کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير الكاشف

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 34]

الجزء الثاني

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): آية 104]

سورة النساء

الجزء الثالث

سورة المائدة

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

[سورة الأنفال(8): آية 24]

الجزء الرابع

سورة التوبة

سورة يونس

سورة هود

سورة يوسف

سورة الرعد

سورة النحل

الجزء الخامس

سورة الأسراء

سورة الكهف

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة المؤمنون

سورة النور

الجزء السادس

سورة القصص

سورة الأحزاب

الجزء السابع

تفسير الكاشف


صفحه قبل

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 513

اللغة:

أنيب ارجع. و فاطر خالق و مبدع. و أزواجا الأولى الإناث، و الثانية الذكور و الإناث. و يذرؤكم يبرزكم الى الوجود نسلا بعد نسل. و مقاليد مفاتيح. و يقدر يضيق. و يجتبي يصطفي.

الإعراب:

أم اتخذوا «أم» بمعنى بل للانتقال من كلام الى كلام، و قيل هي بمعنى الهمزة فقط. و ما اختلفتم «ما» اسم متضمن معنى ان الشرطية، و يحتاج الى فعل الشرط و جوابه. و من شي‏ء «من» بيان لما، أي كل شي‏ء تختلفون فيه.

و ذلكم مبتدأ و اللّه خبر و ربي بدل و فاطر خبر آخر. و يذرؤكم فيه ضمير فيه يعود الى الجعل المفهوم من قوله تعالى جعل لكم. و كمثله الكاف زائدة اعرابا أي ليس مثله. و ان أقيموا «ان» مفسرة لشرع لكم. و بغيا مفعول من أجله لتفرقوا.

المعنى:

أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَ هُوَ يُحْيِ الْمَوْتى‏ وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ . بعد أن قال سبحانه في الآية 6: وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ‏ أعاد هنا هذا القول و زاد عليه بأنه تعالى وحده الناصر و المعين و المحيي و المميت و القادر على كل شي‏ء، أعاد مع هذه الزيادة بقصد الاستنكار على من اتخذ من دونه أولياء مع ان غير اللّه لا يحيي و لا يميت و لا ينصر و يعين لأنه لا يقدر على شي‏ء.

وَ مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ‏ . هذا حكاية لكلام الرسول الأعظم (ص) يخاطب به جميع الناس، و يقول لهم، ان كل شي‏ء يختلف الناس في أنه حق أو باطل فالمرجع فيه إلى القرآن،

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 514

فقوله الفصل، و حكمه العدل، و مثل هذه الآية قوله تعالى: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلًا - 59 النساء ج 2 ص 362.

فاطِرُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ خالقهما و مدبرهما، و لا فرق عند اللّه بين خلق السموات و الأرض و بين خلق النملة، فقد أحكم خلق هذه تماما كما أحكم خلق الكون‏ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لتسكنوا اليها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ‏ - 21 الروم. وَ مِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً ذكورا و إناثا (يذرؤكم فيه) أي في هذا الجعل، و يذرؤكم هنا تتضمن معنى التكثير، أي ان اللّه جعل الناس ذكورا و إناثا و كذلك الأنعام ليتكاثر الناس و الأنعام، و هذا التكاثر نعمة من اللّه تعالى.

لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ لا في ذاته، و لا في صفاته لأنه فوق كل شي‏ء و خالق كل شي‏ء، لا إله إلا اللّه الواحد القهار وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ يسمع الأقوال، و يبصر النوايا و الأفعال‏ لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏ . أرزاق السموات و الأرض بيد اللّه يبسطها لهذا، و يقبضها عن ذاك، و هو عليم بما تستدعيه الحكمة، و ليس من شك ان البلغة من المال مع الصحة و الأمان و الدين و الصلاح خير الف مرة من الكثرة مع الخوف و السقم و الكفر و الفساد. و تكلمنا عن الرزق بعنوان «الرزق و فساد الأوضاع» عند تفسير الآية 66 من سورة المائدة ج 3 ص 94، و بعنوان «هل الرزق صدفة أو قدر» عند تفسير الآية 100 ص 131 من نفس السورة و المجلد، و بعنوان «الإنسان و الرزق» عند تفسير الآية 26 من سورة الرعد ج 4 ص 401.

شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَ عِيسى‏ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ‏ . أرسل سبحانه جميع الأنبياء بكلمة التوحيد و الايمان باليوم الآخر، و اقامة الصلاة و إيتاء الزكاة، و تحريم الظلم و الغش و الزنا و الكذب، و الأمهات و البنات و الأخوات، و ما إلى ذلك من أصول الدين و الشريعة دون فروعها التي تختلف و تتفاوت بحسب الظروف و المصالح، و أشار سبحانه إلى ذلك بقوله: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً - 48 المائدة

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 515

ج 3 ص 68، و انما خص سبحانه بالذكر نوحا و ابراهيم و موسى و عيسى و محمد لأنهم من أولي العزم، و إلا فإن هذا الموصى به واحد الى جميع الأنبياء.

و إذا كان الإله واحدا، و الدين واحدا، و الدعوة واحدة فلما ذا التناحر و العداء في الدين؟ و ما هو المبرر لتلك الحروب الدينية التي سجلها التاريخ بأحرف الخزي و العار؟ و تكلمنا مفصلا عن دعوة الأنبياء و انهم على دين واحد بعنوان: «الدين عند اللّه الإسلام» ج 2 ص 26، و تكلمنا عن الاختلاف بين أهل الأديان و المذاهب في المجلد المذكور ص 29 بعنوان: «تفترق أمتي 73 فرقة» و في المجلد الأول ص 178 فقرة «احتكار الجنة»، و ص 181 فقرة «كل يعزز دينه».

كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ‏ يا محمد أولا لأنك لا تملك سلطانا و لا مالا. ثانيا انك تدعو الى الحق، و لا شي‏ء أثقل منه على أهل الأهواء و الباطل. ثالثا و صمت آباءهم بالجهل و الضلال. اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ .

و قد اختار محمدا لأنه أهل لرسالته، و ختم به جميع الرسل حيث لا يقاس به أحد من الأولين و الآخرين‏ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ‏ . كل من يلجأ الى اللّه بصدق و اخلاص يستجيب له و يهديه: وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ‏ - 11 التغابن.

وَ ما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ‏ . تقدم مثله في الآية 213 من سورة البقرة ج 1 ص 317 و الآية 19 من سورة آل عمران ج 2 ص 28 وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ‏ . تقدم في الآية 19 من سورة يونس ج 4 ص 144 و الآية 110 من سورة هود ج 4 ص 272 و الآية 129 من سورة طه ج 5 ص 253 و الآية 45 من سورة فصلت.

وَ إِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ‏ . المراد بالذين أورثوا الكتاب اليهود و النصارى، و ضمير من بعدهم يعود إلى الأنبياء أو إلى الأمم السابقة، و ضمير منه يعود الى محمد المفهوم من قوله تعالى: اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ و المعنى ان أهل الكتاب جحدوا ما جاء به محمد (ص) على الرغم من شواهد البينات على نبوته و صدق رسالته.

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 516

[سورة الشورى (42): الآيات 15 الى 18]

فَلِذلِكَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) وَ الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ عَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (16) اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَ الْمِيزانَ وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَ الَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَ يَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (18)

اللغة:

لا حجة بيننا أي لا خصومة و لا جدال. و يحاجون في اللّه يخاصمون في دينه.

استجيب له دخل الناس في الإسلام. حجتهم داحضة خصومتهم باطلة. و الميزان العدل. و الساعة القيامة. و مشفقون خائفون. و يمارون يجادلون.

الإعراب:

و الذين يحاجون مبتدأ أول، و حجتهم مبتدأ ثان، و داحضة خبره، و الجملة حبر المبتدأ الأول. و الميزان عطف على الكتاب. و لعل الساعة على حذف مضاف أي لعل مجي‏ء الساعة.

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 517

المعنى:

فَلِذلِكَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ‏ . ذلك إشارة إلى دين اللّه و إقامته، و المعنى ادع يا محمد الى الدين الحنيف الذي وصى به سبحانه جميع الأنبياء، و اثبت عليه و على الدعوة اليه، و قال تعالى في الآية 113 من سورة هود: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ‏ ج 4 ص 272 تماما كما في الآية التي نحن بصددها، و تكلمنا هناك عن الاستقامة و أقسامها.

وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ‏ . النبي معصوم يتبع ما يوحى اليه، و لا يتبع هواه و لا هوى غيره .. و قلنا أكثر من مرة: ان النهي عن الشي‏ء لا يدل على جواز وقوعه من المخاطب، و ان للأعلى أن ينهى غيره بما شاء. و تقدمت هذه الجملة بالحرف في الآية 48 من سورة المائدة ج 3 ص 67 وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ . أعلن يا محمد على الملأ إيمانك بكل كتاب أنزله اللّه كائنا ما كان، و ان اللّه هو رب الجميع، و انك تحكم بين الناس بالعدل، فتنتصف للمظلوم من الظالم، و تقتص للضعيف من القوي، و ان كان ذا قربى، و أعلن أيضا ان كل امرئ هو وحده المسئول عن عمله أمام اللّه، و انه لا خصومة بينك و بين أي انسان، و ان اليه تعالى مصير العباد، فيجازي كل نفس بما كسبت، و بهذا النهج القويم و المنطق السليم تقيم الحجة على أعدائك، و لا تبقي علة لمتعلل.

وَ الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ عَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ . كان أهل الكتاب يجادلون المسلمين و يحاولون أن يردوهم عن دينهم بعد أن هداهم اللّه الى الإسلام. و روى الطبري في تفسيره ان اليهود و النصارى قالوا للمسلمين: «كتابنا قبل كتابكم، و نبيّنا قبل نبيكم، فنحن خير منكم» .. و ليس هذا ببعيد عن جدال أعداء الحق و الدين، بل هو أقل ما ينتظر منهم .. و لكن حجتهم باطلة لأن الفضل يكون بالعمل لا بالوقت و تقدمه، و إلا كان إبليس أفضل من آدم، لأنه أقدم منه. و على أية حال فإن عاقبة من جادل بالباطل الى الوبال و الخسران دنيا و آخرة.

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 518

(اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَ الْمِيزانَ) . المراد بالكتاب هنا القرآن، و معنى نزوله بالحق ان كل ما فيه حق، و أيضا يقر و يعترف بكل ما هو حق، و معنى نزوله بالعدل انه يفصل بين الناس بالعدل، فالعدل يحتاج الى طرفين دون الحق أي ان الحق أعم، فكل عدل يقال له حق، و ليس كل حق يقال له عدل ..

تقول: الشمس حق لأنها موجودة، و لا تقول: الشمس عدل‏ (وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) . هذا جواب قول المستهزئين: متى قيام الساعة؟ أما قربها فلأن كل آت قريب. و من مات فقد قامت قيامته.

(يَسْتَعْجِلُ بِهَا) استهزاء (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها) . و كم من مستعجل امرا ودّ حين يدركه ان بينه و بينه بعد المشرقين‏ (وَ الَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَ يَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ) . أجل، انهم يعرفون حقيقتها تماما كمن قد رآها، لذا خافوا منها، و مما قاله الإمام علي (ع) في وصفهم: «قد براهم الخوف بري القداح- أي السهام- ينظر اليهم الناظر فيحسبهم مرضى، و ما بالقوم من مرض، و يقول:

قد خولطوا، و لقد خالطهم أمر عظيم» و نظم هذا المعنى بعض الشعراء فقال:

يقال مرضى و ما بالقوم من مرض‏

أو خولطوا خبلا حاشاهم الخبل‏

تعادل الخوف و الرجاء فلم‏

يفرط بهم طمع يوما و لا و جل‏

(أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) . يمارون يجادلون، و في ضلال بعيد أي أوغلوا في الضلال لأنهم أنكروا النشأة الأخرى، و هم يرون النشأة الأولى.

[سورة الشورى (42): الآيات 19 الى 22]

اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20) أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (21) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22)

تفسير الكاشف، ج‏6، ص: 519

اللغة:

الحرث الكسب، يقال: فلان يحترث لعياله أي يكتسب لهم، و حرث الآخرة و الدنيا العمل لهما. و شرعوا بيّنوا و زيّنوا. و مشفقين خائفين.

الإعراب:

من نصيب «من» زائدة إعرابا و نصيب مبتدأ، و ما قبله خبر. و ضمير لهم للكفار، و ضمير شرعوا للشركاء. و كلمة مبتدأ و الخبر محذوف أي لولا كلمة الفصل موجودة أو سابقة.

المعنى:

(اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) . ذكر سبحانه في هذه الآية انه اللطيف الرزاق، و القوي العزيز، و المراد باللطيف البر، قال تعالى:

صفحه بعد