کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 181

فهو فحش كالزنا و اللواط، و ذنب كبير أيضا، أما اللمم فهي صغار الذنوب التي لا يكاد يخلو منها إنسان إلا من عصم اللّه كالنظرة و مجرد الجلوس الى مائدة الخمر. و تكلمنا عن ذلك مفصلا عند تفسير الآية 31 من سورة النساء ج 2 ص 306. و معنى الآية ان من أقلع عن الكبائر فإن اللّه سبحانه يشمله بعفوه و إحسانه، و ان اقترف بعض الصغائر .. و ليس معنى هذا ان للإنسان أن يقترف الصغائر .. كلا، و إلا كانت من المباحات، و انما المراد ان من اجتنب الكبائر فله أن يأمل العفو و الصفح من ربه و ان ارتكب بعض الهنات، و إلا كانت الجنة وقفا على أهل العصمة دون غيرهم. و في نهج البلاغة: أشد الذنوب ما استهان به صاحبه .. و ان يستعظم الإنسان من معصية غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه، و يستكثر من طاعته ما يحقر من طاعة غيره.

(هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى‏) . أجل، ان اللّه أعلم بالإنسان من نفسه بالغا ما بلغ من العلم .. و مستحيل أن يعلم من نفسه ما يعلمه اللّه منه، لأنه تعالى هو الذي أوجده و أحياه، و يميته و ينشره، و هو معه بعلمه منذ تكوينه في بطن أمه الى النفس الأخير .. يضاف الى ذلك ان جميع جوارح الإنسان حتى قلبه هي شهود عليه عند خالقه. و أصدق شاهد ينطق بتزكية الإنسان و إخلاصه هو عمله الصالح. و تقدم مثله في الآية 49 من سورة النساء ج 2 ص 346 و الآية 21 من سورة النور ج 5 ص 409.

[سورة النجم (53): الآيات 33 الى 41]

أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَ أَعْطى‏ قَلِيلاً وَ أَكْدى‏ (34) أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى‏ (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى‏ (36) وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)

أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ (38) وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى‏ (39) وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى‏ (40) ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى‏ (41)

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 182

اللغة:

أكدى قطع و أمسك. و صحف موسى التوراة. و وفّى تمم و أكمل. و الوزر الإثم.

الإعراب:

قليلا صفة لمحذوف أي عطاء قليلا. و ابراهيم على حذف مضاف أي و بما في صحف ابراهيم. أن لا تزر: «ان» مخففة و اسمها محذوف أي انه، و المصدر المنسبك عطف على‏ «بِما فِي صُحُفِ مُوسى‏» . و ان ليس «ان» مخففة أيضا و المصدر عطف أن لا تزر. و كذا و انّ سعيه.

المعنى:

(أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَ أَعْطى‏ قَلِيلًا وَ أَكْدى‏) أي منع، و المعنى أخبرني يا محمد عن الرجل الذي أعرض عن ذكر اللّه، و كان قد بذل شيئا يسيرا من ماله أو نفسه في سبيل الخير، ثم منع و أمسك عن البذل! .. هذا ما دل عليه ظاهر كلامه تعالى .. و يأتي السؤال: هل أراد سبحانه رجلا خاصا يعرفه النبي (ص) أو أراد مثلا عاما لكل من يصدق عليه هذا الوصف؟ قال بعض المفسرين: نزلت هذه الآية في الوليد بن المغيرة. و قال آخر: انها نزلت في عثمان بن عفان .. و كل من القولين يفتقر الى الدليل .. اذن، فالآية على دلالتها من الشمول و الإطلاق.

(أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى‏) ؟ هل علم هذا المعرض الممسك انه في أمان من عذاب يوم القيامة حتى أعرض و أمسك؟ و انّى له هذا العلم مع ان اللّه سبحانه قد أنزل في كتبه ما يكذّب زعمه ان ادّعى ذلك‏ (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى‏ وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) . ألم يسمع هذا المعرض الممسك بما أنزل اللّه في التوراة و في صحف ابراهيم الذي وفى بعهد اللّه و ميثاقه على أكمل وجه، ألم يسمع أو يخبره مخبر بأن اللّه قد أنزل في هذين الكتابين‏ (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏) أي ان‏

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 183

كل انسان يؤخذ بذنبه، و لا أحد يحمل عنه أوزاره و أثقاله. و تكررت هذه الآية في سورة الأنعام 164، و في سورة الاسراء الآية 95، و في سورة فاطر الآية 18، و في سورة الزمر الآية 7.

(وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏) . المراد بالسعي هنا العمل و الحركة في هذه الحياة. و تدل الآية على ان الإسلام هو دين الحياة لأنها تنص بصراحة على أن اللّه ينظر الى عباده من خلال أعمالهم في الحياة الدنيا، و يعاملهم بموجبها، و معنى هذا ان الإنسان كلما عاش الحياة بأبعادها و في أعماقها، و عمل لخيرها و حل مشاكلها- فقد اقترب من اللّه و دين اللّه، و استحق منه الرحمة و الكرامة، و انه كلما تهرب من الحياة و ابتعد عن همومها و مشاكلها مكتفيا بالتكبير و التهليل و الصوم و الصلاة- فقد ابتعد عن اللّه و دينه و رحمته.

(وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى‏) أي سوف يحاسبه اللّه على عمله يوم القيامة، فالمراد بالرؤيا هنا الحساب و إلا فإن اللّه سبحانه يعلم كل شي‏ء حتى خطرات الوساوس‏ (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى‏) . واضح لا يحتاج الى تفسير تماما كقوله تعالى:

«أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏» - 195 آل عمران.

[سورة النجم (53): الآيات 42 الى 62]

وَ أَنَّ إِلى‏ رَبِّكَ الْمُنْتَهى‏ (42) وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أَبْكى‏ (43) وَ أَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَ أَحْيا (44) وَ أَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى‏ (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى‏ (46)

وَ أَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى‏ (47) وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنى‏ وَ أَقْنى‏ (48) وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى‏ (49) وَ أَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى‏ (50) وَ ثَمُودَ فَما أَبْقى‏ (51)

وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغى‏ (52) وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى‏ (53) فَغَشَّاها ما غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى‏ (55) هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى‏ (56)

أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ (58) أَ فَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَ تَضْحَكُونَ وَ لا تَبْكُونَ (60) وَ أَنْتُمْ سامِدُونَ (61)

فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَ اعْبُدُوا (62)

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 184

اللغة:

تمنى تراق في فرج الأنثى. و النشأة الأخرى البعث. و المراد بأغنى هنا انه تعالى كفى عبده و أغناه عن سؤال الناس. و المراد بأقنى انه أعطاه أيضا ما يقتني من المال و يدخر بعد الكفاية، و في تفسير الرازي ان الإقناء فوق الإغناء. و الشعرى نجم مضي‏ء، و في تفسير الطبري: كان بعض أهل الجاهلية يعبدونه من دون اللّه. و المراد بالمؤتفكة قرى قوم لوط. و أهوى أسقطها في الأرض أي خسف بها الأرض. و غشاها غطاها العذاب. و آلاء اللّه نعمه. تتمارى تشكّ. و أزفت دنت. و المراد بالآزفة الساعة. و كاشفة من الكشف، و يأتي بمعنى الاظهار مثل كشف أمره أي أظهره، و أيضا يأتي بمعنى الازالة مثل كشف اللّه غمك أي أزاله. و سامدون لاهون.

الإعراب:

و ان الى ربك المنتهى و ما بعده عطف على ما تقدم و هو ان ليس للإنسان إلا ما سعى.

و ثمود و قوم نوح عطف على عاد. و المؤتفكة مفعول أهوى. فغشاها ما غشى فاعل غشاها ضمير مستتر يعود الى العذاب و «ما» مفعول.

المعنى:

(وَ أَنَّ إِلى‏ رَبِّكَ الْمُنْتَهى‏) . هذه الآية و ما بعدها هي من جملة الآيات التي‏

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 185

ذكر سبحانه انه أنزلها في صحف موسى و ابراهيم، و المراد بالمنتهى موقف الإنسان بين يدي اللّه لنقاش الحساب الذي لا منجى منه‏ (وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أَبْكى‏) .

الضحك اشارة الى فرح أهل الجنة، و البكاء الى ترح أهل النار، و من الجائز أن يكونا إشارة الى ما أودعه اللّه في الإنسان من غريزة اللذة و الألم و الحزن و الفرح، و قد ذهب جماعة من الفلاسفة الى أن الإنسان لا يتحرك إلا بتأثير من جذب اللذة كالجنس أو من خوف الألم كالجوع.

المادة و الحياة:

(وَ أَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَ أَحْيا) . هو سبحانه يهب الحياة و يأخذها، أما قول من قال: ان المادة أصل الحياة و سببها فهو مجرد ادعاء تكذبه بديهة العقل لأن المادة لا تتحرك بطبيعتها بل بعلة مغايرة لها، و أي عاقل يقبل القول بأن المادة الصماء أنشأت بنفسها لنفسها أبصارا و أسماعا و أفئدة، و إذا كانت الحياة صفة تلازم المادة فلما ذا ظهر النمو و الحركة و الحس و التفكير في بعضها دون بعض؟. و ان قال قائل: ان لبعض أفراد المادة استعدادا للحياة دون بعض قلنا في جوابه: من أين جاءت هذه التفرقة؟ هل جاءت من داخل المادة أو خارجها. فإن كانت من الداخل وجب أن تكون كل مادة صالحة لاستقبال الحياة، و إلا لزم أن يكون الشي‏ء الواحد سببا لوجود الشي‏ء و عدمه في آن واحد، و ان جاءت بسبب خارج عن المادة فهو الذي نقول.

