کتابخانه روایات شیعه
قَلْبِي وَ صَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً وَ عَلَيْهِمَا شَفِيقاً اللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي وَ أَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي وَ احْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي اللَّهُمَّ وَ مَا مَسَّهُمَا مِنِّي مِنْ أَذًى أَوْ خَلَصَ إِلَيْهِمَا [لَهُمَا] عَنِّي مِنْ مَكْرُوهٍ أَوْ ضَاعَ قِبَلِي لَهُمَا مِنْ حَقٍّ فَاجْعَلْهُ حِطَّةً لِذُنُوبِهِمَا وَ عُلُوّاً فِي دَرَجَاتِهِمَا وَ زِيَادَةً فِي حَسَنَاتِهِمَا يَا مُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ بِأَضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ اللَّهُمَّ وَ مَا تَعَدَّيَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ أَسْرَفَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ فِعْلٍ أَوْ ضَيَّعَاهُ لِي مِنْ حَقٍّ أَوْ قَصَّرَا بِي عَنْهُ مِنْ وَاجِبٍ فَقَدْ وَهَبْتَهُ لَهُمَا وَ جُدْتَ بِهِ عَلَيْهِمَا وَ رَغِبْتُ إِلَيْكَ فِي وَضْعِ تَبِعَتِهِ عَنْهُمَا فَإِنِّي لَا أَتَّهِمُهُمَا عَلَى نَفْسِي وَ لَا أَسْتَبْطِئُهُمَا فِي بِرِّيِ وَ لَا أَكْرَهُ مَا تَوَلَّيَاهُ مِنْ أَمْرِي يَا رَبِّ فَهُمَا أَوْجَبُ حَقّاً عَلَيَّ وَ أَقْدَمُ إِحْسَاناً إِلَيَّ وَ أَعْظَمُ مِنْهُ لَدَيَّ مِنْ أَنْ أُقَاصَّهُمَا بِعَدْلٍ أَوْ أُجَازِيَهُمَا عَلَى مِثْلٍ أَيْنَ إِذاً يَا إِلَهِي طُولُ شُغْلِهِمَا بِتَرْبِيَتِي وَ أَيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِمَا فِي حِرِاسَتِي وَ أَيْنَ إِقْتَارُهُمَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا لِلتَّوْسِعَةِ عَلَيَّ هَيْهَاتَ مَا يَسْتَوْفِيَانِ مِنِّي حَقَّهُمَا وَ لَا أُدْرِكُ مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَهُمَا وَ لَا أَنَا بِقَاضٍ وَظِيفَةَ خِدْمَتِهِمَا فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعِنِّي يَا خَيْرَ مَنِ اسْتُعِينَ بِهِ وَ وَفِّقْنِي يَا أَهْدَى مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ وَ لَا تَجْعَلْنِي فِي أَهْلِ الْعُقُوقِ لِلْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ يَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ وَ اخْصُصْ أَبَوَيَّ بِأَفْضَلِ مَا خَصَصْتَ بِهِ آبَاءَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَ أُمَّهَاتِهِمْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ لَا تُنْسِنِي ذِكْرَهُمَا فِي أَدْبَارِ صَلَوَاتِي وَ فِي كُلِّ آنٍ مِنْ آنَاءِ لَيْلِي وَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ نَهَارِي اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اغْفِرْ لِي بِدُعَائِي لَهُمَا وَ اغْفِرْ لَهُمَا بِبِرِّهِمَا بِي مَغْفِرَةً حَتْماً وَ ارْضَ عَنْهُمَا بِشَفَاعَتِي لَهُمَا رِضًا عَزْماً وَ بَلِّغْهُمَا بِالْكَرَامَةِ مَوَاطِنَ السَّلَامَةِ اللَّهُمَّ وَ إِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لَهُمَا فَشَفِّعْهُمَا فِيَّ وَ إِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لِي فَشَفِّعْنِي فِيهِمَا حَتَّى نَجْتَمِعَ بِرَأْفَتِكَ فِي دَارِ كَرَامَتِكَ وَ مَحَلِّ مَغْفِرَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَ الْمَنِّ الْقَدِيمِ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
و أما الولد
فنذكر أولا من الأذكار مما يكثر به النسل و يعزز به الولد فمن ذلك صلاة الحبل و هي ركعتان بعد الجمعة تطيل فيهما الركوع و السجود.
ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ زَكَرِيَّا إِذْ قَالَ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ اللَّهُمَّ هَبْ لِي ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ اسْتَحْلَلْتُهَا وَ فِي أَمَانَتِكَ أَخَذْتُهَا فَإِنْ قَضَيْتَ فِي رَحِمِهَا وَلَداً فَاجْعَلْهُ غُلَاماً مُبَارَكاً زَكِيّاً وَ لَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيباً وَ لَا شِرْكاً.
وَ فِي كِتَابِ الْمُهَذَّبِ الْبَارِعِ لِأَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ طَابَ ثَرَاهُ أَنَّ زَيْنَ الْعَابِدِينَ ع قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ قُلْ فِي طَلَبِ الْوَلَدِ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي فِي حَيَاتِي وَ يَسْتَغْفِرُ لِي بَعْدَ وَفَاتِي وَ اجْعَلْهُ خَلْقاً سَوِيّاً وَ لَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيباً اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ سَبْعِينَ مَرَّةً فَإِنَّهُ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ رَزَقَهُ اللَّهُ مَا يَتَمَنَّى مِنْ مَالٍ وَ وَلَدٍ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً .
وَ فِي كِتَابِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ لِلشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ أَبِي نَصْرِ بْنِ الشَّيْخِ أَمِينِ الدِّينِ أَبِي عَلِيٍّ الْفَضْلِ الطَّبْرِسِيِ لِطَلَبِ الْوَلَدِ عَنِ [الصَّادِقِ] الْبَاقِرِ ع يُقَالُ فِي الصَّبَاحِ وَ الْمَسَاءِ سُبْحَانَ اللَّهِ سَبْعِينَ مَرَّةً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَشْراً سُبْحَانَ اللَّهِ تِسْعاً ثُمَّ تَقُولُ فِي الْعَاشِرَةِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً .
وَ فِيهِ أَيْضاً أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى الصَّادِقِ ع كَثْرَةَ الْبَنَاتِ فَقَالَ ع إِذَا أَرَدْتَ الْمُوَاقَعَةِ فَضَعْ يُمْنَاكَ عَلَى يَمِينِ سُرَّةِ الْمَرْأَةِ وَ اقْرَأِ الْقَدْرَ سَبْعاً فَإِذَا تَبَيَّنَتِ الْحَمْلَ هِيَ فَانْقَلَبَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى يَمْنَةِ سُرَّتِهَا وَ اقْرَأِ الْقَدْرَ أَيْضاً سَبْعاً فَفَعَلَ ذَلِكَ فَوُلِدَ لَهُ سَبْعَةُ
ذُكُورٍ عَلَى رَأْسٍ وَ قَدْ فَعَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَ رُزِقُوا ذُكُوراً.
وَ ذَكَرَ الطَّبْرِسِيُّ فِي تَفْسِيرَيْهِ جَوَامِعِهِ وَ مَجْمَعِهِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ هُودٍ ع أَنَّ الْحَسَنَ ع وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا خَرَجَ تَبِعَهُ بَعْضُ حُجَّابِهِ فَقَالَ إِنِّي رَجُلٌ ذُو مَالٍ وَ لَا يُولَدُ لِي فَعَلِّمْنِي شَيْئاً لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَداً فَقَالَ ع عَلَيْكَ بِالاسْتِغْفَارِ فَكَانَ يُكْثِرُ مِنْهُ حَتَّى رُبَّمَا اسْتَغْفَرَ فِي الْيَوْمِ سَبْعَمِائَةِ مَرَّةٍ فَوُلِدَ لَهُ عَشَرَةُ بَنِينَ فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ هَلَّا سَأَلْتَهُ مِمَّ كَانَ ذَلِكَ فَوَفَدَ الْحَسَنُ ع وَفْدَةً أُخْرَى فَسَأَلَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ ع أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ هُودٍ ع وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَ فِي قِصَّةِ نُوحٍ وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ
وَ ذَكَرَ الشَّهِيدُ ره فِي دُرُوسِهِ أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى أَبِي الْحَسَنِ ع قِلَّةَ الْوَلَدِ فَقَالَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ كُلِ الْبَيْضَ بِلَا مقل [بِالْبَصَلِ].
وَ رُوِيَ لِلنَّسْلِ اللَّحْمُ وَ الْبَيْضُ.
