيها بأسماء [و تنقص عنها بأسماء] أحببت أن أضع عبارة رابعة هي لأسماء العبارات الثلاث جامعة مع الإشارة إلى شرح كل اسم منها في هذا الكتاب من غير إيجاز و لا إطناب و أخذت ذلك من كتابنا الموسوم بالمقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى فنقول بعد الطلب من الله التوفيق و الهداية إلى سواء الطريق
اسم علم مفرد موضوع على ذات واجب الوجود تعالى شأنه و قال الغزالي الله اسم للموجود الحق الجامع لصفات الإلهية المنعوت بنعوت الربوبية المتفرد بالوجود الحقيقي فإن كل موجود سواه
غير مستحق للوجود بذاته و إنما استفاد الوجود منه تعالى و قيل [قال] الله اسم لمن هو الخالق لهذا العالم و المدبر له و قال الشهيد الله اسم للذات بجريان النعوت عليه و قيل هو اسم للذات مع جملة الصفات الإلهية فإذا قلنا الله تعالى فمعناه الذات الموصوف بالصفات الخاصة و هي صفات الكمال و نعوت الجلال قال رحمه الله و هذا المفهوم هو الذي نعبد و نوحد و ننزه عن الشريك و النظير و المثل و الند و الضد
[امتياز هذا الاسم على سائر الأسماء بأمور عشرة]
و اعلم أن هذا الاسم الشريف قد امتاز عن غيره من أسمائه الحسنى بأمور عشرة الأول و الثاني و الثالث أنه أشهر أسماء الله تعالى و أعلاها محلا في القرآن و أعلاها محلا في الدعاء الرابع و الخامس و السادس أنه جعل أمام سائر الأسماء و خصت به كلمة الإخلاص و وقعت به الشهادة السابع أنه علم على الذات المقدسة فلا يطلق على غيره حقيقة و لا مجازا قال سبحانه هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا أي هل أحدا يسمى الله و قيل سَمِيًّا أي مثلا و شبيها الثامن أن هذا الاسم الشريف دال على الذات المقدسة الموصوفة بجميع الكمالات حتى لا يشذ به شيء و باقي أسمائه لا تدل آحادها إلا على آحاد المعاني كالقادر على القدرة و العالم على العلم أو فعل منسوب إلى الذات مثل قوله [قولنا] الرحمن فإنه اسم للذات مع اعتبار الرحمة و كذا الرحيم و العليم و الخالق اسم الذات مع اعتبار وصف وجودي خارجي و القدوس اسم للذات مع وصف سلبي أعني التقديس الذي هو التطهير عن النقائص و الباقي اسم للذات مع نسبة و إضافة أعني البقاء و هو نسبة بين الوجود و الأزمنة إذ هو استمرار الوجود في الأزمنة في جانب المستقبل أي لا يوجد زمان من هذه الأزمنة المحققة و المقدرة إلا و وجوده مصاحب له و الأبدي هو المستمر الوجود في جميع الأزمنة و الباقي أعم منه و الأزلي هو الذي قارن وجوده جميع الأزمنة
الماضية المحققة و المقدرة و الزمان المحقق ما هو داخل في الوجود و المقدر ما ليس كذلك فهذه الاعتبارات تكاد تأتي على الأسماء الحسنى بحسب [اللفظ] الضبط التاسع أنه اسم غير صفة بخلاف سائر أسمائه تعالى فإنها تقع صفات أما أنه اسم غير صفة فلأنك تصفه و لا تصف به فتقول إله واحد و لا تقول شيء إله و أما وقوع ما عداه من أسمائه الحسنى تعالى صفات فلأنه يقال شيء قادر و عالم و حي إلى غير ذلك العاشر أن جميع أسمائه الحسنى يتسمى بهذا الاسم و لا يتسمى هو بشيء منها فلا يقال الله اسم من أسماء الصبور أو الرحيم أو الشكور و لكن يقال الصبور اسم من أسماء الله [و] إذا عرفت ذلك فاعلم أنه قد قيل إن هذا الاسم المقدس الاسم الأعظم و قد مر القول فيه في أول الفصل المتقدم آنفا
و رأيت في كتاب الدر المنتظم في السر الأعظم لمحمد بن طلحة صاحب كتاب السئول أن الجلالة تدل على التسعة و التسعين اسما لأنك إذا قسمتها في علم الحروف على قسمين كان كل قسم ثلاثة و ثلاثين فتضرب الثلاثة و الثلاثين في أحرفها بعد إسقاط المكرر و هي ثلاثة تكون عدد الأسماء الحسنى و أيضا إذا جمعت من الجلالة طرفيها و هما ستة و تقسمها على حروفها الأربعة يقوم لكل حرف واحد و نصف فتضربه في ما للجلالة من العدد و هو ستة و ستون تبلغ تسعة و تسعين عدد الأسماء الحسنى و رأيت في كتاب مشارق الأنوار و حقائق الأسرار للشيخ رجب بن محمد بن رجب [الحافظ] أن هذا الاسم المقدس أربعة أحرف اللَّهُ فإذا وقفت على الأشياء عرفت أنها منه و به و إليه و عنه فإذا أخذ منها الألف بقي لله و لله كل شيء فإذا أخذ اللام و ترك الألف بقي إله و هو إله كل شيء فإن أخذ الألف من إله بقي له و له كل شيء فإن أخذ من له اللام بقي هاء مضمومة هي هو فهو هو وحده لا شريك له و هو لفظ يوصل إلى ينبوع العزة و لفظ هو مركب من حرفين و الهاء أصل الواو
