کتابخانه روایات شیعه
عليه و آله ما انسفحت الأمطار السواكب و انفسحت الآمال الكواسب أيها الناس إن داعي الموت قد حان و ناح و نذير الشيب قد حال و لاح فكم من شجاع باسلٍ قد ارتجم بما اجترم و أمسى من نشبه محروما و كم ذي درع سابل قد ارتغم بما اغترم فأصبح لعدوه مرحوما قد تمرمر عليه ما عذب عليه من مراضبه و حرج به ما رحب من مضاربه و نضبت سحائبه الحامية من مقاريه و نزلت قهرا أوزاره الهائمة عن مراقيه فاستوحش لاضمحلاله القريب و استأنس لاضمحلاله الرقيب قد زلزل الموت أقدام مواطيه و نشر مآتم مطاويه و ضيق أرجاء مساويه و قطع أسباب مراسيه و سد سبل مجاريه و جذ آمال مراجيه أرداه بما أذراه و لاواه بما أولاه محاسنه قد محاها من حماها و ما رثاها في ثراها قد بعد عن النوادي الدواني و صم عن المنادي المداني و شخص عن الموالي و العبيد و القريب و البعيد و انتقل من المداعاة إلى المعاداة و من المهاداة إلى المداهاة و من المتاحفة إلى المحاتفة و من المساعفة المعاسفة و من المكانفة إلى المناكفة و من المرافقة إلى المفارقة و من الملاصقة إلى المصالقة و من المصاحبة إلى المحاصبة و من شراب الرحيق إلى عذاب الحريق قد أدرجه رحيمه في أكناف أكفانه و بكاه حريمه مع أنواع أعوانه فباء بآثام المطامع و المطاعم و لم ينقذه الصديق المزامل و الملازم قد كان لدرج العصيان مستلما راقيا و لأساطير البهتان ملتمسا قاريا أهواه فخره بأحلافه و أوهاه هوى جوره و إلحافه فانقطعت آماله و اتصلت آلامه و رفضت أقسامه و فرضت أسقامه ألا و قد نادى الموت بإجرائه خيل المنايا بأرجائه و أفصح بأنبائه عما صنع بأبنائه أين من ذلل قطوف مجانيه لمناجيه و أسكن بحبوحة مغانيه لمناغيه أين من سها مساخطه لأضداده رائمة رامية و ظباة سيوفه في نحور أعدائه
دائمة دامية أين من فاق قسا في فصاحته و حصافته و شاء حاتما في سماحته و حماسته أين الشموس الشوارق و ذوو السهام الرواشق أين الأمم القواطن و العلماء النواطق أين أصحاب الصقور السوابق و القصور البواسق أين جابروا المفاقر و ضاربوا المفارق أين الملوك الذين لا ترامى و لا تمارى و لا تراقى و لا تقارى أضحت أعوانهم الساخرة خاسرة و كانوا لها يهادنون و أسودهم الخادرة داخرة و كانوا لها يداهنون فما عاش لهم شاع و لا عاد لهم داع فهجهج بعاص انفلت في مغابيه و جهجه بساه انفتل في مباغيه فبشرى لتقي عن الصغائر محجم راهب و من الكبائر مجحم هارب جاعلا و سادة رغاما و تاليا إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً فهو في الآخرة قطوفه دانية في مجلسه و نادية قد تضمخ بالغالية لا يسمع فيها لاغية و خسرا لشقي أذهبت العاجلة ما كانت الآخرة له جاعلة إن درت قصوره تلقها حسنة الترصيف و إن ردت أموره تلفها نحسة التصريف قادر لم يملك العدل في إنصافه راقد لم يكمل الخير في أصنافه همته في المحاشنة و المشاحنة و المغاضنة و المضاغنة و المعالنة بالملاعنة قد فارق المفروض و قارف المرفوض شهواته أجراها و ما أرجاها و هو شاته أسراها و ما أرساها إلا و منح الدنيا ليست راضية بل محن ضارية فمن ركب هواديها برك في دواهيها و من سرب في دواعيها رسب في عواديها فقصورها في تداع و أهلها في تعاد و ناسكها في جدال و ساكنها في جلاد فالرامق مارق و الصاحب حاصب و الباذل ذابل و الراحم حارم و المكالم ملاكم و الموالي ملاوي فلا تدع نفسك اللاغبة بالشهوة الغالبة مقرونة و همتك الراغبة بشمسك الغاربة مرقونة و لا تغترر بساحرات العقارب اللاسبة و حاسرات البراقع السالبة و احرز قصبات مقانب المناقب و امتط صهوات جنائب النجائب و خض إلى الخيرات بسابس السباسب و مل عن الشهوات مساكب المكاسب و اتق الله في أطوارك
و اسع بقدم الطاعة في أوطارك فإن سريت فالملازمة لمدحه في سائر الأوقات و إن رسيت فالمزاملة لحمده على جميع الأقوات ألا و أغرب ما ضوعه في وضعه الأديب و ارغب ما سطره في طرسه اللبيب كلام الرقيب القريب ثم تقرأ آية فيها وعظ.
