کتابخانه روایات شیعه
فكم يومئذ من كبد مقروحة و عيون مسفوحة و لاطمة خدها و مستندبة جدها و من منشور شعرها و مهتوك سترها فأسعدوني أيها الناس بالبكاء و العويل و اندبوا لمن اهتز لفقده عرش الجليل و اسكبوا العبرات على الغريب القتيل
وَ جُرِّعَ كَأْسُ الْمَوْتِ بِالطَّفِّ أَنْفُساً
كِرَاماً وَ كَانُوا لِلرَّسُولِ وَدَائِعاً
و بدل سعد الشم من آل هاشم
بنحس و كانوا كالبدور طوالعا
.
قَالَتْ سَكِينَةُ لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ ع اعْتَنَقْتُهُ فَأُغْمِيَ عَلَيَّ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ
شِيعَتِي مَا إِنْ شَرِبْتُمْ رَيَّ عَذْبٍ فَاذْكُرُونِي
أَوْ سَمِعْتُمْ بِغَرِيبٍ أَوْ شَهِيدٍ فَانْدُبُونِي
.
فَقَامَتْ مَرْعُوبَةً قَدْ قُرِحَتْ مَآقِيهَا وَ هِيَ تَلْطِمُ عَلَى خَدَّيْهَا وَ إِذَا بِهَاتِفٍ يَقُولُ
بَكَتِ الْأَرْضُ وَ السَّمَاءُ عَلَيْهِ
بِدُمُوعٍ غَزِيرَةٍ وَ دِمَاءٍ
يَبْكِيَانِ الْمَقْتُولَ فِي كَرْبَلَاءَ
بَيْنَ غَوْغَاءِ أُمَّةٍ أَدْعِيَاءٍ
مُنِعَ الْمَاءَ وَ هُوَ عَنْهُ قَرِيبٌ
عَيْنٌ أَبْكَى الْمَمْنُوعَ شُرْبَ الْمَاءِ
.
إن أحسن نظم اللافظ و نثره و أبلغ وعظ الواعظ و زجره كلام من تطمئن القلوب بذكره قال الله تعالى و بقوله يهتدي المهتدون وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ .
الْخُطْبَةُ الْمُونِقَةُ لِعَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع
حَمِدْتُ مَنْ عَظُمَتْ مِنَّتُهُ وَ سَبَغَتْ نِعْمَتُهُ وَ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُهُ وَ نَفَذَتْ مَشِيَّتُهُ وَ بَلَغَتْ حُجَّتُهُ وَ عَدَلَتْ قَضِيَّتُهُ حَمِدْتُ حَمْدَ مُقِرٍّ بِرُبُوبِيَّتِهِ مُتَخَضِّعٍ لِعُبُودِيَّتِهِ مُتَنَصِّلٍ مِنْ خَطِيئَتِهِ مُعْتَرِفٍ بِتَوْحِيدِهِ مُسْتَعِيذٍ مِنْ وَعِيدِهِ مُؤَمِّلٍ مِنْ رَبِّهِ مَغْفِرَةً تُنْجِيهِ يَوْمَ يَشْغَلُ عَنْ فَصِيلَتِهِ وَ بَنِيهِ وَ نَسْتَعِينُهُ وَ نَسْتَرْشِدُهُ وَ نُؤْمِنُ بِهِ وَ نَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَ شَهِدْتُ لَهُ بِضَمِيرٍ مُخْلِصٍ مُوقِنٍ وَ
