کتابخانه روایات شیعه
الْحَلِيمُ الرَّءُوفُ الْمَنَّانُ مَا ذَكَرَهُ خَائِفٌ إِلَّا أَمِنَ الْحَكِيمُ مَنْ كَتَبَهُ وَ غَسَلَهُ بِمَاءٍ وَ رَشَّهُ عَلَى الزَّرْعِ زَكَا وَ ظَهَرَتْ بَرَكَتُهُ الْغَفُورُ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ ذَهَبَ عَنْهُ الْوَسْوَاسُ الشَّكُورُ مَنْ تَلَاهُ عَلَى مَاءٍ أَرْبَعِينَ مَرَّةً وَ غَسَلْتَ مِنْهُ عَيْنَ الرَّمِدَةِ بَرَأَتْ الْعَلِيُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ وَ عَلَّقَهُ عَلَيْهِ كَانَ عِنْدَ النَّاسِ وَجِيهاً الْكَبِيرُ مَنْ ذَكَرَهُ بِعَدَدِهِ فِي خَلْوَةٍ وَ رِيَاضَةٍ وَ دَعَا بَعْدَهُ اسْتُجِيبَ دَعْوَتُهُ الْحَفِيظُ مَنْ ذَكَرَهُ بِعَدَدِهِ لَمْ يَفْزَعْ وَ لَوْ مَشَى فِي مَسْبَعَاتِ الْأَرْضِ وَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ سَرِيعُ الْإِجَابَةِ لِلْخَائِفِينَ ذَاكِرُهُ لَا يَزَالُ مَحْفُوظاً الْحَسِيبُ مَنْ قَالَ سَبْعَ أَسَابِيعَ حَسْبِيَ اللَّهُ الْحَسِيبُ وَ يَبْدَأُ مِنْ يَوْمِ الْخَمِيسِ يَقُولُ ذَلِكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ كُلِّ أُسْبُوعٍ سَبْعِينَ مَرَّةً كُفِيَ مَئُونَةَ مَا يَطْلُبُهُ وَ نَجَا مِمَّا يَخَافُهُ الْجَلِيلُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَهَ وَقَّرَهُ كُلُّ مَنْ رَآهُ وَ هَابَهُ الْكَرِيمُ مَنْ ذَكَرَهُ وَ نَامَ عَلَى الذِّكْرِ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَلَائِكَةَ أَنْ تَدْعُوَ لَهُ وَ تَقُولُ آمَنَكَ اللَّهُ الْقَرِيبُ الْمُجِيبُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ آمَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْوَاسِعُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ وَسَّعَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ الْوَدُودُ مَنْ تَلَاهُ أَلْفَ مَرَّةٍ عَلَى طَعَامٍ أَوْ أَطْعَمَهُ الْمُتَبَاغِضِينَ تَحَابَّا الْمَجِيدُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ شُفِيَ مِنْ جَمِيعِ الْآلَامِ الْبَاعِثُ مَنْ ذَكَرَهُ عِنْدَ نَوْمِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ أَمَرَّ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ أَحْيَا اللَّهُ تَعَالَى بَاطِنَهُ وَ نَوَّرَ قَلْبَهُ الشَّهِيدُ الْحَقُ مَنْ كَتَبَهُ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا وَرَقَةٍ وَ يَكْتُبُ مَا ضَاعَ أَوْ غَابَ فِي وَسَطِ الْوَرَقَةِ وَ يَبْرُزُ نِصْفَ اللَّيْلِ إِلَى تَحْتِ السَّمَاءِ وَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَ يُكَرِّرُ هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ سَبْعِينَ مَرَّةً فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ خَبَرُ الضَّائِعِ أَوِ الْغَائِبِ الْوَكِيلُ مَنْ جَعَلَهُ وِرْدَهُ أَمِنَ الْغَرَقَ وَ الْحَرَقَ الْقَوِيُ مَنْ كَانَ لَهُ عَدُوٌّ وَ لَا يَقْدِرُ عَلَى دَفْعِهِ فَلْيَعْمَلْ مِنَ الدَّقِيقِ أَلْفَ بُنْدُقَةٍ وَ يَقُولُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ يَا قَوِيُّ وَ يَرْمِيهَا لِلطُّيُورِ يُكْفَى شَرَّ عَدُوِّهِ الْمُعِيدُ مَنْ قَامَ فِي زَوَايَا بَيْتِهِ نِصْفَ اللَّيْلِ وَ كَرَّرَ سَبْعِينَ مَرَّةً وَ قَالَ يَا مُعِيدُ رُدَّ عَلَيَّ كَذَا فَإِنَّهُ فِي
الْأُسْبُوعِ يَأْتِيهِ خَبَرُ الْغَائِبِ وَ هُوَ فَسُبْحَانَ مَنْ أَوْدَعَ أَسْرَارَهُ أَسْمَاءَهُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ مَنْ كَانَتْ نَفْسُهُ نَافِرَةً عَنِ الطَّاعَةِ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَ يَذْكُرُهُمَا عِنْدَ مَنَامِهِ فَإِنَّ نَفْسَهُ تُطِيعُهُ الْحَيُ مَنْ ذَكَرَهُ عَلَى مَرِيضٍ أَوْ رَمِدٍ تِسْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً شُفِيَ وَ ذِكْرُ الْحَيِّ الْقَيُّومِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ فِي الزِّيَادَةِ أَثَرٌ عَظِيمٌ الْقَيُّومُ مَنْ ذَكَرَهُ كَثِيراً جُعِلَ لَهُ تَصْفِيَةُ الْقَلْبِ وَ مَنْ نَقَشَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ عَلَى خَاتَمٍ أَحْيَا اللَّهُ ذِكْرَهُ وَ إِنْ كَانَ خَامِلًا وَ آمَنَ خَوْفَهُ الْوَاجِدُ مَنْ ذَكَرَهُ عَلَى طَعَامٍ وَ أَكَلَهُ وَجَدَ فِي بَاطِنِهِ النُّورَ الْمَاجِدُ ذِكْرُهُ فِي الْخَلْوَةِ يُورِثُ النُّورَ الْأَحَدُ مَنْ ذَكَرَهُ فِي الْخَلْوَةِ أَلْفَ مَرَّةٍ بَعْدَ الرِّيَاضَةِ شَاهَدَ الْمَلَائِكَةَ حَوْلَهُ الصَّمَدُ ذَاكِرُهُ لَا يَجِدُ أَلَمَ الْجُوعِ الْقَادِرُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ فِي الْخَلْوَةِ أَلْفَ مَرَّةٍ عِنْدَ وُضُوئِهِ غَلَبَ خَصْمَهُ الْبَرُّ مَنْ أَكْثَرَ تِلَاوَتَهُ وَ لَهُ طِفْلٌ سَلِمَ إِلَى الْبُلُوغِ التَّوَّابُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ تَابَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ الْمُنْتَقِمُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ كُفِيَ أَمْرَ عَدُوِّهِ الرَّءُوفُ مَنْ ذَكَرَهُ عِنْدَ ظَالِمٍ خَضَعَ السُّبُّوحُ مَنْ كَتَبَهُ عَلَى خُبْزَةٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَ أَكَلَهَا صَارَ مَلَكِيَّ الصِّفَاتِ الرَّبُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ حَفِظَهُ اللَّهُ فِي وُلْدِهِ مَالِكُ الْمُلْكِ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ أَغْنَاهُ اللَّهُ فِي الدَّارَيْنِ الْغَنِيُّ الْمُغْنِي مَنْ ذَكَرَهُمَا عَشَرَ جُمَعٍ كُلَّ جُمُعَةٍ عَشْرَةَ آلَافِ مَرَّةٍ وَ لَا يَأْكُلُ حَيَوَاناً أَغْنَاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَاجِلًا وَ آجِلًا وَ إِنْ قَرَأَ مَعَ ذَلِكَ الْفَاتِحَةَ كَذَلِكَ رُزِقَ الْغِنَى يَقِيناً الْمُعْطِي مَنْ أَكْثَرَ مِنْ قَوْلِ يَا مُعْطِيَ السَّائِلِينَ أَغْنَاهُ اللَّهُ عَنِ السُّؤَالِ الْمَانِعُ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ عِنْدَ النَّوْمِ قَضَى اللَّهُ دَيْنَهُ النُّورُ مَنْ ذَكَرَهُ أَلْفَ مَرَّةٍ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ نُوراً ظَاهِراً وَ بَاطِناً الْهَادِي مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ رَزَقَهُ اللَّهُ الْمَعْرِفَةَ الْبَدِيعُ مَنْ ذَكَرَهُ أَلْفَ مَرَّةٍ قُضِيَتْ حَاجَتُهُ الْوَارِثُ مَنْ ذَكَرَهُ أَلْفَ مَرَّةٍ هَدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الصَّوَابِ الصَّبُورُ مَنْ ذَكَرَهُ أَلْفَ مَرَّةٍ أَلْهَمَهُ اللَّهُ الصَّبْرَ عَلَى الشَّدَائِدِ وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَأَيْتُهُ فِي
كِتَابِ الْمَقْصَدِ الْأَسْنَى أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا دَهِمَهُ مَا يُهِمُّهُ أَوْ خَافَ عُسْراً أَوْ مَرَضاً أَوْ أَقْبَلَ عَلَى سُلْطَانٍ أَوْ بَلَدٍ يَخَافُهُ اسْتَخْرَجَ مَا يُنَاسِبُ ذَلِكَ الْأَمْرَ مِنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى حُرُوفِ مَنْ يَخَافُهُ وَ يَحْذِفُ الْمُتَكَرِّرَ إِنْ كَانَ وَ يَحْسَبُ مَا بَقِيَ بِالْجُمَلِ فَأَيْنَ بَلَغَ الْعَدَدُ كَرَّرَ مِنْ تِلْكَ الْأَسْمَاءِ بِقَدْرِهِ مِثَالُهُ إِذَا خِفْتَ أَحَداً نَظَرْتَ إِلَى اسْمِهِ مِثْلَ أَحْمَدَ فَالَّذِي يُنَاسِبُ الْأَلْفَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ يُنَاسِبُ الْحَاءُ حَكِيمٌ حَلِيمٌ وَ يُنَاسِبُ الْمِيمَ مُؤْمِنٌ مُهَيْمِنٌ وَ يُنَاسِبُ الدَّالَ دَلِيلٌ دَائِمٌ وَ عَدَدُ حُرُوفِ أَحْمَدَ ثَلَاثَةٌ وَ خَمْسُونَ فَيُكَرِّرُ مِنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ بِقَدْرِ ذَلِكَ وَ كَذَلِكَ إِذَا خَافَ مِنْ بَلَدٍ أَوْ شَرٍّ وَ مَنْ خَافَ مِنْ لِصٍّ أَوْ مُؤْذٍ فَلْيَقْرَأِ الْإِخْلَاصَ أَوِ النَّصْرَ وَ لْيَقُلْ عَلَى رَأْسِ كُلِّ عَشْرَةٍ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى الَّتِي أَوْرَدْنَاهَا فِي عِبَارَةِ البادراي فِي جَوَاهِرِهِ- يَا حَافَظُ يَا حَفِيظُ يَا رَقِيبُ يَا قَرِيبُ فَإِنَّهُ يَنْجُو مِمَّا يَخَافُ وَ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى مَنْ يَخَافُهُ وَ قَالَ وَ هُوَ حَاضِرُ الْبَالِ مُقْبِلُ الْقَلْبِ يَا كَبِيرُ يَا كَبِيرُ خَمْسِينَ مَرَّةً أَمِنَ مِنْهُ
