کتابخانه روایات شیعه
المؤمنين و يخذل الكافرين
الْمُتَعَالِي
قال البادراي هو المنزه عن صفات المخلوقين و قال الهروي هو الذي جل عن إفك المفترين و قد يكون المتعالي بمعنى العالي و معنى تعالى الله أي جل أن يوصف
من أبنية المبالغة و هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ و يسهل لهم أسباب التوبة و كلما تكررت التوبة من العبد تكرر منه القبول و التواب من الناس التائب و التوب و التوبة الرجوع عن الذنب و قيل التوب جمع توبة و قوله تعالى غافِرِ الذَّنْبِ وَ قابِلِ التَّوْبِ الآية مر شرحها على حاشية دعاء العشرات في الفصل السادس عشر
الَمْنُتْقَمُ
الذي يبالغ في العقوبة لمن يشاء و انتقم الله من فلان أي عاقبه و في قواعد الشهيد ره هو قاصم ظهور العصاة
الرَّءُوفُ
هو الرحيم العاطف برحمته على عباده و قيل الرأفة أبلغ الرحمة و أرقها و قيل الرأفة أخص و الرحمة أعم
مَالِكُ الْمُلْكِ
معناه أن الملك بيده و قد يكون معناه مالك الملوك و الملكوت من الملك كالرهبوت من الرهبة و تملك كذا أي ملكه قهرا
أي ذو العظمة و الغنى المطلق و الفضل العام قاله الشهيد ره و قال البادراي أي يستحق أن يجل و يكرم و لا يكفر به-
ذُو الطَّوْلِ
أي المتفضل بترك العقاب المستحق عاجلا و آجلا لغير الكافر و الطول بفتح الطاء الفضل و الزيادة و بضمها في الجسم لأنه زيادة كما أن القصر قصور فيه نقصان و قولهم طلت فلانا أي كنت أطول منه من الطول و الطول جميعا-
ذُو الْمَعَارِجِ
أي ذو الدرجات التي هي مصاعد الكلم الطيب و العمل الصالح أو التي يترقى فيها المؤمنون في الجنة و قوله مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ أي درج عليها يعلون و واحدها معرج و معراج و عرج في الدرجة أو السلم ارتقى
النور
قال البادراي أي هو الذي بنوره يبصر ذو العماية و بهدايته ينظر ذو الغواية و على هذا يتأول
قوله تعالى اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أي منورهما و قال الشهيد ره النور المنور مخلوقاته بالوجود و الكواكب و الشمس و القمر و اقتباس [النور] النار أو نور الوجود بالملائكة و الأنبياء أو دبر الخلق بتدبيره
الْهَادِي
الذي هدى الخلق إلى معرفته بغير واسطة أو بواسطة ما خلقه من الأدلة على معرفته و هدى سائر الحيوان إلى مصالحها قال الله تعالى الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى
البَدِيعُ
هو الذي فطر الخلق مبتدعا لا على مثال سبق و هو فعيل بمعنى مفعل كأليم بمعنى مؤلم و البديع يقال على الفاعل و المنفعل [المفعل] و المراد هنا الأول و البديع الذي يكون أولا في كل شيء و منه قوله تعالى ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ أي لست بأول مرسل-
الْبَاقِي
قال الشهيد ره هو الموجود الواجب وجوده لذاته أزلا و أبدا و قال صاحب الجواهر و صاحب العدة هو الذي بقاؤه غير متناه و لا محدود و لا يعرض عليه عوارض الزوال و ليست صفة دوامه و بقائه كبقاء الجنة و النار و دوامهما لأن بقاءه أزلي أبدي و بقائهما أبدي غير أزلي و معنى الأزلي ما لم يزل و الأبدي ما لا يزال و الجنة و النار مخلوقتان كائنتان بعد أن لم تكونا-
الْوَارِثُ
هو الباقي بعد فناء الخلق فترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك-
الرَّشِيدُ
الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم و قيل الرشيد ذو الرشد و هو الحكمة لاستقامة تدبيره أو الذي تنساق الأمور بتدبيراته إلى غايتها-
الصَّبُورُ
هو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه أو الذي لا تحمله العجلة بعقوبة العصاة لاستغنائه عن التسرع إذ لا يخاف الفوت و الصبور من أبنية المبالغة و هو في صفة الله تعالى قريب من معنى الحليم إلا أن الفرق بينهما أنهم لا يؤمنون العقوبة في صفة الصبور كما يسلمون منها في صفة الحليم-
الرَّبُ
هو في الأصل بمعنى التربية و هي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا ثم وصف
به للمبالغة كالصوم و العدل و قيل هو نعت من ربه يربه فهو رب ثم سمي به المالك لأنه يحفظ ما يملكه و يربيه و لا يطلق على غير الله إلا مقيدا كقولنا رب الضيعة و منه ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ
[الاختلاف في اشتقاق الرب]
و اختلف في اشتقاقه على أربعة أوجه
الأول أنه مشتق من المالك
كما يقال رب الدار أي مالكها و منه قول بعض العرب لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن أي يملكني.
