کتابخانه روایات شیعه
هم الحافظون حدود الإله
و كهف الأرامل و المستجير
لهم رتب علت النيرين
و فضلهم كسحاب المطير
مناقبهم كنجوم السماء
فكيف يترجم عنها سمير
ترى البحر يقصر عن جودهم
و ليس كمثلهم من نظير
على الحلم و العلم قد انطووا
و عن منهج البر ما من فتور
فكم من كروب تجلت بهم
و كم من جداء برسم الفقير
و كم سنة صدعوا فجرها
و كم زحزحوا من فساد و جور
سعير الضلالة منهم خبت
و شيطان تلك يرى في نفور
هنيئا و بشرى لأصحابهم
بيوم القيامة يوم النشور
لأنهم سلكوا سبلهم
و ما لهم عنهم من طهور
هم كتموا ودهم في القلوب
لخوف النواصب ثاني نصير
أقاموا على الحق لم يعدلوا
إلى أن يقوموا ليوم النشور
فكم في مدائحكم دفترا
إذا سطروه و كم من سطور
سراج النفاق بهم ينطفئ
بإذن المليك السميع البصير
إذا ما أتى ولد العسكري
لإظهار دين الإله القدير
و تمتلئ الأرض من عدله
كما ملئت من فساد و جور
و تحمل أشجارها مرتين
بلا مرية في سنين الدهور
و إني لأرجو من خالقي
يريني محياه بدر البدور
لأنصره يوم حرب العداة
على كل طاغ شقي كفور
فيا ابن البتول و يا ابن النبي
و يا ابن الوصي الإمام الأمير
سراعا سراعا إلى شيعة
تسمها النواصب كل الشرور
و ما من سوائكم من مغيث
و ما من سوائكم من مجير
فشيعتكم قد لبس الحداد
على بطء دولتكم في الظهور
لعل قيامكم أن يأوون
و يأتي الزمان بكل السرور
فخسرا و تبا لأعدائكم
لبغيهم في جميع الأمور
فإن الفساد بهم قد طما
و دين الإله بهم في ثبور
فكم من قلوب لهم نافقت
و كم ذحل حقد لهم في الصدور
و في الفسق كم سلكوا مسلكا
و كم من فجور و إثم كبير
فيا ويلهم من دهى أحدثوا
و قهر امرئ ما له من نصير
من الصالحات خلا سهمهم
فما من قبيل و ما من دبير
هم عجلوا طيب دنياهم
فكم خمرة شربوا بالثغور
و كم سحت أكلوا صفوه
و كم نشقوا من نسيم العبير
و كم عكفوا في الربا و الزنى
و رجع القيان و صوت الزمور
و لكنهم قد مضوا و انقضوا
و صاروا إلى النار ذات السعير
فكم في الجحيم لهم من شهيق
و كم في الجحيم لهم من زفير
فلا برحوا بعذاب أليم
دوام الزمان و مر الدهور
فدونكها يا إمام الورى
من الكفعمي العبيد الفقير
من الكفعمي إلى سيدي
أمين المهيمن مولى نصير
ذكي سني سري وفي
ولي بهي علي خبير
شفيع سنيع سميع مطيع
ربيع منيع رفيع وقور
شهيد سديد سعيد شديد
رشيد حميد فريد حصور
حبيب لبيب حسيب نسيب
أديب أريب نجيب ذكور
عظيم عليم حكيم حليم
كريم صميم رحيم شكور
جليل جميل كفيل نبيل
أثيل أصيل دليل صبور
خليف شريف ظريف لطيف
حصيف منيف عفيف غيور
و هذي الصفات و هذي النعوت
لحامي الغري الإمام الأمير
بحقك مولاي فاشفع لمن
أتاك بمدح شفاء الصدور
هو الجبعي المسيء الفقير
إلى رحمات الرحيم الغفور
من الحسنات خلا قدحه
فما من فتيل و لا من نقير
خطاياه تحكي رمال الفلاة
و وزن اللكام واحد و ثور
و شيخ كبير له لمة
كساها التعمر ثوب القتير
أتاه النذير فأضحى يقول
أعيذ نذيري بسبط النذير
أتيت الإمام الحسين الشهيد
بقلب حزين و دمع غزير
أتيت ضريحا شريفا به
يعود الضرير كمثل البصير
أتيت إمام الهدى سيدي
إلى الحائر الجار للمستجير
أرجي الممات و دفن العظام
بأرض طفوف بتلك القبور
لعلي أفوز بسكنى الجنان
و حور قصرن أعالي القصور
أتيت إلى صاحب المعجزات
قتيل الطغاة و دامي النحور
أتيت أستقيل ذنوبا مضت
من المستقال الإله الغفور
فإني رأيت عريب [لعرب] الفلاة
يوفوا الإجارة للمستجير
فكيف بسبط النبي الشهيد
يضل لديه عقال البعير
ففطرس سمي عتيق الحسين
لرد الجناحين بعد الحصور
أتى لزيارته قاصدا
فأضحى صحيحا لفضل المزور