فَرَّدْتُهُ تَفْرِيدَ مُؤْمِنٍ مُتْقِنٍ وَ وَحَّدْتُهُ تَوْحِيدَ عَبْدٍ مُذْعِنٍ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلْكِهِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ فِي صُنْعِهِ جَلَّ عَنْ مُشِيرٍ وَ وَزِيرٍ وَ تَنَزَّهَ عَنْ مِثْلٍ [مَثِيلٍ] وَ نَظِيرٍ عَلِمَ فَسَتَرَ وَ بَطَنَ فَخَبَرَ وَ مَلَكَ فَقَهَرَ وَ عُصِيَ فَغَفَرَ وَ عُبِدَ فَشَكَرَ وَ حَكَمَ فَعَدَلَ وَ تَكَرَّمَ وَ تَفَضَّلَ لَمْ يَزَلْ وَ لَا يَزُولُ وَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ رَبٌّ مُتَفَرِّدٌ بِعِزَّتِهِ مُتَمَلِّكٌ بِقُوَّتِهِ مُتَقَدِّسٌ بِعُلُوِّهِ مُتَكَبِّرٌ بِسُمُوِّهِ لَيْسَ يُدْرِكُهُ بَصَرٌ وَ لَمْ يُحِطْ بِهِ نَظَرٌ قَوِيٌّ مَنِيعٌ بَصِيرٌ سَمِيعٌ عَلِيٌّ حَكِيمٌ رَءُوفٌ رَحِيمٌ عَزِيزٌ عَلِيمٌ عَجَزَ فِي وَصْفِهِ مَنْ يَصِفُهُ وَ ضَلَّ فِي نَعْتِهِ مَنْ يَعْرِفُهُ قَرُبَ فَبَعُدَ وَ بَعُدَ فَقَرُبَ يُجِيبُ دَعْوَةَ مَنْ يَدْعُوهُ وَ يَرْزُقُ عَبْدَهُ وَ يَحْبُوهُ ذُو لُطْفٍ خَفِيٍّ وَ بَطْشٍ قَوِيٍّ وَ رَحْمَةٍ مُوَسَّعَةٍ وَ عُقُوبَةٍ مُوجِعَةٍ رَحْمَتُهُ جَنَّةٌ عَرِيضَةٌ مُونِقَةٌ وَ عُقُوبَتُهُ جَحِيمٌ مُؤْصَدَةٌ مُوبِقَةٌ وَ شَهِدْتُ بِبَعْثِ مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَ رَسُولِهِ وَ صَفِيِّهِ وَ حَبِيبِهِ وَ خَلِيلِهِ بَعَثَهُ فِي خَيْرِ عَصْرِ وَ فِي حِينِ فَتْرَةٍ وَ كُفْرٍ رَحْمَةً لِعَبِيدِهِ وَ مِنَّةً لِمَزِيدِهِ خَتَمَ بِهِ نُبُوَّتَهُ وَ قَوَّى بِهِ حُجَّتَهُ فَوَعَظَ وَ نَصَحَ وَ بَلَّغَ وَ كَدَحَ رَءُوفٌ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَحِيمٌ وَلِيُّ سَخِيٌّ زَكِيٌّ رَضِيٌّ عَلَيْهِ رَحْمَةٌ وَ تَسْلِيمٌ وَ بَرَكَةٌ وَ تَعْظِيمٌ وَ تَكْرِيمٌ مِنْ رَبٍّ غَفُورٍ رَحِيمٍ قَرِيبٍ مُجِيبٍ وَصَّيْتُكُمْ مَعْشَرَ مَنْ حَضَرَنِي بِتَقْوَى رَبِّكُمْ وَ ذَكَّرْتُكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ فَعَلَيْكُمْ بِرَهْبَةٍ [بِرَحْمَةٍ] تُسْكِنُ قُلُوبَكُمْ وَ خَشْيَةٍ تُذْرِي دُمُوعَكُمْ وَ تَقِيَّةٍ تُنْجِيكُمْ يَوْمَ يُذْهِلُكُمْ وَ تُبْلِيكُمْ يَوْمَ يَفُوزُ فِيهِ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُ حَسَنَتِهِ وَ خَفَّ وَزْنُ سَيِّئَتِهِ وَ لْتَكُنْ مَسْأَلَتُكُمْ مَسْأَلَةَ ذُلٍّ وَ خُضُوعٍ وَ شُكْرٍ وَ خُشُوعٍ وَ تَوْبَةٍ وَ نُزُوعٍ وَ نَدَمٍ وَ رُجُوعٍ وَ لِيَغْتَنِمْ كُلُّ مُغْتَنِمٍ مِنْكُمْ صِحَّتَهُ قَبْلَ سُقْمِهِ وَ شيبته [شَبِيبَتَهُ] قَبْلَ هَرَمِهِ وَ سَعَتَهُ قَبْلَ عَدَمِهِ وَ خَلْوَتَهُ قَبْلَ شُغْلِهِ وَ حَضَرَهُ
