کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 24

ثم بالجانب الأيمن من الجسم، ثم الأيسر، فلو أخل، و قدّم المؤخر، أو أخر المقدم يبطل الغسل. أما الارتماس فهو غمس تمام البدن تحت الماء دفعة واحدة، فلو خرج جزء منه عن الماء لم يكف.

(وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضى‏ أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) . تقدم تفسيره في سورة النساء الآية 43.

ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) . الحرج الضيق و المشقة، و الضرر حرج و زيادة، و منه الأذى و المرض و ذهاب المال .. و الإسلام لم يشرع حكما يستدعي أي نحو من الضيق و المشقة، فضلا عن الضرر، فما أمر بشي‏ء الا و فيه خير و صلاح، و ما نهى عن شي‏ء الا و فيه شر و فساد، و إذا كان في الشي‏ء الواحد جانبان: نفع و ضرر، ينظر: فان كان النفع أكبر فهو مطلوب، و ان كان الضرر أكبر فهو منهي عنه، فالعبرة دائما بالأكثر، و مع التساوي فالخيار في الفعل و الترك، قال تعالى:

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ‏ - 24 الأنفال».

و قال: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ - 185 البقرة».

(وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ مِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ) . كل من دخل في دين أو حزب فقد قطع عهدا على نفسه أن يستجيب لمبادئه و تعاليمه، و يعمل بها عن رضى و طيب نفس .. و هذا هو الميثاق الذي واثقنا اللّه به نحن المسلمين حين ارتضينا الإسلام دينا، و من قام بهذا الميثاق و أداه كما أمر اللّه فقد و في مع اللّه، و من عصى فقد خان اللّه، و من أظهر معاني الوفاء للّه سبحانه الإخلاص لعباده. و الصدق في معاملتهم، و لا أعرف علامة على الصدق في الدين حقا و واقعا غير الوفاء .. و أنصح كل انسان ان لا يأتمن أحدا لعلمه أو عبادته، أو لمنصبه و شهرته، بل يأتمنه و يثق به بعد اليقين بصدقه و وفائه.

[سورة المائدة (5): الآيات 8 الى 10]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى‏ أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى‏ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (10)

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 25

اللغة:

القسط العدل. و لا يجرمنكم، أي لا يبعثكم. و الشنآن البغض.

الاعراب:

شهداء حال من الواو في كونوا. هو أقرب مبتدأ و خبر، و ضمير هو يعود على المصدر المتصيد من اعدلوا. وعد اللّه (وعد) تحتاج الى مفعولين الأول الذين آمنوا، و الثاني جملة لهم مغفرة، و قيل: المفعول الثاني محذوف تقديره الجنة، و جملة لهم مغفرة مفسرة لهذا المفعول المحذوف.

المعنى:

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ) . للايمان الصحيح مظاهر تحس و تلمس، و قد حددها اللّه سبحانه، و أوضحها بشتى الأساليب في العديد من آياته، مرّ الكثير منها، و ما يأتي أكثر، و الآية التي نفسرها الآن تقول بلسان مبين: ان كنتم مؤمنين فقوموا للّه، و اشهدوا بالعدل، و معنى القيام له تعالى الصدق و الإخلاص في الأقوال و الأفعال، أما الشهادة بالعدل فليس المراد منها ان نشهد لأعدائنا و أضدادنا بما لهم من حق علينا أو على غيرنا ..

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 26

كلا، و ان كان السياق يشعر بذلك، و انما المراد أن يعدل الإنسان في جميع سلوكه، دون استثناء.

فإن كان عالما زمنيا اتخذ من علمه وسيلة للقضاء على أسباب الضعف و التخلف، و توفير أسباب القوة و التقدم، و ان كان «دينيا» دعا الى كلمة اللّه، و هي أن يحسن الإنسان خلافة اللّه في أرضه، و يقاوم كل من ينحرف عن هذا السبيل، و ان كان جاهلا استجاب لأهل العلم و الدين، و وقف الى جانبهم مناصرا و مؤازرا، ما داموا مع الحق و العدل.