و من ذلك ما
ذَكَرَهُ الشَّيْخُ أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ ره فِي عُدَّتِهِ- أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلدَّاعِي إِذَا مَجَّدَ اللَّهَ تَعَالَى وَ أَثْنَى عَلَيْهِ أَنْ يَذْكُرَ مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى الْحُسْنَى مَا يُنَاسِبُ مَطْلُوبَهُ مَثَلًا إِذَا كَانَ مَطْلُوبُهُ الرِّزْقَ يَذْكُرُ مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى الْحُسْنَى مِثْلَ الرَّزَّاقِ الْوَهَّابِ وَ الْجَوَادِ وَ الْمُغْنِّي وَ الْمُنْعِمِ وَ الْمُعْطِي وَ الْكَرِيمِ وَ الْوَاسِعِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ الْمَنَّانِ وَ رَازِقِ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَ إِنْ كَانَ مَطْلُوبُهُ الْمَغْفِرَةَ وَ التَّوْبَةَ يَذْكُرُ مِثْلَ التَّوَّابِ وَ الرَّحْمَنِ وَ الرَّحِيمِ وَ الرَّءُوفِ وَ الْعَطُوفِ وَ الصَّبُورِ وَ الشَّكُورِ وَ الْغَفُورِ وَ السَّتَّارِ وَ الْغَفَّارِ وَ النَّفَّاحِ وَ الْمُرْتَاحِ وَ ذِي الْجُودِ وَ السَّمَاحِ وَ الْمُحْسِنِ وَ الْمُجْمَلِ وَ الْمُنْعِمِ وَ الْمُفْضِلِ وَ إِنْ كَانَ مَطْلُوبُهُ الِانْتِقَامَ مِنَ الْعَدُوِّ يَذْكُرُ مِثْلَ الْعَزِيزِ وَ الْجَبَّارِ وَ الْقَهَّارِ وَ الْمُنْتَقِمِ وَ الْبَطَّاشِ وَ ذِي الْبَطْشِ الشَّدِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ وَ مُدَوِّخِ الْجَبَابِرَةِ وَ قَاصِمِ الْمَرَدَةِ وَ الطَّالِبِ الْغَالِبِ الْمُهْلِكِ الْمُدْرِكِ وَ الَّذِي لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ وَ الَّذِي لَا يُطَاقُ انْتِقَامُهُ وَ عَلَى هَذَا
الْقِيَاسِ وَ إِنْ كَانَ مَطْلُوبُهُ الْعِلْمَ يَذْكُرُ مِثْلَ الْعَالِمِ وَ الْفَتَّاحِ وَ الْهَادِي وَ الْمُرْشِدِ وَ الْمُعِزِّ وَ الرَّافِعِ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ
الفصل الثالث و الثلاثون في المناجاة لله عز و جل نثرا و نظما
أما النثر
فكثير جدا و غير محصور عدا و نحن نذكر من ذلك ما تيسر رسمه و يتسهل رقمه.
فَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّ فِي الْمُنَاجَاةِ سَبَبَ النَّجَاةِ وَ بِالْإِخْلَاصِ يَكُونُ الْخَلَاصُ فَإِذَا اشْتَدَّ الْفَزَعُ فَإِلَى اللَّهِ الْمَفْزَعُ.