وَ فِي الصَّحِيفَةِ السَّجَّادِيَّةِ أَنَّهُ كَانَ مِنْ دُعَاءِ السَّجَّادِ ع لِوُلْدِهِ اللَّهُمَّ وَ مُنَّ عَلَيَّ بِبَقَاءِ وُلْدِي وَ بِإِصْلَاحِهِمْ لِي وَ بِإِمْتَاعِي بِهِمْ إِلَهِي امْدُدْ لِي فِي أَعْمَارِهِمْ وَ زِدْ لِي فِي آجَالِهِمْ وَ رَبِّ لِي صَغِيرَهُمْ وَ قَوِّ لِي ضَعِيفَهُمْ وَ أَصِحَّ لِي أَبْدَانَهُمْ وَ أَدْيَانَهُمْ وَ أَخْلَاقَهُمْ وَ عَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَ فِي جَوَارِحِهِمْ وَ فِي كُلِّ مَا عُنِيتُ بِهِ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ أَدْرِرْ لِي وَ عَلَى يَدَيَّ أَرْزَاقَهُمْ وَ اجْعَلْهُمْ أَبْرَاراً أَتْقِيَاءَ بُصَرَاءَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ لَكَ وَ لِأَوْلِيَائِكَ مُحِبِّينَ مُنَاصِحِينَ وَ لِجَمِيعِ أَعْدَائِكَ مُعَانِدِينَ وَ مُبْغِضِينَ آمِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ بِهِمْ عَضُدِي وَ أَقِمْ بِهِمْ أَوَدِي وَ كَثِّرْ بِهِمْ عَدَدِي وَ زَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَرِي وَ أَحْيِ بِهِمْ ذِكْرِي وَ احْفَظْنِي [وَ اكْفِنِي] بِهِمْ فِي غَيْبَتِي وَ أَعِنِّي بِهِمْ عَلَى حَاجَتِي وَ اجْعَلْهُمْ لِي مُحِبِّينَ وَ عَلَيَّ حَدِبِينَ مُقْبِلِينَ مُسْتَقِيمِينَ لِي مُطِيعِينَ غَيْرَ عَاصِينَ وَ لَا عَاقِّينَ وَ لَا مُخَالِفِينَ وَ لَا خَاطِئِينَ وَ أَعِنِّي عَلَى تَرْبِيَتِهِمْ وَ تَأْدِيبِهِمْ وَ بِرِّهُمْ وَ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ [مِنْكَ] مَعَهُمْ أَوْلَاداً ذُكُوراً وَ اجْعَلْ ذَلِكَ خَيْراً لِي وَ اجْعَلْهُمْ لِي عَوْناً عَلَى مَا سَأَلْتُكَ وَ أَعِذْنِي وَ ذُرِّيَّتِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَإِنَّكَ خَلَقْتَنَا وَ أَمَرْتَنَا وَ نَهَيْتَنَا وَ رَغَّبْتَنَا فِي
ثَوَابِ مَا أَمَرْتَنَا وَ رَهَّبْتَنَا عِقَابَهُ وَ جَعَلْتَ لَنَا عَدُوّاً يَكِيدُنَا سَلَّطْتَهُ مِنَّا عَلَى مَا لَمْ تُسَلِّطْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ أَسْكَنْتَهُ صُدُورَنَا وَ أَجْرَيْتَهُ مَجَارِيَ دِمَائِنَا لَا يَغْفُلُ إِنْ غَفَلْنَا وَ لَا يَنْسَى إِنْ نَسِينَا يُؤْمِنُنَا عِقَابَكَ وَ يُخَوِّفُنَا بِغَيْرِكَ إِنْ هَمَمْنَا بِفَاحِشَةٍ شَجَّعَنَا عَلَيْهَا وَ إِنْ هَمَمْنَا بِعَمَلٍ صَالِحٍ ثَبَطَنَا عَنْهُ يَتَعَرَّضُ لَنَا بِالشَّهَوَاتِ وَ يَنْصِبُ لَنَا بِالشُّبُهَاتِ إِنْ وَعَدَنَا كَذَبَنَا وَ إِنْ مَنَّانَا أَخْلَفَنَا وَ إِنْ لَا تَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ يُضِلَّنَا وَ إِنْ لَا تَقِنَا خَبَالَهُ يَسْتَزِلَّنَا اللَّهُمَّ فَاقْهَرْ سُلْطَانَهُ عَنَّا بِسُلْطَانِكَ حَتَّى تَحْبِسَهُ عَنَّا بِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ لَكَ فَنُصْبِحَ مِنْ كَيْدِهِ فِي الْمَعْصُومِينَ بِكَ اللَّهُمَّ أَعْطِنِي كُلَّ سُؤْلِي وَ اقْضِ لِي حَوَائِجِي وَ لَا تَمْنَعْنِي الْإِجَابَةَ وَ قَدْ ضَمِنْتَهَا لِي وَ لَا تَحْجُبْ دُعَائِي عَنْكَ وَ قَدْ أَمَرْتَنِي بِهِ وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِكُلِّ مَا يُصْلِحُنِي فِي دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي مَا ذَكَرْتُ مِنْهُ وَ مَا نَسِيتُ أَوْ أَظْهَرْتُ أَوْ أَخْفَيْتُ أَوْ أَسْرَرْتُ أَوْ أَعْلَنْتُ وَ اجْعَلْنِي فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ بِسُؤَالِي إِيَّاكَ الْمُنْجَحِينَ بِالطَّلَبِ إِلَيْكَ غَيْرِ الْمَمْنُوعِينَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ الْمُعَوِّذِينَ بِالتَّعَوُّذِ بِكَ الرَّابِحِينَ فِي التِّجَارَةِ عَلَيْكَ الْمُجَازِينَ بِعِزِّكَ الْمُوسَعِ عَلَيْهِمُ الرِّزْقُ الْحَلَالُ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ الْمُعَزِّيْنَ مِنَ الذُّلِّ بِكَ وَ الْمُجَازِينَ مِنَ الظُّلْمِ بَعْدَ ذَلِكَ [بِعَدْلِكَ] وَ الْمُعَافَيْنَ مِنَ الْبَلَاءِ بِرَحْمَتِكَ وَ الْمُغَنِّينَ مِنَ الْفَقْرِ بِغِنَاكَ وَ الْمَعْصُومِينَ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الزَّلَلِ وَ الْخَطَايَا بِتَقْوَاكَ وَ الْمُوَفَّقِينَ لِلْخَيْرِ وَ الرُّشْدِ وَ الصَّوَابِ بِطَاعَتِكَ وَ الْمُحَالِ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الذُّنُوبِ بِقُدْرَتِكَ التَّارِكِينَ لِكُلِّ مَعْصِيَتِكَ السَّاكِنِينَ فِي جِوَارِكَ اللَّهُمَّ أَعْطِنَا جَمِيعَ ذَلِكَ بِتَوْفِيقِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ أَعِذْنَا مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ وَ أَعْطِ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مِثْلَ الَّذِي سَأَلْتُكَ لِنَفْسِي وَ لِوُلْدِي فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا وَ آجِلِ الْآخِرَةِ إِنَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ سَمِيعٌ عَلِيمٌ عَفُوُّ غَفُورٌ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ
و أما الجيران و الإخوان
فيستحب الدعاء لهم استحبابا
مؤكدا بظهر الغيب و قد ذكرنا شيئا من ثواب الدعاء للإخوان بظهر الغيب في الفصل الثاني عشر على الحاشية.
وَ فِي الصَّحِيفَةِ السَّجَّادِيَّةِ أَنَّهُ كَانَ مِنْ دُعَاءِ السَّجَّادِ ع لِجِيرَانِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَوَلَّنِي فِي جِيرَانِي وَ مَوَالِيَّ الْعَارِفِينَ بِحَقِّنَا وَ الْمُنَابِذِينَ لِأَعْدَائِنَا بِأَفْضَلِ وَلَايَتِكَ وَ وَفِّقْهُمْ لِإِقَامَةِ سُنَّتِكَ وَ الْأَخْذِ بِمَحَاسِنِ أَدَبِكَ فِي إِرْفَاقِ ضَعِيفِهِمْ وَ سَدِّ خَلَّتِهِمْ وَ عِيَادَةِ مَرِيضِهِمْ وَ هِدَايَةِ مُسْتَرْشِدِهِمْ وَ مُنَاصَحَةِ مُسْتَشِيرِهِمْ وَ تَعَهُّدِ قَادِمِهِمْ وَ كِتْمَانِ أَسْرَارِهِمْ وَ سَتْرِ عَوْرَاتِهِمْ وَ نُصْرَةِ مَظْلُومِهِمْ وَ حُسْنِ مُوَاسَاتِهِمْ بِالْمَاعُونِ وَ الْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِالْجِدَةِ وَ الْإِفْضَالِ وَ إِعْطَاءِ مَا يَجِبُ لَهُمْ قَبْلَ السُّؤَالِ وَ اجْعَلْنِي اللَّهُمَّ أَجْزِي بِالْإِحْسَانِ مُسِيئَهُمْ وَ أُعْرِضُ بِالتَّجَاوُزِ عَنْ ظَالِمِهِمْ [ظُلْمِهِمْ] وَ أَسْتَعْمِلُ حُسْنَ الظَّنِّ فِي كَافَّتِهِمْ وَ أَتَوَلَّى بِالْبِرِّ عَامَّتَهُمْ وَ أَغُضُّ بَصَرِي عَنْهُمْ عِفَّةً وَ أُلِينُ جَانِبِي لَهُمْ تَوَاضُعاً وَ أَرِقُّ عَلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ مِنْهُمْ رَحْمَةً وَ أُسِرُّ لَهُمْ بِالْغَيْبِ مَوَدَّةً وَ أُحِبُّ بَقَاءَ النِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ نُصْحاً وَ أُوْجِبُ لَهُمْ مَا أُوْجِبُ لِحَامَّتِي وَ أَرْعَى لَهُمْ مَا أَرْعَى لِخَاصَّتِي اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْزُقْنِي مِثْلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَ اجْعَلْ لِي أَوْفَى الْحُظُوظِ فِيمَا عِنْدَهُمْ وَ زِدْهُمْ بَصِيرَةً فِي حَقِّي وَ مَعْرِفَةً بِفَضْلِي حَتَّى يَسْعَدُوا بِي وَ أَسْعَدَ بِهِمْ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ
الفصل العشرون في أدعية الأرزاق