فهو حرف واحد يدل على الواحد الحق و الهاء أول المخارج و الواو آخرها هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الْبَاطِنُ وَ الظَّاهِرُ و لما كان هذا الاسم المقدس الأقدس أرفع أسماء الله تعالى شأنا و أعلاها مكانا خرجنا فيه بالإسهاب عن مناسبة الكتاب و الله الموفق للصواب
قال الشهيد ره هما اسمان للمبالغة من رحم و رحمان كغضبان من غضب و عليم من علم و الرحمة لغة رقة القلب و انعطاف يقتضي التفضل و الإحسان و منه الرحم لانعطافها على ما فيها و قال المرتضى ره ليست الرحمة عبارة عن رقة القلب و الشفقة إنما هي عبارة عن الفضل و الإنعام و ضروب الإحسان فعلى هذا يكون إطلاق لفظ الرحمة عليه تعالى حقيقة و على الأول مجازا و قال صاحب العدة أن رقيق القلب من الخلق يقال له رحيم لكثرة وجود الرحمة منه بسبب الرقة و أقلها الدعاء للمرحوم و التوجع له و ليست في حقه تعالى كذلك بل معناها إيجاد النعمة للمرحوم و كشف البلوى عنه و الحد الشامل أن تقول هي التخلص من أقسام الآفات و إرسال الخيرات إلى أرباب الحاجات قال و الرحمن الرحيم مشتقتان من الرحمة و هي النعمة و منه وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ و يقال للقرآن رحمة و للغيب رحمة أي نعمة و في كتاب الرسالة الواضحة للكفعمي عفا الله عنه أن الرحمن الرحيم من أبنية المبالغة إلا أن فعلان أبلغ من فعيل ثم هذه المبالغة قد توجد تارة باعتبار الكمية و أخرى باعتبار الكيفية فعلى الأول قيل يا رحمان الدنيا لأنه يعم المؤمن و الكافر و رحيم الآخرة لأنه يخص الرحمة بالمؤمنين لقوله تعالى وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً و على الثاني قيل يا رحمان الدنيا و الآخرة و رحيم الدنيا لأن النعم الأخروية كلها جسام و أما النعم الدنيوية فجليلة و حقيرة.
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع الرَّحْمَنُ اسْمٌ خَاصٌّ بِصِفَةٍ عَامَّةٍ وَ الرَّحِيمُ اسْمٌ عَامٌّ بِصِفَةٍ خَاصَّةٍ
و قال المرتضى الرحمن
تشترك فيه اللغة العربية و العبرانية و السريانية و الرحيم مختص بالعربية قال الطبرسي و إنما قدم الرحمن على الرحيم لأن الرحمن بمنزلة الاسم العلم من حيث لا يوصف به إلا الله تعالى و لهذا جمع سبحانه بينهما في قوله قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ فوجب لذلك تقديمه على الرحيم لأنه يطلق عليه لا على غيره و الرحيم يطلق عليه و على غيره
هو التام الملك الجامع لأصناف المملوكات أو المتصرف بالأمر و النهي في المأمورين أو الذي يستغني في ذاته و صفاته عن كل موجود و يحتاج إليه كل موجود في ذاته و صفاته و الملكوت ملك الله زيدت فيه التاء كما زيدت في رهبوت و رحموت من الرهبة و الرحمة
الطاهر من العيوب المنزه عن الأضداد و الأنداد و التقديس التطهير و منه قوله تعالى عن الملائكة وَ نُقَدِّسُ لَكَ أي ننسبك إلى الطهارة و سمي بيت المقدس بذلك لأنه المكان الذي يتطهر من الذنوب و قيل للجنة حظيرة القدس لأنها موضع الطهارة من الأدناس و الآفات التي تكون في الدنيا
معناه ذو السلامة أي سلم في ذاته عن كل عيب و في صفاته عن كل نقص و آفة تلحق المخلوقين و السلام مصدر وصف به تعالى للمبالغة و قيل معناه المسلم لأن السلامة تنال من قبله و قوله تعالى لَهُمْ دارُ السَّلامِ يجوز أن تكون مضافة إليه و يجوز أن يكون تعالى قد سمى الجنة سلاما لأن الصائر إليها يسلم من كل آفة
أي المصدق و الإيمان في اللغة التصديق و يحتمل في ذلك وجهان الأول أنه يصدق عباده وعده و يفي لهم بما ضمنه لهم الثاني أنه يصدق ظنون عباده المؤمنين و لا يخيب آمالهم قاله البادراي.
عَنِ الصَّادِقِ ع سُمِّيَ سُبْحَانَهُ مُؤْمِناً لِأَنَّهُ يُؤْمِنُ عَذَابَهُ مَنْ أَطَاعَهُ
و في الصحاح الله مؤمن لأنه أمن عباده ظلمه
هو القائم على خلقه بأعمالهم و آجالهم و أرزاقهم قال الشهيد ره و العزيزي.