کتابخانه روایات شیعه
مِنْ أَنْ أَسْتَكْبِرَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُصِرَّ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا قَصَّرْتُ فِيهِ وَ أَسْتَعِينُ بِكَ عَلَى مَا عَجَزْتُ عَنْهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ هَبْ لِي مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَكَ وَ عَافِنِي مِمَّا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ وَ أَجِرْنِي مِمَّا يَخَافُهُ أَهْلُ الْإِسَاءَةِ فَإِنَّكَ مَلِيءٌ بِالْعَفْوِ مَرْجُوٌّ لِلْمَغْفِرَةِ مَعْرُوفٌ بِالتَّجَاوُزِ فَلَيْسَ لِحَاجَتِي مَطْلَبٌ سِوَاكَ وَ لَا لِذَنْبِي غَافِرٌ غَيْرُكَ حَاشَاكَ وَ لَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا إِيَّاكَ إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْضِ حَاجَتِي وَ أَنْجِحْ [لِي] طَلِبَتِي وَ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَ آمِنْ خَوْفَ نَفْسِي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع فِي طَلَبِ الْعَفْوِ وَ الرَّحْمَةِ وَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَدْعِيَةِ الصَّحِيفَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اكْسِرْ شَهْوَتِي عَنْ كُلِّ مَحْرَمٍ [مُحَرَّمٍ] وَ ازْوِ حِرْصِي عَنْ كُلِّ مَأْثَمٍ وَ امْنَعْنِي عَنْ أَذَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ وَ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ اللَّهُمَّ وَ أَيُّمَا عَبْدٍ نَالَ مِنِّي مَا حَظَرْتَ عَلَيْهِ وَ انْتَهَكَ مِنِّي مَا حَجَزْتَ عَلَيْهِ فَمَضَى بِظُلَامَتِي مَيِّتاً أَوْ حَصَلَتْ لِي قِبَلَهُ حَيّاً فَاغْفِرْ لَهُ مَا أَلَمَّ بِهِ مِنِّي وَ اعْفُ لَهُ عَمَّا أَدْبَرَ بِهِ عَنِّي وَ لَا تَقِفْهُ عَمَّا ارْتَكَبَ فِيَّ وَ لَا تَكْشِفْهُ عَمَّا اكْتَسَبَ بِي وَ اجْعَلْ مَا سَمَحْتُ بِهِ مِنَ الْعَفْوِ عَنْهُمْ وَ تَبَرَّعْتُ بِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ أَزْكَى صَدَقَاتِ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ أَعْلَى صِلَاتِ الْمُتَقَرِّبِينَ وَ عَوِّضْنِي مِنْ عَفْوِي [لَهُمْ] عَنْهُمْ عَفْوَكَ وَ مِنْ دُعَائِي لَهُمْ رَحْمَتَكَ حَتَّى يَسْعَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بِفَضْلِكَ وَ يَنْجُوَ كُلٌّ مِنَّا بِمَنِّكَ اللَّهُمَّ وَ أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ أَدْرَكَهُ مِنِّي دَرَكٌ أَوْ مَسَّهُ مِنْ نَاحِيَتِي أَذًى أَوْ لَحِقَهُ بِي أَوْ بِسَبَبِي ظُلْمٌ فَفُتَّهُ بِحَقِّهِ أَوْ سَبَقْتُهُ بِمَظْلِمَتِهِ [بمظلته] فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَرْضِهِ عَنِّي مِنْ وُجْدِكَ وَ أَوْفِهِ حَقَّهُ مِنْ عِنْدِكَ ثُمَّ قِنِي مَا يُوجِبُ لَهُ حُكْمَكَ وَ خَلِّصْنِي مِمَّا يَحْكُمُ بِهِ عَدْلُكَ فَإِنَّ قُوَّتِي لَا تَسْتَقِلُّ بِنَقِمَتِكَ وَ إِنَّ طَاقَتِي لَا تَنْهَضُ بِسَخَطِكَ فَإِنَّكَ إِنْ تُكَافِنِي بِالْحَقِّ تُهْلِكْنِي وَ إِلَّا تَغَمَّدْنِي بِرَحْمَتِكَ تُوبِقْنِي
