کتابخانه روایات شیعه
و قال الشهيد ره المقتدر أبلغ من القادر لاقتضائه الإطلاق و لا يوصف بالقدرة المطلقة غير الله تعالى
الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ
هو المنزل الأشياء منازلها و مرتبها في التكوين و التصوير و الأزمنة على ما يقتضيه الحكمة فيقدم منها ما يشاء و يؤخر ما يشاء 3
أي الذي لا شيء قبله الكائن قبل وجود الأشياء بلا ابتداء و الباقي بعد فناء الخلق بلا انتهاء كما أنه الأول بلا ابتداء و ليس معنى الآخر ما له الانتهاء كما ليس معنى الأول ما له الابتداء
أي الظاهر بحججه الظاهرة و براهينه الباهرة الدالة على صحة ربوبيته و ثبوت وحدانيته فلا موجود إلا و هو يشهد بوجوده و لا مخترع إلا و هو يعرب عن توحيده شعر
و في كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
و قد يكون الظاهر بمعنى العالي و منه.
قَوْلُهُ ص أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ
و قد يكون بمعنى الغالب و منه قوله تعالى فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ و الباطن أي المحتجب عن إدراك الأبصار و توهم الخواطر و الأفكار و قد يكون بمعنى الخبر و بطنت الأمر عرفت باطنه و بطانة الرجل وليجته الذي يطلعهم على سره و المعنى أنه عالم بسرائر القلوب و المطلع على ما بطن من الغيوب
الضَّارُّ النَّافِعُ
أي يملك الضر و النفع فيضر من يشاء و ينفع من يشاء و قال الشهيد ره معناهما أنه خالق ما يضر و ينفع
الْمُقْسِطُ
هو العادل في حكمه الذي لا يجور و القسط بالكسر العدل و منه قوله تعالى قائِماً بِالْقِسْطِ و قَوْلُهُ ذلِكُمْ أَقْسَطُ أي أعدل و أقسط إذا عدل و قسط إذا جار و منه وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
الْجَامِعُ
الذي يجمع الخلق ليوم القيامة أو الجامع للمتباينات و المؤلف بين المتضادات أو الجامع لأوصاف الحمد و الثناء و يقال الجامع الذي قد جمع الفضائل و حوى المكارم و المآثر
بفتح الباء و هو
العطوف على العباد الذي عم ببره جميع خلقه يبر المحسن بتضعيف الثواب و المسيء بقبول التوبة و العفو عن العقاب و قد يكون بمعنى الصادق و منه قولهم بر في يمينه أي صدق و بكسر الباء قال الهروي في غريبيه هو الاتساع و الإحسان و الزيادة و منه سميت البرية لاتساعها و قوله لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ البر الجنة قال الجوهري في صحاحه و البر بالكسر خلاف العقوق و بررت والدي بالكسر أي أطعته و قال الحريري في درته و قولهم بر والدك و شم يدك وهم و الصواب فتح الباء و الشين لأنهما مفتوحان في قولك يبر و يشم و عقد هذا الباب أن حركة أول فعل الأمر من حركة ثاني الفعل المضارع إذا كان متحركا فيفتح الباء في قولك بر أباك لانفتاحها في قولك يبر و تضم الميم في قولك مد الجبل لانضمامها في قولك يمد و تكسر الخاء في قولك خف في العمل لانكسارها في قولك يخف إذا عرفت ذلك فكسر الباء في هذا الاسم الشريف وهم
المانع
الذي يمنع أولياءه و يحوطهم و ينصرهم من المنعة أو يمنع من يستحق المنع و المنع الحرمان و منعه تعالى حكمة و عطاؤه جود و رحمة فلا مانع لما أعطى و لا معط لما منع و قد يكون المانع الذي يمنع أسباب الهلاك و النقصان بما يخلقه في الأبدان و الأديان من الأسباب المعدة للحفظ
الْوَالِي
