کتابخانه روایات شیعه
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً كَثِيراً كَمَا أَمَرَ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِرْغَاماً لِمَنْ جَحَدَ وَ كَفَرَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ سَيِّدُ الْبَشَرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا اتَّصَلَتْ عَيْنٌ بِنَظَرٍ وَ أُذُنٌ بِخَبَرٍ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ قَوَارِعَ الْأَيَّامِ خَاطِبَةٌ فَهَلْ أُذُنٌ لِعِظَاتِهَا وَاعِيَةٌ وَ إِنَّ فَجَائِعَ الدُّنْيَا صَائِبَةٌ فَهَلْ نَفْسٌ إِلَى التَّنَزُّهِ عَنْهَا دَاعِيَةٌ وَ إِنَّ طَوَامِعَ الْآمَالِ كَاذِبَةٌ فَهَلْ قَدَمٌ إِلَى التَّجَنُّبِ عَنْهَا سَاعِيَةٌ أَلَا فَسَرِّحُوا ثَوَاقِبَ الْأَسْمَاعِ وَ الْأَبْصَارِ فِي جَمِيعِ الْجِهَاتِ وَ الْأَقْطَارِ فَهَلْ تَرَوْنَ فِي رُبُوعِكُمْ إِلَّا الشَّتَاتَ وَ تَسْمَعُونَ فِي جُمُوعِكُمْ إِلَّا فُلَاناً مَاتَ أَيْنَ الْآبَاءُ الْأَكَابِرُ أَيْنَ الْأَبْنَاءُ الْأَصَاغِرُ أَيْنَ الْخَلِيطُ وَ الْمُعَاشِرُ أَيْنَ الْمُذِلُّ وَ الْمُفَاخِرُ أَيْنَ الْمُعِزُّ وَ الْمُكَاثِرُ عَثَرَتْ بِهِمْ وَ اللَّهِ الْجُدُودُ الْعَوَاثِرُ وَ بَتَرَتْ أَعْمَارَهُمْ الْحَادِثَاتُ الْبَوَاتِرُ وَ خَلَتْ مِنْ أَشْبَاحِهِمْ الْمَشَاهِدُ وَ الْمَحَاضِرُ وَ عُدِمَتْ مِنْ أَجْسَادِهِمْ تِلْكَ الْجَوَاهِرُ وَ اخْتَطَفَتْهُمْ مِنَ الْمَنُونِ عُقْبَانٌ كَوَاسِرُ وَ ابْتَلَعَتْهُمُ الْحُفَرُ وَ الْمَقَابِرُ إِلَى يَوْمِ تُبْلَى السَّرائِرُ وَ تُكْشَفُ الضَّمَائِرُ وَ تُظْهَرُ الذَّخَائِرُ وَ تُهْتَكُ السَّوَاتِرُ فَلَوْ كَشَفْتُمْ عَنْهُمْ أَغْطِيَةَ الْأَجْدَاثِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ لَرَأَيْتُمُ الْأَحْدَاقَ عَلَى الْخُدُودِ سَائِلَةً وَ الْأَلْوَانَ مِنْ ضِيقِ اللُّحُودِ حَائِلَةً يُنْكِرُهَا مَنْ كَانَ لَهَا عَارِفاً وَ يَنْفُرُ عَنْهَا مَنْ لَمْ يَزَلْ بِهَا آلِفاً قَدْ رَقَدُوا فِي مَضَاجِعَ هُمْ فِيهَا دَاخِرُونَ وَ خَمَدُوا فِي مَصَارِعَ يُفْضِي إِلَيْهَا الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ اعْلَمُوا أَنَّمَا بَنَيْتُمْ فَلِلْخَرَابِ وَ مَا وَلَدْتُمْ فَلِلتُّرَابِ وَ مَا جَمَعْتُمْ فَلِلذَّهَابِ وَ مَا عَمِلْتُمْ فَفِي الْكِتَابِ مُدَّخَرٌ لِيَوْمِ الْحِسَابِ فَسَمْعاً يَا بَنِي الْأَمْوَاتِ لِدَاعِي آبَائِكُمْ سَمْعاً وَ قَطْعاً لِبَقَاءِ رَجَائِكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا قَطْعاً أُسْوَةَ مَنْ كَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ
الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَ أَكْثَرُ جَمْعاً وَ اعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ وَ ثَنَّى بِمَلَائِكَةِ قُدْسِهِ وَ أَبَّهَ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ جِنِّهِ وَ إِنْسِهِ فَقَالَ تَنْبِيهاً لَكُمْ وَ تَعْلِيماً وَ تَشْرِيفاً لِنَبِيِّهِ وَ تَعْظِيماً إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا تَقَعْقَعَتْ فِي الْخَضْرَاءِ قَابَّةٌ وَ مَا سَعَتْ عَلَى الْغَبْرَاءِ دَابَّةٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا حَرَّكَتِ الشِّمَالُ لِنَخْلِ الدَّقِيقِ وَ مَا حَرَّكَتِ الشِّمَالُ النَّخْلَ الدَّقِيقَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْهَاشِمِيِّ الْعَرَبِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَدَنِيِّ السِّرَاجِ الْمُضِيءِ وَ الرَّسُولِ الرَّضِيِّ صَاحِبِ الْوَقَارِ وَ السَّكِينَةِ الْمَدْفُونِ بِالْمَدِينَةِ النَّذِيرِ الْمُؤَيَّدِ وَ الْبَشِيرِ الْمُسَدَّدِ وَ السَّيِّدِ الْمُمَجَّدِ أَبِي الْقَاسِمِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَخِيهِ وَ أَبِي بَنِيهِ السَّيِّدِ الْمُطَهَّرِ وَ الْإِمَامِ الْمُظَفَّرِ وَ الشُّجَاعِ الْغَضَنْفَرِ أَبِي شَبِيرٍ وَ شَبَّرَ وَ قَالِعِ بَابِ خَيْبَرَ الْأَنْزَعِ الْبَطِينِ وَ الْحَبْلِ الْمَتِينِ الْإِمَامِ الْوَصِيِّ وَ الْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ الْمَدْفُونِ بِالْغَرِيِّ لَيْثِ بَنِي غَالِبٍ وَ النَّجْمِ الثَّاقِبِ خَلِيفَةِ نَبِيِّكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى السَّيِّدَةِ الْجَلِيلَةِ وَ الْكَرِيمَةِ الْجَمِيلَةِ وَ الْفَضِيلَةِ النَّبِيلَةِ ذَاتِ الْمُدَّةِ الْقَلِيلَةِ وَ الْأَحْزَانِ الطَّوِيلَةِ الْمَدْفُونَةِ سِرّاً الْمَجْهُولَةِ قَدْراً الْمَغْصُوبَةِ جَهْراً الْإِنْسِيَّةِ الْحَوْرَاءِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى السَّيِّدِ الْمُجْتَبَى وَ الْإِمَامِ الْمُرْتَجَى سِبْطِ الْمُصْطَفَى وَ ابْنِ الْمُرْتَضَى الشَّفِيعِ ابْنِ الشَّفِيعِ الْمَقْتُولِ بِالسَّمِّ النَّقِيعِ الْمَدْفُونِ فِي أَرْضِ الْبَقِيعِ صَاحِبِ الْجُودِ وَ الْمِنَنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى السَّيِّدِ الزَّاهِدِ وَ الْإِمَامِ الْعَابِدِ الرَّاكِعِ السَّاجِدِ قَتِيلِ الْكَافِرِ الْجَاحِدِ صَاحِبِ الْمِحْنَةِ وَ الْبَلَاءِ الْمَدْفُونِ [بِأَرْضِ كَرْبَلَاءَ] بِكَرْبَلَاءَ مَوْلَى الثَّقَلَيْنِ وَ زَكِيِّ الْعُنْصُرَيْنِ الْإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى أَبِي
