کتابخانه روایات شیعه
ثُمَّ تَجَلَّى فَتَمَكَّنَ وَ خَلَقَ فَأَتْقَنَ وَ أَقَامَ فَتَهَيْمَنَ فَخَضَعَتْ لَهُ نَخْوَةُ الْمُسْتَكْبِرِ وَ طَلَبَتْ إِلَيْهِ خَلَّةُ الْمُسْتَمْكِنِ- اللَّهُمَّ فَبِدَرَجَتِكَ الرَّفِيعَةِ وَ مَحَلَّتِكَ الْوَسِيعَةِ وَ فَضْلِكَ السَّابِغِ وَ سَبِيلِكَ الْوَاسِعِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا دَانَ لَكَ وَ دَعَا إِلَى عِبَادَتِكَ وَ وَفَى بِعَهْدِكَ وَ أَنْفَذَ أَحْكَامَكَ وَ اتَّبَعَ أَعْلَامَكَ عَبْدِكَ وَ نَبِيِّكَ وَ أَمِينِكَ عَلَى عَهْدِكَ إِلَى عِبَادِكَ الْقَائِمِ بِأَحْكَامِكَ وَ مُؤَيِّدٍ مَنْ أَطَاعَكَ وَ قَاطِعٍ عُذْرَ مَنْ عَصَاكَ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ مُحَمَّداً ص أَجْزَلَ مَنْ جَعَلْتَ لَهُ نَصِيباً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَنْضَرَ مَنْ أَشْرَقَ وَجْهُهُ بِسِجَالِ عَطِيَّتِكَ وَ أَقْرَبَ الْأَنْبِيَاءِ زُلْفَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَكَ وَ أَوْفَرَهُمْ حَظّاً مِنْ رِضْوَانِكَ وَ أَكْثَرَهُمْ صُفُوفَ أُمَّتِكَ فِي جِنَانِكَ كَمَا لَمْ يَسْجُدْ لِلْأَحْجَارِ وَ لَمْ يَعْتَكِفْ لِلْأَشْجَارِ وَ لَمْ يَسْتَحِلَّ السِّبَاءَ وَ لَمْ يَشْرَبِ الدِّمَاءَ اللَّهُمَّ خَرَجْنَا إِلَيْكَ حِينَ فَاجَأَتْنَا الْمَضَايِقُ الْوَعِرَةُ وَ أَلْجَأَتْنَا الْمَحَابِسُ الْعَسِرَةُ وَ عَضَّتْنَا عَلَائِقُ الشَّيْنِ وَ تَأَثَّلَتْ عَلَيْنَا لَوَاحِقُ الْمَيْنِ وَ اعْتَكَرَتْ عَلَيْنَا حَذَابِيرُ السِّنِينَ وَ أَخْلَفَتْنَا مَخَايِلُ الْجَوْدِ وَ اسْتَظْمَأْنَا لِصَوَارِخِ الْقَوْدِ فَكُنْتَ رَجَاءَ الْمُسْتَيْئِسِ [الْمُبْتَئِسِ] وَ الثِّقَةَ لِلْمُلْتَمِسِ نَدْعُوكَ حِينَ قَنَطَ الْأَنَامُ وَ مُنِعَ الْغَمَامُ وَ هَلَكَ السَّوَامُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ عَدَدَ الشَّجَرِ وَ النُّجُومِ وَ الْمَلَائِكَةِ الصُّفُوفِ وَ الْعَنَانِ الْمَكْفُوفِ وَ أَنْ لَا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ وَ لَا تُؤَاخِذَنَا بِأَعْمَالِنَا وَ لَا تُخَاصِمَنَا [تُحَاصَّنَا] بِذُنُوبِنَا وَ انْشُرْ عَلَيْنَا رَحْمَتَكَ بِالسَّحَابِ الْمُنْسَاقِ وَ النَّبَاتِ الْمُونِقِ وَ امْنُنْ عَلَى عِبَادِكَ بِتَنْوِيعِ الثَّمَرَةِ وَ أَحْيِ بِلَادَكَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ الْكِرَامَ السَّفَرَةَ سُقْيَا مِنْكَ نَافِعَةً مُحْيِيَةً تَامَّةً مُرْوِيَةً هَنِيئَةً مَرِيَّةً عَامَّةً طَيِّبَةً مُبَارَكَةً مَرِيعَةً دَائِمَةً غُزْرُهَا وَاسِعاً دَرُّهَا زَاكِياً نَبْتُهَا نَامِياً زَرْعُهَا نَاضِراً عُودُهَا ثَامِراً فَرْعُهَا