" و له عفا الله عنه في علم الإيهام خطبة وجيزة في فنها عزيزة و جعلها في مدح سيد البرية و توريتها في السور القرآنية فكن لسورها قاريا و لمعارجها راقيا فعل و انهل من شرابها السكري و فكه نفسك بسجيعها السحري و هي الحمد لله الذي شرف النبي العربي بالسبع المثاني و خواتيم البقرة من بين الأنام و فضل آل عمران على الرجال و النساء بما وهب لهم من مائدة الأنعام و منحهم بأعراف الأنفال و كتب لهم براءة من الآثام و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي نجى يونس و هود و يوسف من قومهم برعد الانتقام و غذى إبراهيم في الحجر بلعاب النحل ذات الإسراء فضاها كهف مريم ع و أشهد أن محمدا ص عبده و رسوله الذي هو طه الأنبياء و حج المؤمنون و نور فرقان الملك العلام- فالشعراء و النمل بفضله تخبر و لقصص العنكبوت الروم تذكر و لقمان في سجدته يشكر و الأحزاب كأيادي سبا تقهر و فاطر يس لصافاته ينصر و صاد مقلة زمره تنظر الأعلام فالحواميم بقتال فتحه في حجرات قافه قد ظهرت و ذاريات طوره و نجمه و قمره قد عطرت و بالرحمن واقعة حديده يوم المجادلة نصرت و أبصار معانديه في الحشر يوم الامتحان حسرت و صف جمعته فائز إذ أجساد المنافقين بالتغابن استعرت و له الطلاق و التحريم و مقام الملك و القلم فناهيك به مقام و في الحاقة أعلى الله له المعارج على نوح المتطهر و خصه من بين الجن و الإنس ب يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ و شفعه في القيامة إذ دموع الإنسان مرسلات كالماء المثعنجر و وجهه
عند عبس النازعات و قد عبس الوجه كالهلال المتنور و يوم التكوير و الانفطار و انشقاق ذات البروج بشفاعته غير متضجر و قد حرست لمولده السماء بالطارق الأعلى و تمت غاشية العذاب إلى الفجر على المردة اللئام فهو البلد الأمين و شمس الليل و الضحى المخصوص بانشراح الصدور و المفضل ب التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ المستخرج من أمشاج العلق الطاهر العلي القدر شجاع البرية يوم الزلزال إذ عاديات القارعة تدوس أهل التكاثر و مشركي العصر أهلك الله به الهمزة و أصحاب الفيل إذ مكروا بقريش و لم يتواصوا بالحق و لم يتواصوا بالصبر المخصوص بالدين الحنيفي و الكوثر السلسال و المؤيد على أهل الجحد بالنصر صلى الله عليه و آله و أصحابه ما تبت يدا معاديه و نعم بالتوحيد مواليه و ما أفصح فلق الصبح بين الناس و امتد الظلام.
