کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 190

و يأتي التفصيل في سورة المجادلة. و ادعياء جمع دعيّ و هو الذي يتبناه الإنسان.

و المراد بالسبيل هنا طريق الحق. و اقسط أعدل.

الإعراب:

اللائي صفة لأزواجكم، و هي جمع التي. ذلكم أي دعاءكم. و ما تعمدت عطف على فيما أخطأتم أي و لكن فيما تعمدت.

قلب واحد و ايمان واحد:

ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ‏ . و المرأة أيضا مثل الرجل، و خص سبحانه الرجل بالذكر لأنه أمر نبيه الكريم بتقوى اللّه، فناسب ان يعقب بعد هذا الأمر بأن الرجل لا يملك قلبين يتقي اللّه بأحدهما، و الناس بالآخر، و الغرض من ذلك أن يبين سبحانه ان الإنسان لا يستطيع أن يؤمن في وقت واحد بشيئين متناقضين، فيؤمن- مثلا- بدين يحرم الظلم و العدوان كالاسلام و المسيحية، و في نفس الوقت يستحل الظلم و العدوان إلا إذا كان له قلبان و وجهان و لسانان كأبناء الولايات المتحدة الأمريكية التي ينص قانونها الجديد على أن للأمريكي من رعاياها أن يتجنس بالجنسية الاسرائيلية، و يقاتل العرب باسم إسرائيل، و هو يحتفظ بجنسيته الأمريكية .. اللهم الا ان تكون إسرائيل قاعدة استعمارية عدوانية للولايات المتحدة، و ان الجنسية الاسرائيلية اسم بلا مسمى حتى الجنسية التي يحملها الحاكمون في إسرائيل، لأنهم مجندون كمرتزقة لحماية الاستعمار و الاحتكار. قال رجل للإمام علي (ع):

اني أحبك و أحب معاوية. فقال له الإمام: أنت أعور، فإما أن تعمى، و إما أن تشفى من العور.

و تسأل: ما رأيك فيمن يقول: أنا من الوجهة الدينية ألتزم بعقيدة الإسلام أو المسيحية، و من الوجهة السياسية ألتزم بسياسة الكتلة الشرقية أو الغربية، فهل يمكن الجمع بين هذين الالتزامين؟

الجواب: ان أي انسان يؤمن بالحق عن صدق و اخلاص يجوز له بل يجب‏

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 191

عليه أن يؤيد كل من يقف موقفا يناصر فيه الحق و العدالة، سواء أ كان شرقيا أم غربيا، و لا يجوز له بحال أن يؤيد أحدا- كائنا من كان- تأييدا مطلقا و من غير قيد حتى و لو كان مبطلا، لأن الجمع بين الايمان بالحق و تأييد الباطل و أهله جمع بين المتناقضين، و هو محال بطبعه، و عليه فلا يمكن الجمع بين الالتزام بعقيدة الإسلام و بين الالتزام بأية سياسة أو أي مبدأ التزاما مطلقا و على كل حال.

هذا فيما يعود إلى الإسلام، أما فيما يعود إلى العقيدة المسيحية فندع الكلام للقساوسة الأحرار الذين عبروا عن غضبهم لرفض البابا الاجتماع بهم و اجتماعه في الوقت نفسه برواد الفضاء الأمريكيين، فقد قالوا في احتجاجهم: ان اجتماع البابا بهؤلاء الرواد هو دليل واضح على الصلة الوثيقة الموجودة بين الكنيسة كمؤسسة دينية، و بين السلطة السياسية و الاقتصادية التي تقوم بعمليات الاضطهاد و الظلم ضد الأغلبية من البشر، و هي الصلة التي أعلن هؤلاء القساوسة انهم يكافحون من أجل القضاء عليها» «1» .

وَ ما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ‏ . كان الرجل في الجاهلية يطلّق امرأته بقوله: أنت عليّ كظهر أمي. فنهى الإسلام عن ذلك لأن الزوجة لا تصير أما بهذا القول، و أوجب الكفارة على قائله إذا توافرت الشروط التي يأتي بيانها في سورة المجادلة.

وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ‏ . كان الرجل في الجاهلية يتبنى المولود من غيره، و يلحقه بنسبه، و يجري عليه أحكام الابن الحقيقي في كل شي‏ء، و كان الناس يدعون هذا المولود باسم الذي تبناه دون اسم أبيه، فحرم اللّه التبني بهذه الآية ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ‏ و القول لا يغير الواقع‏ وَ اللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏ . و القول الحق و السبيل القويم ان المتبنى لا يصير ابنا بالتبني، و لا الزوجة أما بالمظاهرة ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) الذين ولدوهم لا للذين تبنوهم‏ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ‏ . ضمير «هو» يعود الى المصدر المتصيد من أدعوهم أي دعاؤكم إياهم لآبائهم أعدل عند اللّه.

فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَ مَوالِيكُمْ‏ . يطلق المولى على المنعم‏

(1). جريدة «الجمهورية» المصرية تاريخ 17- 10- 1969.

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 192

و المنعم عليه، و على القريب نسبا أو مودة، و المعنى ان جهلتم أبا المتبنى فقولوا:

هذا أخي في الدين أو مولاي إشارة الى المودة، أو مولى فلان ان كان رقا و أعتقه. و قال المفسرون و أهل السير: ان زيد بن حارثة سبي صغيرا، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، و لما تزوجها رسول اللّه (ص) و هبته له، و بعد نزول الوحي على النبي (ص) دعاه إلى الإسلام فأسلم، و آخى بينه و بين عمه حمزة بن عبد المطلب. و جاء حارثة أبو زيد الى رسول اللّه (ص) و قال له: إما ان تبيع ابني زيدا، و اما ان تعتقه، فأعتقه الرسول، و قال له: اذهب حيث شئت، فأبى أن يفارق رسول اللّه، و كان الناس يدعونه ابن محمد (ص) إلى أن نزل القرآن بإبطال التبني.

وَ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَ لكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً . من دعا إنسانا إلى غير أبيه، و هو يرى انه أبوه فلا بأس عليه، و إنما الإثم على من علم و تعمد. قال رسول اللّه (ص): «رفع عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه و ما لا يعلمون و ما لا يطيقون و ما اضطروا عليه» شريطة أن لا يقع ذلك عن تقصير و إهمال.

[سورة الأحزاب (33): الآيات 6 الى 8]

النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى‏ أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (6) وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (7) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً (8)

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 193

الإعراب:

أمهاتهم على حذف مضاف، أي مثل أمهاتهم. و أولو الأرحام مبتدأ و بعضهم مبتدأ ثان و أولى خبره و الجملة خبر المبتدأ الأول. و المصدر من أن تفعلوا مبتدأ و خبره محذوف و الجملة في محل نصب على الاستثناء المنقطع، و التقدير و لكن فعلكم الى أوليائكم معروفا جائز.

هل النبي حاكم بأمره؟

النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏ . للولاية معان تختلف باختلاف من تنسب اليه، فولاية اللّه سبحانه معناها السلطة و القوة التي لا تغلب، و معنى ولاية النبي الطاعة من غير اعتراض، و هذا المعنى هو المراد من قوله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏ .

و تسأل: أليس معنى هذا ان النبي حاكم بأمره، و لا حرية معه لفرد أو جماعة؟ و كيف تجمع بين هذا و بين مبدأ الحرية التي هي حق طبيعي لكل انسان؟

الجواب: نجمع بينهما كما نجمع بين حرية الإنسان و طاعته للّه .. ان النبي لسان اللّه و بيانه: وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‏ - 4 النجم.

و صحّ الحديث عن رسول اللّه (ص): «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به». فالتبعية و الطاعة لما جاء به من عند اللّه لا من عند نفسه .. هذا إلى أن الحر هو الذي يلتزم الطريق القويم، و يعمل بالحق و يتحمل مسؤوليته بإرادته، و يدافع عنه حسب طاقته، أما من يندفع وراء الرغبات غير مكترث بحسيب و رقيب فهو عبد الأهواء و الشهوات. قال فيلسوف شهير: «الحرية ليست فضيلة داخلية تسمح بأن نفصل أنفسنا عن المواقف الملحة، و انما هي القدرة على بناء مستقبل أفضل».

وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ‏ . ان لأزواج النبي (ص) من الاحترام و حرمة الزواج بهن من بعده تماما ما للأمهات، و ما عدا ذلك فهن و الأجنبيات سواء وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ‏ . تقدم في‏

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 194

الآية 75 من سورة الأنفال ج 3 ص 516 إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى‏ أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً .

المراد بالمعروف هنا الوصية، و بالأولياء الأصدقاء و المعتقون و الأقارب غير الوارثين.

و المعنى ان الميراث هو لأقرب الناس إلى الميت، أما الوصية فهي للموصى له قريبا كان أم بعيدا كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً أي ان هذا الحكم ثابت عند اللّه و من عصاه فهو من الهالكين.

وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ‏ . الخطاب في «منك» لمحمد (ص)، و المراد بالميثاق تبليغ رسالة اللّه على أكملها، و الصبر على ما يصيبهم في سبيلها .. و خص سبحانه بالذكر نوحا و ابراهيم و موسى و عيسى و محمدا بعد أن ذكر النبيين على وجه العموم، ذكرهم بالخصوص لأنهم أفضل الأنبياء، و قدم محمدا لأنه أفضل الخمسة، و في الآية 35 من سورة الأحقاف اشارة الى انهم من اولي العزم، و سبب هذه التسمية كما في بعض الروايات ان كل نبي بعد نوح كان تابعا لشريعته، ثم نسخت شريعة نوح بشريعة ابراهيم، و نسخت هذه بشريعة موسى، و شريعته بشريعة عيسى، ثم نسختها شريعة محمد (ص) التي لا تنسخ الى يوم القيامة حيث لا نبي بعده.

وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً . هذا الميثاق هو الأول بالذات، و أعاده سبحانه ليصفه بالمتانة و القوة، و قد وصف الميثاق بالغليظ في مواضع ثلاثة من كتابه العزيز:

الأول ميثاق الزواج: وَ أَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً - 21 النساء. الثاني الميثاق الذي أخذه على بني إسرائيل: وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً - 154 النساء.

الثالث الميثاق الذي أخذه على النبيين. و قد ذهل الشيخ محمود شلتوت عن ذلك حيث قال: «ان وصف الميثاق بالغليظ لم يرد في موضع من مواضعه- أي مواضع القرآن- إلا في عقد الزواج». و العصمة للّه.

لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ‏ . أرسل سبحانه الأنبياء و أخذ عليهم ميثاق التبليغ كي يسأل الصادقين: ما ذا أرادوا بالصدق؟ هل أرادوا به وجه اللّه، أو ليقول الناس: انهم صادقون و ما إلى ذلك من الأغراض الشخصية؟ قال الإمام جعفر الصادق (ع): «إذا سأل اللّه الإنسان عن صدقه على أي وجه قاله، فيجازى بحسبه، فكيف حال الكاذب؟». وَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً .

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 195

لما ذكر سبحانه الرسل قال: من كفر به فله عذاب أليم، و بالمقابل من آمن و عمل صالحا فله جنات النعيم.

[سورة الأحزاب (33): الآيات 9 الى 15]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (11) وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (12) وَ إِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَ يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَ ما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً (13)

وَ لَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَ ما تَلَبَّثُوا بِها إِلاَّ يَسِيراً (14) وَ لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَ كانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلاً (15)

اللغة:

زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر كناية عن شدة الخوف. و ابتلي المؤمنون اختبروا و امتحنوا. و زلزلوا اضطربوا من الفزع. و المراد بالذين في قلوبهم مرض‏

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 196

ضعفاء العقل و الايمان الذين ينعقون مع كل ناعق. و يثرب من أسماء المدينة المنورة و من أسمائها أيضا طيبة. و بيوتنا عورة أي منكشفة للعدو و السارق.

الإعراب:

قال أبو البقاء: كتبت الظنونا بالألف في المصاحف لتناسب الآيات، و مثله الرسولا و السبيلا. و هنالك للبعيد، و هنا للقريب، و هناك للمتوسط. و يثرب لا تنصرف للعلمية و وزن الفعل. و يسيرا صفة لظرف زمان محذوف أي الا زمنا يسيرا. و لا يولون جواب عاهدوا لأنه بمعنى أقسموا.

ملخص قصة الأحزاب:

هذه الآيات و ما بعدها إلى الآية 27 نزلت في غزوة الأحزاب، و تسمى أيضا وقعة الخندق، و خلاصتها ان نفرا من زعماء اليهود استحثوا قريشا و غيرها من قبائل العرب على حرب رسول اللّه (ص)، و رصدوا لذلك كثيرا من المال، و استطاعوا أن يحزبوا الأحزاب، و يؤلفوا جيشا ضخما لا عهد للجزيرة العربية بمثله من قبل، و زحف الجيش الهائل على المدينة بقيادة أبي سفيان.

و لما علم الرسول الأعظم (ص) بقصدهم أمر بحفر الخندق بإشارة من سلمان الفارسي، و عمل الرسول فيه بيده، و عمل معه المسلمون المخلصون، و كان سلمان يلهبهم حماسا بحديثه عما أعد اللّه للعاملين و المجاهدين، و لكن المنافقين كانوا يثبطون عزم رسول اللّه و يتسللون بغير علمه.

صفحه بعد