قَبْلَ سَفَرِهِ قَبْلَ هُوَ يَكْبُرَ وَ يَهْرَمَ وَ يَمْرَضَ وَ يَسْقَمَ وَ يَمَلَّهُ طَبِيبُهُ وَ يُعْرِضَ عَنْهُ حَبِيبُهُ وَ يَتَغَيَّرَ عَقْلُهُ وَ يَنْقَطِعَ عُمُرُهُ ثُمَّ قِيلَ هُوَ مَوْعُوكٌ وَ جِسْمُهُ مَنْهُوكٌ قَدْ جَدَّ فِي نَزْعٍ شَدِيدٍ وَ حَضَرَهُ كُلُّ قَرِيبٍ وَ بَعِيدٍ فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ وَ طَمَحَ بِنَظَرِهِ وَ رَشَحَ جَبِينُهُ وَ سَكَنَ حَنِينُهُ وَ جَذَبَتْ نَفْسُهُ وَ نُكِبْتَ عِرْسُهُ وَ حُفِرَ رَمْسُهُ وَ يُتِمَ مِنْهُ وُلْدُهُ وَ تَفَرَّقَ عَنْهُ عَدَدُهُ وَ قُسِمَ جَمْعُهُ وَ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَ سَمْعُهُ وَ كُفِّنَ وَ مُدِّدَ وَ وُجِّهَ وَ جُرِّدَ وَ غُسِّلَ وَ عُرِّيَ وَ نُشِّفَ وَ سُجِّيَ وَ بُسِطَ لَهُ وَ هُيِّئَ وَ نُشِرَ عَلَيْهِ كَفَنُهُ وَ شُدَّ مِنْهُ ذَقَنُهُ وَ قُمِّصَ وَ عُمِّمَ وَ لُفَّ وَ وُدِّعَ وَ سُلِّمَ وَ حُمِلَ فَوْقَ سَرِيرٍ وَ صُلِّيَ عَلَيْهِ بِتَكْبِيرٍ وَ نُقِلَ مِنْ دُورٍ مُزَخْرَفَةٍ وَ قُصُورٍ مُشَيَّدَةٍ وَ حَجَرٍ مُنَضَدَّةٍ فَجُعِلَ فِي ضَرِيحٍ مَلْحُودٍ ضَيِّقٍ مَرْصُوصٍ بِلَبِنٍ مَنْضُودٍ مُسَقَّفٍ بِجُلْمُودٍ وَ هِيلَ عَلَيْهِ حَفْرُهُ وَ حُشِيَ عَلَيْهِ مَدَرَةٌ فَتَحَقَّقَ حَذَرُهُ وَ نُسِيَ خَبَرُهُ وَ رَجَعَ عَنْهُ وَلِيُّهُ وَ نَدِيمُهُ وَ نَسِيبُهُ وَ حَمِيمُهُ وَ تَبَدَّلَ بِهِ قَرِينُهُ وَ حَبِيبُهُ وَ صَفِيُّهُ وَ نَدِيمُهُ فَهُوَ حَشْوُ قَبْرٍ وَ رَهِينُ قَفْرٍ يَسْعَى فِي جِسْمِهِ دُودُ قَبْرِهِ وَ يَسِيلُ صَدِيدُهُ مِنْ مَنْخِرِهِ وَ يُسْحَقُ ثَوْبُهُ وَ لَحْمُهُ وَ يَنْشُفُ دَمُهُ وَ يَرِقُّ عَظْمُهُ حَتَّى يَوْمَ حَشْرِهِ فَيُنْشَرُ مِنْ قَبْرِهِ وَ يُنْفَخُ فِي صُوْرٍ وَ يُدْعَى لِحَشْرٍ وَ نُشُورٍ فَثَمَّ بُعْثِرَتْ قُبُورٌ وَ حُصِّلَتْ صُدُورٌ وَ جِيءَ بِكُلِّ نَبِيٍّ وَ صِدِّيقٍ وَ شَهِيدٍ مِنْطِيقٍ وَ تَوَلَّى لِفَصْلِ حُكْمِهِ رَبٌّ قَدِيرٌ بِعَبِيدِهِ خَبِيرُ بَصِيرٌ فَكَمْ مِنْ زَفْرَةٍ تُضْنِيهِ وَ حَسْرَةٍ تُنْضِيهِ فِي مَوْقِفٍ مَهُولٍ عَظِيمٍ وَ مَشْهَدٍ جَلِيلٍ جَسِيمٍ بَيْنَ يَدَيْ مَلِيكٍ كَرِيمٍ بِكُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ عَلِيمٍ حِينَئِذٍ يُلْجِمُهُ عَرَقُهُ وَ يَحْفِزُهُ قَلَقُهُ عَبْرَتُهُ غَيْرُ مَرْحُومَةٍ وَ صَرْخَتُهُ غَيْرُ مَسْمُوعَةٍ وَ حُجَّتُهُ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ وَ تَئُولُ صَحِيفَتُهُ وَ تَبِينُ جَرِيرَتُهُ وَ نَطَقَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ
