کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 483

اللغة:

الاسراء السير في الليل. و القطع من الليل طائفة منه. و اتبع ادبارهم أي كن على أثرهم. و قضينا اليه أوحينا اليه.

الإعراب:

الأمر عطف بيان أو بدل من ذلك. و المصدر من ان دابر هؤلاء بدل من ذلك الأمر، أو مجرور بالباء المحذوفة أي و قضينا بأن دابر هؤلاء. و مصبحين حال من هؤلاء. و جملة يستبشرون حال من أهل المدينة. و عن العالمين على حذف مضاف أي عن ضيافة العالمين. و لعمرك مبتدأ و الخبر محذوف أي لعمرك قسمي.

المعنى:

يكرر اللّه سبحانه قصص الأنبياء و ما حدث ممن عاندهم و قاوم رسالتهم، يكرر

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 484

ذلك لنتعظ و نعتبر كيف كان عاقبة المكذبين بالحق، و كل ما جاء في هذه الآيات التي نحن بصددها قد سبق ذكره مفصلا في سورة هود، و كذا جاء في المقطع السابق المتعلق بإبراهيم (ع)، و من أجل هذا نختصر في تفسير هذه الآيات كما اختصرنا في تفسير الآيات السابقة.

(فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ) . خرج الملائكة من عند ابراهيم و توجهوا الى لوط، فلما دخلوا عليه ظنهم ضيوفا، فضاق بهم ذرعا خوفا عليهم من قومه الفجرة (قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) . لا أعرفكم و لا أعرف ما ذا تريدون ..

و كيف دخلتم هذا البلد، و أهله مشهورون بما يفعلون؟.

(قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ وَ أَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّا لَصادِقُونَ) . كشف الملائكة للوط عن حقيقتهم، و عن المهمة التي جاءوا من أجلها، و هي إهلاك قوم لوط، فقد كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، و كان نبيهم لوط يحذرهم و ينذرهم بعذاب من السماء، فيشكون و يسخرون .. فقال الملائكة للوط:

لقد جئناك بالعذاب الذي حذرتهم منه، و كذبوك فيه، و انه واقع لا محالة (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ اتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَ امْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ) . بعد ان أخبروه بوقوع العذاب أمروه أن ينجو بنفسه و أهله، و ذلك بأن يسير بهم قبل الصبح على ان يكون هو في مؤخرتهم يرعاهم و يتفقدهم، و لا يدع أحدا يلتفت الى الوراء لئلا يرى العذاب فيجزع و يفزع. (وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ) . أوحى اللّه الى لوط بأنه سيستأصل الكافرين وقت الصباح عن آخرهم، و لا يبقى منهم عينا و لا أثرا.

(وَ جاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ) . قصد الفسقة الفجرة أضياف لوط فرحين يبشر بعضهم بعضا بهذه الغنيمة الباردة، و اسودت الدنيا في وجه لوط، حيث لم يكن قد عرف حقيقة أضيافه بعد، فخاطب قومه برفق‏ (قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ) . خوّفهم من اللّه، و لا شي‏ء أهون عليهم منه، و استنجد بمروءتهم ان يفضحوه و يخزوه في ضيفه، و هم أبعد الخلق عن المروءة و الانسانية.

(قالُوا أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ) . أ رأيت الى هذه الصلافة و الوقاحة؟. أصبحوا

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 485

هم الأبرياء الأتقياء، و لوط هو المذنب المجرم .. و لما ذا؟. لأنهم نهوه عن معاشرة الناس و استقبال الضيوف فلم ينته! .. ألم ننهك؟ .. و هذا المنطق اللوطي هو منطق كل معتد أثيم لا يقيم وزنا الا لرغبته و منفعته. فالفيتناميون دعاة حرب و سفاكو دماء عند الأمريكيين لأنهم يرفضون أن تتحكم بهم الولايات المتحدة كما تشاء، و العرب وحوش مفترسون عند الولايات المتحدة و انكلترا لأنهم يقولون: فلسطين للفلسطينيين لا للصهاينة، و دول الاستعمار تردد شعارات السلام و الحرية في نفس الوقت الذي تضرب فيه الشعوب المستضعفة بالمدافع و قنابل النابالم.

(قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) . عبّر عن نساء قومه ببناته لأن رسول الأمة كالأب لجميع أفرادها ذكورا و إناثا. و قد عرض لوط على قومه أن يتركوا الذكور، و يتزوجوا الإناث حلالا طيبا. و لكن نفوسهم لا تطيب الا بالحرام، و لا تميل الا الى الخبائث و الآثام. (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) . قال كثير من المفسرين: ان الخطاب في لعمرك من اللّه الى محمد (ص). و قال آخرون: انه من الملائكة للوط، و ربما كان هذا أقرب لظاهر السياق. و مهما يكن فإن المعنى ان قوم لوط يتردون في الهوى و الضلالة، و لا يؤوبون الى الرشد و الهداية مهما جد الهادي و نصح المرشد.

[سورة الحجر (15): الآيات 73 الى 86]

فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77)

وَ إِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَ إِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (79) وَ لَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَ آتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (81) وَ كانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (82)

فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَما أَغْنى‏ عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (84) وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (86)

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 486

اللغة:

المراد بالصيحة هنا العذاب. و مشرقين أي داخلين في وقت شروق الشمس.

و السجيل طين متحجر. و للمتوسمين جمع متوسم، و هو صاحب الفراسة الصائبة، و المراد به هنا العاقل الذي ينتفع بالعظات و العبر. و المراد بأصحاب الأيكة قوم شعيب، و الأيكة الشجر الملتف الكثيف. و للإمام معان شتى، و المراد به هنا الطريق.

و اصحاب الحجر هم ثمود قوم صالح، و الحجر اسم المكان الذي كانوا فيه، و قيل كل مكان أحيط بالحجارة يسمى حجرا، و الصفح الجميل العفو من غير عتاب، كما جاء عن الإمام علي (ع).

الإعراب:

مشرقين حال من الضمير في أخذتهم، و مثلها مصبحين. و آمنين حال من و او ينحتون. و ان كان أصحاب الأيكة (ان) مخففة من الثقيلة و مهملة، و اللام بعدها للفصل بينها و بين ان النافية.

المعنى:

(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ) . ضمير (هم) يعود الى قوم لوط، و المعنى ان العذاب نزل بهم في وقت شروق الشمس‏ (فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) . ضمير عاليها و سافلها يعود الى مدينة لوط، و تقدمت هذه الآية بالحرف الواحد مع التفسير في سورة هود الآية 82.

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 487

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) المراد بالمتوسمين هنا العقلاء الذين يعتبرون و ينتفعون بالعظات‏ (وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) ضمير انها يعود الى مدينة أو قرى لوط التي جعل اللّه عاليها سافلها. و السبيل الطريق، و المقيم الموجود الثابت، و المعنى ان آثار مدينة لوط التي أهلكها اللّه ما زالت قائمة الى عهد محمد (ص) و الطريق اليها موجود و مسلوك يمر عليه الرائح و الغادي، و يشاهد الدمار و الآثار .. قال المفسرون:

كانت تعرف هذه المدينة باسم سدوم‏ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) . أي ان المؤمنين باللّه و اليوم الآخر يعتقدون بأن ما حل بقوم لوط من العذاب كان جزاء على كفرهم و ضلالهم، أما الملحدون فيقولون: هي حوادث كونية، و أسباب طبيعية.

(وَ إِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) . الأيكة الشجر الملتف الكثيف، و المراد بأصحابها قوم شعيب .. بعد أن ذكر سبحانه هلاك قوم لوط أشار الى قوم شعيب و انه تعالى أهلكهم لكفرهم و تمردهم على الحق، و سبق الكلام عن شعيب و قومه عند تفسير الآية 85 من سورة الأعراف ج 3 ص 355، و يأتي أيضا في سورة الشعراء (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَ إِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) . ضمير منهم يعود الى أصحاب الايكة، و هم قوم شعيب، و ضمير انهما يعود الى مدينة لوط و أصحاب الأيكة، و المراد بالإمام هنا الطريق، و المعنى ان الدلائل و الآثار على هلاك مدينة لوط و بلد شعيب ما زالت قائمة، و الطريق اليها واضح يسلكه كل من أراد أن يشاهد آثار الهلاك و العذاب.