هو المالك للأشياء المتولي عليها و قد يكون بمعنى المنعم عودا على يد و قوله وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ أي من ولي أي من ناصر و المولى و الولي يأتيان بمعنى الناصر أيضا و قد مر شرحهما و الولاية بفتح الواو النصرة و بكسره الإمارة و قيل هما لغتان كالدلالة و الدلالة و الولاية أيضا الربوبية و منه قوله تعالى هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ يعني يومئذ يتولون الله و يؤمنون به و يتبرءون مما كانوا يعبدون و قيل الولاية بالنصرة لله تعالى يوم القيامة خالصة له لا يملكها سواه هنالك ينصر
المؤمنين و يخذل الكافرين
الْمُتَعَالِي
قال البادراي هو المنزه عن صفات المخلوقين و قال الهروي هو الذي جل عن إفك المفترين و قد يكون المتعالي بمعنى العالي و معنى تعالى الله أي جل أن يوصف
من أبنية المبالغة و هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ و يسهل لهم أسباب التوبة و كلما تكررت التوبة من العبد تكرر منه القبول و التواب من الناس التائب و التوب و التوبة الرجوع عن الذنب و قيل التوب جمع توبة و قوله تعالى غافِرِ الذَّنْبِ وَ قابِلِ التَّوْبِ الآية مر شرحها على حاشية دعاء العشرات في الفصل السادس عشر
الَمْنُتْقَمُ
الذي يبالغ في العقوبة لمن يشاء و انتقم الله من فلان أي عاقبه و في قواعد الشهيد ره هو قاصم ظهور العصاة
الرَّءُوفُ
هو الرحيم العاطف برحمته على عباده و قيل الرأفة أبلغ الرحمة و أرقها و قيل الرأفة أخص و الرحمة أعم
مَالِكُ الْمُلْكِ
معناه أن الملك بيده و قد يكون معناه مالك الملوك و الملكوت من الملك كالرهبوت من الرهبة و تملك كذا أي ملكه قهرا
أي ذو العظمة و الغنى المطلق و الفضل العام قاله الشهيد ره و قال البادراي أي يستحق أن يجل و يكرم و لا يكفر به-
ذُو الطَّوْلِ
أي المتفضل بترك العقاب المستحق عاجلا و آجلا لغير الكافر و الطول بفتح الطاء الفضل و الزيادة و بضمها في الجسم لأنه زيادة كما أن القصر قصور فيه نقصان و قولهم طلت فلانا أي كنت أطول منه من الطول و الطول جميعا-
ذُو الْمَعَارِجِ
أي ذو الدرجات التي هي مصاعد الكلم الطيب و العمل الصالح أو التي يترقى فيها المؤمنون في الجنة و قوله مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ أي درج عليها يعلون و واحدها معرج و معراج و عرج في الدرجة أو السلم ارتقى
النور
قال البادراي أي هو الذي بنوره يبصر ذو العماية و بهدايته ينظر ذو الغواية و على هذا يتأول
قوله تعالى اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أي منورهما و قال الشهيد ره النور المنور مخلوقاته بالوجود و الكواكب و الشمس و القمر و اقتباس [النور] النار أو نور الوجود بالملائكة و الأنبياء أو دبر الخلق بتدبيره
الْهَادِي
الذي هدى الخلق إلى معرفته بغير واسطة أو بواسطة ما خلقه من الأدلة على معرفته و هدى سائر الحيوان إلى مصالحها قال الله تعالى الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى
البَدِيعُ
هو الذي فطر الخلق مبتدعا لا على مثال سبق و هو فعيل بمعنى مفعل كأليم بمعنى مؤلم و البديع يقال على الفاعل و المنفعل [المفعل] و المراد هنا الأول و البديع الذي يكون أولا في كل شيء و منه قوله تعالى ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ أي لست بأول مرسل-
الْبَاقِي
قال الشهيد ره هو الموجود الواجب وجوده لذاته أزلا و أبدا و قال صاحب الجواهر و صاحب العدة هو الذي بقاؤه غير متناه و لا محدود و لا يعرض عليه عوارض الزوال و ليست صفة دوامه و بقائه كبقاء الجنة و النار و دوامهما لأن بقاءه أزلي أبدي و بقائهما أبدي غير أزلي و معنى الأزلي ما لم يزل و الأبدي ما لا يزال و الجنة و النار مخلوقتان كائنتان بعد أن لم تكونا-
