کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 194

اللغة:

الندي المجلس. و القرن أهل كل عصر. و الأثاث أدوات البيت. و الرئي المنظر و الهيئة. و المد الامهال. و الجند الأنصار. و المرد المرجع و العاقبة.

الإعراب:

مقاما و نديا تمييز. و كم في محل نصب بأهلكنا و المميز محذوف أي كم قرنا أهلكنا. و أثاثا تمييز. إما العذاب و اما الساعة بدل من (ما) في قوله تعالى:

رأوا ما يوعدون. و من هو شر (من) اسم موصول مفعول لسيعلمون، و هو مبتدأ و شر خبر، و الجملة صلة الموصول. و مكانا و جندا و ثوابا و مردا تمييز.

المعنى:

(وَ إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا) . ضمير عليهم يعود إلى مشركي قريش، و آيات اللّه البينات دلائله الواضحة، و الفريقان هما المؤمنون و المشركون، و المعنى ان النبي و الصحابة يحتجون على المشركين بمنطق العقل و الفطرة، و المشركون يجابهون هذا المنطق بمنطق المعدة و فلسفتها و يقولون: نحن أطيب و أوسع عيشا وافرة مسكنا، و أحسن أثاثا.

فلسفة المعدة:

كان ابيقور من فلاسفة اليونان المعاصرين لتلامذة أرسطو، و له مذهب انفرد

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 195

به عمن عاصره و تقدم عليه، و يتلخص بأن اللذة هي الخير الأسمى، و الألم هو الشر الأقصى، و ان الفضيلة تستمد قيمتها من اللذات المعنوية كالصداقة و حياة الهدوء و الراحة، و من اللذات الحسية كالطعام و الشراب .. و في ضوء هذه الفلسفة قال: على الإنسان أن لا يندفع وراء أهوائه و رغباته من أجل لذة قصيرة الأمد يعقبها ألم طويل الأمد .. و بكلمة ان الخير كل الخير عند ابيقور يقوم في اللذة الدنيوية- هو لا يؤمن بالبعث- سواء أ تمثلت اللذة في المعدة، أو في غيرها، و إذا اقترنت اللذة بالألم فالعبرة بالأكثر، فما كان أكثر لذة فهو خير، و ما كان أكثر ألما فهو شر.

و هناك فلسفة قديمة تتفق مع ابيقور في ان كل الخير في اللذة الدنيوية، و لكنها تختلف معه في التحديد، فهو يقول: ان الخير في اللذة المعنوية و الحسية معا، و هي تقول: ان الخير في لذة المعدة، و ما اليها من المظاهر الحسية .. و من أهل هذه الفلسفة فرعون و مشركو قريش .. فقد أنكر فرعون نبوة موسى (ع)، و برر إنكاره بقوله: «أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَ لا يَكادُ يُبِينُ فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ» - 53 الزخرف. و قال أيضا: أنا ربكم الأعلى ..

و لما ذا؟ فأجاب: «أَ لَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَ هذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَ فَلا تُبْصِرُونَ» ؟

و أنكرت قريش نبوة محمد (ص)، و احتجت بقولها: «لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ» - 12 هود. و كما قال فرعون: أليس لي ملك مصر؟ و قالت قريش:

نحن أكثر مالا، و أعز نفرا .. و لا تختص فلسفة المعدة هذه بفرعون و مشركي قريش، و لا بالمترفين و أهل الثراء فكل من احترم شخصا و قدره لماله فهو من الذين آمنوا بفلسفة المعدة و حشوها، و دانوا بأن الخير كل الخير فيها و في امتلائها.

و لقد قرأت فيما قرأت كلمة لعميل مأجور قال فيها: ان الذين يلومون الولايات المتحدة على قواعدها الحربية، و على ضربها قوى التحرر في كل مكان، و على سلبها مقدرات الشعوب المستضعفة، ان هؤلاء اللائمين ينسون أو يتناسون ان الولايات المتحدة أقوى علما، و أكثر مالا من كل الشعوب، و من كان الأعلى علما و مالا يجب ان يطغى و يستبد .. و كنت أحسب ان فلسفة المعدة قد ولت‏

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 196

مع عصر الظلمات حتى قرأت كلمة هذا الدخيل فأدركت ان لهذه الفلسفة جذورا عميقة في نفوس الأدعياء و العملاء.

(وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَ رِءْياً) . تقدم نظيره في الآية 6 من سورة الانعام ج 3 ص 162 (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً) . أمر اللّه نبيه الكريم ان يقول للذين يرون الخير في حشو المعدة: ان هذا الذي تفتخرون به من السعة في العيش هو ابتلاء يمتحن اللّه به عباده، و يمهلهم أمدا غير قصير، فان شكروا أنعم اللّه عليهم بالثواب و حسن المآب، و ان ازدادوا كفرا و طغيانا سلط عليهم من يسومهم سوء العذاب في الحياة الدنيا، أو يعذبهم اللّه العذاب الأكبر في اليوم الآخر .. و عندها يعلمون أي الفريقين أسوأ حالا: المؤمنين الفقراء، أو الكافرين الأغنياء؟ و لو ان إنسانا ملك كل ما طلعت عليه الشمس لم يكن هذا الملك شيئا مذكورا بالقياس إلى أدنى عذاب من حريق جهنم .. قال علي أمير المؤمنين (ع): «ما خير بخير بعده النار، و ما شر بشر بعده الجنة، و كل نعيم دون الجنة محقور، و كل بلاء دون النار عافية».

(وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) . و ذلك بأن يعرفهم بحقيقة أنفسهم، و بمواقع الخطأ و الصواب .. و هذه هي الهداية و النعمة الكبرى‏ (وَ الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيْرٌ مَرَدًّا) . و المرد هو المرجع و العاقبة، و الباقيات الصالحات العلم و العمل النافع، و هما خير من المال و الجاه لأنهما دائما باقيان لا ينقطع نفعهما و ثوابهما، أما الجاه و المال فإلى هلاك و زوال.

[سورة مريم (19): الآيات 77 الى 87]

أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَ قالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَ وَلَداً (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (78) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَ نَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (79) وَ نَرِثُهُ ما يَقُولُ وَ يَأْتِينا فَرْداً (80) وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81)

كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَ يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) أَ لَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (85) وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى‏ جَهَنَّمَ وِرْداً (86)

لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (87)

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 197

اللغة:

سنكتب ما يقول أي ان أقواله محفوظة عليه. و نمد له من العذاب نزيده منه.

و المراد بنرثه نسلبه، و ما يقول اشارة إلى المال و الولد المذكورين في قول الكافر:

«لَأُوتَيَنَّ مالًا وَ وَلَداً» . و المراد بالضد الأعداء. و تؤزهم تزعجهم. و الوفد جمع وافد، و هو القادم. و ورد أي يردون جهنم كما ترد الدواب الماء.

الإعراب:

أطّلع أصلها أ اطلع همزة الاستفهام الانكاري، و همزة الوصل، فحذفت إحداهما تخفيفا. و قال ابن هشام في كتاب المغني: «كلا عند سيبويه و الخليل و المبرد و الزجاج و أكثر البصريين حرف معناه الردع و الزجر، و لا معنى لها عندهم إلا ذلك». و فردا حال. و نعد مضارع و مفعوله محذوف أي نعد أعمالهم. و لا يملكون الضمير يعود إلى المجرمين. إلا من اتخذ استثناء منقطع أي لكن من اتخذ.

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 198

المعنى:

(أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَ قالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَ وَلَداً) . جاء في كتب الأحاديث و التفاسير ان العاص بن وائل والد عمرو بن العاص لما سمع بذكر البعث قال مستهزئا:

لأوتين في الآخرة مالا و ولدا .. و لفظ الآية ظاهر في ان زنديقا قال هذا، أما ذكر الأسماء و تعيين الأشخاص فما هو من طريقة القرآن، و مثل هذه الآية قول صاحب الجنة: «وَ لَئِنْ رُدِدْتُ إِلى‏ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً» - 36 الكهف و قد رد سبحانه هذا الزعم بقوله:

(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) من أين جاءه هذا العلم؟ هل عنده مفاتيح الغيب، أم أخذ ميثاقا من اللّه بذلك؟ (كلا) لا هذا و لا ذاك ..

انه كافر فاجر (سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَ نَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) . لقد حفظنا عليه أقواله، و سنزيده من أجلها عذابا على عذاب جزاء كفره و افترائه.

