کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 327

الجزء الثّالث عشر

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 329

[سورة يوسف (12): الآيات 54 الى 57]

وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قالَ اجْعَلْنِي عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَ لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ (57)

اللغة:

أستخلصه أجعله خالصا لنفسي. و المكين من التمكين أي انت عندنا ذو مكانة و منزلة. و يتبوأ منها يتخذ منها منزلا.

الإعراب:

فاعل كلّمه ضمير مستتر يجوز أن يكون للملك و ليوسف أيضا لأن المعنى يصح على التقديرين. و ضمير قال انك الخ. مستتر يعود الى الملك. و ضمير قال اجعلني الخ. يعود الى يوسف. و مفعول مكنا محذوف أي مكنا الأمر ليوسف، و يجوز أن يكون يوسف هو المفعول و اللام زائدة. و جملة يتبوأ حال من يوسف.

و حيث ظرف منصوب بيتبوأ.

المعنى:

(وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ‏

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 330

أَمِينٌ) . بعد أن شهدت امرأة العزيز و النسوة على أنفسهن، و عرف الناس جميعا ان يوسف منزّه عن الاغراض و العيوب، بعد هذا رضي يوسف بالخروج من السجن، و طلبه الملك ليكون زعيما في مملكته و عونا له على تدبيرها و ادارتها.

و لما اجتمع به، و سمع منه وقع حبه و احترامه في قلبه، و قال له فيما قال: أنت محترم عندنا و مؤتمن على كل شي‏ء في الدولة، و ما قال الملك هذا إلا حين أيقن بمقدرته و علمه و حكمته. و قيل ان يوسف كان عمره آنذاك 30 سنة، و في «مجمع البيان» ان يوسف سلم على الملك بالعربية، و لما سأله من أين لك هذا اللسان؟

قال: هو لسان عمي إسماعيل، و في تفسير المنار ان ملك مصر كان في عهد يوسف من ملوك العرب المعروفين بالرعاة «الهكسوس» «1» و قال الطبري ان هذا الملك كان اسمه الوليد بن الريان.

(قالَ اجْعَلْنِي عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) . بعد أن فوض الملك الأمر ليوسف في كل ما يريد و يختار من المناصب اختار الولاية على خزانة الدولة و اقتصادها «2» ، اختار هذه الولاية بعد أن خيّر، و لم يطلبها ابتداء كي يقال:

كيف طلب الولاية .. و على افتراض انه طلبها ابتداء فلم يطلبها لمصلحته الخاصة، بل للصالح العام، و ليحفظ للمستضعفين حقوقهم و بالخصوص في سني القحط و المجاعة .. لقد علم يوسف ان البلاد مقبلة على بلاء و شدة، فإذا لم يكن صاحب الخزانة حفيظا عليها عليما بشئونها ضاعت حقوق الناس بخاصة الفقراء و المساكين ..

هذا الى أن المال عصب الأمة و حياتها، فإذا لم يكن زمامه بيد الأكفاء علما و خلقا كان مصير الأمة الى الهلاك و الدمار، حتى في سني الخصب و الرخاء.

أما إذا كانت مقادير الأمة بيد الأكفاء و الأمناء فإنهم يقودونها الى خيرها و صلاحها دنيا و آخرة، و قد نقل كثيرون ان يوسف حين تولى أمر الخزانة، و رأى الناس من عدله و حسن تدبيره ما صان لكل ذي حق حقه آمنوا برسالته،

(1). قرأت في جريدة «اخبار اليوم» المصرية تاريخ 25- 1- 1969 ان بعثة جامعة فيينا المكونة من 6 من علماء الآثار أعلنت ان الهكسوس كانوا عربا.

(2). في مصر يسمون وزير المالية بوزير الخزانة: و غير بعيد ان يكون مصدر التسمية قول يوسف:

«اجعلني على خزائن الأرض».

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 331

حتى الملك آمن و شهد ان لا إله الا اللّه و ان يوسف رسول اللّه، قال إسماعيل حقي في «روح البيان»:

«قال مجاهد: أسلم الملك على يد يوسف، و جمع كثير من الناس»، و عقّب صاحب «تفسير البيان» على قول مجاهد بهذه الكلمة: «إذا كان الإحسان الى يوسف و الإكرام له سببا للايمان و العرفان فما ظنك بمن آسى رسول اللّه (ص) و ذب عنه ما دام حيا و هو عمه أبو طالب، فالأصح انه ممن أحياه اللّه للايمان، كما سبق في المجلد الأول». و سبق الكلام عن اسلام أبي طالب عند تفسير الآية 113 من سورة التوبة.

(إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) . أحفظ المال من الإسراف و الضياع، و أعلم المستحقين له من غيرهم، و أضع كل شي‏ء في موضعه. و عن الإمام جعفر الصادق انه قال: يجوز للرجل أن يزكي نفسه إذا اضطر الى ذلك، فلقد قال يوسف:

«اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم».

و في بعض التفاسير: «لم يقل يوسف للملك: عشت يا مولاي، أنا عبدك الخاضع، كما يقول المتملقون للطواغيت، و انما طالب بما يعتقد انه قادر على النهوض به من أعباء الأزمة، و صيانة الأرواح من الموت، و البلاد من الخراب ..

فيا ليت المتملقين للطغاة يقرءون القرآن ليعرفوا ان الكرامة و الاباء و الاعتزاز يدر من الربح أضعاف ما يدر التمرغ و التزلف و الانحناء». قال الرازي: روي ان الملك قال ليوسف: «أحب ان أشركك في كل شي‏ء الا في أهلي و الأكل معي. فقال له يوسف: لا آكل معك و أنا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم الخليل».

(وَ كَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَ لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) . صبر يوسف على إلقائه في البئر، و على بيعه في سوق العبيد، و خدمته في بيت العزيز، و على التهمة بالخيانة، و السجن، و الأسر، صبر على ذلك و أكثر من ذلك، صبر و احتسب و توكل على اللّه .. فما ذا كانت النتيجة؟. لقد خرج من السجن خروج الأبطال من معارك النصر .. خرج ليحكم في الأرض مطلق اليد مسموع الكلمة، نافذ السلطان .. و هكذا يوفّى الصابرون‏

تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 332

أجرهم في الدنيا (وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ) . و أجر الآخرة الجنة التي «لا ينقطع نعيمها، و لا يظعن مقيمها، و لا يهرم خالدها، و لا يبأس ساكنها» كما قال الإمام علي (ع) .. و أين من هذا النعيم الدائم الذي لا يشوبه بؤس و لا هرم ذلك الملك الزائل المشوب بالأتعاب و الآلام؟. و في بعض الروايات ان امرأة العزيز أتت يوسف في السنين العجاف تطلب منه قوتا، و قد مات زوجها و رماها الدهر بالخطوب، و نال منها ما نال، و ان يوسف لما رآها قال لها:

ما الذي أوصلك الى ما أرى؟. فقالت له: سبحان من جعل الملوك بمعصيته عبيدا، و جعل العبيد بطاعته ملوكا.

[سورة يوسف (12): الآيات 58 الى 62]

وَ جاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَ لَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَ لا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَ أَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَ لا تَقْرَبُونِ (60) قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَ إِنَّا لَفاعِلُونَ (61) وَ قالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى‏ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)

اللغة:

صفحه بعد