الْوَارِثُ
هو الباقي بعد فناء الخلق فترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك-
الرَّشِيدُ
الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم و قيل الرشيد ذو الرشد و هو الحكمة لاستقامة تدبيره أو الذي تنساق الأمور بتدبيراته إلى غايتها-
الصَّبُورُ
هو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه أو الذي لا تحمله العجلة بعقوبة العصاة لاستغنائه عن التسرع إذ لا يخاف الفوت و الصبور من أبنية المبالغة و هو في صفة الله تعالى قريب من معنى الحليم إلا أن الفرق بينهما أنهم لا يؤمنون العقوبة في صفة الصبور كما يسلمون منها في صفة الحليم-
الرَّبُ
هو في الأصل بمعنى التربية و هي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا ثم وصف
به للمبالغة كالصوم و العدل و قيل هو نعت من ربه يربه فهو رب ثم سمي به المالك لأنه يحفظ ما يملكه و يربيه و لا يطلق على غير الله إلا مقيدا كقولنا رب الضيعة و منه ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ
[الاختلاف في اشتقاق الرب]
و اختلف في اشتقاقه على أربعة أوجه
الأول أنه مشتق من المالك
كما يقال رب الدار أي مالكها و منه قول بعض العرب لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن أي يملكني.
وَ مِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ ص لِرَجُلٍ أَ رَبُّ غَنَمٍ أَنْتَ أَمْ رَبُّ إِبِلٍ فَقَالَ مَنْ كَانَ قَدْ آتَانِيَ اللَّهُ فَأَكْثَرَ وَ أَطْيَبَ
الثاني أنه مشتق من السيد
و منه قوله تعالى أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً أي سيده و من ذلك قول لبيد
و أهلكن يوما رب كندة و ابنه
أي سيد كندة
الثالث أنه المدبر
و منه قوله تعالى وَ الرَّبَّانِيُّونَ و هم العلماء سموا بذلك لقيامهم بتدبير الناس و تعليمهم و منه ربة البيت لأنها تدبره تقول ربيته و رببته بمعنى و فلان يرب ضيعته إذا كان يتمها
الرابع أنه مشتق من التربية
و منه قوله تعالى وَ رَبائِبُكُمُ سمي ولد الزوجة ربيبته لتربية الزوج لها فهي في معنى مربوبة نحو قتيلة في موضع مقتولة و يجوز أن تسمى ربيبة و إن لم تكن في حجره لأن العرب تسمي الفاعلين و المفعولين بما يقع بهم و يوقعونه يقولون هذا قتيل و هذا ذبيح و إن لم يقتل أو يذبح بعد إذا كان يراد قتله أو ذبحه و يقولون هذا أضحية لما أعد لها فعلى هذا إن قيل بأنه تعالى رب لأنه سيد أو مالك فذلك من صفات ذاته و إن قيل لأنه مدبر لخلقه أو مربيهم فذلك من صفات أفعاله
السَّيِّدُ
الملك و سيد القوم ملكهم و عظيمهم.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَ وَ لَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ فَقَالَ ص أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ فَقَالَتْ وَ مَا السَّيِّدُ فَقَالَ ص هُوَ مَنِ افْتُرِضَتْ
طَاعَتُهُ كَمَا افْتُرِضَتْ طَاعَتِي
فعلى هذا السيد الملك الواجب الطاعة قاله صاحب العدة قال الشهيد ره في قواعده و منع بعضهم من تسميته تعالى بالسيد قلت و هذا المنع ليس بشيء أما أولا فلما ذكرناه في الحديث الذي ذكره صاحب العدة و قد أثبته في الأسماء الحسنى في عبارته و أما ثانيا فلأنه جاء في الدعاء كثيرا و ورد أيضا في بعض الأحاديث قال السيد الكريم و أما ثالثا فلأن هذا الاسم لا يوهم نقصا فيجوز إطلاقه على الله تعالى إجماعا-