وَ مِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ ص لِرَجُلٍ أَ رَبُّ غَنَمٍ أَنْتَ أَمْ رَبُّ إِبِلٍ فَقَالَ مَنْ كَانَ قَدْ آتَانِيَ اللَّهُ فَأَكْثَرَ وَ أَطْيَبَ
الثاني أنه مشتق من السيد
و منه قوله تعالى أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً أي سيده و من ذلك قول لبيد
و أهلكن يوما رب كندة و ابنه
أي سيد كندة
الثالث أنه المدبر
و منه قوله تعالى وَ الرَّبَّانِيُّونَ و هم العلماء سموا بذلك لقيامهم بتدبير الناس و تعليمهم و منه ربة البيت لأنها تدبره تقول ربيته و رببته بمعنى و فلان يرب ضيعته إذا كان يتمها
الرابع أنه مشتق من التربية
و منه قوله تعالى وَ رَبائِبُكُمُ سمي ولد الزوجة ربيبته لتربية الزوج لها فهي في معنى مربوبة نحو قتيلة في موضع مقتولة و يجوز أن تسمى ربيبة و إن لم تكن في حجره لأن العرب تسمي الفاعلين و المفعولين بما يقع بهم و يوقعونه يقولون هذا قتيل و هذا ذبيح و إن لم يقتل أو يذبح بعد إذا كان يراد قتله أو ذبحه و يقولون هذا أضحية لما أعد لها فعلى هذا إن قيل بأنه تعالى رب لأنه سيد أو مالك فذلك من صفات ذاته و إن قيل لأنه مدبر لخلقه أو مربيهم فذلك من صفات أفعاله
السَّيِّدُ
الملك و سيد القوم ملكهم و عظيمهم.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَ وَ لَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ فَقَالَ ص أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ فَقَالَتْ وَ مَا السَّيِّدُ فَقَالَ ص هُوَ مَنِ افْتُرِضَتْ
طَاعَتُهُ كَمَا افْتُرِضَتْ طَاعَتِي
فعلى هذا السيد الملك الواجب الطاعة قاله صاحب العدة قال الشهيد ره في قواعده و منع بعضهم من تسميته تعالى بالسيد قلت و هذا المنع ليس بشيء أما أولا فلما ذكرناه في الحديث الذي ذكره صاحب العدة و قد أثبته في الأسماء الحسنى في عبارته و أما ثانيا فلأنه جاء في الدعاء كثيرا و ورد أيضا في بعض الأحاديث قال السيد الكريم و أما ثالثا فلأن هذا الاسم لا يوهم نقصا فيجوز إطلاقه على الله تعالى إجماعا-
الجواد
هو كثير الإحسان و الإنعام و الفرق بينه و بين الكريم الذي يعطي مع السؤال و الجواد يعطي من غير سؤال و قيل بالعكس و رجل جواد أي سخي و لا يقال الله سخي لأن أصل السخاوة راجع إلى اللين و أرض سخاوية و قرطاس سخاوية إذا كان لينا و سمي السخي سخيا للينه عند الحوائج هذا آخر كلام صاحب العدة قلت و قوله و لا يقال الله سخي ليس بشيء لأن السخاء مرادف للجود و هو صفة كمال فيجوز إطلاقه عليه مع أنه قد ورد به الإذن في كثير من الأدعية و إضافة السخاء فيها إليه تعالى كما في
دُعَاءُ الْجَوْشَنِ الْكَبِيرِ الْمَرْوِيُّ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع عَنِ النَّبِيِّ ص فِي قَوْلِهِ يَا ذَا الْجُودِ وَ السَّخَاءِ
فقرن بين السخاء و الجود لترادفهما على اسم الكرم و كما في دعاء الصحيفة المذكورة في مهج ابن طاوس في قوله سبحانه من ثواب ما أسخاه و سبحانه من سخي ما أنصره فإذا كان اسم السخاء لا يوهم نقصا و قد ورد في الدعوات فما المانع في [من] إطلاقه عليه تعالى إن قلت إن أصل السخاوة راجع إلى اللين إلى آخره كما ذكره صاحب العدة قلت اللين بمعنى الحلم لا بمعنى ضد الخشونة و في دعاء يوم السبت المذكور في كتاب متهجد الشيخ الطوسي ره و لِنْتَ فِي تَجَبُّرِكَ وَ تَجَبَّرْتَ فِي لِينِكَ أي حلمت في عظمتك و ليس صفاته تعالى كصفات خلقه لأن التواب من الناس التائب و التواب من أسمائه تعالى هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ و الصبور من الناس كثير حبس النفس عن الجزع
و الصبور من أسمائه تعالى هو الذي لا تحمله العجلة بعقوبة العصاة لاستغنائه عن التسرع إذ لا يخاف الفوت مع أن الشيخ نصير الدين قدس الله سره قال في فصوله كل اسم يليق بجلاله و يناسب كماله و إن لم يرد به إذن يجوز إطلاقه عليه تعالى إلا أنه ليس من الأدب لجواز أن لا يناسبه من وجه آخر ثم إنا نرجع و نقول إن أصل السخاوة راجع إلى الاتساع و السهولة و السخو الأرض السهلة الواسعة كما ذكره الجوهري و غيره من أئمة اللغة و سمي السخي سخيا لسهولة عطائه و سعته فالله تعالى أحق باسم السخاء لأنه وسع بعطائه المعطين و عم ببره المبرين مع أنا لو سلمنا للشيخ أحمد بن فهد ره صحة الرجوع إلى أصل الاشتقاق في الأسماء الحسنى لوجب أن يترك كل اسم منها يحصل في اشتقاق أصله ما لا يناسب عنده و هو باطل بالإجماع أ لا ترى أن السيد من أسمائه تعالى و هو عند أهل اللغة المسن من المعز قال الجوهري.