(وَ أَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى‏ مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى‏) . يريق الذكر منيه في رحم الأنثى فيتم التلقيح، و يتكون الجنين ذكرا أو أنثى، فمن الذي أوجد الاستعداد في الجسم لهذه النطفة؟ و من الذي أوجد فيها ملايين الخلايا الحية؟ و هل يستطيع العلماء أن يصنعوا خلية واحدة يتكون منها ذكر أو أنثى؟ بل هل يستطيعون أن يميزوا بين الخلية التي يتكون منها الذكر و التي تتكون منها الأنثى؟ و إذا استندت النطفة الى أسباب طبيعية فإن هذه الأسباب تنتهي الى السبب الأول الذي أوجد الطبيعة (وَ أَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى‏) . ضمير عليه يعود الى اللّه تعالى، و المعنى ان البعث حتم لا بد منه‏ (وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنى‏ وَ أَقْنى‏) . انه سبحانه كفى بعض عباده‏

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 186

و أغناه عن الحاجة الى غيره، و أعطى البعض الآخر ما يقتني و يدخر زيادة على ما يكفيه أي هيأ له أسباب الغنى و القنية. و قال أحد العارفين: من ذاق طعم الغنى عن الناس فقد حصل على نصيب وافر من الغنى، و ان في ذلك لشرفا عظيما.

(وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى‏) بكسر الشين و تشديدها، و هي نجم مضي‏ء، و خصها سبحانه بالذكر لأن بعض أهل الجاهلية كانوا يعبدونها، و قيل: انها أضخم من الشمس بعشرين مرة، و انها تبعد عن الشمس مقدار مليون ضعف بعد الشمس عنا (وَ أَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى‏) و هم قوم هود، و تقدم الكلام عنهم مرات، و وصفهم سبحانه بالأولى بالنسبة الى من تأخر عنهم من الأمم، و قال صاحب مجمع البيان: بل لأن ثم عادا أخرى‏ (وَ ثَمُودَ فَما أَبْقى‏) منهم أحدا، و هم قوم صالح، و أيضا سبق الكلام عنهم و عن قوم نوح الذين أشار اليهم سبحانه بقوله: (وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغى‏) من عاد و ثمود (وَ الْمُؤْتَفِكَةَ) قرى قوم لوط (أَهْوى‏) بها الى بطن الأرض‏ (فَغَشَّاها ما غَشَّى) من العذاب‏ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى‏) . الخطاب لكل انسان، و الآلاء النعم، و تتمارى تشك و تجادل.

(هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى‏) . قال أكثر المفسرين: ان «هذا» اشارة الى القرآن أو محمد (ص). و ليس من شك ان كلا من القرآن و الرسول الأعظم هما من النذر الأولى من نوعها و صفاتها. و مع هذا فإن الذي نفهمه ان اللّه سبحانه أشار ب «هذا» الى ما ذكره من الدلائل و العظات التي تضمنت أمورا هامة جديرة بالتأمل و الدراسة كمسألة ان كل انسان هو وحده المسئول عن جرمه و جريرته، و ان اللّه ينظر اليه من خلال عمله، و انه لا مصدر للحياة إلا اللّه، و ان مصير الطغاة الى الهلاك، و هذه و ما اليها من أهم موضوعات العلوم الكونية و الانسانية، و إذا ذكرها سبحانه ليستدل الإنسان على وجود اللّه و عظمته فإن ذكرها بالذات يومئ الى ان معانيها و أهدافها انما تتجلى للعلماء و انهم أحق الناس بمعرفة اللّه و الايمان به و الخوف منه: «إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ» - 28 فاطر.

(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) . أزفت دنت، و الآزفة الدانية، و المراد بها الساعة، و انما وصفها سبحانه بالدانية لأنها آتية، و كل آت قريب .. و كل ما أدبر كأنه ما كان‏ (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ) ضمير «لها» يعود الى الآزفة أي الساعة، و لك أن تفسر الكشف بالعلم كقوله تعالى: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ» - 186 الأعراف.

تفسير الكاشف، ج‏7، ص: 187

و أيضا لك ان تفسرها بقوله: «مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ»* - 43 الروم. (أَ فَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَ تَضْحَكُونَ) ؟ هذا الحديث إشارة الى قيام الساعة. و قيل الى القرآن. و كل منهما صحيح لأن الكافرين قد عجبوا من البعث: «فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْ‏ءٌ عَجِيبٌ أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ» - 3 ق. و أيضا عجبوا من القرآن: «أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ»* - 63 الأعراف.

(وَ لا تَبْكُونَ وَ أَنْتُمْ سامِدُونَ) أي لاهون، و كان الأولى أن تبكوا على أنفسكم التي ظلمتموها بالكفر و البغي: «فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَ لْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» - 82 التوبة.

صفحه بعد