کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 40

أمير المؤمنين (ع) في الخطبة 174 من خطب النهج: «ان في القرآن شفاء من أكبر الداء، و هو الكفر و النفاق، و الغي و الضلال». و بهذا نجد تفسير قوله تعالى: «وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً - 82 الأسرى» .. و عسى أن يتعظ بقول الإمام (ع) من يطلب الشفاء لأوجاعه الجسمية بتلاوة هذه الآية إلا أن يضيف اليها (روشتة) الطبيب.

و تسأل مرة ثانية و ما ذا تقول بهذه الآية: «ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ - 38 الانعام». حيث دلت بظاهرها على أن في القرآن جميع العلوم؟.

الجواب: ان عموم كل شي‏ء بحسبه، فإذا قلت: هذا البيت فيه كل شي‏ء فهم منه ان فيه ما تدعو اليه حاجة المقيم فيه من مؤنة و أثاث .. و إذا قلت عن كتاب فقهي: فيه كل شي‏ء. فهم منه جميع المسائل الفقهية .. و القرآن كتاب دين، و عليه يكون معنى ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء يتصل بخير الإنسان و هدايته.

سؤال ثالث: و ما قولك في هذه الكتب التي تحمل اسم القرآن و العلم الحديث، و الإسلام و الطب الحديث، و ما الى هذا؟.

الجواب: أولا ان كل من يحاول الملاءمة بين مستكشفات العلم قديما كان أو حديثا، و بين القرآن الكريم فانه يحاول المحال .. ذلك ان علم الإنسان محدود بطاقته العقلية، و القرآن من علم اللّه الذي لا حد له .. فكيف تصح الملاءمة بين المحدود، و غير المحدود؟.

ثانيا: ان علم الإنسان عرضة للخطأ، لأنه عبارة عن نظريات و فروض تخطئ و تصيب. و كم رأينا العلماء يجمعون على نظرية، و انها صحيحة مائة بالمائة ثم اكتشفوا، أو من جاء بعدهم من العلماء انها خطأ مائة بالمائة .. و القرآن معصوم عن الخطأ .. فكيف تصح الملاءمة بين ما هو عرضة للخطأ، و بين المعصوم عنه؟ ثم هل نستمر في تأويل نصوص القرآن، و نحملها ما لا تتحمل كلما نسخت أو عدلت فروض العلم و نظرياته؟

أجل، لا بأس أن نستعين بما يكتشفه العلم من حقائق على فهم بعض الآيات، على شريطة أن لا نجعلها مقياسا لصدق القرآن و صحته، بل وسيلة

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 41

للتعرف على أسراره و حكمة بعض أحكامه .. و من الجائز ان يكون هذا ما قصد اليه الذين كتبوا و ألفوا في القرآن و العلم الحديث.

و مهما يكن، فنحن على يقين راسخ بأننا أقوياء في ديننا، أغنياء فيما لدينا من البراهين على صدقه .. و لسنا أبدا بحاجة الى ما عند الغير، بل نعتقد ان الغير بحاجة إلينا في ذلك .. ان البشرية في تاريخها كله لم تعرف، و لن تعرف دينا أصلح لها من دين الإسلام، و لا كتابا أنفع من كتابه، و لا نبيا أعظم من نبيه، و من لم يهتد بدلائل القرآن، و دعوته الى الحياة الطيبة فلا تقنعه الكشوف العلمية قديمة كانت أو حديثة. و خطر في بالي الآن شي‏ء .. ربما خفف عن القارئ وطأة الملل من القراءة، و أغراه في المضي، كما انه يصلح- على ما أظن- ردا على من يحاول تطبيق القرآن على العلم الحديث، و هذا هو الخاطر:

مر عزير على قرية خاوية على عروشها، و كان معه حماره، و طعامه، و شرابه، فتعجب و استغرب، و قال: انّى يحيي هذه اللّه بعد موتها؟! و أراد اللّه أن يزيل استغرابه، و استبعاده فأماته مائة عام، و أبقى طعامه و شرابه طوال هذه المدة على حالهما دون أن ينالهما تغير و فساد .. و لما أحيا اللّه عزيرا و أراد أن يريه من آياته عجبا قال له: أنظر الى طعامك و شرابك لم يتسنه، أي لم يتغير.