" خطبة النكاح لبعض الفضلاء
الحمد لله صبرا لما ألهمنا عليه صبرا و شكرا لما أوزعنا عليه شكرا الذي ألهمنا في كنف كفايته سترا و أبدلنا من بعد عسر يسرا و أعظم لمن اتقاه و خافه أجرا و وعدنا بالحسنة الواحدة عشرا و قدم إلينا قبل إيقاع نقمته عذرا و جعل دار البوار مآل من بدل نعمته كفرا أحمده حمدا أعده ذخرا و أستمده على الأعداء نصرا و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أدمنها سرا و جهرا و أقر بها شفعا و وترا أشهد أن محمدا عبده و رسوله ابتعثه من أطهر بريته نجرا و أظهرها فخرا و أكبرها قدرا و أزخرها بحرا و أشرحها صدرا منزها أن يقول شعرا مبرأ أن يكون ما جاء به سحرا فجلا عن الأسماع بحلمه وقرا و أعاد محارم الله حجرا و أوجب رحمته لمن قبل له نهيا و أمرا و أوصب نقمته لمن اعتقد له غدرا حتى استجابت له الأمم طوعا و قسرا و عاد عرف البهتان بإيمانه نكرا صلى الله عليه و آله ما تلا دهر دهرا
صلاة ينثر عليهم بها من بركات مواهبه نثرا و ينشر عليهم بها من سحائب رحمته نشرا أما بعد فإنه سبحانه قد جمعنا لأمر وضع به عنا إصرا و جبر به منا كسرا و سد به من ذوي الفاقة فقرا و أبرم به لأجل التناسل أمرا و جعل به متباعد الإنسان ضفرا و صير كلامنا في عقد نظامه شذرا و جعل به قل التناسل كثرا و صير بيمينه بحسن المواليد طهرا و أعلى به في نص كتابه ذكرا فقال وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً و فلان بن فلان ممن فضل في أشكاله أدبا و سترا و نبل بين إخوانه خبرا و خبرا قد أتاكم يخطب كريمتكم باذلا لها من الصداق كذا و كذا نحلة و مهرا و هو يرى ما بذل على ما يرى لاستحقاقكم قليلا نزرا فشدوا رحمكم الله بمصاهرته أزرا و لا ترهقوه من أمره عسرا و لا تردوا يده مما سأله صفرا و أستغفر الله لي و لكم و لكافة المؤمنين فيا فوز المستغفرين.
خُطْبَةُ عَلِيٍّ ع لَمَّا أَرَادَ تَزْوِيجَ فَاطِمَةَ ع
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً لِأَنْعُمِهِ وَ أَيَادِيهِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةً تَبْلُغُهُ وَ تُرْضِيهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَاةً تُزْلِفُهُ وَ تُحْظِيهِ أَلَا وَ إِنَّ النِّكَاحَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ وَ رَضِيَهُ وَ هَذَا مَجْلِسُنَا مِمَّا قَدْ قَضَاهُ اللَّهُ وَ رَضِيَهُ وَ أَذِنَ فِيهِ وَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ص قَدْ زَوَّجَنِي ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ ع وَ صَدَاقُهَا عَلَيَّ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ فَاسْأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَقْبَلَهُ وَ اشْهَدُوا عَلَيَّ فِيهِ.
خُطْبَةٌ لِلْجَوَادِ ع لَمَّا أَرَادَ تْزِويجَ ابْنَةِ الْمَأْمُونِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ إِقْرَاراً بِنِعْمَتِهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِخْلَاصاً بِرُبُوبِيَّتِهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ بَرِيَّتِهِ وَ عَلَى الْأَصْفِيَاءِ مِنْ عِتْرَتِهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَى الْأَنَامِ أَنْ أَغْنَاهُمْ بِالْحَلَالِ عَنِ الْحَرَامِ وَ أَوْحَى ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ إِلَى نَبِيِّهِ ص وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى يَخْطُبُ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ وَ قَدْ بَذَلَ لَهَا مِنَ الصَّدَاقِ مَهْرَ
جَدَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ ص وَ هُوَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ جِيَاداً
الفصل الخمسون في آداب الداعي
و هو خاتمة الكتاب و الله الموفق للصواب نقلته من كتاب الكافي للكليني و كتاب عدة ابن فهد و نبذته و غيرهم و هذه الآداب مرتبة على ثلاثة أبواب
الباب الأول في أسباب الإجابة
و هي خمسة أقسام
[القسم] الأول ما يرجع إلى الوقت
- كيوم الجمعة و الساعة السابعة من الليل و الثلث الأخير كله و ليلة الجمعة كلها و يتأكد ساعتين من يوم الجمعة الأولى ما بين فراغ الإمام من الخطبة إلى استواء الصفوف الثانية إذا غاب نصف القرص و شهر رمضان و ليالي القدر الثلاث و يتأكد ليلة الجهني و أيامها و ليلتي عرفة و المبعث و الأعياد الثلاث و أيامها و هي الغدير و الأضحى و الفطر و ليالي الإحياء الأربعة و هي غرة رجب و ليلة النصف من شعبان و ليلتي العيدين و يوم المولد و يوم النصف من رجب و كل ليلة منه و أشهر الحرم الأربعة و هي رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و قيل أحقها بالإجابة رجب و ذو القعدة و للنهار اثنتا عشرة ساعة يتوجه في كل ساعة منها بإمام من الأئمة الاثني عشر ع و يدعو فيها بما ذكرناه في الفصل السابع عشر و يتوجه في كل يوم من أيام الأسبوع بواحد من النبي و الأئمة ع فيوم السبت للنبي ص و الأحد لعلي ع و الإثنين للحسنين ع و الثلاثاء للسجاد و الباقر و الصادق ع و الأربعاء للكاظم و الرضا و الجواد و الهادي ع و الخميس للعسكري ع و الجمعة للخلف الحجة ع و تدعو بدعاء كل واحد منهم في يومه بما ذكرناه في الفصل الثلاثين ثم تحتجب بحجاب كل واحد منهم ع في يومه بما ذكرناه في الفصل السادس و العشرين و عند زوال الشمس من كل يوم و إذا بقي من النهار للظهر نحو رمح من كل يوم و عند هبوب الرياح و نزول المطر و عند أول قطرة من دم الشهيد و عند طلوع الفجر إلى
طلوع الشمس و عند قراءة الجحد عشرا مع طلوع شمس الجمعة و عند قراءة القدر خمس عشرة مرة في الثلث الأخير من ليلة الجمعة و عند الأذان و قراءة القرآن
[القسم] الثاني ما يرجع إلى المكان
كالمسجد و الحرم و الكعبة و عرفة و مزدلفة و الحائر على مشرفه السلام
[القسم] الثالث ما يرجع إلى الفعل
كأعقاب الصلوات و يتأكد سؤال الجنة و الحور العين و الاستجارة من النار و بعد الوتر و الفجر و بعد الظهر و المغرب و في سجوده بعد المغرب و المريض لعائده و السائل لمعطيه و دعوة الحاج لمتلقيه
[القسم] الرابع حالات الداعي
كالصوم فدعاء الصائم لا يرد و كذا المريض و الغازي و الحاج و المعتمر و من صلى صلاة لا يخطر على قلبه فيها شيء من أمور الدنيا لا يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه و من اقشعر جلده و دمعت عينه و عند التقاء الصفين و من تطهر و جلس ينتظر الصلاة و من في يده خاتم فيروزج أو عقيق كله أو فصه و ثلاثة نفر اجتمعوا عند أخ لهم يأمنون بوائقه و لا يخافون غوائله إن دعوا الله تعالى أجابهم و إن سألوا أعطاهم و إن سكتوا ابتدأهم و إن استزادوه زادهم و ما اجتمع أربعة على أمر إلا تفرقوا عن إجابة و الأم لولدها المريض بعد أن ترقى سطحها الحديث و قد مر ذكره في الفصل الثامن عشر
[القسم] الخامس ما يرجع إلى الدعاء