(وَ لَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) . أصحاب الحجر هم ثمود، و نبيهم صالح صاحب الناقة، و الحجر اسم المكان الذي كانوا فيه، و هم لم يكذبوا إلا رسولا واحدا هو صالح، و انما قال سبحانه كذبوا المرسلين بصيغة الجمع لأن من كذب رسولا واحدا للّه فقد كذّب جميع الرسل‏ (وَ آتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) مع انها كافية وافية في الدلالة على الحق، و لكنها لا تتفق مع أهوائهم و تقاليدهم الفاسدة (وَ كانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ) . و كانت السكنى في بيت حجر مع الامان من الغزو دليلا على الحضارة في ذاك العصر ..

و من جملة الآيات التي آتاهم اللّه على يد الرسل الناقة فعقروها و قالوا: يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين‏ (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ) أي وقع عليهم العذاب وقت الصبح‏ (فَما أَغْنى‏ عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) وقع عليهم العذاب،

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 488

و لم يجدهم ما جمعوا من ثروات، و ما نحتوا و بنوا من دور و قصور. و سبق الكلام عن صالح و قومه عند تفسير الآية 73 من سورة الأعراف ج 3 ص 350.

(وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ) . ما من شي‏ء في الكون إلا وجد لحكمة و منه هلاك الكافرين من الأمم الماضية. و في معنى هذه الآية قوله تعالى: «وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا - 27 ص» (وَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ) المراد بالساعة القيامة، و فيها يجازي اللّه كلا بما يستحق‏ (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) . الخطاب من اللّه لمحمد يأمره فيه بالاعراض عن المشركين و الجاهلين، و ان لا يشغل نفسه بهم، و في معنى الآية قوله تعالى:

«وَ اصْبِرْ عَلى‏ ما يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا - 10 المزمل».

[سورة الحجر (15): الآيات 87 الى 99]

وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‏ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَ قُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91)

فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)

وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 489

اللغة:

السبع المثاني سورة الفاتحة لأنها سبع آيات، و بقراءتها يثنى في الصلاة، و قيل هي السور السبع الطوال في أول القرآن: البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و يونس كما في تفسير الطبري. أو الأنفال مع التوبة بدلا عن يونس كما في بعض التفاسير. و لا تمدن عينيك أي لا تنظر. و المراد بالأزواج الأصناف، و التوضيح في فقرة المعنى. و خفض الجناح كناية عن التواضع، و المراد بالمقتسمين هنا اليهود و النصارى بالنظر إلى أنهم جعلوا القرآن عضين أي أجزاء، حيث آمنوا ببعض، و كفروا ببعض. فاصدع بما تؤمر أي اجهر به و أنفذه. و المراد باليقين هنا الموت.

الإعراب:

سبعا من المثاني (من) بيانية أي سبعا هي المثاني، و مثلها: «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ‏ - 30 الحج» أي الرجس هي الأوثان. و أزواجا مفعول متعنا به. و كما أنزلنا الكاف بمعنى مثل صفة لمفعول مطلق محذوف أي أنزلنا عليك القرآن العظيم إنزالا مثل ما أنزلنا على المقتسمين. و هذا الاعراب فيه شي‏ء من التكلف، و لكنه أهون من بقية الأوجه التي ذكرها المفسرون. و الذين جعلوا القرآن عضين صفة للمستهزئين أو عطف بيان.

المعنى:

(وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) . اختلفوا في المراد بالسبع المثاني، و ذكر المفسرون خمسة أقوال، أرجحها- فيما نرى- انها سورة الفاتحة، فهي سبع آيات، و يثنى بها في الصلاة، و تجمع بين ذكر الربوبية و العبودية.

اذن، هي سبع بآياتها، و مثاني بصفاتها.

صفحه بعد