فَمِنْ ذَلِكَ مُنَاجَاةُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَرْوِيَّةٌ عَنِ الْعَسْكَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع إِلَهِي صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِي إِذَا انْقَطَعَ مِنَ الدُّنْيَا أَثَرِي وَ امْتَحَى مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ذِكْرِي وَ صِرْتُ فِي الْمَنْسِيِّينَ كَمَنْ قَدْ نُسِيَ إِلَهِي كَبِرَتْ سِنِّي وَ رَقَّ جِلْدِي وَ دَقَّ عَظْمِي وَ نَالَ الدَّهْرُ مِنِّي وَ اقْتَرَبَ أَجَلِي وَ نَفِدَتْ أَيَّامِي وَ ذَهَبَتْ شَهَوَاتِي وَ بَقِيَتْ تَبِعَاتِي إِلَهِي ارْحَمْنِي إِذَا تَغَيَّرَتْ صُورَتِي وَ امْتَحَتْ مَحَاسِنِي وَ بَلِيَ جِسْمِي وَ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالِي وَ تَفَرَّقَتْ أَعْضَائِي إِلَهِي أَفْحَمَتْنِي ذُنُوبِي وَ قَطَعَتْ مَقَالَتِي فَلَا حَجَّةَ لِي وَ لَا عُذْرَ فَأَنَا الْمُقِرُّ بِجُرْمِي الْمُعْتَرِفُ بِإِسَاءَتِي الْأَسِيرُ بِذَنْبِي الْمُرْتَهَنُ بِعَمَلِي الْمُتَهَوِّرُ فِي بُحُورِ خَطِيئَتِي الْمُتَحَيِّرُ عَنْ قَصْدِي الْمُنْقَطِعُ بِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ وَ تَجَاوَزْ عَنِّي يَا كَرِيمُ بِفَضْلِكَ إِلَهِي إِنْ كَانَ صَغُرَ فِي جَنْبِ طَاعَتِكَ عَمَلِي فَقَدْ كَبُرَ فِي جَنْبِ رَجَائِكَ أَمَلِي إِلَهِي كَيْفَ أَنْقَلِبُ بِالْخَيْبَةِ مِنْ عِنْدِكَ مَحْرُوماً وَ كَانَ ظَنِّي بِكَ وَ بِجُودِكَ أَنْ تَقْلِبَنِي بِالنَّجَاةِ مَرْحُوماً إِلَهِي لَمْ أُسَلِّطْ عَلَى حُسْنِ ظَنِّي بِكَ قُنُوطَ الْآيِسِينَ فَلَا تُبْطِلْ صِدْقَ رَجَائِي لَكَ بَيْنَ الْآمِلِينَ إِلَهِي عَظُمَ جُرْمِي إِذْ كُنْتُ الْمُبَارِزَ بِهِ وَ كَبِرَ ذَنْبِي إِذْ كُنْتُ الْمَطَالَبَ بِهِ إِلَّا أَنِّي إِذَا ذَكَرْتُ كَبِيرَ جُرْمِي وَ عَظِيمَ غُفْرَانِكَ وَجَدْتُ الْحَاصِلَ لِي مِنْ بَيْنِهِمَا عَفْوَ رِضْوَانِكَ إِلَهِي إِنْ دَعَانِي إِلَى النَّارِ بِذَنْبِي مَخْشِيُّ عِقَابِكَ فَقَدْ نَادَانِي إِلَى الْجَنَّةِ
بِالرَّجَاءِ حُسْنُ ثَوَابِكَ إِلَهِي إِنْ أَوْحَشَتْنِي الْخَطَايَا عَنْ مَحَاسِنِ لُطْفِكَ فَقَدْ آنَسَتْنِي بِالْيَقِينِ مَكَارِمُ عَطْفِكَ إِلَهِي إِنْ أَنَامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِلِقَائِكَ فَقَدْ أَنْبَهَتْنِي الْمَعْرِفَةُ يَا سَيِّدِي بِكَرِيمِ آلَائِكَ إِلَهِي إِنْ عَزَبَ لُبِّي عَنْ تَقْوِيمِ مَا يُصْلِحُنِي فَمَا عَزَبَ إِيْقَانِي بِنَظَرِكَ لِي فِيمَا يَنْفَعُنِي