هذا هو العدل الذي أمر اللّه به في هذه الآية و غيرها، العدل الذي هو أمل الانسانية و هدفها، و الذي لا تستقيم بدونه حياة .. ان المجتمع قد يعيش من غير علم، اما ان يعيش بلا عدل في جهة من الجهات فمحال، حتى و لو كان جميع أفراده عباقرة و مخترعين .. ان العلم بلا عدل ضرره أكثر من نفعه، أمما العدل فكله نفع، و محال أن يكون فيه للضرر شائبة، و ان وجدت فهي وسيلة لدفع ما هو أعظم ضررا، و أشد خطرا.

(وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى‏ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى‏) . المراد بالقوم في الآية أعداء الخير و العدل الذين يقاومون كل محاولة لتحرير الانسانية من قيود الضعف و التخلف .. و قد أمرنا سبحانه بالمضي في اقامة العدل و العمل من أجل الحياة غير مهتمين و لا مكترثين بغيظ المنحرفين و دسائسهم، و بعبارة ثانية ينبغي أن نعمل بالمثل: القافلة تسير، و الكلاب تنبح.

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ) . في الآية 25 من سورة البقرة بشر سبحانه المؤمنين العاملين بأن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، و في الآية 57 من سورة آل عمران بشرهم بأنه تعالى يوفيهم أجورهم، و زاد في الآية 56 من سورة النساء بأن لهم في الجنة أزواجا مطهرة، و يأتي هذا الوعد في بقية السور بأسلوب آخر .. و الهدف في الجميع واحد، و هو الحث و الترغيب في الايمان و العمل كلما دعت المناسبة.

وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) . بعد أن وعد المؤمنين العاملين بالنعيم توعد الكافرين بالجحيم على طريقته تعالى من تعقيب الترغيب‏

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 27

بالترهيب .. و في هذه الآية دلالة واضحة على ان من كفر باللّه فهو من أصحاب الجحيم، و ان لم يدعه الى الايمان نبي أو وصي نبي. ذلك ان آياته تعالى التي تقوم بها الحجة على وجوده لا تختص بما أنزله على رسله، فلقد أقام الدليل الكافي الوافي على وحدانيته و عظمته من الأنفس و السموات و الأرض، فمن يكفر بها تلزمه الحجة: «أَ وَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ‏ - 8 الروم».

[سورة المائدة (5): آية 11]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)

الإعراب:

إذ ظرف متعلق بنعمة اللّه. و المصدر المنسبك من: أن يبسطوا، مجرور بالباء المحذوفة، و المجرور متعلق بهمّ.

المعنى:

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) . يقال، بسط اليه لسانه إذا شتمه، و بسط اليه يده إذا بطش به، و المراد بالقوم هنا مشركو مكة الذين أرادوا القضاء على الإسلام في بدايته عن طريق البطش بأتباعه قتلا و تعذيبا و تشريدا، ثم إعلان‏

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 28

الحرب و تجييش الجيوش، و لكن اللّه في النهاية نصر المسلمين على أعدائه و أعدائهم، و صاروا أعزاء بعد أن كانوا أذلاء، و حاكمين بعد أن كانوا محكومين، و لا نعمة أعظم من الحرية و النصر على العدو، و بعد أن ذكّر اللّه سبحانه المسلمين بهذه النعمة الجلى وجّه اليهم هذا الخطاب:

(وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) لا على قوتهم، أي انما منحتكم هذه القوة لتستعملوها في احقاق الحق، لا في احياء الباطل، و في انتشار الأمن و العدل، لا لاستغلال المستضعفين، و التآمر عليهم، و التحكم بهم، كما فعل بكم المشركون من قبل، و كما يفعل أكثر الناس، يطلبون العدالة، و هم ضعفاء، و يتنكرون لها، و هم أقوياء .. ان المؤمن حقا يخشى اللّه و يشكره، و هو قوي أكثر مما يخشاه و يشكره، و هو ضعيف، أو هو في الحالين سواء- على الأقل- أما من آمن بلسانه، دون قلبه فعلى العكس: «فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ‏ - 65 العنكبوت».