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْهِبُكَ يَا إِلَهِي مَا لَا يَنْقُصُكَ بَذْلُهُ وَ أَسْتَحْمِلُكَ مَا لَا يَبْهَظُكَ حَمْلُهُ أَسْتَوْهِبُك يَا إِلَهِي نَفْسِيَ الَّتِي لَمْ تَخْلُقْهَا لِتَمْتَنِعَ بِهَا مِنْ سُوءٍ أَوْ لِتَطَرَّقَ بِهَا إِلَى نَفْعٍ وَ لَكِنْ أَنْشَأْتَهَا إِثْبَاتاً لِقُدْرَتِكَ عَلَى مِثْلِهَا وَ احْتِجَاجاً بِهَا عَلَى شَكْلِهَا وَ أَسْتَحْمِلُكَ مِنْ ذُنُوبِي مَا قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ وَ أَسْتَعِينُ بِكَ عَلَى مَا قَدْ فَدَحَنِي ثِقْلُهُ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ هَبْ لِنَفْسِي عَلَى ظُلْمِهَا نَفْسِي وَ وَكِّلْ رَحْمَتَكَ بِاحْتِمَالِ إِصْرِي فَكَمْ قَدْ لَحِقَتْ رَحْمَتُكَ بِالْمُسِيئِينَ وَ كَمْ قَدْ شَمِلَ عَفْوُكَ الظَّالِمِينَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنِي أُسْوَةَ مَنْ قَدْ أَنْهَضْتَهُ بِتَجَاوُزِكَ عَنْ مَصَارِعِ الْخَاطِئِينَ وَ خَلَّصتَهُ بِتَوْفِيقِكَ مِنْ وَرَطَاتِ الْمُجْرِمِينَ فَأَصْبَحَ طَلِيقَ عَفْوِكَ مِنْ إِسَارِ سَخَطِكَ وَ عَتِيقِ صُنْعِكَ مِنْ وَثَاقِ عَدْلِكَ إِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ ذَلِكَ يَا إِلَهِي تَفْعَلْهُ بِمَنْ لَا يَجْحَدُ اسْتِحْقَاقَ عُقُوبَتِكَ وَ لَا يُبْرِئُ نَفْسَهُ مِنِ اسْتِيجَابِ نَقِمَتِكَ تَفْعَلْ ذَلِكَ يَا إِلَهِي بِمَنْ خَوْفُهُ مِنْكَ أَكْثَرُ مِنْ طَمَعِهِ فِيكَ وَ بِمَنْ يَأْسُهُ مِنَ النَّجَاةِ أَوْكَدُ مِنْ رَجَائِهِ لِلْخَلَاصِ لَا أَنْ يَكُونَ يَأْسُهُ قُنُوطاً أَوْ أَنْ يَكُونَ طَمَعُهُ اغْتِرَاراً بَلْ لِقِلَّةِ حَسَنَاتِهِ بَيْنَ سَيِّئَاتِهِ وَ ضَعْفِ حُجَجِهِ فِي جَمِيعِ تَبِعَاتِهِ فَأَمَّا أَنْتَ يَا إِلَهِي فَأَهْلٌ أَنْ لَا يَغْتَرَّ بِكَ الصِّدِّيقُونَ وَ لَا يَيْأَسَ مِنْكَ الْمُجْرِمُونَ لِأَنَّكَ [أَنْتَ] الرَّبُّ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا يَمْنَعُ أَحَداً فَضْلَهُ وَ لَا يَسْتَقْصِي مِنْ أَحَدٍ حَقِّهُ تَعَالَى ذِكْرُكَ عَنِ الْمَذْكُورِينَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ عَنِ الْمَنْسُوبِينَ وَ فَشَتْ نِعْمَتُكَ فِي جَمِيعِ الْمَخْلُوقِينَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ عَظِيمٌ مَرْوِيٌّ عَنِ النَّبِيِّ ص لِرَدِّ الْمَظَالِمِ ذَكَرَهُ ابْنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مُهَجِ الدَّعَوَاتِ وَ هُوَ يَا نُورَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ يَا غَوْثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَ يَا جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ أَنْتَ الْمُنْزَلُ بِكَ كُلُّ حَاجَةٍ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ مَظَالِمَ كَثِيرَةٍ لِعِبَادِكَ قِبَلِي اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ أَوْ أَمَةٍ مِنْ إِمَائِكَ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلِمَةٌ
ظَلَمْتُهَا إِيَّاهُ فِي نَفْسِهِ أَوْ فِي عِرْضِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي أَهْلِهِ وَ وَلَدِهِ أَوْ غَيْبَةٍ اغْتَبْتُهُ بِهَا أَوْ تَحَامُلٍ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أَوْ هَوًى أَوْ أَنَفَةٍ أَوْ حَمِيَّةٍ أَوْ رِيَاءٍ أَوْ عَصَبِيَّةٍ غَائِباً كَانَ أَوْ شَاهِداً وَ حَيّاً كَانَ أَوْ مَيِّتاً فَقَصُرَتْ يَدَيِ وَ ضَاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّهَا إِلَيْهِ وَ التَّحَلُّلِ مِنْهُ فَأَسْأَلُكَ يَا مَنْ يَمْلِكُ الْحَاجَاتِ وَ هِيَ مُسْتَجِيبَةٌ بِمَشِيَّتِهِ وَ مُسْرِعَةٌ إِلَى إِرَادَتِهِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِمَ شِئْتَ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِكَ ثُمَّ هَبْهَا لِي مِنْ لَدُنْكَ إِنَّهُ لَا تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ وَ لَا تَضُرُّكَ الْمَوْهِبَةُ رَبِّ أَكْرِمْنِي بِرَحْمَتِكَ وَ لَا تُهِنِّي بِذُنُوبِي إِنَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
قلت و ينبغي أن يصلي من عليه التبعات هذه الصلاة قبل هذا الدعاء.
و هي ما
رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُرْضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ خُصَمَاءَهُ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَيَّ وَقْتٍ شَاءَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى الْحَمْدَ مَرَّةً وَ التَّوْحِيدَ خَمْساً وَ عِشْرِينَ مَرَّةً وَ فِي الثَّانِيَةِ الْحَمْدَ وَ التَّوْحِيدَ خَمْسِينَ مَرَّةً وَ فِي الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ وَ التَّوْحِيدَ خَمْساً وَ سَبْعِينَ مَرَّةً وَ فِي الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ وَ التَّوْحِيدَ مِائَةَ مَرَّةٍ فَلَوْ كَانَ خُصَمَاؤُهُ عَدَدَ الرَّمْلِ لَأَرْضَاهُمُ اللَّهُ بِفَضْلِهِ وَ سَعَةِ رَحْمَتِهِ وَ يَمُرُّ الْمُصَلِّي إِلَى الْجَنَّةِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ بِغَيْرِ حِسَابٍ مَعَ أَوَّلِ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ذَكَرَ ذَلِكَ الْمُعِينُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ فِي كِتَابِ الْوَسَائِلِ إِلَى الْمَسَائِلِ
قلت و يدعو بعد هذه الصلاة أيضا
بِدُعَاءِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع فِي الِاعْتِذَارِ مِنْ تَبِعَاتِ الْعِبَادِ وَ مِنَ التَّقْصِيرِ فِي حُقُوقِهِمْ.
وَ هُوَ مِنْ أَدْعِيَةِ الصَّحِيفَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ مَظْلُومٍ ظُلِمَ بِحَضْرَتِي فَلَمْ أَنْصُرْهُ وَ مِنْ مَعْرُوفٍ أُسْدِيَ إِلَيَّ فَلَمْ أَشْكُرْهُ وَ مِنْ مُسِيءٍ اعْتَذَرَ إِلَيَّ فَلَمْ أَعْذِرْهُ وَ مِنْ ذِي فَاقَةٍ سَأَلَنِي فَلَمْ أُوثِرْهُ وَ مِنْ حَقِّ ذِي حَقٍّ لَزِمَنِي لِمُؤْمِنٍ فَلَمْ أُوقِرْهُ [أُوَفِّرْهُ] وَ مِنْ عَيْبِ مُؤْمِنٍ ظَهَرَ لِي فَلَمْ أَسْتُرْهُ وَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ عَرَضَ لِي فَلَمْ أَهْجُرْهُ أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ يَا إِلَهِي مِنْهُنَ
وَ مِنْ نَظَائِرِهِنَّ اعْتِذَارَ نَدَامَةٍ يَكُونُ وَاعِظاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ أَشْبَاهِهِنَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ نَدَامَتِي عَلَى مَا وَقَعْتُ فِيهِ مِنَ الزَّلَّاتِ وَ عَزْمِي عَلَى تَرْكِ مَا يَعْرِضُ لِي مِنَ السَّيِّئَاتِ تَوْبَةً تُوجِبُ لِي مَحَبَّتَكَ يَا مُحِبَّ التَّوَّابِينَ
ثم يدعو بدعائه ع أيضا يوم الإثنين و قد مر ذكره في الفصل السابع عشر في أدعية الليالي و الأيام قلت.
وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُؤَدِّيَ حَقَّ وَالِدَيْهِ فَلْيُصَلِّ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ- بِالْحَمْدِ مَرَّةً وَ آيَةِ الْكُرْسِيِّ وَ الْقَلَاقِلِ خَمْساً خَمْساً فَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَى خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً فَعَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَ جَعَلَ ثَوَابَهَا لِوَالِدَيْهِ فَقَدْ أَدَّى حَقَّهُمَا ذَكَرَ الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ ره فِي مُتَهَجِّدِهِ
الفصل الخامس و الثلاثون في الاستخارات
و هي كثيرة منها
استخارة الرقاع
و هي أعظمها مروية
عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَاكْتُبْ فِي ثَلَاثِ رِقَاعٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ افْعَلْ وَ فِي ثَلَاثٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ لَا تَفْعَلْ ثُمَّ ضَعِ السِّتَّ تَحْتَ مُصَلَّاكَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ وَ قُلْ مِائَةَ مَرَّةٍ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ اجْلِسْ وَ قُلِ اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ إِلَى الرِّقَاعِ فَشَوِّشْهَا وَ أَخْرِجْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَإِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ افْعَلْ فَافْعَلْ وَ إِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ لَا تَفْعَلْ فَلَا تَفْعَلْ وَ إِنْ خَرَجَ وَاحِدَةٌ افْعَلْ وَ الْأُخْرَى لَا تَفْعَلْ فَأَخْرِجْ مِنَ الرِّقَاعِ إِلَى خَمْسٍ فَانْظُرْ أَكْثَرَهَا فَاعْمَلْ بِهِ وَ دَعِ السَّادِسَةَ.
وَ مِنْهَا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ رُبَّمَا أَرَدْتُ الْأَمْرَ فَتَفَرَّقَ مِنِّي فَرِيقَانِ أَحَدُهُمَا يَأْمُرُنِي وَ الْآخَرُ يَنْهَانِي فَقَالَ ع إِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ اسْتَخِرِ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ [وَ مَرَّةً]
ثُمَّ انْظُرْ أَجْزَمَ الْأَمْرَيْنِ لَكَ فَافْعَلْهُ فَإِنَّ الْخِيَرَةَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ لْتَكُنِ اسْتِخَارَتُكَ فِي عَافِيَةٍ فَإِنَّهُ رُبَّمَا خُيِّرَ لِلرَّجُلِ فِي قَطْعِ يَدِهِ وَ مَوْتِ وَلَدِهِ وَ ذَهَابِ مَالِهِ.
وَ مِنْهَا عَنْهُمْ ع أَنْ يَنْوِيَ الْمُسْتَخِيرُ حَاجَتَهُ وَ يَكْتُبَ فِي رُقْعَةٍ لَا وَ فِي [الثَّانِيَةِ] الْأُخْرَى نَعَمْ وَ يَجْعَلُهُمَا فِي بُنْدُقَتَيْنِ طِينٍ ثُمَّ يَضَعُهُمَا تَحْتَ ذَيْلِهِ وَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشَاوِرُكَ فِي أَمْرِي هَذَا وَ أَنْتَ خَيْرُ مُسْتَشَارٍ [متشاور] وَ مُشِيرٍ فَأَشِرْ عَلَيَّ بِمَا فِيهِ صَلَاحٌ وَ حُسْنُ عَاقِبَةٍ وَ تُخْرِجُ وَاحِدَةً وَ تَعْمَلُ بِهَا.
وَ مِنْهَا عَنِ الرِّضَا ع وَ قَدِ اسْتَشَارَهُ عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ فِي الْخُرُوجِ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ إِلَى مِصْرٍ فَقَالَ ع لَهُ ايْتِ مَسْجِدَ النَّبِيِّ ص فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلَاةٍ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ اسْتَخِرِ اللَّهَ تَعَالَى مِائَةَ مَرَّةٍ وَ انْظُرْ أَيَّ شَيْءٍ يَقَعُ فِي قَلْبِكَ فَاعْمَلْ بِهِ
و منها ما
ذَكَرَهُ ابْنُ فَهْدٍ ره فِي مُوجَزِهِ أَنْ يَسْتَشِيرَ بَعْضَ إِخْوَانِهِ وَ يَسْأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُجْرِيَ عَلَى لِسَانِهِ الْخِيَرَةَ وَ يَفْعَلَ مَا يُشِيرُهُ عَلَيْهِ
و منها
أَنْ يَفْتَحَ الْمُصْحَفَ وَ يَنْظُرَ أَوَّلَ مَا فِيهِ ذَكَرَهُ ابْنُ فَهْدٍ فِي مُوجَزِهِ أَيْضاً .
و منها ما
ذَكَرَهُ الطُّوسِيُّ ره فِي مِصْبَاحِهِ عَنْهُمْ ع أَنَّهُ مَا اسْتَخَارَ عَبْدٌ سَبْعِينَ مَرَّةً بِهَذِهِ الِاسْتِخَارَةِ إِلَّا رَمَاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْخِيَرَةِ يَقُولُ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ وَ يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ وَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ وَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ خِرْ لِي فِي كَذَا وَ كَذَا.
وَ مِنْهَا مَا ذَكَرَهُ الْعَلَّامَةُ قَدَّسَ اللَّهُ سِرَّهُ فِي مِصْبَاحِهِ أَنَّ هَذِهِ الِاسْتِخَارَةَ مَرْوِيَّةٌ عَنْ صَاحِبِ الْأَمْرِ ع وَ هِيَ أَنْ يَقْرَأَ الْحَمْدَ عَشْراً فَثَلَاثاً فَمَرَّةً ثُمَّ يَقْرَأَ الْقَدْرَ عَشْراً ثُمَّ يَقُولَ ثَلَاثاً اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ لِعِلْمِكَ بِعَاقِبَةِ الْأُمُورِ وَ أَسْتَشِيرُكَ لِحُسْنِ ظَنِّي بِكَ فِي الْمَأْمُولِ وَ الْمَحْذُورِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ الْفُلَانِيُّ وَ تُسَمِّيهِ مِمَّا قَدْ نِيطَتْ بِالْبَرَكَةِ أَعْجَازُهُ وَ بَوَادِيهِ وَ حُفَّتْ بِالْكَرَامَةِ أَيَّامُهُ وَ لَيَالِيهِ فَخِرْ لِيَ اللَّهُمَّ فِيهِ خِيَرَةً تَرُدُّ شَمُوسَهُ ذَلُولًا وَ تَقْعَضُ أَيَّامَهُ
سُرُوراً اللَّهُمَّ إِمَّا أَمْرٌ فَآتَمِرَ وَ إِمَّا نَهْيٌ فَأَنْتَهِيَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِرَحْمَتِكَ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ يَقْبِضُ عَلَى قِطْعَةٍ مِنَ السُّبْحَةِ وَ يُضْمِرُ حَاجَتَهُ فَإِنْ كَانَ عَدَدُ ذَلِكَ الْقِطْعَةِ فَرْداً فَلْيَفْعَلْ وَ إِنْ كَانَ زَوْجاً فَلْيَتْرُكَ.
وَ ذَكَرَ ابْنُ بَابَوَيْهِ ره فِي الْفَقِيهِ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ شِرَاءَ الْعَبْدِ أَوِ الدَّابَّةِ أَوِ الْحَاجَةِ الْخَفِيفَةِ أَوِ الشَّيْءِ الْيَسِيرِ اسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ إِنْ كَانَ أَمْراً جَسِيماً اسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى مِائَةَ مَرَّةٍ.
وَ عَنْهُ ع مَنِ اسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى مَرَّةً وَاحِدَةً وَ هُوَ رَاضٍ بِهِ خَارَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ حَتْماً
وَ ذَكَرَ ابْنُ بَاقِي فِي مِصْبَاحِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي يَدِ الْمُسْتَخِيرِ خَاتَمٌ عَقِيقٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ ص وَ عَلِيٌّ ع وَ يَضْرِبَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى فَيَأْخُذَ أَحَدَ السَّهْمَيْنِ فَإِنَّهُ الْمَحْمُودُ فِي الْعَاجِلَةِ وَ الْآجِلَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
و ذكر ابن طاوس ره في كتابه فتح الأبواب أن من آداب المستخير أن يتأدب في صلاته كما يتأدب السائل المسكين و أن يقبل بقلبه على الله تعالى في سجوده للاستخارة و قول أستخير الله برحمته خيرة في عافية و كذا إذا رفع رأسه من السجدة و أن لا يتكلم بين أخذ الرقاع و لا في أثناء الاستخارة إلا بالمرسوم لأن ذلك من قلة الأدب.