(وَ نَرِثُهُ ما يَقُولُ وَ يَأْتِينا فَرْداً) و أيضا سنسلبه ما لديه من مال و ولد، و ذلك بموته و إهلاكه، و نبعثه يوم القيامة وحيدا فريدا تماما كما خلقناه أول مرة (وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا) لأن من اعتز بغير اللّه ألبسه ثوب الذل‏ (سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَ يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) . ضمير يكفرون و يكونون يعود الى المعبودين، و ضمير عليهم الى العابدين، و أوضح تفسير لهذه الآية ما جاء في نهج البلاغة: «عن قليل يتبرأ التابع من المتبوع، و القائد من المقود، فيتزايلون بالبغضاء، و يتلاعنون عند اللقاء». و قال تعالى: «تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ» - 63 القصص. بل كانوا يعبدون أهواءهم و أغراضهم.

(أَ لَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) . أي تزعجهم و تهيجهم و تدفع بهم الى المعاصي، و المعنى ان اللّه سبحانه يخلي بينهم و بين الشياطين الذين يوسوسون لهم و يغرونهم بالمعاصي، و لا يتدخل بإرادته التكوينية لردع الشياطين عنهم، و انما يبين لهم طريق الخير و الشر، و يمنحهم القدرة التامة على الفعل و الترك، و ينهاهم عن هذا، و يأمرهم بذاك، و يترك لهم الخيار فيما يفعلون و يتركون .. و لو سلبهم الارادة لكانوا و الجماد سواء.

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 199

(فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) . لا تعجل يا محمد باهلاك الكافرين فإنه آت لا محالة، و لكن اللّه يؤخرهم الى أجل مسمى ليحصي عليهم أعمالهم ثم يجازيهم عليها بما يستحقون .. فإنه لا خير في طول الحياة إلا لمن آمن و عمل صالحا، اما من كفر و اجترح السيئات فحياته و بال عليه: «وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ» - 178 آل عمران.

(يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) . و كلمة الوفد تشعر بالتشريف و التكريم، و المعنى ان اهل اللّه و طاعته يفدون عليه غدا معززين مكرمين‏ (وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى‏ جَهَنَّمَ وِرْداً) .. للمؤمنين الكرامة بالوفادة، و للمجرمين الهوان بالسوق، تماما كما تساق البهائم الى ورود الماء يساق المجرمون الى ورود جهنم، و بئس الورد المورود (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) . كل من و في بعهد اللّه و لم يخنه في كبيرة و لا صغيرة فقد أعطاه اللّه عهدا بالفوز و النجاة، و بالشفاعة لمن هو أهل لها: «وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ» - 40 البقرة.

[سورة مريم (19): الآيات 88 الى 98]

وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (89) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (91) وَ ما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (92)

إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَ عَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (96) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (97)

وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً (98)

تفسير الكاشف، ج‏5، ص: 200

اللغة:

الراد المنكر. و تتفطر تنشق. و تخر تسقط. و اللّد جمع ألد، و هو الشديد في خصومته. و الركز الصوت الخفي.

الإعراب:

المصدر من دعوا مفعول من أجله أي نخر لدعوتهم. و المصدر من أن يتخذ فاعل ينبغي. و ان نافية و كل مبتدأ و آتي خبر أي ما منهم أحد إلا آتي. و عبدا حال أي مملوكا. و فردا حال. و كم مفعول أهلكنا و المميز محذوف أي كم قرنا أهلكنا. و من زائدة اعرابا، و أحد مفعول تحس.

المعنى:

(وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً) . لقد هدد اللّه سبحانه الذين جعلوا له بنين و بناتا. و توعدهم في الكثير من آياته، منها الآية 116 من سورة البقرة ج 1 ص 186 و الآية 48 من سورة النساء ج 2 ص 344 و الآية 171 من سورة النساء أيضا ج 2 ص 499 و الآية 101 من سورة الأنعام ج 3 ص 237.

ثم ذكر سبحانه قولهم هنا بهذا الأسلوب الرهيب .. و هو ان دل على شي‏ء فإنما يدل على ان الإنسان يجرأ على ما لا يجرأ عليه كائن في الأرض و لا في السماء ..

صفحه بعد