فهل يا ترى كان طعام عزير و شرابه في ثلاثة؟! السؤال موجه لصاحب القرآن و العلم الحديث .. و ليس من شك ان هذه الثلاجة التي حفظت الطعام و الشراب مائة عام ليس من شك انها من موديل سنة الألفين، لا موديل سنة ال 67.

أجل، ان فهم معاني القرآن الكريم يمكن تطبيقه على العلم الحديث، و بصورة خاصة على النظرية النسبية .. ذلك ان الفهم لجهة من جهات معنى من معانيه الدقيقة العميقة يختلف باختلاف زمن التلاوة و مكانها، و حال من يتلو أو يسمع.

و ان قال قائل: ان هذا الاختلاف لا يختص بالفهم لتلاوة القرآن وحده، لأن النظرية النسبية عامة لا تقبل التخصيص.

قلنا في جوابه: هذا صحيح، و لكن لمعاني القرآن استعدادا لذلك لا يوجد في غيرها .. و هذا يعزز ملاحظتنا بأن من يقف عند قول المفسرين، لا يتعداه و لو في تفسير آية واحدة فهو قاصر يملك عقلا قارئا، لا عقلا واعيا .. و اللّه سبحانه المسئول أن يجعل فهمنا لآياته فهم وعي و دراية، لا فهم نقل و رواية.

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 42

و «لِلْمُتَّقِينَ» أوله واو، لأنه وقي وقاية، ثم قلبت الواو تاء، و الوقاية في اللغة مطلق الصيانة و التحفظ، و في الشريعة الوقاية من سخط اللّه و عقابه على ترك واجب، أو فعل محرم، قال أمير المؤمنين (ع): التقى رأس الأخلاق.

و قال بعضهم: التقى ان لا يراك اللّه، حيث نهاك، و لا يفقدك، حيث أمرك، و بالتقوى وحدها يكون التفاضل عند اللّه: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ» .

و تسأل: ان المتقين مهتدون، فلا يحتاجون الى من يهديهم، تماما كما لا يحتاج العالم الى من يعلمه؟.

الجواب: ان المعلم يلقي دروسه على جميع الطلاب، الأذكياء و البلداء، و لكن الذين ينتفعون بالمعلم هم الأذكياء المجتهدون الذين تكون عاقبتهم الى النجاح، و عليه يصح أن يقال: ان المعلم هو معلم الناجحين، و كذا القرآن الكريم، فانه قد خاطب الجميع دون استثناء، و لكن الذين انتفعوا به هم الذين صاروا من المؤمنين المتقين، و من أجل هذا خصهم بالذكر، على ان المتقي يستمر و يزداد. تقى بالقرآن: «وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً» .

[سورة البقرة (2): الآيات 3 الى 5]

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولئِكَ عَلى‏ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ‏ الآية 3- 5:

العالم بكل شي‏ء لا مكان له:

قيل: ان عالما كان يجلس في مكان الصدارة، و الناس من حوله يستمعون‏

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 43

له، و يخشعون، فحسده منافس له في المهنة، فقال له بمسمع من الجميع:

ما قولك بكذا؟ و سأله مسألة أشبه بالطلاسم.

فقال العالم: لا أعلم.

قال السائل: ان المكان الذي أنت فيه لمن يعلم، لا لمن لا يعلم.

قال العالم: ويلك، ان هذا المكان لمن يعلم شيئا و لا يعلم أشياء، و الذي يعلم كل شي‏ء لا مكان له.

أجل، ان الإنسان يستحيل أن يحيط بكل شي‏ء علما: «وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا» .

المعرفة:

لا أحد من الناس يخلق عالما بشي‏ء من الأشياء، و انما تتجدد له المعرفة آنا بعد آن بسبب من أسبابها، حتى اسمه العلم لا يعرفه إلا بعد أن ينادى به أكثر من مرة، و قد ذكر أهل الاختصاص للمعرفة أسبابا، منها:

1- أن يتلقى الإنسان معلوماته من إحدى حواسه الخمس، كمعرفته الألوان بالبصر، و الأصوات بالسمع، و الروائح بالأنف، و الطعوم بالذوق، و الصلابة و ما اليها باللمس .. و مثلها ما يتصوره الإنسان عن طريق مشاعره الباطنية، كالجوع و الشبع، و الحب و البغض.