وَ لِقَوْلِ الْجَوَادِ ع لِعَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ- وَ لَا تُكَلِّمْ أَحَداً بَيْنَ أَضْعَافِ الِاسْتِخَارَةِ حَتَّى تُتِمَّ مِائَةَ مَرَّةٍ
و إذا خرجت الاستخارة مخالفة لمراده فلا يقابلها بالكراهة بل بالشكر كيف جعله الله أهلا أن يستشيره و ذكر المفيد ره في الرسالة الغرية أنه لا ينبغي للإنسان أن يستخير الله تعالى في شيء نهاه عنه و لا في أداء فرض و إنما الاستخارة في المباح و ترك نفل إلى نفل لا يمكنه الجمع بينهما كالحج و الجهاد تطوعا أو لزيارة مشهد دون آخر أو وصلة أخ دون آخر
وَ صَلَاةُ الِاسْتِخَارَةِ رَكْعَتَيْنِ بِالْفَاتِحَةِ وَ مَا شَاءَ وَ الْقُنُوتِ فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ بَعْدَ حَمْدِهِ اللَّهَ تَعَالَى وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ص اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ أَسْتَخِيرُكَ بِعِزَّتِكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ تَعْلَمُ
وَ لَا أَعْلَمُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي عَرَضَ لِي خَيْراً فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي فَيَسِّرْهُ لِي وَ بَارِكْ لِي فِيهِ وَ أَعِنِّي عَلَيْهِ وَ إِنْ كَانَ شَرّاً لِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ اقْضِ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ وَ رَضِّنِي بِهِ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ.
وَ ذَكَرَ الطُّوسِيُّ ره فِي أَمَالِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ لَمَّا وَلَّانِي النَّبِيُّ ص عَلَى الْيَمَنِ قَالَ لِي وَ هُوَ يُوصِينِي يَا عَلِيُّ مَا خَابَ مَنِ اسْتَخَارَ وَ لَا نَدِمَ مَنِ اسْتَشَارَ
[أدعية الاستخارة]
و اعلم أن أدعية الاستخارة كثيرة منها
مَا ذَكَرَهُ ابْنُ طَاوُسٍ فِي كِتَابِهِ فَتْحِ الْأَبْوَابِ مَرْوِيٌّ عَنِ الرِّضَا ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ مَنْ دَعَا بِهِ لَمْ يَرَ فِي عَاقِبَةِ أَمْرِهِ إِلَّا مَا يُحِبُّهُ وَ هُوَ اللَّهُمَّ إِنَّ خِيَرَتَكَ تُنِيلُ الرَّغَائِبَ وَ تُجْزِلُ الْمَوَاهِبَ وَ تُطَيِّبُ الْمَكَاسِبَ وَ تُغْنِمُ الْمَطَالِبَ وَ تَهْدِي إِلَى أَحْمَدِ الْعَوَاقِبِ وَ تَقِي مِنْ مَحْذُورِ النَّوَائِبِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ فِيمَا عُقِدَ عَلَيْهِ رَأْيِي وَ قَادَنِي إِلَيْهِ هَوَايَ فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تُسَهِّلَ لِي مِنْ ذَلِكَ مَا تَعَسَّرَ وَ أَنْ تُعَجِّلَ مِنْ ذَلِكَ مَا تَيَسَّرَ وَ أَنْ تُعْطِيَنِي يَا رَبِّ الظَّفَرَ فِيمَا اسْتَخَرْتُكَ فِيهِ وَ عَوْناً فِي الْإِنْعَامِ فِيمَا دَعَوْتُكَ وَ أَنْ تَجْعَلَ يَا رَبِّ بُعْدَهُ قُرْباً وَ خَوْفَهُ أَمْناً وَ مَحْذُورَهُ سِلْماً فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ [كَانَ] يَكُنْ هَذَا الْأَمْرُ خَيْراً لِي فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَسَهِّلْهُ لِي وَ يَسِّرْهُ عَلَيَّ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ اقْدِرْ لِي فِيهِ الْخَيْرَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.