الْأَئِمَّةِ وَ سِرَاجِ الْأُمَّةِ وَ كَاشِفِ الْغُمَّةِ عَالِي الرُّتْبَةِ وَ أَنِيسِ الْكُرْبَةِ الْمَدْفُونِ بِأَرْضِ طَيْبَةَ زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَ خَيْرِ السَّاجِدِينَ الَّذِي أَيْنَ مِثْلُهُ وَ ابْنِ الْإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى قَمَرِ الْأَقْمَارِ وَ سَيِّدِ الْأَبْرَارِ الْجَلِيلِ الْمِقْدَارِ الْإِمَامِ الْوَجِيهِ الْمَدْفُونِ عِنْدَ أَبِيهِ الْحَبْرِ الْمَلِيِّ وَ الْمَوْلَى الْوَفِيِّ عِنْدَ الْعَدُوِّ وَ الْوَلِيِّ الْإِمَامِ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَوَّلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى الْفَارُوقِ الصِّدِّيقِ الْعَالِمِ الْوَثِيقِ الْهَادِي إِلَى سَوَاءِ الطَّرِيقِ سَاقِي شِيعَتِهِ مِنَ الرَّحِيقِ وَ مُبْلِغِ أَعْدَائِهِ إِلَى الْحَرِيقِ صَاحِبِ الشَّرَفِ الْبَدِيعِ وَ الْمَجْدِ الرَّفِيعِ الَّذِي شَرَّفْتَ بِجَسَدِهِ الطَّاهِرِ أَرْضَ الْبَقِيعِ السَّيِّدِ الْمُسَدَّدِ وَ الْإِمَامِ الْمُؤَيَّدِ- أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى الْإِمَامِ الْحَلِيمِ وَ السَّيِّدِ الْكَرِيمِ وَ الصَّابِرِ الْكَظِيمِ سَمِيِّ الْكَلِيمِ أَمِيرِ الْجَيْشِ الْمَدْفُونِ بِمَقَابِرِ قُرَيْشٍ صَاحِبِ الشَّرَفِ الْأَزْهَرِ وَ النُّورِ الْأَنْوَرِ [الْأَبْهَرِ] وَ الْمَجْدِ الْأَفْخَرِ [الْأَظْهَرِ] الْإِمَامِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى الْإِمَامِ الْمَعْصُومِ وَ السَّيِّدِ الْمَظْلُومِ وَ الشَّهِيدِ الْمَسْمُومِ وَ الْبَدْرِ بَيْنَ النُّجُومِ شَمْسِ الشَّمُوسِ وَ أُنْسِ النُّفُوسِ الْمَدْفُونِ بِأَرْضِ طُوسَ الرِّضَا الْمُرْتَضَى وَ السَّيْفِ الْمُنْتَضَى الْعَادِلِ فِي الْقَضَاءِ الْإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ الثَّانِي عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى الْعَالِمِ الْعَامِلِ وَ السَّيِّدِ الْكَامِلِ وَ الْكَرِيمِ الْفَاضِلِ وَ الْغَيْثِ الْهَاطِلِ وَ الشُّجَاعِ الْبَاسِلِ جَوَادِ الْأَجْوَادِ الْمَوْصُوفِ بِالْإِرْشَادِ الْمَدْفُونِ بِأَرْضِ بَغْدَادَ النُّورِ الْأَحْمَدِيِّ الْمُلَقَّبِ بِالتُّقَي أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى السَّيِّدَيْنِ السَّنَدَيْنِ الْعَابِدَيْنِ الْعَالِمَيْنِ الْعَامِلَيْنِ وَارِثَيِ الْمَشْعَرَيْنِ وَ إِمَامَيِ الثَّقَلَيْنِ كَهْفَيِ الْتُّقَى وَ ذَخِيرَتَيِ الْوَرَى وَ أَهْلَيِ الْحِجَى وَ طَوْدَيِ الْعُلَى الْمَدْفُونَيْنِ بِسُرَّ مَنْ رَأَى كَاشِفَيِ الْكُرُوبِ وَ الْمِحَنِ الْإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ
الثَّالِثِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى صَاحِبِ الدَّعْوَةِ النَّبَوِيَّةِ وَ الصَّوْلَةِ الْحَيْدَرِيَّةِ وَ الْعِصْمَةِ [الشُّهُبِ] الْفَاطِمِيَّةِ وَ الصَّلَابَةِ [الصَّلَاةِ] الْحَسَنِيَّةِ وَ الِاسْتِقَامَةِ الْحُسَيْنِيَّةِ وَ الْعِبَادَةِ السَّجَّادِيَّةِ وَ الْمَآثِرِ الْبَاقِرِيَّةِ وَ الْآثَارِ الْجَعْفَرِيَّةِ وَ الْعُلُومِ الْكَاظِمِيَّةِ وَ الْحُجَجِ الرَّضَوِيَّةِ وَ الشُّرُوعِ الْمُحَمَّدِيَّةِ وَ الْقَضَايَا الْعَلَوِيَّةِ وَ الْهَيْبَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ الْقَائِمِ بِالْحَقِّ وَ الدَّاعِي إِلَى الصِّدْقِ الْإِمَامِ أَبِي الْقَاسِمِ الْوَلِيِّ الْمُنْتَظَرِ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَ أَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَ امْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً وَ أَمَاناً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً وَ اجْعَلْهُ مُظَفَّرَ الْأَلْوِيَةِ وَ الْأَعْلَامِ مَمْدُودَ الظِّلَالِ عَلَى الْخَاصِّ وَ الْعَامِّ مُسْتَوْلِياً عَلَى الْإِيرَادِ وَ اْلِإْصَدَارِ مَخْدُوماً بِأَيْدِي الْأَقْضِيَةِ وَ الْأَقْدَارِ وَ تَجْعَلَ أَعْدَاءَهُ حَصَائِدَ سُيُوفِهِ وَ رَهَائِنَ خُطُوبِ الدَّهْرِ وَ صُرُوفِهِ اللَّهُمَّ وَ انْصُرْ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ وَ عَسَاكِرَ الْمُوَحِّدِينَ اللَّهُمَّ وَ أَعْلِ حَوْزَتَهُمْ وَ مَنَارَهُمْ وَ آمِنْ سُبُلَهُمْ وَ أَرْخِصْ أَسْعَارَهُمْ اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا تَوْفِيقَ الطَّاعَةِ وَ بُعْدَ الْمَعْصِيَةِ إِلَى آخِرِ الدُّعَاءِ وَ قَدْ مَرَّ ذِكْرُهُ فِي الْفَصْلِ التَّاسِعِ وَ الْعِشْرِينَ فَإِذَا فَرَغْتَهُ فَقُلْ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .
خطبة الاستسقاء لِعَلِيٍّ ع
الْحَمْدُ لِلَّهِ سَابِغِ النِّعَمِ وَ مُفَرِّجِ الْهِمَمِ وَ بَارِئِ النَّسَمِ الَّذِي جَعَلَ السَّمَاوَاتِ لِكُرْسِيِّهِ عِمَاداً وَ الْأَرْضَ لِلْعِبَادِ مِهَاداً وَ الْجِبَالَ أَوْتَاداً وَ مَلَائِكَتَهُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَ حَمَلَةَ عَرْشِهِ عَلَى أَمْطَائِهَا وَ أَقَامَ بِعِزَّتِهِ أَرْكَانَ الْعَرْشِ وَ أَشْرَقَ بِضَوْئِهِ شُعَاعَ الشَّمْسِ وَ أَطْفَأَ بِشُعَاعِهِ ظُلْمَةَ الْغَطَشِ وَ فَجَّرَ الْأَرْضَ عُيُوناً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ النُّجُومَ بُهُوراً
ثُمَّ تَجَلَّى فَتَمَكَّنَ وَ خَلَقَ فَأَتْقَنَ وَ أَقَامَ فَتَهَيْمَنَ فَخَضَعَتْ لَهُ نَخْوَةُ الْمُسْتَكْبِرِ وَ طَلَبَتْ إِلَيْهِ خَلَّةُ الْمُسْتَمْكِنِ- اللَّهُمَّ فَبِدَرَجَتِكَ الرَّفِيعَةِ وَ مَحَلَّتِكَ الْوَسِيعَةِ وَ فَضْلِكَ السَّابِغِ وَ سَبِيلِكَ الْوَاسِعِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا دَانَ لَكَ وَ دَعَا إِلَى عِبَادَتِكَ وَ وَفَى بِعَهْدِكَ وَ أَنْفَذَ أَحْكَامَكَ وَ اتَّبَعَ أَعْلَامَكَ عَبْدِكَ وَ نَبِيِّكَ وَ أَمِينِكَ عَلَى عَهْدِكَ إِلَى عِبَادِكَ الْقَائِمِ بِأَحْكَامِكَ وَ مُؤَيِّدٍ مَنْ أَطَاعَكَ وَ قَاطِعٍ عُذْرَ مَنْ عَصَاكَ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ مُحَمَّداً ص أَجْزَلَ مَنْ جَعَلْتَ لَهُ نَصِيباً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَنْضَرَ مَنْ أَشْرَقَ وَجْهُهُ بِسِجَالِ عَطِيَّتِكَ وَ أَقْرَبَ الْأَنْبِيَاءِ زُلْفَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَكَ وَ أَوْفَرَهُمْ حَظّاً مِنْ رِضْوَانِكَ وَ أَكْثَرَهُمْ صُفُوفَ أُمَّتِكَ فِي جِنَانِكَ كَمَا لَمْ يَسْجُدْ لِلْأَحْجَارِ وَ لَمْ يَعْتَكِفْ لِلْأَشْجَارِ وَ لَمْ يَسْتَحِلَّ السِّبَاءَ وَ لَمْ يَشْرَبِ الدِّمَاءَ اللَّهُمَّ خَرَجْنَا إِلَيْكَ حِينَ فَاجَأَتْنَا الْمَضَايِقُ الْوَعِرَةُ وَ أَلْجَأَتْنَا الْمَحَابِسُ الْعَسِرَةُ وَ عَضَّتْنَا عَلَائِقُ الشَّيْنِ وَ تَأَثَّلَتْ عَلَيْنَا لَوَاحِقُ الْمَيْنِ وَ اعْتَكَرَتْ عَلَيْنَا حَذَابِيرُ السِّنِينَ وَ أَخْلَفَتْنَا مَخَايِلُ الْجَوْدِ وَ اسْتَظْمَأْنَا لِصَوَارِخِ الْقَوْدِ فَكُنْتَ رَجَاءَ الْمُسْتَيْئِسِ [الْمُبْتَئِسِ] وَ الثِّقَةَ لِلْمُلْتَمِسِ نَدْعُوكَ حِينَ قَنَطَ الْأَنَامُ وَ مُنِعَ الْغَمَامُ وَ هَلَكَ السَّوَامُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ عَدَدَ الشَّجَرِ وَ النُّجُومِ وَ الْمَلَائِكَةِ الصُّفُوفِ وَ الْعَنَانِ الْمَكْفُوفِ وَ أَنْ لَا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ وَ لَا تُؤَاخِذَنَا بِأَعْمَالِنَا وَ لَا تُخَاصِمَنَا [تُحَاصَّنَا] بِذُنُوبِنَا وَ انْشُرْ عَلَيْنَا رَحْمَتَكَ بِالسَّحَابِ الْمُنْسَاقِ وَ النَّبَاتِ الْمُونِقِ وَ امْنُنْ عَلَى عِبَادِكَ بِتَنْوِيعِ الثَّمَرَةِ وَ أَحْيِ بِلَادَكَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ الْكِرَامَ السَّفَرَةَ سُقْيَا مِنْكَ نَافِعَةً مُحْيِيَةً تَامَّةً مُرْوِيَةً هَنِيئَةً مَرِيَّةً عَامَّةً طَيِّبَةً مُبَارَكَةً مَرِيعَةً دَائِمَةً غُزْرُهَا وَاسِعاً دَرُّهَا زَاكِياً نَبْتُهَا نَامِياً زَرْعُهَا نَاضِراً عُودُهَا ثَامِراً فَرْعُهَا
مُمْرِعَةً آثَارُهَا غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا وَ لَا جَهَامٍ عَارِضُهَا وَ لَا قَزَعٍ رَبَابُهَا وَ لَا شَفَّانٍ ذَهَابُهَا جَارِيَةً بِالْخِصْبِ وَ الْخَيْرِ عَلَى أَهْلِهَا تُنْعِشُ بِهَا الضَّعِيفَ مِنْ عِبَادِكَ وَ تُحْيِي بِهِ الْمَيِّتَ مِنْ بِلَادِكَ وَ تَضُمُّ بِهَا الْمَبْسُوطَ مِنْ رِزْقِكَ وَ تُخْرِجُ بِهَا الْمَخْزُونَ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ تَعُمُّ بِهَا مَنْ نَأَى مِنْ خَلْقِكَ حَتَّى يُخْصِبَ لِإِمْرَاعِهَا الْمُجْدِبُونَ وَ يَحْيَى بِبَرَكَتِهَا الْمُسْنِتُونَ وَ تُتْرِعَ بِالْقِيعَانِ غُدْرَانَهَا وَ تُورِقَ ذُرَى الْآكَامِ رَجَوَاتِهَا وَ يَدْهَامَّ بِذُرَى الْآكَامِ شَجَرُهَا وَ تُعْشِبَ بِهَا أَنْجَادُنَا وَ تُجْرِيَ بِهَا وِهَادَنَا وَ تُخْصِبَ بِهَا جَنَابَنَا وَ تُقْبِلَ بِهَا ثِمَارَنَا وَ تَعِيشَ بِهَا مَوَاشِينَا وَ تَنْدِيَ بِهَا أَقَاصِينَا وَ تَسْتَعِينَ بِهَا ضَوَاحِينَا مِنَّةً مِنْ مِنَنِكَ مُجَلِّلَةً وَ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِكَ مُفَضَّلَةً عَلَى بَرِيَّتِكَ الْمُرْمِلَةِ وَ وَحْشِكَ الْمُهْمَلَةِ وَ بَهَائِمِكَ الْمُعْمَلَةِ اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا سَمَاءً مُخْضَلَّةً [مُخْضِلَةً] مِدْرَاراً وَ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَاكِفاً مِغْزَاراً غَيْثاً مُغِيثاً مُمْرِعاً مُجَلْجِاً وَاسِعاً وَابِلًا نَافِعاً سَرِيعاً عَاجِلًا سَحّاً وَابِلًا تُحْيِي بِهِ مَا قَدْ مَاتَ وَ تَرُدُّ بِهِ مَا قَدْ فَاتَ وَ تُخْرِجُ بِهِ مَا هُوَ آتٍ اللَّهُمَّ اسْقِنَا رَحْمَةً مِنْكَ وَاسِعَةً وَ بَرَكَةً مِنَ الْهَاطِلِ نَافِعَةً يُدَافِعُ الْوَدْقُ مِنْهَا الْوَدْقَ وَ يَتْلُو الْقَطْرُ مِنْهَا الْقَطْرَ مُنْبَجِسَةً بُرُوقُهُ مُتَتَابِعاً خُفُوقُهُ مُرْتَجِسَةً هُمُوعُهُ سَيْبُهُ مُسْتَدِرٌّ وَ صَوْبُهُ مُسْبَطِرٌ وَ لَا تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنَا سُمُوماً وَ بَرْدَهُ عَلَيْنَا حُسُوماً وَ ضَوْءَهُ عَلَيْنَا رُجُوماً وَ مَاءَهُ رَمَاداً رِمْدِداً اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَ هَوَادِيهِ وَ الظُّلْمِ وَ دَوَاهِيهِ وَ الْفَقْرِ وَ دَوَاعِيهِ يَا مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ مِنْ أَمَاكِنِهَا وَ مُرْسِلَ الْبَرَكَاتِ مِنْ مَعَادِنِهَا مِنْكَ الْغَيْثُ الْمُغِيثُ وَ أَنْتَ الْغِيَاثُ الْمُسْتَغَاثُ وَ نَحْنُ الْخَاطِئُونَ مِنْ أَهْلِ الذُّنُوبِ وَ أَنْتَ الْمُسْتَغْفَرُ الْغَفَّارُ نَسْتَغْفِرُكَ لِلْجَاهِلَاتِ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ نَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ عَوَامِّ خَطَايَانَا يَا
أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ قَدِ انْصَاحَتْ جِبَالُنَا وَ اغْبَرَّتْ أَرْضُنَا وَ هَامَتْ دَوَابُّنَا وَ تَحَيَّرَتْ فِي مَرَابِضِهَا وَ عَجَّتْ عَجِيجَ الثَّكَالَى عَلَى أَوْلَادِهَا وَ مَلَّتِ الدَّوَرَانُ فِي مَرَاتِعِهَا وَ الْحَنِينُ إِلَى مَوَارِدِهَا حِينَ حَبَسْتَ عَنْهَا قَطْرَ السَّمَاءِ فَدَقَّ لِذَلِكَ عَظْمُهَا وَ ذَهَبَ شَحْمُهَا وَ انْقَطَعَ دَرُّهَا اللَّهُمَّ فَارْحَمْ أَنِينَ الْآنَّةِ وَ حَنِينَ الْحَانَّةِ فَإِلَيْكَ ارْتِجَاؤُنَا وَ إِلَيْكَ مَآبُنَا فَلَا تَحْبِسْهُ عَنَّا لِتَبَطُّنِكَ سَرَائِرَنَا وَ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا فَإِنَّكَ تُنْزِلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَ تَنْشُرُ رَحْمَتَكَ وَ أَنْتَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
ثم عظ الناس ببعض المواعظ التي هي في الخطب المذكورة في هذا الفصل.
الخطبة الثانية