2- أن يتلقى معارفه من المراقبة و التجربة.

3- أن يتلقاها بالبديهة، أي أن يشترك في معرفتها جميع العقلاء مثل: واحد و واحد اثنان، و الأشياء المساوية لواحد متساوية، و الشي‏ء النافع خير من الضار، أو يتلقاها من إعمال الفكر و اجتهاد العقل الذي يتلقاها بدوره من الحواس، أو التجربة أو البديهة، مثل الحكم على كل قطعة من قطع الحديد بأنها جسم صلب، فان هذا الحكم على كل قطعة ما وقع منها في خبرة الحس، و ما لم يقع، ان هذا الحكم لا يعتمد على اختبار كل القطع الحديدية، و انما اعتمد على مجرد تصور العقل و تنبؤه بوجود قدر جامع بين جميع قطع الحديد، و على هذا يكون الحكم الشامل عقليا؛ لكنه استخرج من المعرفة التي تستند الى التجربة.

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 44

4- أن لا يتلقى معلوماته من الحس، أو التجربة، أو القوة العقلية، بل يتلقاها مباشرة و بلا واسطة. و ذلك بعد جهاد النفس لتنقيتها من الشوائب كما يقول المتصوفة .. و بكلمة أوضح ان القلب عند المتصوفة تماما كالعقل عند غيرهم فكما ان العقل يدرك بعض الأشياء بالبديهة، و من غير نظر، و البعض يدركه بالاجتهاد و النظر كذلك القلب، فانه يشعر بأشياء من غير حاجة الى جهاد النفس، كشعوره بالحب و البغض و البعض يشعر به بعد جهاد النفس، كوجود الباري و صفاته، فالاجتهاد العقلي عندنا يقابله جهاد النفس عند المتصوفة.

و لا أحد يستطيع أن يناقش الصوفي في آرائه و معتقداته، لأنك إذا سألته عن الدليل يجيبك بأن ايماني و علمي ينبع من ذاتي وحدها .. و إذا قلت له:

و لما ذا لا ينبع هذا الإيمان، و هذا العلم من ذوات الناس، كل الناس؟ يقول:

لأنهم لم يمروا بالتجربة الروحية التي مررت بها.

و نحن نقف من هذا التصوف موقف المحايد المتحفظ، فلا نثبته، لبعده عما عرفنا و ألفنا، و لا ننفيه، لأن المئات من العلماء في كل عصر، حتى في عصرنا هذا يؤمنون بالتصوف على تفوقهم، و اختلافهم في الجنس و الدين و الوطن و اللغة، و ليست لدينا أية حجة تنفي التجارب الشخصية البحتة، و من الجائز أن تكون تجربة الصوفي أشبه شي‏ء باللحظات التي يلهم فيها الشاعر و الفنان، و لكن هذا شي‏ء يعنيه وحده، و لا حجة له فيه على غيره، حيث لا ضابط له، و لا رابط.

الغيب:

و هناك أشياء لا وسيلة الى معرفتها بالحس و التجربة و القوة العقلية، منها:

اللوح المحفوظ و الملائكة، و إبليس، و حساب القبر، و الجنة و النار. و منها:

انقلاب العصا حية، و احياء الموتى، و ما الى ذلك مما اخبر به النبي، و لا يستقل العقل بادراكه، و لم نره نحن بالعين، كل ذلك هو المقصود بالغيب في قوله تعالى: «يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» . فالغيب هو الذي لا يمكن التوصل الى معرفته الا بالوحي من السماء على لسان من ثبتت نبوته و صدقه بالعقل: «وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ‏

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 45

الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ - الانعام 59». و بهذا يتبين ان الايمان بالغيب جزء من الإسلام، و ان من لا يؤمن به فليس بمسلم .. و أيضا يتبين ان ما لا يمكن استكشافه بالمشاهدة و التجربة، أو بالعقل، و لم تنزل به آية من كتاب اللّه، أو تأتي به رواية عن رسول اللّه فهو أسطورة و خرافة، كأكثر ما يرويه الرواة من الاسرائيليات، و ما اليها.

