کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 280

[سورة هود (11): الآيات 120 الى 123]

وَ كُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَ جاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَ مَوْعِظَةٌ وَ ذِكْرى‏ لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَ قُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى‏ مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ (121) وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَ لِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)

اللغة:

نثبت نقوي. و مكانة الإنسان حاله التي تمكنه من العمل.

الإعراب:

كلا مفعول به لنقص عليك، و التنوين عوض المضاف اليه المحذوف، و التقدير و كل نبأ نقص، و يجوز ان تكون كل مفعولا مطلقا على تقدير و كل القصص نقص عليك. و من أنباء الرسل متعلق بمحذوف صفة لكل. و ما نثبت به (ما) في موضع نصب بدلا من كل. و بغافل الباء زائدة اعرابا، و غافل خبر ربك.

المعنى:

(وَ كُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَ جاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَ مَوْعِظَةٌ وَ ذِكْرى‏ لِلْمُؤْمِنِينَ) . هذه اشارة الى السورة، و الذكرى التذكرة و الاعتبار و المراد بتثبيت فؤاد الرسول (ص) أن يصبر و يتحمل الأذى في سبيل رسالته و تبليغها

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 281

الى الناس، و المعنى ان الذي قصصناه عليك من أنباء الرسل مع أقوامهم هو حق لا ريب فيه، و ان الغرض منه أن نخفف عنك ما تلاقيه من الأذى، فإن من رأى مصيبة غيره خفّت مصيبته، و أيضا في هذه القصص عظة و عبرة لمن يتعظ و يعتبر.

و تجدر الاشارة الى أن المؤرخين القدامى كانوا يهتمون بالأحداث السياسية و الدولية، ثم اهتم الجدد بالاقتصاد و العلم و الفن و الأدب و غيره من نشاط الإنسان، أما القرآن الكريم فإنه يستخلص من الأحداث العبر و العظات التي تهدي الإنسان الى سواء السبيل، و قوله تعالى: «وَ مَوْعِظَةٌ وَ ذِكْرى‏» صريح في ذلك، و مثله‏ «إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى‏» .

(وَ قُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى‏ مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ) مر نظيره في الآية 135 من سورة الأنعام ج 3 ص 267. (وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) أيضا مر في الآية 158 من سورة الأنعام ج 3 ص 289.

(وَ لِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ) فكل سر عنده علانية، و كل غيب عنده شهادة. و في معنى هذه الآية قوله تعالى: «وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏ - 59 الأنعام» ج 3 ص 199.

(وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ) و لا شي‏ء يستطيع الهرب من سلطانه‏ (فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَيْهِ) الفاء للتفريع على ما قبلها أي إذا كان هذا شأنه جل و علا فهو جدير بالعبادة و الاعتماد عليه دون غيره، و أمر الركوع و السجود سهل يسير، أما الثقة باللّه، و الإعراض عمن سواه فصعب و عسير الا على المتقين‏ (وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) فيجزي الذين أساءوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى. و في نهج البلاغة: فلا تغفل فلست بمغفول عنك .. فيا حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة. و اللّه سبحانه المسئول أن يعصمنا عما تعقبه الندامة و الكآبة.

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 283

سورة يوسف‏

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 285

سورة يوسف هي مكية، و نقل الطبرسي عن ابن عباس ان 4 آيات منها مدنية: الآية 1 و 2 و 3 و 7، و مجموع آياتها 111.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[سورة يوسف (12): الآيات 1 الى 3]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَ إِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (3)

الإعراب:

تلك آيات الكتاب مبتدأ و خبر. و قرآنا حال من هاء أنزلناه. و عربيا حال من القرآن أو صفة له. و قال الطبرسي و أبو البقاء: يجوز أن يكون قرآن توطئة للحال مثل مررت بزيد رجلا صالحا، فصالحا حال، و رجلا توطئة له. و أحسن القصص مفعول مطلق لنقص بالنظر الى اضافة أحسن للقصص. و بما أوحينا (ما) مصدرية أي بوحينا، و يجوز أن تكون موصولة أي بالذي أوحينا. و هذا مفعول أوحينا. و القرآن عطف بيان من هذا. و ان كنت (ان) مخففة من الثقيلة، و اللام في‏ (لَمِنَ الْغافِلِينَ) للفرق بين ان المخففة و ان النافية.

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 286

المعنى:

(الر) تقدم الكلام عن مثله في أول سورة البقرة (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) . تلك اشارة الى آيات هذه السورة، و الكتاب المبين هو القرآن، و انما وصف بالمبين لأنه ظاهر على نبوة محمد (ص)، و مظهر للهداية و الرشاد.

(إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) . المعنى ظاهر، و هو ان اللّه سبحانه أنزل القرآن بلغة العرب ليدركوا سره و عظمته، و يعقلوا معانيه، و يعملوا بها.

و تسأل: ان محمدا (ص) أرسل لجميع الناس كما قالت الآية 28 من سورة سبأ، و نزول القرآن باللغة العربية يشعر بأن محمدا مرسل إلى العرب خاصة، دون غيرهم، فما هو طريق الجمع بين الآيتين؟.

الجواب: أولا ان نزول القرآن بالعربية لا يستدعي أن يكون العرب وحدهم مكلفين بأحكامه و تعاليمه، فالقرآن و المؤمنون به يصدقون بالتوراة التي أنزلت على موسى (ع)، و بالإنجيل الذي أنزل على عيسى (ع)، مع ان لغتهما غير لغة القرآن و من آمن بالقرآن.

ثانيا: ان اللغة وسيلة، و المعاني هي الغاية، و محال ان تكون المعاني كاللغة وقفا على قوم دون آخرين، فإن القيم الانسانية يؤمن بها الناس، كل الناس، و بكلمة ان القوميات تتعدد بتعدد اللغات، أما المعاني فمشاع بين الجميع، لا قومية لها و لا جنسية.

ثالثا: إذا لم يرسل النبي بلغة قومه فبأية لغة يخاطبهم، مع العلم بأنه لا توجد لغة إنسانية تعرفها جميع القوميات، و هنا يكمن السر في قوله تعالى: «وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ‏ - 4 ابراهيم».

صفحه بعد