عَنْهُ ص ثَنِيٌّ مِنْ الضَّأْنِ خَيْرٌ مِنْ سَيِّدٍ مِنَ الْمَعْزِ
و أظن أن صاحب العدة رحمه الله قلد القاضي عبد الجبار في شرحه الأسماء الحسنى في صحة هذا الاشتقاق لأنه منع في شرحه أن يوصف سبحانه بالحنان قال لأنه يفيد معنى الحنين و هو لا يجوز عليه تعالى قلت و كلام عبد الجبار أيضا غير صحيح لاشتقاق الحنان من عير الحنين قال الجوهري في صحاحه الحنان بالتخفيف الرحمة و بالتشديد ذو الرحمة و قال الهروي في الغريبين في قوله تعالى وَ حَناناً مِنْ لَدُنَّا أي رحمة قال و الْحَنَّانُ بالتشديد الرحيم و هو من صفاته تعالى و بالتخفيف العطف و الرحمة.
وَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ ص مَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَ هُوَ يُعَذِّبُ فَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّهُ حَنَاناً
أي لأتعطفن عليه و لأترحمن لأنه من أهل الجنة و قال الإمام الطبرسي رحمه الله في تفسيره مجمع البيان في تفسير قوله تعالى وَ حَناناً مِنْ لَدُنَّا أي رحمة يقال حنانك و حنانيك و أكثر ما يستعمل بمعنى التثنية قال طرفة حنانيك بعض الشر أهون من بعض و معنى حنانيك رحمك الله
رحمة بعد رحمة قال ره و الحنان بالتخفيف العطف و الرحمة و الحنان الرزق و البركة و بالتشديد الرحيم و هو من صفاته تعالى و قيل الله حنان كما قيل رحيم و معناه ذو الرحمة ثم نرجع و نقول على ما ذهب إليه الشيخ أحمد بن فهد و عبد الجبار لا يجوز أن يسمى الله شاكرا و قد ورد به القرآن المجيد في قوله فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ لأن الشاكر في الأصل كما ذكره الإمام الطبرسي في تفسيره هو المظهر للإنعام عليه و الله تعالى يتعالى عن أن يكون لأحد عليه نعمة و إنما وصف سبحانه نفسه بأنه شاكر مجازا و توسعا ثم قال ره و معنى أنه شاكر أي مجاز عبده على طاعته بالثناء و الثواب و إنما ذكر لفظ الشاكر تلطفا لعباده و مظاهرة في الإحسان و الإنعام عليهم كما قال سبحانه مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً و الله تعالى لا يستقرض من عوز لكنه ذكر هذا اللفظ على سبيل اللطف أي يعامل عبده معاملة المستقرض من حيث إن العبد ينفق في حال غناه فيأخذ أضعاف ذلك في حال فقره و حاجته و كذلك لما كان تعالى يعامل عبده معاملة الشاكر من حيث إنه يوجب الثناء له و الثواب سمى نفسه شاكرا ثم نرجع و نقول هنا فائدة يحسن بهذا المقام أن نسفر قناعها و نحدر لفاعها و هي أن الأسماء التي ورد بها السمع و لا شيء منها يوهم نقصا يجوز إطلاقها على الله تعالى إجماعا و ما عدا ذلك فأقسام ثلاثة الأول ما لم يرد به السمع و يوهم نقصا فيمتنع إطلاقه على الله تعالى إجماعا كالعارف و العاقل و الفطن و الذكي لأن المعرفة قد تشعر بسبق فكره و العقل هو المنع عما لا يليق و الفطنة و الذكاء يشعران بسرعة الإدراك لما غاب عن المدرك و كذا المتواضع لأنه يوهم الذلة و العلامة لأنه يوهم التأنيث و الداري لأنه يوهم تقدم الشك و
مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ مِنْ قَوْلِ الْكَاظِمِ ع فِي دُعَاءِ يَوْمِ السَّبْتِ- يَا مَنْ لَا يُعْلَمُ وَ لَا يُدْرَى كَيْفَ هُوَ إِلَّا هُوَ
جواز هذا فيكون