مُمْرِعَةً آثَارُهَا غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا وَ لَا جَهَامٍ عَارِضُهَا وَ لَا قَزَعٍ رَبَابُهَا وَ لَا شَفَّانٍ ذَهَابُهَا جَارِيَةً بِالْخِصْبِ وَ الْخَيْرِ عَلَى أَهْلِهَا تُنْعِشُ بِهَا الضَّعِيفَ مِنْ عِبَادِكَ وَ تُحْيِي بِهِ الْمَيِّتَ مِنْ بِلَادِكَ وَ تَضُمُّ بِهَا الْمَبْسُوطَ مِنْ رِزْقِكَ وَ تُخْرِجُ بِهَا الْمَخْزُونَ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ تَعُمُّ بِهَا مَنْ نَأَى مِنْ خَلْقِكَ حَتَّى يُخْصِبَ لِإِمْرَاعِهَا الْمُجْدِبُونَ وَ يَحْيَى بِبَرَكَتِهَا الْمُسْنِتُونَ وَ تُتْرِعَ بِالْقِيعَانِ غُدْرَانَهَا وَ تُورِقَ ذُرَى الْآكَامِ رَجَوَاتِهَا وَ يَدْهَامَّ بِذُرَى الْآكَامِ شَجَرُهَا وَ تُعْشِبَ بِهَا أَنْجَادُنَا وَ تُجْرِيَ بِهَا وِهَادَنَا وَ تُخْصِبَ بِهَا جَنَابَنَا وَ تُقْبِلَ بِهَا ثِمَارَنَا وَ تَعِيشَ بِهَا مَوَاشِينَا وَ تَنْدِيَ بِهَا أَقَاصِينَا وَ تَسْتَعِينَ بِهَا ضَوَاحِينَا مِنَّةً مِنْ مِنَنِكَ مُجَلِّلَةً وَ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِكَ مُفَضَّلَةً عَلَى بَرِيَّتِكَ الْمُرْمِلَةِ وَ وَحْشِكَ الْمُهْمَلَةِ وَ بَهَائِمِكَ الْمُعْمَلَةِ اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا سَمَاءً مُخْضَلَّةً [مُخْضِلَةً] مِدْرَاراً وَ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَاكِفاً مِغْزَاراً غَيْثاً مُغِيثاً مُمْرِعاً مُجَلْجِاً وَاسِعاً وَابِلًا نَافِعاً سَرِيعاً عَاجِلًا سَحّاً وَابِلًا تُحْيِي بِهِ مَا قَدْ مَاتَ وَ تَرُدُّ بِهِ مَا قَدْ فَاتَ وَ تُخْرِجُ بِهِ مَا هُوَ آتٍ اللَّهُمَّ اسْقِنَا رَحْمَةً مِنْكَ وَاسِعَةً وَ بَرَكَةً مِنَ الْهَاطِلِ نَافِعَةً يُدَافِعُ الْوَدْقُ مِنْهَا الْوَدْقَ وَ يَتْلُو الْقَطْرُ مِنْهَا الْقَطْرَ مُنْبَجِسَةً بُرُوقُهُ مُتَتَابِعاً خُفُوقُهُ مُرْتَجِسَةً هُمُوعُهُ سَيْبُهُ مُسْتَدِرٌّ وَ صَوْبُهُ مُسْبَطِرٌ وَ لَا تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنَا سُمُوماً وَ بَرْدَهُ عَلَيْنَا حُسُوماً وَ ضَوْءَهُ عَلَيْنَا رُجُوماً وَ مَاءَهُ رَمَاداً رِمْدِداً اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَ هَوَادِيهِ وَ الظُّلْمِ وَ دَوَاهِيهِ وَ الْفَقْرِ وَ دَوَاعِيهِ يَا مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ مِنْ أَمَاكِنِهَا وَ مُرْسِلَ الْبَرَكَاتِ مِنْ مَعَادِنِهَا مِنْكَ الْغَيْثُ الْمُغِيثُ وَ أَنْتَ الْغِيَاثُ الْمُسْتَغَاثُ وَ نَحْنُ الْخَاطِئُونَ مِنْ أَهْلِ الذُّنُوبِ وَ أَنْتَ الْمُسْتَغْفَرُ الْغَفَّارُ نَسْتَغْفِرُكَ لِلْجَاهِلَاتِ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ نَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ عَوَامِّ خَطَايَانَا يَا
أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ قَدِ انْصَاحَتْ جِبَالُنَا وَ اغْبَرَّتْ أَرْضُنَا وَ هَامَتْ دَوَابُّنَا وَ تَحَيَّرَتْ فِي مَرَابِضِهَا وَ عَجَّتْ عَجِيجَ الثَّكَالَى عَلَى أَوْلَادِهَا وَ مَلَّتِ الدَّوَرَانُ فِي مَرَاتِعِهَا وَ الْحَنِينُ إِلَى مَوَارِدِهَا حِينَ حَبَسْتَ عَنْهَا قَطْرَ السَّمَاءِ فَدَقَّ لِذَلِكَ عَظْمُهَا وَ ذَهَبَ شَحْمُهَا وَ انْقَطَعَ دَرُّهَا اللَّهُمَّ فَارْحَمْ أَنِينَ الْآنَّةِ وَ حَنِينَ الْحَانَّةِ فَإِلَيْكَ ارْتِجَاؤُنَا وَ إِلَيْكَ مَآبُنَا فَلَا تَحْبِسْهُ عَنَّا لِتَبَطُّنِكَ سَرَائِرَنَا وَ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا فَإِنَّكَ تُنْزِلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَ تَنْشُرُ رَحْمَتَكَ وَ أَنْتَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
ثم عظ الناس ببعض المواعظ التي هي في الخطب المذكورة في هذا الفصل.
الخطبة الثانية
- الحمد لله فالق فم حب الحصيد بحسام سيح السحب صابغ خد الأرض بقاني شقيق يانع العشب نافخ روح الحياة في صور تصاويرها بسائح القراح العذب محيي ميت الأرض بإماتة كالح الحدب لابتسام ثغر نسيم أنفاح الخصب مجيل جسم طبيعة الماء المبارك في أشكال الحب و العنب و الزيتون و القضب جاعله للأنام و الأنعام ذات الحمل و الحلب محلي جيد الأفلاك بقلائد دراري النجوم الشهب و مخلي جند الأملاك عن مباشرة التصرف و الكسب و للقيام بواجب التسبيح و التقديس للرب قابل التوبة من المذنب المنيب و غافر الذنب الواحد المتفرد بوحدانيته عن ملاءمة [ملاءة] أعداد قسمة الحساب و الضرب المستغني بصمديته عن مسيس الحاجة إلى دواعي الأكل و الشرب الشاهد على خلقه بما يفيضون فيه لا لاتصاف بعد و لا قرب المهيمن على سر اجتراح كل جارحة و تخاطر خاطر و تقلب قلب أحمده و أشكره على ما جلى من مظلم ظلم جهل و كشف من كشف ركام كرب و أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له شهادة سالمة من شوائب النفاق و الحب مؤمنة قائلها يوم الفزع الأكبر من إيجاس الرهب و الرعب و أشهد أن محمدا عبده و رسوله المحبو بعقد حباء ختم الأنبياء من جميع أصحاب الصحف و الكتب و صفيه علي بن أبي طالب المنتجب لنصر الدين و إقامة دعوة الإسلام بالبيض القضب و الجرد القب و الأسد الغلب ما سبحت الغزالة بأفق شرق و جنحت بغارب غرب صلاة يفني تكرار عديدها صم الحصى الصلب و يبيد أربد الترب إن أحسن ما نظمته أقلام الأفهام من أقسام الكلام و أزكى ما حملته بطون أوراق الأنام من نطفة مياه الأقلام كلام الملك العلام الذي سطرته أيدي البررة الكرام قال الله تعالى و بقوله يهتدي المهتدون وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَ مِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَ الزَّيْتُونَ وَ النَّخِيلَ وَ الْأَعْنابَ وَ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
ثم عظ الناس بما تختاره من مواعظ هذا الفصل ثم تدعو بدعاء علي بن الحسين ع الذي مر في الفصل السابع و الثلاثين و تدعو به بعد صلاة الاستسقاء أيضا.
الخطبة الأولى من يوم عاشوراء
الحمد لله العالم بخائنة الأعين وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ الحاكم في بريته بالحكم العدل الذي لا يجور اللطيف بهم و إن أساءوا في جميع الأمور المبين لهم ما يأتون و ما يذرون على مر الدهور ليبلوهم أيهم أَحْسَنُ عَمَلًا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ الواحد القهار وهب لحامديه على نعمه من لطفه و كفايته قسما و أوسع مخالفيه إمهالا و حلما و أنفذ في جميعهم بقدرته قدرا سابقا و حكما و نسب إلى كل فريق منهم
في كتابه مدحا و ذما فقال وَ مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَ لا هَضْماً و قال وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً فتبارك الله الذي أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ أحمده على ما جرت به الأقضية و الأقدار و أعبده و هو أهل العز القاهر و السلطان و الاقتدار و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تحسن عواقبها عند الانصراف عن هذه الدار و يذل بإظهارها كل معتد غدار و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله واضعا عن الكافة إصرا و مفرجا كربا و هاديا إلى رضاه من تبعه و كان له حزبا و كلفه بذل الاجتهاد في أعدائه جهادا و حربا حتى أعز من تبعه و أعلى له على أعدائه كعبا و أنزل عليه قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ فاعتمد في الكافرين قتلا و نهبا أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَ الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ فصلى الله عليه و على أخيه و ابن عمه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين المفروض طاعته على كافة البشر الولي المحظور معصيته في كل ما نهى و أمر المؤيد على كافة الأعداء بالنصر العزيز و الظفر و صل على سبطيه و الأئمة من ولد الحسين الأنجم الزهر الصَّابِرِينَ وَ الصَّادِقِينَ وَ الْقانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ أيها الناس اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً و اتقوه حَقَّ تُقاتِهِ تحوزوا في الدنيا و الآخرة جدا سعيدا و اعبدوه عبادة من عرفه حق معرفته فرجا منه وعدا و خاف وعيدا و أخلصوا البراءة إليه ممن اعتمد في هذا اليوم العسير سرورا
و اعتقده عيدا أولئك الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ هذا رحمكم الله يوم انهدم فيه ركن الدين و انخمل فيه عز أولياء الله الموحدين و ذلت طوائف الأنصار لما جرى على آل النبي ص و المعاضدين لما علت كلمة المعاندين و المفسدين كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ قتل فيه خليفة الله على جميع العباد و شهروا رأسه على أسنة الرماح في أقطار البلاد و وقع السبي في الحريم من آل النبي ص و الأولاد و تحكمت في نواصيهم أسياف الأعداء و الأضداد كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ قتلوا سبط النبي المصطفى و وضعوا جسده يخور بدمه على الصفا و سقوه كأس المنية عوض ماء كان عليه متلهفا و أقاموا أولياءه و محبيه من بعده على شفا وَ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَ سَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ حسبوا أبعدهم الله أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا فأقاموا على فظيع ما أحدثوا فلم يلبثوا إلا القليل و تمكثوا حتى عاقبهم الله بعذاب الدنيا على ما تكنوا ثم نقلهم إلى عذاب الآخرة يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ أظهروا بقتالهم لهم قديم الأحقاد و استقصوا بقتلهم الآباء و الأجداد و أشمتوا بدين الإسلام المكذبين به من جميع العباد و اختاروا لنفوسهم خزي الدنيا و عذاب المعاد وَ تَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَ تَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ما يكون احتجاجهم يوم النشور و العرض