ذَكَرَ الطُّوسِيُّ ره فِي مُتَهَجِّدِهِ أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى الصَّادِقِ ع الْفَقْرَ فَأَمَرَهُ بِصِيَامِ [بِصَوْمِ] ثَلَاثَةٍ آخِرُهَا الْجُمُعَةُ فَإِذَا كَانَ فِي ضُحَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَلْيَزُرِ النَّبِيَّ ص مِنْ أَعْلَى سَطْحِهِ أَوْ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ بِحَيْثُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مَكَانَهُ ثُمَّ يَجْثُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَ يُفْضِ بِهِمَا إِلَى الْأَرْضِ وَ يَدَهُ الْيُمْنَى فَوْقَ الْيُسْرَى وَ يَقُولُ وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْقِبْلَةِ- اللَّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَ خَابَتِ الْآمَالُ إِلَّا فِيكَ يَا ثِقَةَ مَنْ لَا ثِقَةَ لَهُ لَا ثِقَةَ لِي غَيْرُكَ
وَ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ وَ يَقُولُ- يَا مُغِيثُ اجْعَلْ لِي رِزْقاً مِنْ فَضْلِكَ قَالَ فَلَنْ يَطْلُعَ نَهَارُ السَّبْتِ إِلَّا بِرِزْقٍ جَدِيدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
" قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ [سَعْدٍ] الْعَمْرِيُ وَ إِنْ لَمْ يَكُنِ الدَّاعِي بِالرِّزْقِ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَزُرِ النَّبِيَّ ص مِنْ عِنْدِ رَأْسِ الْإِمَامِ الَّذِي يَكُونُ فِي بَلَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي بَلَدِهِ إِمَامٌ فَلْيَزُرْ بَعْضَ الصَّالِحِينَ وَ يَبْرُزْ إِلَى الصَّحْرَاءِ وَ يَأْخُذْ فِيهَا عَلَى مَيَامِنِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مُنْجِحٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَ عَنِ الرِّضَا ع قُلْ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ عَقِيبَ [عِنْدَ] كُلِّ فَرِيضَةٍ- يَا مَنْ يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ وَ يَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حَاضِرٌ وَ جَوَابٌ عَتِيدٌ وَ لِكُلِّ صَامِتٍ مِنْكَ عِلْمٌ بَاطِنٌ مُحِيطٌ أَسْأَلُكَ بِمَوَاعِيدِكَ الصَّادِقَةِ وَ أَيَادِيكَ الْفَاضِلَةِ وَ رَحْمَتِكَ الْوَاسِعَةِ وَ سُلْطَانِكَ الْقَاهِرِ وَ مُلْكِكَ الدَّائِمِ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ يَا مَنْ لَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ الْمُطِيعِينَ وَ لَا يَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ الْعَاصِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَ أَعْطِنِي فِيمَا تَرْزُقُنِي [رَزَقْتَنِي] الْعَافِيَةَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وَ فِي الْمُتَهَجِّدِ يَقُولُ عَقِيبَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ لِطَلَبِ الرِّزْقِ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَ إِنَّمَا أَطْلُبُهُ بِخَطَرَاتٍ تَخْطُرُ عَلَى قَلْبِي فَأَجُولُ فِي طَلَبِهِ الْبُلْدَانَ فَأَنَا فِيمَا أَنَا طَالِبٌ كَالْحَيْرَانِ لَا أَدْرِي أَ فِي سَهْلٍ هُوَ أَمْ فِي جَبَلٍ أَمْ فِي أَرْضٍ أَمْ فِي سَمَاءٍ أَمْ فِي بَرٍّ أَمْ فِي بَحْرٍ وَ عَلَى يَدَيْ مَنْ وَ مِنْ قِبَلِ مَنْ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَ أَسْبَابَهُ بِيَدِكَ وَ أَنْتَ الَّذِي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ وَ تُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ يَا رَبِّ رِزْقَكَ لِي وَاسِعاً وَ مَطْلَبَهُ سَهْلًا وَ مَأْخَذَهُ قَرِيباً وَ لَا تُعَنِّنِي بِطَلَبِ مَا لَمْ تُقَدِّرْ لِي فِيهِ رِزْقاً فَإِنَّكَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِي وَ أَنَا فَقِيرٌ إِلَى رَحْمَتِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ جُدْ عَلَى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ.