الجواد
هو كثير الإحسان و الإنعام و الفرق بينه و بين الكريم الذي يعطي مع السؤال و الجواد يعطي من غير سؤال و قيل بالعكس و رجل جواد أي سخي و لا يقال الله سخي لأن أصل السخاوة راجع إلى اللين و أرض سخاوية و قرطاس سخاوية إذا كان لينا و سمي السخي سخيا للينه عند الحوائج هذا آخر كلام صاحب العدة قلت و قوله و لا يقال الله سخي ليس بشيء لأن السخاء مرادف للجود و هو صفة كمال فيجوز إطلاقه عليه مع أنه قد ورد به الإذن في كثير من الأدعية و إضافة السخاء فيها إليه تعالى كما في
دُعَاءُ الْجَوْشَنِ الْكَبِيرِ الْمَرْوِيُّ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع عَنِ النَّبِيِّ ص فِي قَوْلِهِ يَا ذَا الْجُودِ وَ السَّخَاءِ
فقرن بين السخاء و الجود لترادفهما على اسم الكرم و كما في دعاء الصحيفة المذكورة في مهج ابن طاوس في قوله سبحانه من ثواب ما أسخاه و سبحانه من سخي ما أنصره فإذا كان اسم السخاء لا يوهم نقصا و قد ورد في الدعوات فما المانع في [من] إطلاقه عليه تعالى إن قلت إن أصل السخاوة راجع إلى اللين إلى آخره كما ذكره صاحب العدة قلت اللين بمعنى الحلم لا بمعنى ضد الخشونة و في دعاء يوم السبت المذكور في كتاب متهجد الشيخ الطوسي ره و لِنْتَ فِي تَجَبُّرِكَ وَ تَجَبَّرْتَ فِي لِينِكَ أي حلمت في عظمتك و ليس صفاته تعالى كصفات خلقه لأن التواب من الناس التائب و التواب من أسمائه تعالى هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ و الصبور من الناس كثير حبس النفس عن الجزع
و الصبور من أسمائه تعالى هو الذي لا تحمله العجلة بعقوبة العصاة لاستغنائه عن التسرع إذ لا يخاف الفوت مع أن الشيخ نصير الدين قدس الله سره قال في فصوله كل اسم يليق بجلاله و يناسب كماله و إن لم يرد به إذن يجوز إطلاقه عليه تعالى إلا أنه ليس من الأدب لجواز أن لا يناسبه من وجه آخر ثم إنا نرجع و نقول إن أصل السخاوة راجع إلى الاتساع و السهولة و السخو الأرض السهلة الواسعة كما ذكره الجوهري و غيره من أئمة اللغة و سمي السخي سخيا لسهولة عطائه و سعته فالله تعالى أحق باسم السخاء لأنه وسع بعطائه المعطين و عم ببره المبرين مع أنا لو سلمنا للشيخ أحمد بن فهد ره صحة الرجوع إلى أصل الاشتقاق في الأسماء الحسنى لوجب أن يترك كل اسم منها يحصل في اشتقاق أصله ما لا يناسب عنده و هو باطل بالإجماع أ لا ترى أن السيد من أسمائه تعالى و هو عند أهل اللغة المسن من المعز قال الجوهري.
عَنْهُ ص ثَنِيٌّ مِنْ الضَّأْنِ خَيْرٌ مِنْ سَيِّدٍ مِنَ الْمَعْزِ
و أظن أن صاحب العدة رحمه الله قلد القاضي عبد الجبار في شرحه الأسماء الحسنى في صحة هذا الاشتقاق لأنه منع في شرحه أن يوصف سبحانه بالحنان قال لأنه يفيد معنى الحنين و هو لا يجوز عليه تعالى قلت و كلام عبد الجبار أيضا غير صحيح لاشتقاق الحنان من عير الحنين قال الجوهري في صحاحه الحنان بالتخفيف الرحمة و بالتشديد ذو الرحمة و قال الهروي في الغريبين في قوله تعالى وَ حَناناً مِنْ لَدُنَّا أي رحمة قال و الْحَنَّانُ بالتشديد الرحيم و هو من صفاته تعالى و بالتخفيف العطف و الرحمة.
وَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ ص مَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَ هُوَ يُعَذِّبُ فَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّهُ حَنَاناً