أقام بحضرته دائما
بمر السنين و مر الشهور
و إني بحائركم قد نزلت
و ما لي سواءكم من نصير
مقامي عندك أهنى مقام
و سيري و تركك أشقى مسير
و إن ودادي لكم خالص
مقيم و حقك وسط الضمير
نشأت عليه من الوالدين
فكان غذاء لطفل صغير
و صلى الإله على المصطفى
و عترته الأطهرين البدور
بكل أوان و في كل حين
و وقت العشاء و وقت البكور
خطبة العيدين
" اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ كُلَّ خُطْبَةٍ يُفْتَتَحُ فِيهَا بِالتَّحْمِيدِ مَا خَلَا خُطْبَتَيِ الْعِيدَيْنِ فَإِنَّ شِعَارَهُمَا التَّسْبِيحُ وَ التَّهْلِيلُ وَ التَّكْبِيرُ فَرَحِمَ اللَّهُ عَبْداً كَبَّرَ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ اللَّهُ أَكْبَرُ ذُو الْكَمَالِ الْمُطْلَقِ الَّذِي لَا تُدْرِكُهُ إِحَاطَةُ الْفَهْمِ وَ لَا تَلْحَقُ وَ الْعَظَمَةِ الَّتِي يَتِيهُ فِي بِحَارِهَا الْوَهْمُ وَ يَغْرَقُ الَّذِي بَيَّنَ الْأَنْوَارَ فَأَشْرَقَ وَ أَظْلَمَ الدَّيَاجِيَ فَأَغْسَقَ وَ أَذِنَ لِلسَّحَابِ
فَأَرْعَدَ وَ أَبْرَقَ وَ نَصَبَ الدَّلَائِلَ فَأَحْكَمَ وَ أَرْتَقَ [وَ وَثَّقَ] وَ دَعَا إِلَى الْهُدَى فَسَدَّدَ وَ وَفَّقَ فَمِنْ عِبَادِهِ طَائِعٌ سَمِعَ الْوَعْدَ فَصَدَّقَ وَ عَاصٍ أَلْقَى نَفْسَهُ فِي بِحَارِ الذَّنْبِ فَأَغْرَقَ وَ الْكُلُّ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ وَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَفْصِلُونَ لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ مَا عَادَ عِيدٌ وَ قَرُبَ بَعِيدٌ وَ أَسْفَرَ صُبْحٌ جَدِيدٌ اللَّهُ أَكْبَرُ مَا هَبَّتِ الشِّمَالُ وَ ثَبَتَتِ الْجِبَالُ وَ تَفَيَّأَتِ الظِّلَالُ سُبْحَانَ مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاءُ بِنُجُومِهَا وَ الْأَنْوَاءُ بِتَرَاكُمِ غُيُومِهَا وَ الدَّهْرُ بِحَرِّهِ وَ بَرْدِهِ [بِبَحْرِهِ وَ بَرِّهِ] وَ الْفَلَكُ بِنَحْسِهِ وَ سَعْدِهِ وَ الْبَحْرُ بِجَزْرِهِ وَ مَدِّهِ [وَ النَّجْمُ بِزَجْرِهِ] وَ الْكَوْنُ وَ مَا حَوَى بِحَدِّهِ وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ أَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمٍ أَوْلَاهَا وَ أَغْدَقَهَا وَ أَضْفَاهَا وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةً أُمَحِّصُ بِهَا الذُّنُوبَ وَ أُمَحِّضُهَا وَ أَسْتَرِدُّ بِهَا شَارِدَ النِّعَمِ وَ أَحْفَظُهَا وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ وَ السُّنَنُ عَاطِلَةُ النُّحُورِ وَ الْفِتَنُ بَاسِمَةُ الثُّغُورِ فَلَمْ يَزَلْ يَسْتَدْعِي الْإِسْلَامَ قُلُوباً شَاحِطَةً وَ يَسْتَضِيءُ الْإِيمَانُ نُفُوساً سَاخِطَةً حَتَّى مَحَا مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ آثَارَهَا وَ جَلَّى نَقْعَهَا وَ غُبَارَهَا وَ رَفَعَ لِلْحَنِيفِيَّةِ مَنَارَهَا وَ أَطْلَعَ شُمُوسَهَا وَ أَقْمَارَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الَّذِينَ حَفِظُوا أَحْكَامَ الْمِلَّةِ وَ آثَارَهَا مَا رَمَتْ وُفُودُ الْحَرَمِ أَحْجَارَهَا وَ مَا طِيفَ بِالْكَعْبَةِ وَ لَمَسُوا أَسْتَارَهَا عِبَادَ اللَّهِ اسْتَقِيمُوا فَإِنَّ الِاسْتِقَامَةَ لِلْقُلُوبِ سِقَالُهَا وَ اسْتَدِيمُوا نِعَمَ اللَّهِ بِالشُّكْرِ فَإِنَّ الشُّكْرَ عِقَالُهَا وَ عَظِّمُوا مِنْ حُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا مَا عَظَّمَ اللَّهُ مِنْ إِيثَارِ طَاعَتِهِ وَ النُّزُوعِ عَنْ مُخَالَفَتِهِ بِالتَّوْبَةِ إِلَيْهِ وَ الْخُضُوعِ لَدَيْهِ فَإِنَّهُ [فَإِنَّ اللَّهَ] يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ اللَّهُ أَكْبَرُ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ لِلَّهِ مَعْذِرَةً قَدَّمَهَا إِلَيْكُمْ وَ رِسَالَةً أَشَادَهَا فِيكُمْ- كِتَابُ اللَّهِ بَيِّنَةً
ظَوَاهِرُهُ مُجْتَلِيَةً سَرَائِرُهُ فِيهِ بَيَانُ حُجَجِ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةِ وَ عَزَائِمِهِ الْمُفَسَّرَةِ وَ مَوَاعِظِهِ الْمُكَرَّرَةِ وَ جَعَلَ اللَّهُ الْإِيمَانَ بِهَا دِعَامَهَا وَ الْغُسْلَ وَ إِسْبَاغَ الْوُضُوءِ تَمَامَهَا وَ الصَّدَقَةَ وَ الصِّيَامَ نِظَامَهَا وَ الصَّلَاةَ وَ الزَّكَاةَ وَ الْحَجَّ سَنَامَهَا وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ دَوَامَهَا وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ وَ الْعَهْدِ ذِمَامَهَا ثُمَّ أَمَرَكُمْ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَ صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَ الصَّبْرِ عِنْدَ فَجَائِعِ الْأَيَّامِ وَ الْوَصِيَّةِ بِالْجِيرَانِ وَ الْأَقَارِبِ وَ أَبْنَاءِ السَّبِيلِ وَ الْأَجَانِبِ وَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ كُلَّ نَجِسٍ مِنَ الْمَطَاعِنِ وَ الْمَشَارِبِ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ فِي الْمَسَاغِبِ وَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ مُعَاقَدَةَ الرِّبَا وَ مُقَارَفَةَ الزِّنَاءِ وَ الْغِيبَةَ وَ النَّمِيمَةَ وَ الْكِبْرَ وَ حَضَّ عَلَى إِطْعَامِ الْمَسَاكِينِ وَ مُعَاشَرَةِ الْأَرِقَّاءِ وَ النِّسَاءِ بِاللِّينِ وَ الْوَفَاءِ بِالْمَكَايِيلِ وَ الْمَوَازِينِ وَ كَثْرَةِ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ اللَّهُ أَكْبَرُ عِبَادَ اللَّهِ وَ هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ وَ عِيدٌ كَرِيمٌ فَرَضَهُ رَبٌّ رَحِيمٌ اخْتَتَمَ بِهِ شَهْرَ الصِّيَامِ وَ افْتَتَحَ بِهِ شُهُورَ حَجِّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ وَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ فِيهِ الصِّيَامَ وَ أَحَلَّ لَكُمْ فِيهِ الطَّعَامَ وَ بَسَطَ اللَّهُ لَكُمْ فِيهِ رَحْمَتَهُ وَ أَنْزَلَ بَرَكَتَهُ فَسَبِّحُوا لِلَّهِ فِيهِ وَ قَدِّسُوهُ وَ كَبِّرُوهُ وَ هَلِّلُوهُ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ ذَاكِرٌ مَنْ ذَكَرَهُ وَ مُعَذِّبٌ مَنْ كَفَرَهُ وَ مُزِيدٌ مَنْ شَكَرَهُ وَ حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الْجُمُعَةِ وَ الْجَمَاعَاتِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ عِيدُ الْفِطْرِ فَقُلْ وَ أَخْرِجُوا مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ حَقَّ الزَّكَاةِ الْمَقْرُونَةِ بِالصَّلَاةِ فَإِنَّهُ تَعَالَى فَرَضَ عَلَيْكُمْ فِي زَكَاةِ الْفِطْرَةِ أَمْراً وَ جَعَلَهَا لَكُمْ سُنَّةً وَ طُهْراً فَلْيُخْرِجْهَا كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ مِنْ مَالِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَ عِيَالِهِ مِنْ حُرٍّ وَ مَمْلُوكٍ وَ غَنِيٍّ وَ صُعْلُوكٍ صَاعاً مِنْ شَعِيرٍ أَوْ بُرٍّ أَوْ زَبِيبٍ أَوْ تَمْرٍ فَبَادِرُوا إِلَى