الدين و العلم:

و الغريب ان الطبيعيين يؤمنون بالغيب، لأنهم يعتقدون اعتقادا جازما بأن الكون وجد صدفة .. و ليس من شك ان الايمان بالصدفة ايمان بالغيب، لأن الطبيعيين لم يشاهدوها بالعيان، إذ المفروض انهم وجدوا بعد الكون، و أيضا لم يدركوها بالعقل، لأن العقل يبطل الصدفة، أو لا تقع تحت اختباره اثباتا و لا نفيا- على الأقل-.

و الاغرب انهم يسمحون لأنفسهم أن يفترضوا وجود مادة لطيفة يطلقون عليها اسم الأثير، و منها وجد الكون بزعمهم، بل يؤمنون بذلك ايمانا لا يشوبه ريب، ثم يحرمون على غيرهم أن يفترض و يؤمن بوجود قوة حكيمة مدبرة وراء هذا الكون .. مع العلم بأن هذا الافتراض أقرب الى العقل و القلب من افتراض وجود مادة عمياء صماء.

و على أية حال، فان الغيب يدل اسمه عليه، يدرك بالوحي فقط، لا بالتجربة و لا بالعقل .. أجل شرطه الوحيد أن لا يتنافى مع العقل، لا أن يستقل العقل بادراكه .. و على هذا فلا يبقى مجال لأية محاولة تهدف الى اخضاع الوحي و نصوصه للعلم التجريبي .. ان مهمة هذا العلم تنحصر في محاولة الإنسان لفهم الطبيعة، و السيطرة عليها، و يجيب عن هذه الأسئلة: ما هي القوى التي تتألف منها طبائع الأشياء من جماد و نبات و حيوان؟ و كيف نصمم طائرة تزيد سرعتها على سرعة الصوت؟ و لا يدرك العلم التجريبي من أوجد الطبيعة و نظامها.

أما الدين فانه يعرفنا بأسباب الوجود و يعطينا المفاتيح الرئيسية لمعرفة خالق الكون و يقودنا الى ما ينبغي عمله في هذه الحياة، لنحقق أهدافنا الروحية و المادية. ان‏

تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 46

المصنع وحده، و الحقل وحده، أو هما معا لا يفيان بجميع أغراض الإنسان و أهدافه، لأن الإنسان ليس جسما و مادة فقط، انه مادة و روح و عاطفة و وعي ..

ان في داخل الإنسان رحمة شاملة، اسمها الانسانية، و نورا ساطعا، اسمه العقل الذي يتصاغر أمامه، و يتضاءل العالم الأكبر.

ان مطالب جسمنا هذا المحسوس من الأكل و الشرب و النوم قد فرضت نفسها علينا فرضا، و لا خيار لنا في رفضها، فنحن نسعى للقيام بها دون اختيار، و لا يختلف في ذلك فرد عن فرد عالما كان أو جاهلا، نبيا أو غير نبي. أما الروح فتختلف مواهبها و مطالبها باختلاف الأشخاص و الأفراد، و كثيرا ما يكبت الإنسان عواطفه و ميوله، و يكظم غيظه، و يتجرعه طواعية، لا قسرا، و يكون الخير كل الخير في هذا الكبت و الردع، على العكس من الجسم إذا لم نلب مطالبه.

هذا، و لو كان الإنسان جسما فقط لتحكم به علماء الطبيعة، كما يتحكمون بالمادة، و لاستطاعوا أن يعرفوا أسرار النفس و كوامنها، و ان يحولوا جحودها إلى ايمان، و إيمانها الى جحود، و حزنها الى فرح و فرحها الى حزن، و حبها إلى بغض و بغضها الى حب، و إدراكها الى جنون، و جنونها الى ادراك، و شيخوختها الى شباب، و شبابها الى شيخوخة .. و لو استرسلت في هذا الباب لملأت العديد من الصفحات .. و أرجو أن أوفق لعرض هذه المسألة في المناسبات الآتية بصورة أكمل و أوضح.

و القصد من هذه الاشارة هو البيان بأن موضوع العلم التجريبي شي‏ء، و موضوع الدين و الوحي شي‏ء آخر .. فالأول موضوعه المادة جامدة كانت، أو نامية، و هدفه الكشف عما تحتوي عليه من قوى، و الثاني موضوعه حياة الإنسان بشقيها المادي و الروحي، و ان شئت قلت حياته الروحية و العملية. أما هدفه فهو أن يعيش الناس، كل الناس عيشة راضية مرضية.

صفحه بعد