إِلَهِي إِنِ انْقَرَضَتْ بِغَيْرِ مَا أَحْبَبْتَ مِنَ السَّعْيِ أَيَّامِي فَبِالْإِيمَانِ أَمْضَتْهَا الْمَاضِيَاتُ مِنْ أَعْوَامِي إِلَهِي جِئْتُكَ مَلْهُوفاً قَدْ أُلْبِسْتُ عَدَمَ فَاقَتِي وَ أَقَامَنِي مَقَامَ الْأَذِلَّاءِ بَيْنَ يَدَيْكَ ضُرُّ حَاجَتِي إِلَهِي كَرُمْتَ فَأَكْرِمْنِي إِذْ كُنْتُ مِنْ سُؤَّالِكَ وَ جُدْتَ بِالْمَعْرُوفِ فَاخْلُطْنِي بِأَهْلِ نَوَالِكَ إِلَهِي مَسْكَنَتِي لَا يَجْبُرُهَا إِلَّا عَطَاؤُكَ وَ أُمْنِيَّتِي لَا يُغْنِيهَا إِلَّا جَزَاؤُكَ إِلَهِي أَصْبَحْتُ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ مِنَحِكَ سَائِلًا وَ عَنِ التَّعَرُّضِ لِسَوَائِكَ بِالْمَسْأَلَةِ عَادِلًا وَ لَيْسَ مِنْ جَمِيلِ امْتِنَانِكَ رَدُّ سَائِلٍ مَلْهُوفٍ وَ مُضْطَرٍّ لِانْتِظَارِ خَيْرِكَ الْمَأْلُوفِ إِلَهِي أَقَمْتُ عَلَى قَنْطَرَةِ مِنْ قَنَاطِرِ الْأَخْطَارِ مَمْلُوّاً بِالْأَعْمَالِ وَ الِاعْتِبَارِ فَأَنَا الْهَالِكُ إِنْ لَمْ تُعِنْ عَلَيْهَا بِتَخْفِيفِ الْأَثْقَالِ إِلَهِي أَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ خَلَقْتَنِي فَأُطِيلَ بُكَائِي أَمْ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَلَقْتَنِي فَأُبْشِرَ رَجَائِي إِلَهِي إِنْ حَرَمْتَنِي رُؤْيَةَ مُحَمَّدٍ ص فِي دَارِ السَّلَامِ وَ أَعْدَمْتَنِي طَوَافَ الْوُصَفَاءِ مِنَ الْخُدَّامِ وَ صَرَفْتَ وَجْهَ تَأْمِيلِي بِالْخَيْبَةِ فِي دَارِ الْمُقَامِ فَغَيْرَ ذَلِكَ مَنَّتْنِي نَفْسِي مِنْكَ يَا ذَا الْفَضْلِ وَ الْإِنْعَامِ إِلَهِي وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَوْ قَرَّنْتَنِي فِي الْأَصْفَادِ طُولَ الْأَيَّامِ وَ مَنَعْتَنِي سَيْبَكَ مِنْ بَيْنِ الْأَنَامِ وَ حُلْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَ الْكِرَامِ مَا قَطَعْتُ رَجَائِي مِنْكَ وَ لَا صَرَفْتُ وَجْهَ انْتِظَارِي لِلْعَفْوِ عَنْكَ إِلَهِي لَوْ لَمْ تَهْدِنِي لِلْإِسْلَامِ [إِلَى الْإِسْلَامِ] مَا اهْتَدَيْتُ وَ لَوْ لَمْ تَرْزُقْنِي الْإِيمَانَ بِكَ مَا آمَنْتُ وَ لَوْ لَمْ تُطْلِقْ لِسَانِي بِدُعَائِكَ مَا دَعَوْتُ وَ لَوْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حَلَاوَةَ مَعْرِفَتِكَ مَا عَرَفْتُ وَ لَوْ لَمْ تُبَيِّنْ لِي
شَدِيدَ عِقَابِكَ مَا اسْتَجَرْتُ إِلَهِي أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ وَ هُوَ التَّوْحِيدُ وَ لَمْ أَعْصِكَ فِي أَبْغَضِ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ وَ هُوَ الْكُفْرُ فَاغْفِرْ لِي مَا بَيْنَهُمَا إِلَهِي أُحِبُّ طَاعَتَكَ وَ إِنْ قَصَّرْتُ عَنْهَا وَ أَكْرَهُ مَعْصِيَتَكَ وَ إِنْ رَكِبْتُهَا فَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا وَ خَلِّصْنِي مِنَ النَّارِ وَ إِنْ اسْتَوْجَبْتُهَا إِلَهِي إِنْ أَقْعَدَنِي التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبْقِ مَعَ الْأَبْرَارِ فَقَدْ أَقَامَتْنِي الثِّقَةُ بِكَ عَلَى مَدَارِجِ الْأَخْيَارِ إِلَهِي قَلْبٌ حَشَوْتَهُ مِنْ مَحَبَّتِكَ فِي دَارِ الدُّنْيَا كَيْفَ تَطَّلِعُ عَلَيْهِ نَارٌ مُحْرِقَةٌ فِي لَظًى إِلَهِي نَفْسٌ أَعْزَزْتَهَا بِتَأْيِيدِ إِيمَانِكَ كَيْفَ تُذِلُّهَا بَيْنَ أَطْبَاقِ نِيرَانِكَ إِلَهِي لِسَانٌ كَسَوْتَهُ مِنْ تَمَاجِيدِكَ أَنِيقَ [أتين] أَثْوَابِهَا كَيْفَ تَهْوِي إِلَيْهِ مِنَ النَّارِ مُشْتَغِلَاتُ الْتِهَابِهَا إِلَهِي كُلُّ مَكْرُوبٍ إِلَيْكَ يَلْتَجِئُ وَ كُلُّ مَحْزُونٍ إِيَّاكَ يَرْتَجِي إِلَهِي سَمِعَ الْعَابِدُونَ بِجَزِيلِ ثَوَابِكَ فَخَشَعُوا وَ سَمِعَ الزَّاهِدُونَ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ فَقَنِعُوا وَ سَمِعَ الْمُوَلُّونَ عَنِ الْقَصْدِ بِجُودِكَ فَرَجَعُوا وَ سَمِعَ الْمُجْرِمُونَ بِسَعَةِ غُفْرَانِكَ فَطَمِعُوا وَ سَمِعَ الْمُؤْمِنُونَ بِكَرَمِ عَفْوِكَ وَ فَضْلِ عَوَارِفِكَ فَرَغِبُوا حَتَّى ازْدَحَمَتْ مَوْلَايَ بِبَابِكَ عَصَائِبُ الْعُصَاةِ مِنْ عِبَادِكَ وَ عَجَّتْ إِلَيْكَ مِنْهُمْ عَجِيجَ الضَّجِيجِ بِالدُّعَاءِ فِي بِلَادِكَ وَ لِكُلٍّ أَمَلٌ قَدْ سَاقَ صَاحِبَهُ إِلَيْكَ مُحْتَاجاً وَ قَلْبٌ تَرَكَهُ وَجِيبُ خَوْفِ الْمَنْعِ مِنْكَ مُهْتَاجاً وَ أَنْتَ الْمَسْئُولُ الَّذِي لَا تَسْوَدُّ لَدَيْهِ وُجُوهُ الْمَطَالِبِ وَ لَمْ تَرْزَأْ بِنَزِيلِهِ قَطِيعَاتُ الْمَعَاطِبِ إِلَهِي إِنْ أَخْطَأْتُ طَرِيقَ النَّظَرِ لِنَفْسِي بِمَا فِيهِ كَرَامَتُهَا فَقَدْ أَصَبْتُ طَرِيقَ الْفَزَعِ إِلَيْكَ بِمَا فِيهِ سَلَامتَهُا إِلَهِي إِنْ كَانَتْ نَفْسِي اسْتَسْعَدَتْنِي مُتَمَرِّدَةً عَلَى مَا يُرْدِيهَا فَقَدِ اسْتَسْعَدْتُهَا الْآنَ بِدُعَائِكَ عَلَى مَا يُنْجِيهَا إِلَهِي إِنْ عَدَانِيَ الِاجْتِهَادُ فِي ابْتِغَاءِ مَنْفَعَتِي فَلَمْ يَعْدُنِي بِرُّكَ بِمَا فِيهِ مَصْلَحَتِي إِلَهِي إِنْ قَسَطْتُ فِي الْحُكْمِ عَلَى نَفْسِي بِمَا فِيهِ حَسْرَتُهَا فَقَدْ أَقْسَطْتُ الْآنَ بِتَعْرِيفِي إِيَّاهَا مِنْ رَحْمَتِكَ إِشْفَاقَ رَأْفَتِهَا إِلَهِي أَجْحَفَ بِي قِلَّةُ الزَّادِ فِي الْمَسِيرِ