بِسُوءِ عَمَلِهِ فَشَهِدَتْ عَيْنُهُ بِنَظَرِهِ وَ يَدُهُ بِبَطْشِهِ وَ رِجْلُهُ بِخَطْوِهِ وَ جِلْدُهُ بِمَسِّهِ وَ فَرْجُهُ بِلَمْسِهِ وَ يُهَدِّدُهُ مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ وَ كَشَفَ عَنْهُ بَصِيرٌ فَسُلْسِلَ جِيدُهُ وَ غَلَتْ يَدُهُ وَ سِيقَ يُسْحَبُ وَحْدَهُ فَوَرَدَ جَهَنَّمَ بِكَرْبٍ شَدِيدٍ وَ ظِلٍّ يُعَذَّبُ فِي جَحِيمٍ وَ يُسْقَى شَرْبَةً مِنْ حَمِيمٍ تُشْوِي وَجْهَهُ وَ تَسْلَخُ جِلْدَهُ يَضْرِبُهُ زَبِينَتُهُ بِمِقْمَعٍ مِنْ حَدِيدٍ يَعُودُ جِلْدُهُ بَعْدَ نُضْجِهِ بِجِلْدٍ جَدِيدٍ يَسْتَغِيثُ فَيَعْرِضُ عَنْهُ خَزَنَةُ جَهَنَّمَ وَ يَسْتَصْرِخُ فَيَلْبَثُ حُقْبَهُ بِنَدَمٍ نَعُوذُ بِرَبٍّ قَدِيرٍ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَصِيرٍ وَ نَسْأَلُهُ عَفْوَ مَنْ رَضِيَ عَنْهُ وَ مَغْفِرَةَ مَنْ قَبِلَ مِنْهُ فَهُوَ وَلِيُّ مَسْأَلَتِي وَ مُنْجِحٌ طَلِبَتِي فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ تَعْذِيبِ رَبِّهِ سَكَنَ فِي جَنَّتِهِ بِقُرْبِهِ وَ خُلِّدَ فِي قُصُورٍ مُشَيَّدَةٍ وَ مُكِّنَ مِنْ حُورٍ عِينٍ وَ حَفَدَةٍ وَ طِيفَ عَلَيْهِ بِكُئُوسٍ وَ سَكَنَ حَظِيرَةَ فِرْدَوْسٍ وَ تَقَلَّبَ فِي نَعِيمٍ وَ سُقِيَ مِنْ تَسْنِيمٍ وَ شَرِبَ مِنْ عَيْنٍ سَلْسَبِيلٍ مَمْزُوجَةٍ بِزَنْجَبِيلٍ مَخْتُومَةٍ بِمِسْكٍ وَ عَبِيرٍ مُسْتَدِيمٍ لِلْحُبُورِ مُسْتَشْعِرٍ لِلسُّرُورِ يَشْرَبُ مِنْ خُمُورٍ فِي رَوْضٍ مُشْرِقٍ مُغْدِقٍ لَيْسَ يَصْدَعُ مِنْ شُرْبِهِ وَ لَيْسَ يُنْزَفُ هَذِهِ مَنْزِلَةُ مَنْ خَشِيَ رَبَّهُ وَ حَذَّرَ نَفْسَهُ وَ تِلْكَ عُقُوبَةُ مَنْ عَصَى مُنْشِيَهُ وَ سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ مَعْصِيَةَ مُبْدِيهِ ذَلِكَ قَوْلٌ فَصْلٌ وَ حُكْمٌ عَدْلٌ خَيْرُ قِصَصٍ قُصَّ وَ وَعْظٍ بِهِ نُصَ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ نَزَلَ بِهِ رُوحُ قُدُسٍ مُبِينٍ عَلَى نَبِيٍّ مُهْتَدٍ مَكِينٍ صَلَّتْ عَلَيْهِ رُسُلٌ سَفَرَةٌ مُكْرَمُونَ بَرَرَةٌ عُذْتُ بِرَبٍّ رَحِيمٍ مِنْ شَرِّ كُلِّ رَجِيمٍ فَلْيَتَضَرَّعْ مُتَضَرِّعُكُمْ وَ لْيَبْتَهِلْ مُبْتَهِلُكُمْ فَسَنَسْتَغْفِرُ رَبَّ كُلِّ مَرْبُوبٍ لِي وَ لَكُمْ.