وَ فِي الْعُدَّةِ الْفَهْدِيَّةِ
عَنِ الصَّادِقِ ع تَقُولُ لِطَلَبِ الرِّزْقِ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عَلَيْكَ عَظِيمٌ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِيَ الْعَمَلَ بِمَا عَلَّمْتَنِي مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّكَ وَ أَنْ تَبْسُطَ عَلَيَّ مَا حَظَرْتَ مِنْ رِزْقِكَ.
وَ فِي مُهَجِ ابْنِ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ مَنْ تَعَذَّرَ [تقدر] عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَ انْغَلَقَتْ عَلَيْهِ مَذَاهِبُ [أَبْوَابُ] الْمَطَالِبِ فِي مَعَاشِهِ ثُمَّ كَتَبَ هَذَا الْكَلَامَ فِي رَقِّ ظَبْيٍ أَوْ فِي قِطْعَةٍ مِنْ أَدَمٍ وَ عَلَّقَهُ عَلَيْهِ أَوْ جَعَلَهُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَلْبَسُهَا وَ لَمْ يُفَارِقْهُ وَسَّعَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ رِزْقَهُ وَ فَتَحَ لَهُ أَبْوَابَ الْمَطَالِبِ فِي مَعَاشِهِ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ هُوَ اللَّهُمَّ لَا طَاقَةَ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ بِالْجُهْدِ وَ لَا صَبْرَ لَهُ عَلَى الْبَلَاءِ وَ لَا قُوَّةَ لَهُ عَلَى الْفَقْرِ وَ الْفَاقَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَحْظُرْ عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ رِزْقَكَ وَ لَا تَقْتُرْ عَلَيْهِ سَعَةَ مَا عِنْدَكَ وَ لَا تَحْرِمْهُ فَضْلَكَ وَ لَا تَحْسِمْهُ مِنْ جَزِيلِ قِسْمِكَ وَ لَا تَكِلْهُ إِلَى خَلْقِكَ وَ لَا إِلَى نَفْسِهِ فَيَعْجِزَ عَنْهَا وَ يَضْعُفَ عَنِ الْقِيَامِ فِيمَا يُصْلِحُهُ وَ يُصْلِحُ مَا قِبَلَهُ بَلْ تَفَرَّدْ بِلَمِّ شَعْثِهِ وَ تَوَلَّ كِفَايَتَهُ وَ انْظُرْ إِلَيْهِ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ إِنَّكَ إِنْ وَكَلْتَهُ إِلَى خَلْقِكَ لَمْ يَنْفَعُوهُ وَ إِنْ أَلْجَأْتَهُ إِلَى أَقْرِبَائِهِ حَرَمُوهُ وَ إِنْ أَعْطَوْهُ أَعْطَوْا قَلِيلًا نَكِداً وَ إِنْ مَنَعُوهُ مَنَعُوا كَثِيراً وَ إِنْ بَخِلُوا فَهُمْ لِلْبُخْلِ أَهْلٌ اللَّهُمَّ أَغْنِ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ مِنْ فَضْلِكَ وَ لَا تُخْلِهِ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُضْطَرٌّ إِلَيْكَ فَقِيرٌ إِلَى مَا فِي يَدَيْكَ وَ أَنْتَ غَنِيٌّ عَنْهُ وَ أَنْتَ بِهِ خَبِيرُ عَلِيمٌ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ .