کتابخانه روایات شیعه
لِعِبَادِهِ وَ الْمِيمُ دَلِيلُ مُلْكِهِ الَّذِي لَا يَزُولُ وَ الدَّالُ دَلِيلُ دَوَامِهِ الْمُتَعَالِي عَنِ الزَّوَالِ.
وَ عَنِ الْبَاقِرِ ع الصَّمَدُ السَّيِّدُ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ نَاهٍ وَ لَا آمِرٌ
و قيل الصَّمَدُ المتعالي عن الكون و الفساد و الصَّمَدُ الذي لا يوصف بالنظائر.
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع لَوْ وَجَدْتُ لِعِلْمِي حَمَلَةً لَنَشَرْتُ التَّوْحِيدَ وَ الْإِسْلَامَ وَ الْإِيمَانَ وَ الدِّينَ وَ الشَّرَائِعَ مِنَ الصَّمَدِ
بمعنى غير أن القدير مبالغة في القادر و هو الموجد للشيء اختيارا من غير عجز و لا فتور و القدير الذي قدرته لا يتناهى فهو أبلغ من القادر و لهذا لا يوصف به غير الله تعالى و القدرة هي التمكن من إيجاد الشيء و قيل قدرة الإنسان هيئة يتمكن بها من الفعل و قدرة الله عبارة عن نفي العجز عنه و القادر هو الذي إن شاء فعل و إن شاء ترك و القدير الفعال لما يشاء على ما يشاء و اشتقاق القدرة من القدر لأن القادر يوقع الفعل على مقدار ما تقتضيه مشيته و فيه دليل على أن مقدور العبد مقدور لله لأنه شيء و كل شيء مقدور له قاله البيضاوي في تفسيره و قال الطبرسي ره في تفسيره الكبير في قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إنه عام فهو قادر على الأشياء كلها على ثلاثة أوجه على المعدومات بأن يوجدها و على الموجودات بأن يفنيها و على مقدور غيره بأن يقدر عليه و يمنع منه و في كتاب منتهى السؤال- القادر هو الذي إن شاء فعل و إن شاء لم يفعل و ليس القدرة مشروطة بأن يشاء حتى إذا لم يكن يشاء لم يكن قادرا بل هو جلت عظمته قادر مطلقا من غير اعتبار المشية و عدمها لأنه تعالى قادر على إقامة القيامة الآن إلا أنه لم يشأ إقامتها لما جرى من سابق علمه من تقدير أجلها و وقتها فذلك لا يقدح في القدرة و القادر المطلق الذي يخترع كل موجود اختراعا ينفرد به و يستغني فيه عن معاونة غيره و هو الله تعالى
الْمُقْتَدِرُ
هو التام القدرة الذي لا يمنعه شيء عن مراده
و قال الشهيد ره المقتدر أبلغ من القادر لاقتضائه الإطلاق و لا يوصف بالقدرة المطلقة غير الله تعالى
الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ
هو المنزل الأشياء منازلها و مرتبها في التكوين و التصوير و الأزمنة على ما يقتضيه الحكمة فيقدم منها ما يشاء و يؤخر ما يشاء 3
أي الذي لا شيء قبله الكائن قبل وجود الأشياء بلا ابتداء و الباقي بعد فناء الخلق بلا انتهاء كما أنه الأول بلا ابتداء و ليس معنى الآخر ما له الانتهاء كما ليس معنى الأول ما له الابتداء
أي الظاهر بحججه الظاهرة و براهينه الباهرة الدالة على صحة ربوبيته و ثبوت وحدانيته فلا موجود إلا و هو يشهد بوجوده و لا مخترع إلا و هو يعرب عن توحيده شعر
و في كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
و قد يكون الظاهر بمعنى العالي و منه.
قَوْلُهُ ص أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ
و قد يكون بمعنى الغالب و منه قوله تعالى فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ و الباطن أي المحتجب عن إدراك الأبصار و توهم الخواطر و الأفكار و قد يكون بمعنى الخبر و بطنت الأمر عرفت باطنه و بطانة الرجل وليجته الذي يطلعهم على سره و المعنى أنه عالم بسرائر القلوب و المطلع على ما بطن من الغيوب
الضَّارُّ النَّافِعُ
أي يملك الضر و النفع فيضر من يشاء و ينفع من يشاء و قال الشهيد ره معناهما أنه خالق ما يضر و ينفع
الْمُقْسِطُ
هو العادل في حكمه الذي لا يجور و القسط بالكسر العدل و منه قوله تعالى قائِماً بِالْقِسْطِ و قَوْلُهُ ذلِكُمْ أَقْسَطُ أي أعدل و أقسط إذا عدل و قسط إذا جار و منه وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
الْجَامِعُ
الذي يجمع الخلق ليوم القيامة أو الجامع للمتباينات و المؤلف بين المتضادات أو الجامع لأوصاف الحمد و الثناء و يقال الجامع الذي قد جمع الفضائل و حوى المكارم و المآثر
بفتح الباء و هو
العطوف على العباد الذي عم ببره جميع خلقه يبر المحسن بتضعيف الثواب و المسيء بقبول التوبة و العفو عن العقاب و قد يكون بمعنى الصادق و منه قولهم بر في يمينه أي صدق و بكسر الباء قال الهروي في غريبيه هو الاتساع و الإحسان و الزيادة و منه سميت البرية لاتساعها و قوله لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ البر الجنة قال الجوهري في صحاحه و البر بالكسر خلاف العقوق و بررت والدي بالكسر أي أطعته و قال الحريري في درته و قولهم بر والدك و شم يدك وهم و الصواب فتح الباء و الشين لأنهما مفتوحان في قولك يبر و يشم و عقد هذا الباب أن حركة أول فعل الأمر من حركة ثاني الفعل المضارع إذا كان متحركا فيفتح الباء في قولك بر أباك لانفتاحها في قولك يبر و تضم الميم في قولك مد الجبل لانضمامها في قولك يمد و تكسر الخاء في قولك خف في العمل لانكسارها في قولك يخف إذا عرفت ذلك فكسر الباء في هذا الاسم الشريف وهم
المانع
الذي يمنع أولياءه و يحوطهم و ينصرهم من المنعة أو يمنع من يستحق المنع و المنع الحرمان و منعه تعالى حكمة و عطاؤه جود و رحمة فلا مانع لما أعطى و لا معط لما منع و قد يكون المانع الذي يمنع أسباب الهلاك و النقصان بما يخلقه في الأبدان و الأديان من الأسباب المعدة للحفظ
الْوَالِي
هو المالك للأشياء المتولي عليها و قد يكون بمعنى المنعم عودا على يد و قوله وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ أي من ولي أي من ناصر و المولى و الولي يأتيان بمعنى الناصر أيضا و قد مر شرحهما و الولاية بفتح الواو النصرة و بكسره الإمارة و قيل هما لغتان كالدلالة و الدلالة و الولاية أيضا الربوبية و منه قوله تعالى هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ يعني يومئذ يتولون الله و يؤمنون به و يتبرءون مما كانوا يعبدون و قيل الولاية بالنصرة لله تعالى يوم القيامة خالصة له لا يملكها سواه هنالك ينصر
المؤمنين و يخذل الكافرين
الْمُتَعَالِي
قال البادراي هو المنزه عن صفات المخلوقين و قال الهروي هو الذي جل عن إفك المفترين و قد يكون المتعالي بمعنى العالي و معنى تعالى الله أي جل أن يوصف
من أبنية المبالغة و هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ و يسهل لهم أسباب التوبة و كلما تكررت التوبة من العبد تكرر منه القبول و التواب من الناس التائب و التوب و التوبة الرجوع عن الذنب و قيل التوب جمع توبة و قوله تعالى غافِرِ الذَّنْبِ وَ قابِلِ التَّوْبِ الآية مر شرحها على حاشية دعاء العشرات في الفصل السادس عشر
الَمْنُتْقَمُ
الذي يبالغ في العقوبة لمن يشاء و انتقم الله من فلان أي عاقبه و في قواعد الشهيد ره هو قاصم ظهور العصاة
الرَّءُوفُ
هو الرحيم العاطف برحمته على عباده و قيل الرأفة أبلغ الرحمة و أرقها و قيل الرأفة أخص و الرحمة أعم
مَالِكُ الْمُلْكِ
معناه أن الملك بيده و قد يكون معناه مالك الملوك و الملكوت من الملك كالرهبوت من الرهبة و تملك كذا أي ملكه قهرا
أي ذو العظمة و الغنى المطلق و الفضل العام قاله الشهيد ره و قال البادراي أي يستحق أن يجل و يكرم و لا يكفر به-
ذُو الطَّوْلِ
أي المتفضل بترك العقاب المستحق عاجلا و آجلا لغير الكافر و الطول بفتح الطاء الفضل و الزيادة و بضمها في الجسم لأنه زيادة كما أن القصر قصور فيه نقصان و قولهم طلت فلانا أي كنت أطول منه من الطول و الطول جميعا-
ذُو الْمَعَارِجِ
أي ذو الدرجات التي هي مصاعد الكلم الطيب و العمل الصالح أو التي يترقى فيها المؤمنون في الجنة و قوله مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ أي درج عليها يعلون و واحدها معرج و معراج و عرج في الدرجة أو السلم ارتقى
النور
قال البادراي أي هو الذي بنوره يبصر ذو العماية و بهدايته ينظر ذو الغواية و على هذا يتأول
قوله تعالى اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أي منورهما و قال الشهيد ره النور المنور مخلوقاته بالوجود و الكواكب و الشمس و القمر و اقتباس [النور] النار أو نور الوجود بالملائكة و الأنبياء أو دبر الخلق بتدبيره
الْهَادِي
الذي هدى الخلق إلى معرفته بغير واسطة أو بواسطة ما خلقه من الأدلة على معرفته و هدى سائر الحيوان إلى مصالحها قال الله تعالى الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى
البَدِيعُ
هو الذي فطر الخلق مبتدعا لا على مثال سبق و هو فعيل بمعنى مفعل كأليم بمعنى مؤلم و البديع يقال على الفاعل و المنفعل [المفعل] و المراد هنا الأول و البديع الذي يكون أولا في كل شيء و منه قوله تعالى ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ أي لست بأول مرسل-
الْبَاقِي
قال الشهيد ره هو الموجود الواجب وجوده لذاته أزلا و أبدا و قال صاحب الجواهر و صاحب العدة هو الذي بقاؤه غير متناه و لا محدود و لا يعرض عليه عوارض الزوال و ليست صفة دوامه و بقائه كبقاء الجنة و النار و دوامهما لأن بقاءه أزلي أبدي و بقائهما أبدي غير أزلي و معنى الأزلي ما لم يزل و الأبدي ما لا يزال و الجنة و النار مخلوقتان كائنتان بعد أن لم تكونا-
الْوَارِثُ
هو الباقي بعد فناء الخلق فترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك-
الرَّشِيدُ
الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم و قيل الرشيد ذو الرشد و هو الحكمة لاستقامة تدبيره أو الذي تنساق الأمور بتدبيراته إلى غايتها-
الصَّبُورُ
هو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه أو الذي لا تحمله العجلة بعقوبة العصاة لاستغنائه عن التسرع إذ لا يخاف الفوت و الصبور من أبنية المبالغة و هو في صفة الله تعالى قريب من معنى الحليم إلا أن الفرق بينهما أنهم لا يؤمنون العقوبة في صفة الصبور كما يسلمون منها في صفة الحليم-
الرَّبُ
هو في الأصل بمعنى التربية و هي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا ثم وصف
به للمبالغة كالصوم و العدل و قيل هو نعت من ربه يربه فهو رب ثم سمي به المالك لأنه يحفظ ما يملكه و يربيه و لا يطلق على غير الله إلا مقيدا كقولنا رب الضيعة و منه ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ
[الاختلاف في اشتقاق الرب]
و اختلف في اشتقاقه على أربعة أوجه
الأول أنه مشتق من المالك
كما يقال رب الدار أي مالكها و منه قول بعض العرب لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن أي يملكني.
وَ مِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ ص لِرَجُلٍ أَ رَبُّ غَنَمٍ أَنْتَ أَمْ رَبُّ إِبِلٍ فَقَالَ مَنْ كَانَ قَدْ آتَانِيَ اللَّهُ فَأَكْثَرَ وَ أَطْيَبَ
الثاني أنه مشتق من السيد
و منه قوله تعالى أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً أي سيده و من ذلك قول لبيد
و أهلكن يوما رب كندة و ابنه
أي سيد كندة
الثالث أنه المدبر
و منه قوله تعالى وَ الرَّبَّانِيُّونَ و هم العلماء سموا بذلك لقيامهم بتدبير الناس و تعليمهم و منه ربة البيت لأنها تدبره تقول ربيته و رببته بمعنى و فلان يرب ضيعته إذا كان يتمها
الرابع أنه مشتق من التربية
و منه قوله تعالى وَ رَبائِبُكُمُ سمي ولد الزوجة ربيبته لتربية الزوج لها فهي في معنى مربوبة نحو قتيلة في موضع مقتولة و يجوز أن تسمى ربيبة و إن لم تكن في حجره لأن العرب تسمي الفاعلين و المفعولين بما يقع بهم و يوقعونه يقولون هذا قتيل و هذا ذبيح و إن لم يقتل أو يذبح بعد إذا كان يراد قتله أو ذبحه و يقولون هذا أضحية لما أعد لها فعلى هذا إن قيل بأنه تعالى رب لأنه سيد أو مالك فذلك من صفات ذاته و إن قيل لأنه مدبر لخلقه أو مربيهم فذلك من صفات أفعاله
السَّيِّدُ
الملك و سيد القوم ملكهم و عظيمهم.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَ وَ لَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ فَقَالَ ص أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ فَقَالَتْ وَ مَا السَّيِّدُ فَقَالَ ص هُوَ مَنِ افْتُرِضَتْ
طَاعَتُهُ كَمَا افْتُرِضَتْ طَاعَتِي
فعلى هذا السيد الملك الواجب الطاعة قاله صاحب العدة قال الشهيد ره في قواعده و منع بعضهم من تسميته تعالى بالسيد قلت و هذا المنع ليس بشيء أما أولا فلما ذكرناه في الحديث الذي ذكره صاحب العدة و قد أثبته في الأسماء الحسنى في عبارته و أما ثانيا فلأنه جاء في الدعاء كثيرا و ورد أيضا في بعض الأحاديث قال السيد الكريم و أما ثالثا فلأن هذا الاسم لا يوهم نقصا فيجوز إطلاقه على الله تعالى إجماعا-
الجواد
هو كثير الإحسان و الإنعام و الفرق بينه و بين الكريم الذي يعطي مع السؤال و الجواد يعطي من غير سؤال و قيل بالعكس و رجل جواد أي سخي و لا يقال الله سخي لأن أصل السخاوة راجع إلى اللين و أرض سخاوية و قرطاس سخاوية إذا كان لينا و سمي السخي سخيا للينه عند الحوائج هذا آخر كلام صاحب العدة قلت و قوله و لا يقال الله سخي ليس بشيء لأن السخاء مرادف للجود و هو صفة كمال فيجوز إطلاقه عليه مع أنه قد ورد به الإذن في كثير من الأدعية و إضافة السخاء فيها إليه تعالى كما في
دُعَاءُ الْجَوْشَنِ الْكَبِيرِ الْمَرْوِيُّ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع عَنِ النَّبِيِّ ص فِي قَوْلِهِ يَا ذَا الْجُودِ وَ السَّخَاءِ