[سورة المائدة (5): الآيات 12 الى 14]

وَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَ قالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَ آمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ وَ أَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (12) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَ جَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَ نَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَ لا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى‏ خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَ مِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى‏ أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ وَ سَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (14)

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 29

اللغة:

نقيب القوم من يبحث عن أحوالهم، و المراد به هنا من أسندت اليه أمور القوم و تدبير مصالحهم. و يطلق التعزير على التأديب، و على النصرة، و هو المراد هنا.

و أغرينا أي الصقنا، لأنه مأخوذ من الغراء الذي يلصق بالشي‏ء.

الإعراب:

فبما نقضهم (ما) زائدة، و المجرور متعلق بلعناهم. و قاسية مفعول ثان لجعلنا. و من الذين قالوا متعلق بأخذنا.

المعنى:

تحدث سبحانه في كتابه العزيز عن الكفار و المشركين بعامة، و عن مشركي قريش بصورة خاصة لما لاقاه النبي (ص) منهم، و تحدث عن المنافقين الذين أظهروا الإسلام، و أبطنوا الكفر، و عن اليهود و النصارى، و لكنه تحدث عن اليهود أكثر من الجميع، لأنهم أكثر خلق اللّه عنادا للحق، و حقدا على الانسانية، و مر الكثير عنهم في سورة البقرة، و آل عمران، و النساء، و معظم هذه السورة، أي المائدة فيهم و في النصارى.

(وَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) . ذكر

تفسير الكاشف، ج‏3، ص: 30

سبحانه انه بعث من بني إسرائيل اثني عشر نقيبا، و لم يبين: هل كان هؤلاء الاثنا عشر زعماء اسباطهم الذين يمثلون 12 فرعا من يعقوب، و هو إسرائيل، أو هم أنبياء أو أوصياء؟ لم يذكر اللّه شيئا من ذلك، و نحن نسكت عما سكت اللّه عنه .. اجل، ان الآية صريحة في انه قد كان للّه ميثاق مع بني إسرائيل، يتضمن أن يقوم بنو إسرائيل بأمور خمسة، و ان اللّه يثيبهم بأمرين إذا وفوا، و إذا نكثوا استحقوا منه تعالى الطرد و العذاب، أما الأمور التي التزموا بأدائها و الوفاء بها فهي:

1- اقامة الصلاة. (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ) .

2- إيتاء الزكاة. (وَ آتَيْتُمُ الزَّكاةَ) .

3- الايمان برسل اللّه. (وَ آمَنْتُمْ بِرُسُلِي) .

4- نصرة الرسل. (وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ) .

5- بذل المال في سبيل اللّه. (وَ أَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً) . و يدل عطف القرض على الزكاة على انه كان الواجب في أموالهم أمرين: الزكاة، و البذل في سبيل اللّه. و لقاء القيام بهذه الأمور الخمسة التي جاءت شرطا في الميثاق يثيبهم اللّه بأمرين وقعا جزاء لهذا الشرط، و هما:

1- العفو عن السيئات. (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) .

2- الجنة. (وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) .

هذا هو ميثاق اللّه مع بني إسرائيل شرطا و جزاء، و بعد ان بيّنه سبحانه خاطبهم بقوله: «فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ» . و من ضل الصراط المستقيم فعاقبته الخزي و الخذلان.

(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ) . انهم ينقضون كل عهد الا عدم نقض العهد و الميثاق، و هذه سمة لهم لا تفارقهم أبدا، كما ان لعنة اللّه عليهم لا تنفك عنهم أبدا .. للتلازم و التلاحم بين نقض العهد، و بين لعنة اللّه. (وَ جَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) . كل من لا يتقي الشر و المعاصي فميت قلبه. قال الإمام علي (ع):

صفحه بعد