خطبة مجنسة للشيخ زين الدين علي بن يونس البياضي
قدس الله سره و بحضيره القدس سره و هي الحمد لله الذي خلق نوع الإنسان فسواه و عدله و الجنان الحسان على الإحسان وعده و عدله هناه بما أولاه
في أولاه و في أخراه أعد له و شرفه على كثير من عباده و فضله و سلخ له الليل من النهار و فض له و دثره بنور الإسلام و زمله و جمع له أصناف الخيرات و زم له و أعانه على ما هم به و أم له و كان له خير مأمول أمله و جمع له أصناف الخيرات و جم له و بنعمه العظيمة زينه و جمله و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و لا نصير شهادة نقصم بها ظهور الملحدين و نصير و أشهد أن محمدا عبده و رسوله الذي كان في البرية أمة المبعوث إلى أوسط أمة في خير زمان و أمة المنعوت بحسن الخلق و الأمة صلى الله عليه و على آله الكرام و صحابه ما غيث ببركته الوجود و صحا به صلاة مسرعة إلى نحوهم و جادة سالكة إليهم كل سبيل و جادة أيها الناس كأني بكم و جنود الموت ناشبة مخلابها و كل واحد منكم من حذاره مخلى بها بعد أن حشرجت نفوسكم بحناجركم و صدوركم و قعدت بكم المنية عن ورودكم و صدوركم فأوحى أحدكم إلى أصغر أولاده و أوصى به و ترادف ألمه من أوجاعه و أوصابه فكم من لاه و غافل وعى بكم و كم من عدو شمت بكم و عابكم ثم صرتم بعد ذلك إلى قبوركم و لحودكم و عرض على النار غدوا و عشيا فاجركم و لحودكم فمزقت من أحدكم جلده و أوصاله و نسيه من ورث ماله و أوصى له ثم أتتكم نفخة الملك إسرافيل فنشرتم و أعرضتم و حاسبكم الملك الجليل على ما عليه قدمتم و عنه أعرضتم فإما إلى عذاب مقيم و حميم لا ينقذكم منه صديق و لا حميم و إما إلى ثواب دائم و نعيم نسبح في أنواع لذاته و نعيم فلا تغتر أيها الغافل بالذي استدرجك به و أمهلك فلست تدري أ غيرك نجا في الآخرة أم هلك [و أطفئ] ببرد التوبة ما وقد من
نيران المعصية و أج لك و اشكر الذي بسط رزقه عليك و أجلك أ ليس بإنعامه الجسام خصك و جاد لك فما حالك إذا أوقفك غدا للحساب و جادلك أ ليس قد يسر لك مطعمك و منهلك و بين لك سبيل الناجي و من هلك فالبدار البدار إلى ما وعد به إلهنا لتناديكم سكان الجنان الحسان إلى هنا و الحذار الحذار مما حرم عليكم و حظر فليتنبه لذلك من غاب منكم أو من حضر إن أحسن لفظ كل لافظ و قار و أبلغ وعظ من للعلم بالعمل يقارن كلام الله الذي اعترف بإعجازه كل موال و معاد و هو لمنظوم الحكم و منثورها معادن قال جل من قائل إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ
خطبة و وعظ آخر في التجنيس
من جمع الكفعمي إبراهيم بن علي الجبعي عفا الله عنه الحمد لله الذي كل وجود و جود أناله و إذا ذكر العفو عن العصاة قال سبحانه أنا له الذي انحسرت دون إدراك عظمته الأوهام فلا تنال إجلاله و كشف ظلم الباطل بنور الحق و نفس صبح [بصبح] الدين و أجلى له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تزيح عن الشاهد بها إعلاله و الله بها يوم القيامة في أعلى عليين أعلى له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله الذي قصرت الألسن الناطقة عن وصف إفضاله إذ كل مجد في الزمان خلا له و حضرت الأفئدة الواعية عن نعت كماله فلا نجد في بشر في العالم خلاله صلى الله عليه و آله صلاة تقر بها عينه و تسني بها أفعاله و أقواله و يكون يوم المقام المحمود الذي وعد به أزكى له و أقوى له ابن آدم انتبه لما أنت به و لا تغتر بدنيا ليس فيها صاف و لا معين و لا مصاف و لا معين و لا من يفي للعشير و لا من يوافي بالعشير و لا حالف صادق في اليمين و لا سالك
من أصحاب اليمين فهي إن عذبت عذبت أو انحلت أنحلت أو حلت أوحلت أو كست أوكست بل إن أورت زندا جذمت زندا أو نصبت عمدا أصمت عمدا أو نظمت عقدا بتت عقدا أو أجدت وجدا جلبت وجدا بل إن وصلت ألفا قطعت ألفا أو أبدت نصفا قدت نصفا أو أمطت طرفا سهدت طرفا أو أرضعت خلفا أسدت خلفا بل قد خانت حلفا و مانت حلفا و أولت ضعفا و منعت ضعفا و تركت عطفا و ثنت عطفا فالنفس منها تلفى تلفى
تمنيت أن تحيا حياة هنيئة
و أن لا ترى مد الزمان بلابلا
رويدك هذا الدار سجن و قلما
يمر على المسجون يوم بلا بلا
.
فالسعيد من خرب رباعها و إذا [إن] مدت إليه باعها باعها فاركض في ميدان الصالحين طرقك و أجل في طرائقهم طرفك تجدهم قد هجروا لأجل الله حلالهم و غير ذكره ما حلا لهم و انظر إلى من كانت تغلي قدورهم و لا تغلق دورهم و انظر إلى مجالس جودهم و مجال سجودهم بأحلام عاني بأحلى معان و انظر إلى فضلهم و معدودهم كيف أضحوا مع دودهم و نالوا بطاعتهم الأماني في السرور و الأمان فأقسم بالبيت ذي الحرم و العاكفين في الحرم أنه لا يغني الاغتسال بالذنوب من الانغماس في الذنوب و لا ترى من أهوال القيامة مسالك الخلاص و لو أن لك ملء الأرض من سبائك الخلاص
لعمرك ما تغني المغاني و لا الغنى
إذا سكن المثوى الثرى و ثوى به
فخذ في مراضي الله بالمال راضيا
بما تقتني من أجره و ثوابه
.